|
الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() وحي الله تعالى للأنبياء عليهم السلام د. أحمد خضر حسنين الحسن مما هو معلومٌ أنه لا تكون النبوة إلا بوحي من الله تعالى، ولا نبوة إلا باصطفاء من الله تعالى، والنبوة لا تُدرَك بالاجتهاد في فعل الخير ولا بنحوه، وقد بيَّن الله تعالى ذلك في كتابه كما بين درجات الوحي في قوله تعالى: ﴿ وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِن وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ ﴾ [الشورى: 51]. قال في التفسير الوسيط[1]: هذه الآية الكريمة قد دلت على أن تكليم الله تعالى للبشر وقع على ثلاثة أوجه: الأول: عن طريق الوحي، وهو الإعلام في خفاء وسرعة، عن طريق الإلقاء في القلب يقظةً أو منامًا، ويشمل الإلهام والرؤيا المنامية، والوحي مصدر أوحى، وقد غلب استعمالُه فيما يُلقى للمصطفين الأخيار من الكلمات الإلهية. والثاني: عن طريق الإسماع من وراء حجاب، أي حاجز، بأن يسمع النبي كلامًا دون أن يرى مَن يُكلِّمه؛ كما حدث لموسى عليه السلام عند ما كلَّمه ربُّه - عز وجل - وهذا الطريق هو المقصود بقوله تعالى: ﴿ أَوْ مِنْ وَراءِ حِجابٍ ﴾. والثالث: عن طريق إرسال ملك، وظيفته أن يبلغ الرسول ما أمَره الله بتبليغه له، وهو المقصود بقوله تعالى: ﴿ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ ما يَشاءُ ﴾. وهذا الطريق الثالث قد وضَّحها الحديث الذي رواه الإمام البخاري عن عائشة رضي الله عنها أن الحارث بن هشام سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله، كيف يأتيك الوحي؟ فقال صلى الله عليه وسلم: أحيانًا يأتيني مثل صلصلة الجرس - وهو أشده علي - أي: أحيانًا يأتيني مشابهًا صوته وقوعَ الحديد بعضه على بعض - فيفصِم عني وقد وَعيتُ عنه ما قال، وأحيانًا يتمثل لي الملك رجلًا، فيكلمني فأعي ما يقول؛ قالت عائشة: (ولقد رأيته صلى الله عليه وسلم ينزل عليه الوحي في اليوم الشديد البرد، فيفصِم عنه، وإن جبينه ليتفصَّد عرقًا)؛ رواه مسلم. والمعنى: وما صحَّ وما استقام لبشر أن يكلِّمه الله تعالى في أيِّ حال الأحوال إلا موحيًا إليه، أو مسمعًا إياه ما يُريد إسماعه له من وراء حجاب، أو يرسل إليه ملكًا ليُبلغه ما يريده سبحانه منه. قال ابن عاشور رحمه الله: ومن الوحي مَرائي الأنبياء فإنها وحي، وهي ليست بكلام يُلقَى إليهم، ففي الحديث: "إني رأيتُ دار هجرتكم وهي في حرَّة ذاتِ نخل، فوقع في وَهْلِي أنها اليمامة أو هَجر، فإذا هي طابة". وقد تشتمل الرؤيا على إلهام وكلام مثل حديث: "رأيتُ بَقَرة تُذبح ورأيتُ (واللهُ خيرٌ)"، وفي رواية رفع اسم الجلالة؛ أي: رأيت هذه الكلمة، وقد أوَّل النبي صلى الله عليه وسلم رؤياه البقرة التي تُذبح بما أصاب المسلمين يومَ أحد، وأما «والله خير»، فهو ما أتى الله به بعد ذلك من الخير)؛ اهـ. [1] التفسير الوسيط للقرآن الكريم - للإمام الأكبر محمد سيد طنطاوي – تفسير الآية المذكورة.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 5 ( الأعضاء 0 والزوار 5) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |