رمضان شهر الصبر - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         وصفات طبيعية لتفتيح منطقة الأنف وتوحيد لون البشرة.. هتحسى بفرق كبير (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 72 )           »          7 قطع لتزيين الحمام بأقل تكاليف.. أبرزها الشموع العطرية والنباتات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 67 )           »          طريقة عمل الكريب في البيت بنصف كوب دقيق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 64 )           »          6 نصائح لاختيار الستائر المثالية للصيف.. تمنح الخصوصية وتساعد في التبريد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 71 )           »          مستحضرات العناية بالبشرة مش كفاية.. 4 أسرار لوجه نضر ومشرق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 69 )           »          عصائر طبيعية تعتبر كبسولة النجاح لطلاب الثانوية العامة 2024 (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 87 )           »          طريقة عمل البيض باللحم المفرومة.. طبق شهي بأقل المكونات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 76 )           »          4 أشكال لغرف أطفال تناسب جميع الأعمار هتساعدك على الاختيار (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 62 )           »          زيت جوز الهند والعسل.. 3 وصفات طبيعية لشفاه نضرة ووردية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 62 )           »          طريقة عمل الدجاج بصلصة الليمون (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 46 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 30-04-2024, 03:00 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 136,297
الدولة : Egypt
افتراضي رمضان شهر الصبر

رمضان شهر الصبر - رمضان وقوة الإرادة



الشيخ باسل بن عبد الرحمن الجاسر

بسم الله الرَّحمن الرَّحيم
الحمد لله ثمَّ الحمد لله، الحمد لله نحمده، نستعين به نستهديه نسترشده، نتوب إليه نتوكَّل عليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيِّئات أعمالنا، {مَن يَهْدِ اللهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَمَن يُضْلِلْ فَلَن تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُرْشِدًا *}[1]، وأشهد أنْ لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أنَّ سيِّدنا محمَّداً عبده ورسوله، وصفيُّه وخليله، خير نبيٍّ اجتباه، وهدىً ورحمةً للعالمين أرسله
بلغَ العُـلا بكمالِـهِ كشفَ الدُّجى بجمالِـهِ
حسُنتْ جميعُ خصالِهِ صلُّـوا عليـهِ وآلـهِ
اللَّهمَّ صلِّ على سيِّدنا محمَّدٍ عبدك، ورسولك، النَّبيِّ الأميِّ، وعلى آله، وصحبه، وسلَّم تسليماً كثيراً.
أمَّا بعد:
أيُّها الأخوة المؤمنون:
ها نحن أولاء نتجوَّلُ في صرح المدرسة الرَّمضانيَّة الشَّامخ، ونتنقَّلُ ما بين قاعاته، ونطَّلع على مختبرات هذه المدرسة، وفصولها الدِّراسيَّة؛ لنرى فيها تنوُّعاً عظيماً، ولنرى فيها غِناً لا يوجد في مدرسة أخرى غيرها…
نجد في فصلٍ من الفصول أُناساً كُلٌّ منهم يبتسم في وجه صاحبه، ويقدِّمُ لصاحبه ما يستطيع، وما يملك من أشكال الهدايا، والمِنحْ، نسأل: ما هذا الفصل وماذا يُدرَّس فيه؟
فيقال لنا: هنا في هذا الفصل يُدرَّس علم الحبِّ، يُدرَّس علم الرَّحمة والتَّسامح، حيث لا يوجد صرْحٌ كصرح رمضان يُدرَّس هذا العلم فيه بهذه الكفاءة، وبهذه السَّويَّة العالية.
نجد فصلاً آخر يُعلَّمُ فيه علم الصَّبر، وفي فصلٍ آخر يُعلَّمُ علم المراقبة، وفي مختبرٍ من المختبرات تُجرى اختباراتٌ صحيَّةٌ لهذا الجسم الإنسانيِّ، وقد كتب عليه: [صوموا تصحُّوا]…
نرى هذه المدرسة لا حدَّ لها، ولا نهايةَ لفصولها، ولا حصر لفوائدها، نسأل: أكُلُّ من يدخل هذه المدرسة يدرس في كُلٍّ هذه الفصول؟
فيقال لنا: إنَّ الدَّاخلين إلى هذه المدرسة كثيرون، ولكن الَّذين يتخرَّجون منها ويأخذون الشَّهادة قليلون، على الطَّالب الدَّاخلِ إلى هذه المدرسة أنْ يدرسَ في كُلِّ هذه الفصول، وأنْ يتقن دراسة كُلِّ المناهج، حتَّى إذا خرج من هذه المدرسة بعد مدَّةِ الدِّراسة الَّتي تبلغ تسعةً وعشرين يوماً، أو ثلاثين يوماً؛ يُنظرُ إلى ما حقَّق من إنجازاتٍ خلال هذه المدَّة؛ فإنْ درس المناهج كُلَّها بكفاءَةٍ عالية؛ أعطيَ شهادةً هي شهادةُ المغفرة، وشهادةُ القبول والرِّضى، وإلا خرج منها كما دخل، ولم ينتفع بهذه المدرسة إلا ببذل جهدٍ وجوعٍ، وعطشٍ… وخرج منها صِفْرَ اليدين؛ فلم يأخذ شهادةً، ولم يحلَّ عليه رضىً، ولم تجب له مغفرةً.
ها نحن أولاء أيُّها الأحبَّة، وقد تعرَّفنا في لقائنا الماضي على أحدِ مناهج هذه المدرسة الرَّمضانيَّة على منهج الحبِّ والرَّحمة، ها نحن أولاء نجاوز ذلك الفصل العظيم إلى قاعةٍ أخرى يُدرَّسُ فيها علمٌ آخر، لا يُدرَّسُ في مدرسةٍ أخرى كما يُدرَّسُ في مدرسة رمضان، علمٍ اختصَّ به رمضان، حتَّى اقترنَ اسمه باسمه، وحتَّى صار رمضان رمزاً لهذا العلم… إنَّهُ علم الصَّبر.
علم الصَّبر الَّذي ارتبط برمضان ارتباطاً وثيقاً، حتَّى صار رمضان يدعى شهر الصَّبر كما جاء في حديث مجيبةَ الباهليَّةِ رضي الله عنها: [أنَّ أباها أو عمَّها جاء إلى النَّبيِّ عليه الصَّلاة والسَّلام مسلماً، ثمَّ غاب عنه عاماً، وبعد سنةٍ كاملةٍ رَجَعْ فلم يعرفه النَّبيُّ عليه الصَّلاة والسَّلام قال: يا رسول الله: أنْا الباهليُّ الَّذي أتيتك العام الأوَّل، قال عليه الصَّلاة والسَّلام: لم أعرفك، قال يا رسول الله: ما أكلت طعاماً مُذْ فارقتك إلاّ بليل]… (لقد كنت صائماً طوال هذا العام) فقال صلوات الله وسلامه عليه: [عذَّبْتَ نفسك، صُمْ شهر الصَّبر، ويوماً من كُلِّ شهر، قال يا رسول الله: أُطيق أكثر من ذلك، قال: صُمْ يومين، قال: أُطيق أكثر من ذلك، قال: صُمْ ثلاثة أيَّام، قال أُطيق أكثر من ذلك، قال: صُمْ من الحرم واترك، صُمْ من الحرم واترك، صُمْ من الحرم واترك...].
أرأيتم ماذا سمَّى النَّبيُّ عليه الصَّلاة والسَّلام شهر رمضان؟ لقد سمَّاه شهر الصَّبر، قال: [صُمْ شهر الصَّبر، ويوماً من كُلِّ شهر]…
نعم إنَّه شهر الصَّبر، لأنَّ الصِّيام صبر، كما فسَّر بعض المفسِّرين قوله سبحانه وتعالى: {وَاسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلاَّ عَلَى الْخَاشِعِينَ *}[2] من أخذ هذا اللَّفظ على ظاهره قال: الصَّبر هو الصَّبر المعروف عند النَّاس، ومن أوَّل هذا اللَّفظ قال: الصَّبر ها هنا هو الصِّيام {وَاسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ} أيْ بالصِّيام، والصَّلاة فالصَّبر هو الصِّيام إذاً، رمضان إذاً قدِ اختصَّ بالصَّبر، وظهر فيه كما لم يظهر في غيره من الشُّهور.
أيُّها الأحبَّة: إنَّ رمضان يُعلِّم الإنسان أنْ يكون مريداً، أنْ يكون صاحب قرار، أنْ يتَّخذ قراره ويخلص له، ويبقى مثابراً على خدمة قراره إلى آخر الطَّريق، إنَّ رمضان يُعلِّمُك أنْ تكون رجلاً يا أيُّها الإنسان، إنَّه يعلِّمُك أنْ تكون صاحب كلمة، صاحب مبدأ… نعم عندما تتَّخذ قراراً بأنْ تمسك عن الطَّعام والشَّراب؛ فإنَّك بذلك تُعلن أنَّك صاحب مبدأ، وتُخلص لهذا المبدأ، وتخدمه…
أنت مقتنعٌ بضرورة الإمساك؛ لذلك أردت أنْ تمسك، ولذلك قَدرتَ على أنْ تمسك، ثلاثيَّةٌ لا انفصام بين أجزائها: القناعة، والإرادة، والقدرة، ومن قال: إنَّني مقتنعٌ بشيءٍ، ولكنَّني لا أُريده؛ فهو يكذب، ومن قال: إنَّني أريد الشَّيء، ولكنَّني لا أقدر عليه؛ فهو يكذب، من اقتنع بأمرٍ أراده، ومن أراد أمراً قدر عليه، لا انفصام بين الثُّلاثيَّةِ أيُّها الأحبَّة.
إنسانٌ مدخِّنٌ يقول: (أنا لا أستطيع التَّخلّيَ عن هذه السِّيجارة)؛ قد نصدِّقه يأتي إلى رمضان؛ فيتخلَّى عنها، يمسك عن الطَّعام، والشَّراب والتَّدخين وسائر المفطِّرات نهاراً كاملاً، وربَّما تغيب عن باله، حتَّى في اللَّيل؛ فيمسك عنها طوال الشَّهر، نقول: نراك قدْ قدرت، نعم لأنَّه أراد، ولمَّا وجدت عنده الإرادة وجدت القدرة، في غير هذا الشَّهر كان لا يريد؛ لذلك كان يتذرَّع بعدم القدرة، نعم إنَّه غير قادر لأنّه غير مريد…
فإذا زعمت أنَّك تريد شيئاً، ولكنَّك لا تقدر عليه؛ فأنت تكذب، واعذروني أيُّها الأحبّة لأنَّ الصَّراحة جارحةٌ في كثيرٍ من الأحيان، ولكن إنَّني أفضِّل الحقيقة المرَّة على الوهم اللَّذيذ، وهكذا كُلُّ عاقل يفضِّل الحقيقة المرَّة على الوهم اللَّذيذ، إنَّنا بحاجةٍ إلى أنْ نكتشف عيوبنا بصراحة، وإنْ كانت الصَّراحة مرَّة، وإنْ كانت الصَّراحة جارحة…
عندما تقول: إنَّني أُريد أنْ أستيقظ إلى صلاة الفجر، ولكنَّني لا أقدر، نقول: خُذْ بالأسباب؛ فيأخذ بالأسباب، يقول: ومع ذلك لم أقدر، نقول: ضَعْ مُنبَّهاً إلى جوارك، يقول: وضعت منبَّهاً؛ ومع ذلك استيقظت فأطفئته وتابعت نومي وأنا لا أشعر، لم أقدر… نقول: أُطلب من أحدٍ ما أنْ يوقظك، يقول: أيقظني كثيرون ولم أستيقظ، لم أقدر… نقول له: يا هذا عذَّبت نفسك، وعذَّبتنا، قُلْ لنا من البَدْءِ أنَّك لا تريد أنْ تستيقظ إلى صلاة الفجر؛ لذلك أنت لا تقدر، يقول: لا والله أنا أريد، نقول: إنَّك تريد إلى حدٍّ ما، ولكنَّ إرادتك لم تصر إرادةً كاملةً بحيث تثمر القدرة…
أسألك بالله عليك: لو كان عندك سفرٌ في السَّاعة الرَّابعة صباحاً في توقيت أذان الفجر أكنت تستطيع الاستيقاظ أم كنت لا تستطيع؟ بلى لأنَّك تريد أنْ تستيقظ، لو كان عملك دوامك الوظيفي في السَّاعة الثَّالثة صباحاً، أكنت تستيقظ، أكنت تقدر أم لا تقدر؟ بلى لأنَّك تريد، لو أنَّ إنساناً واعدك في السَّاعة الثَّالثة ليلاً ليعطيك مبلغاً من المال أو يعقد معك صفقةً تجاريَّة أكنت تقدر أنْ تستيقظ أم لا تقدر؟ بلى لأنَّك تريد في هذه الحالة، عندما لا تقدر فعل شيءٍ ما؛ فذلك لأنَّك لا تريده، وعندما لا تريده؛ فذلك لأنَّك لم تقتنع به القناعة الكاملة.
إنسانٌ مدخّن أقول له: يا أخي إنَّ التَّدخين حرام، يقول: والله أنا أعرف ولكنَّني لا أستطيع، نقول: إذاً لا تعرف، ما رأيك أنْ تطاوعني، وتسمع منِّي، أُحدِّثه عن أوجه التَّحريم في هذا التَّدخين؛ فيسمع، ويسمع؛ فيفاجئ ويذهل، يقول: كُلُّ هذا في هذه السِّيجارة؟! نقول: نعم وأكثر من ذلك، عندها يخرج علبة الدُّخان ويكسِّرها، ويقول: عهدٌ أقطعه أمامك، وأمام ربّي أنْ لا أعود إليها…
إذاً كان مقتنعاً إلى حدٍّ ما، كانت قناعته ناقصة؛ لذلك لم يكن مريداً؛ ولذلك لم يكن قادراً، لمَّا اكتملت قناعته تمَّت إرادته؛ ولمَّا تمَّت إرادته نضجت قدرته، عندها استطاع أنْ يفعل، من اقتنع أراد، ومن أراد قدر، ومن قدر فعل…
رمضان يُعلِّمك ذلك، رمضان يربِّي في نفسك الإرادة، يربِّي في نفسك الالتزام بالمبدأ، إنَّه يعلِّمك الصَّبر المبنيَّ على القناعة، فأنت مقتنعٌ بوجوب الإمساك؛ لهذا فأنت تمسك، مريداً قادراً على التَّخلِّي عن أُمورٍ ما كنت تستطيع التَّخلِّي عنها مع أنَّ الجسم هو الجسم، والنَّفس هي النَّفس، والطَّبيعة الإنسانيَّة هي ذاتها لم تتغيّر في رمضان عمَّا كانت عليه قبل ذلك، ولكنَّ الَّذي اختلف أنَّك في رمضان صرت مريداً فصرت قادراً، وفي غير رمضان لم تكن مريداً؛ فكنت عاجزاً…
يقول قائل: أنا لا أستطيع الاستغناء عن فِنجان القهوة الصَّباحيِّ، وإذا لم أتناول هذا الفِنجان؛ فإنَّ يومي كُلَّه يكون مضطرباً، في رمضان لا يتناول هذا الفِنجان، ولا يكون يومه مضطرباً، لأنَّه أراد؛ فاستطاع أنْ يغيِّرَ نظام حياته.
أيُّها الأحبَّة: إنَّنا نحتاج إلى أنْ نكون أصحاب مبدأ، لقد مضت علينا سنوات، ومضت على أُمَّتنا مئات السِّنين، ولم تكن صاحبت مبدأ، إنَّما كنَّا أُناساً مفعولاً بهم لا فاعلين، نعم على مدى عقودٍ بل قرون، ونحن يُفعل بنا، ولا نتَّخذُ قراراً، ولا نقِف وقفةً رجوليَّةً، ولا نكون أصحاب مبدأ، رمضان يُعلِّمنا أنْ نكون أصحاب مبدأ، يُعلِّمنا أنْ نكون رجالاً أصحاب كلمة، أصحاب قرار، أصحاب إرادةٍ، أصحاب قدرة…
الصَّبر أيُّها الأحبَّة: منهجٌ من المناهج الَّتي تُدرَّس في رمضان، ودرسٌ من الدُّروس العظيمة الَّتي تُعطى في مدرسة رمضان، الصَّبر بأشكاله المختلفة.
الصَّبر أيُّها الأحبَّة: كلمةٌ جامعةٌ لكلِّ خير؛ لهذا جعلها الله تعالى سِمَةً لعباده الصَّالحين، فقال سبحانه: بسم الله الرَّحمن الرَّحيم {وَالْعَصْرِ * إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ *}[3] إنَّها خصلةٌ جامعةٌ لكلِّ خير، مانعةٌ لكلِّ شر.
أتدرون ماذا يعني الصَّبر أيُّها الأحبّة؟ الصَّبر له أشكالٌ ثلاثةٌ، لو فهمناها لعلمنا أنَّها لم تدع خيراً إلاّ واستوعبته، ولم تدع شرَّاً إلاّ وطردته، أشكالٌ ثلاثةٌ للصَّبر:
الأوَّل منها أهونها وهو الَّذي يراه النَّاس صعباً عسيراً إنَّهُ: الصَّبر على المكروه.
الثَّاني منها: هو الصَّبر على الطَّاعة.
والثَّالث منها: هو الصَّبر عن المعصية.
كُلُّ هذه الأعمال مرتبطٌ بالصَّبر، الأوَّل هو الصَّبر على المكروه، إذا نزل بك ما لا تحبُّ؛ فعليك أنْ تصبر {وَاسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلاَّ عَلَى الْخَاشِعِينَ*}[4]، {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ *}[5]
ما الَّذي يحملك على الصَّبر على المكروه؟ العقل يحملك على ذلك, الإيمان يحملك على ذلك, أمَّا العقل فإنَّه يقول لك: إنَّ هذا المكروه الَّذي نزل لا تستطيع تغيره ولا تستطيع دفعه، فإنْ صبرت أو لججت فالواقع لن يتغير؛ فاصبر فذلك خيرٌ لك، وذلك يساعدك على الرَّاحة النَّفسيَّة؛ وأمَّا الإيمان فيقول لك: إنَّ هذا المكروه الَّذي نزل بك من تقدير ربِّك، والله سبحانه يريد بك الخير، فسلِّم أمرك لله لأنَّ الله يعلم خيرك أكثر مما تعلمه، اصبر لأنَّ البلاء لا يدوم، اصبر لأنَّ الحال يتقلَّب في هذه الدُّنيا
الدَّهرُ لا يبقى على حالهِ * لا بـدَّ أن يُقبلَ أو يُدبر
فإن تلقـاكَ بمكروهِـهِ * فاصبرْ فإنَّ الدَّهرَ لا يصبر
اصبر لأنَّ الله سبحانه قد أودع في ظلِّ الشَّر خيراً، فانظر إلى الخير الَّذي وراء الشَّرِّ تجد الشَّرَّ خيراً، وتشكر الله على كلِّ بلاء ينزله بك فضلاً عن الرَّخاء، ولو صَفَتْ قلوبنا لرأينا كلَّ أحوالنا خيراً ولرأينا كلَّ ما يُنزله الله بنا من صالحنا.
هذا الصَّبر أيُّها الأحبَّة هو أهون أشكال الصَّبر، أتعلمون لماذا؟ لأنَّنا إنْ صبرنا وإن لم نصبر فالأمر سيَّان من حيث النَّتيجة العمليَّة, ولكنَّ ما يخلف هو نظرة الله لنا وعاقبة الآخرة، فمن رضي فله الرِّضى ومن سخط فله السَّخط.
وأمَّا الشَّكل الثَّاني من أشكال الصَّبر أيُّها الأحبَّة فهو الصَّبر على الطَّاعة {رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا فَاعْبُدْهُ وَاصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيّاً *}[6]
{وَاصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ}… الصَّبر على الطَّاعة أيُّها الأحبَّة يعني أن تدوم عليها وألَّا تملَّ وألَّا تستجيب لنوازع السَّآمة، وما أكثر ما نرى هذه السَّآمة في العابدين، في أوَّل رمضان تمتلئ المساجد، أيامٌ قليلة تعود المسَّاجد إلى سابق عهدها، كثيرون سئموا لقد أخذتهم الحماسة وفارت نفوسهم ثمَّ انتهت هذه الفورة سرعان ما انتهت… لم يصبروا على الطَّاعة لقد رأوا هذا الأمر طويلاً…
إنسان تارك للصَّلاة نذكره وننصحه فيستجيب، أيامٌ معدودات ويترك مرةً أخرى ما القصة؟! لقد قال في نفسه: إلى متى سأبقى أصلي؟! الأمر طويل… وهذا أمرٌ لا نهاية له يوم يومان ثلاثة أربعة… وماذا بعد؟ نقول وبعد ذلك {وَاصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ}، { وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لَا نَسْأَلُكَ رِزْقاً نَّحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى *}[7]
الصَّبر على الطَّاعة أيُّها الأحبَّة ما أحوجنا إليه… رمضان يعلمنا أنْ نصبر على الطَّاعة، أنْ نصبر على التزام أمر الله وإنْ كان ذلك شاقَّاً علينا ولكنَّه من صالحنا، إنَّه يعلمنا قوَّة الإرادة، إنَّه يعلمنا أنْ نمشي في الطَّريق إلى آخره، وأمَّا الَّذي يمشي في طريقٍ خطواتٍ معدوداتٍ ثمَّ ينصرف عنه إلى طريقٍ آخر فإنَّه لن يصل إلى غايةٍ أبداً، التَّقلُّب سيودي بصاحبه إلى أسفل سافلين…
إذا سلكت طريقاً وأنت مقتنعٌ به فإيّاك أنْ تحيد عنه استجابةً لنوازع الهوى، أمَّا إذا تغيَّرت قناعاتك النَّاجمة عن عقلٍ سليم وقلبٍ سليم؛ فلا بأس أن تبحث عن الأصحِّ، وأمَّا أنْ تغيِّر اتباعك للحقِّ استجابةً للهوى فإنَّ ذلك سيرديك ويهوي بك…
أيُّها الأحبَّة: قوَّة الإرادة لا يساهم شيٌ في تقويتها مثل الصَّوم، سمعنا هذا من غير المسلمين فضلاً عن المسلمين، هذا الفيلسوف الألماني (جيهاردت) يقول بعد دراسة طويلة لسُبل تقوية الإرادة: (إنَّه لا يوجد شيءٌ يقوي الإرادة مثل الصَّوم)… إنَّه أقوى السُّبل القادرة على تقوية الإرادة لو أنَّك رشَّدته وانتفعت به ووجَّهت منافعه ولم تجعله يمضي هكذا دون فهمٍ وتدبرٍ.
الشَّكل الثَّالث من أشكال الصَّبر أيُّها الأحبَّة أكثر ما نحتاج إليه في هذا الزَّمان, الصَّبر عن المعصية، هناك أمرٌ عليك أنْ تصبر عليه وأنت متلبسٌ به، وأمرٌ عليك أنْ تصبر عنه وأنت حائدٌ عنه مبتعد، المعصية عليك أنْ تصبر عنها…
إذا رأيت مالاً كثيراً ليس لك وأنت محتاجٌ إلى مال ولو قليل… ونازعتك نفسك أنْ تمدَّ يدك إلى المال الحرام فاصبر عن المال الحرام…
إذا كانت نوازع الشَّهوة تُلحُّ عليك، ورأيت نساءً من حولك ونازعتك نفسك أنْ تنظر إليهنَّ ثمَّ أنْ تفعل أكثر من ذلك فاصبر عن الحرام…
وهكذا كلَّما نازعتك نفسك إلى حرامٍ فاذكر الصَّبر واذكر قوَّة الإرادة وقوَّة التَّحمُّل، اذكر أنَّ من صبر عن الحرام عوَّضه الله عنه حلالاً طيباً، ومن أيقن بذلك رآه بأم عينه…
يروى أنَّ سيِّدنا عليَّ بن أبي طالبٍ كرم الله وجهه دخل يوماً المسجد وأراد أنْ يربط دابته فلم يرَ حلقةً يربط بها دابته، رأى رجلاً فقال له: (هلّا أمسكت لي دابتي حتَّى أدخل المسجد أصلي فيه ثمَّ أخرج؟ قال: أفعل، فأمسك الرَّجل هذه الدَّابة، ودخل سيِّدنا عليٌّ، فلمَّا خرج سيِّدنا عليٌّ رأى الدَّابة واقفةً موضعها والرَّجل قد انصرف، ولكن الرَّجل قد أخذ معه لجام الدَّابة، لقد طمع في اللِّجام واستسهل نزعه عن الدَّابة وأخذه ليبيعه، قال سيِّدنا علي: (حسبنا الله ونعم الوكيل)، أخذ الدَّابة إلى السُّوق -وقد حفظها الله له- ليشتري لها لجاماً، رأى في السُّوق لجاماً يباع، نظر فيه فإذا به لجام دابته! قال للبائع: (بكم هذا اللِّجام؟ ومن أين أتيت به؟) قال: (والله أتاني رجل فباعني إيّاه منذ قليل، من مدَّة قصيرة)، قال: (وبكم باعك هذا اللِّجام؟)، قال: (باعني إياه بثلاثة دراهم)، قالسبحان الله! هذا سارق ائتمنته على دابتي فسرق اللِّجام وباعه، وكنت أنوي لمَّا دخلت المسجد إذا خرجت أنْ أكافأه على خدمته وأعطيه ثلاثة دراهم…)! فاستعجل الرِّزق فأخذ اللِّجام وباعه فأخذه مالاً حراماً، ولو صبر عليه دقائق معدوداتٍ لأخذه مالاً حلالاً…
أيقن بذلك يا أيُّها العبد، أيقن أنَّك إنْ صبرت عن الحرام فالله سيعوضك عن الحرام حلالاً.
أحد علماء حلب كان يدرس في الأزهر أيَّام طلبه للعلم أيَّام كان شابَّاً صغيراً، كان فقيراً، وفقره كان شديداً بحيث لا يجد في بعض الأيَّام ثمن طعامٍ يسدُّ رمقه، خرج من الجامع الأزهر يوماً من الأيَّام يتجول في الأزقَّة والحواري بحثاً عن طعام لشدَّة جوعه، تجوَّل وتجوَّل ولم يجد سبيلاً يأكل منه، حتَّى وصل إلى قصرٍ عظيمٍ اقترب منه فوجد الباب مفتوحاً فدخل، وجد على أحد رفوف غرفةٍ من غرف البيت طعاماً لذيذاً شهيَّاً نازعته نفسه أنْ يأكل ولكنَّه صبر، تردَّد… ولكنَّه أحجم في النِّهاية وقال: (أعوذ بالله من الشَّيطان الرَّجيم أسرق؟ أكل المال الحرام؟)، انصرف هذا الفتى، تابع طريقه إلى جامعه وحضر حلقةً من حلق العلم، فلمَّا انقضت جاءه رجلٌ من كبار تجَّار المدينة (من كبار تجَّار القاهرة) قال له: (يا فتى إنَّني أراقبك من أيَّام وأنت تحضر مجالس العلم، وقد أحببتك وأريد أن أدعوك إلى طعام الغداء في بيتي)…
مضى هذا الفتى مع هذا الرَّجل وقد أيقن بأنَّ الله سبحانه قد فرَّج عنه كربه وقضى له حاجته، ولكنَّ ما كان يحدث في تلك الأثناء كان غير متوقَّعٍ أبداً، مضى هذا الفتى مع هذا التَّاجر يمشي في الأزقَّة والحواري وكأنَّه في منام! إنَّه يمشي في طريقٍ عجيبة! وكأنَّه يتتبَّع خطاه يوم كان يمشي عندما كان يمشي فجراً، لقد كان يمشي في الطَّريق نفسه خطوةً خطوة! مفرقاً مفرقاً! حارةً حارةً! إلى أن وصل إلى البيت نفسه الَّذي دخله هذا اليوم!! دخل التَّاجر هذا البيت ودخل وراءه، إنَّه صاحب هذا البيت، تعجَّب هذا الفتى تعجُّباً عظيماً، دعا هذا التَّاجر بالطَّعام فوضع أمامه الطَّعام ذاته الَّذي نازعته نفسه إليه فجراً! ولكنَّه أمسك عنه، لم يكتف هذا التَّاجر بذلك، ولم يتوقَّف الأمر عند الطَّعام… لقد كان التَّاجر يخطِّط لشيءٍ أبعد من ذلك، لقد زوَّج هذا الفتى بنته وكانت من خيرة فتيات زمانها لما أعجبه من تقواه وطلبه للعلم…
لم يكن التَّاجر يعلم ما حدث اليوم في تلك الأثناء، وقد وُضع هذا الطَّعام أمام الفتى، ذرفت عيني هذا الفتى دمعاً صادقاً، قال له التَّاجر: (ما بالك؟ ماذا يحزنك؟) قال: (لاشيء)، أصرَّ عليه التَّاجر ليتكلمنْ؛ فتكلَّم قال له: (لقد دخلت هذا البيت في هذا اليوم، ووقفت أمام هذا الطَّعام، ونازعتني نفسي أن آكل منه، ولكنَّني اتقيت الله وصبرت وألجمت نفسي عن الحرام ورجعت… فرأيت الثَّمرة سريعاً ما هي إلا ساعات حتَّى كافأني الله تعالى فأعطاني عوضاً عن الحرام حلالاً مضاعفاً)…!
ما أحوج الموظف إلى ذلك، وما أحوج الطَّالب إلى ذلك، وما أحوج الضَّابط إلى ذلك، وما أحوج رجل العلم إلى ذلك… ما أحوجنا جميعاً أيُّها الأحبَّة أن نتذكَّر أنَّ الله سبحانه قد قسم لنا رزقاً معلوماً؛ فمن أخذه حلالاً أُجِر عليه، ومن أخذه حراماً كانت تبعته لازمةً في الدُّنيا وفي الآخرة، ما أحوجنا إلى ذلك…
ما أحوجنا إلى أن نتعلم من رمضان علم الصَّبر، أيُّها الأحبَّة، علم الصَّبر الَّذي يعصمنا من الوقوع في الحرام ويثبتنا على الطَّاعة ويعيننا على تحمل الشِّدة والمصيبة، ما أحوجنا إلى صبر رمضان ورمضان شهر الصَّبر…
يا أيُّها الشَّابُّ الَّذي تشتهي الزَّواج ولم تتيسر لك أسبابه، تمشي في الطَّريق والنِّساء من حولك متبرجاتٍ سافرات… اذكر سيِّدنا يوسف عليه السَّلام الَّذي صبر عن الحرام فكافأه الله بأضعافٍ مضاعفة مما عرض عليه، كافأه الله بذلك حلالاً طيِّباً مباركاً: {وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَن نَّفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ} هل تيسَّر لك مثل هذا يوماً ما يا أيُّها الشَّابُّ؟ أم إنَّك تسلك طريق الحرام بنفسك؟! سيِّدنا يوسف لم يسلك طريق الحرام؛ بل الحرام عرض نفسه عليه؛ بل إنَّه فرض نفسه عليه فرضاً، أنت دون أنْ يُفرض الحرام عليك، ودون أنْ يعرض عليك… تبحث عنه بنفسك! وتسلك طريقه وتأخذ بأسبابه…! فها أنت ذا قبل ذهابك إلى الجامعة تقف أمام المرآة وتتزين وتتبرج… سعياً إلى لفت أنظار فلانةٍ وعلانةٍ من زميلاتك! وها أنت ذا تحاول أنْ تتقَّرب إلى بعض طالباتٍ يدرسن معك طمعاً في أن تحظى بكلمة!! هذا أقصى ما في الأمر!
يوسف عليه السَّلام يعرض عليه أكثر من ذلك، والأسباب كلُّها مهيَّأة لا يعرف أحد بذلك، أنت أمام كلِّ النَّاس لا تخجل لا تستحي من أنْ تسلك طريق الحرام…! وأن صرت عرضةً لكلام النَّاس فضلاً عن غضب ربِّ النَّاس! لا تبالي بذلك؟! لا تستحي لا من الله ولا من النَّاس؟! لا تحسب حساباً للخلق ولا للخالق؟!
غلََّقت الأبواب، هيَّأت أسباب الأمان، لا أحد يعلم… والفضيحة مستبعدة لأنَّه إنْ حدثت فضيحة ففضيحة السَّيِّدة أكبر من فضيحة الخادم… فهي إذاً أحرص منه على أن يبقى الأمر سريَّاً في طيِّ الكتمان… ومع ذلك… مع كل هذه الأسباب: {وَغَلَّقَتِ الأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ} كان سيِّدنا يوسف صاحب مبدأ، كان صاحب قرار لا تنازعه نفسه إلى الحرام ولكنَّه عليه السَّلام يريد فيقدر… يريد ألا يفعل فيقدر ألا يفعل… ولو لم يقدر أن يمنع نفسه فإنَّ ذلك لأنَّه يريد الحرام…
فإذا قلت: إنَّني لا أستطيع أنْ أمنع نفسي عن الحرام مع أنَّني أريد… نقول: كذبٌ هذا الكلام… لو أردت لاستطعت… ولكنَّك لا تريد، أنت الَّذي سلكت هذا الطَّريق.
يتبع






__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 117.99 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 116.26 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (1.46%)]