من التجزئة القُطرية إلى التجزئة الطائفية - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4939 - عددالزوار : 2029852 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4514 - عددالزوار : 1306120 )           »          تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1009 - عددالزوار : 123401 )           »          سِيَر أعلام المفسّرين من الصحابة والتابعين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 121 - عددالزوار : 77597 )           »          الشرح الممتع للشيخ ابن عثيمين -رحمه الله-(سؤال وجواب) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 62 - عددالزوار : 49028 )           »          الدِّين الإبراهيمي بين الحقيقة والضلال (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 191 - عددالزوار : 61501 )           »          شرح كتاب الصلاة من مختصر صحيح مسلم للإمام المنذري (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 76 - عددالزوار : 42899 )           »          الدورات القرآنية... موسم صناعة النور في زمن الظلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 33 )           »          تجديد الحياة مع تجدد الأعوام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          الظلم مآله الهلاك.. فهل من معتبر؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > ملتقى اخبار الشفاء والحدث والموضوعات المميزة > الحدث واخبار المسلمين في العالم
التسجيل التعليمـــات التقويم

الحدث واخبار المسلمين في العالم قسم يعرض آخر الاخبار المحلية والعالمية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 23-06-2007, 04:09 PM
rabie10 rabie10 غير متصل
عضو نشيط
 
تاريخ التسجيل: May 2007
مكان الإقامة: wsalt
الجنس :
المشاركات: 143
الدولة : France
Lightbulb من التجزئة القُطرية إلى التجزئة الطائفية

د. فيصل القاسم



وكأن ما فعله المجرمان "التاريخيان" البريطاني مارك سايكس والفرنسي فرانسوا جورج بيكو عام 1916 من تقطيع لأوصال العالم العربي وتحويله إلى دويلات ومقاطعات ومحميات وأشباه دول ومزارع وكانتونات، وكأنه كان الجولة الأولى من عدة جولات قادمة أخطر وأعتى لتقطيع المقطــّع وتجزئة المجزأ وتقسيم المقسّم، مع الاعتراف بأن المسيو بيكو والمستر سايكس كانا، في اتفاقية "سايكس-بيكو" سيئة الصيت، أكثر رأفة بنا من سليليهما جورج بوش وطوني بلير وحكام إسرائيل، فعلى الأقل لم يقسّما المنطقة على أسس طائفية ومذهبية وعرقية ودينية، فتعايشت الطوائف والمذاهب والأعراق والأديان في الكيانات العربية المصطنعة الناشئة دون نزاعات تذكر، باستثناء الكيان اللبناني الذي خرج على السرب منذ منتصف سبعينيات القرن الماضي ليخوض حرباً أهلية ذات طابع طائفي بغيض.

لقد بدأت عملية تطويف المنطقة من العراق، وقد عمل المحتل منذ اللحظة الأولى بعد الغزو على دق الأسافين بين الشيعة والسنة، مع العلم أن العراقيين عاشوا مئات السنين دون أن يعرفوا من هو السني ومن هو الشيعي بينهم. فلماذا أصبحوا يقتلون بعضهم البعض على الهوية بعد الاحتلال؟ وقد بانت النوايا الأمريكية التطويفية على حقيقتها من خلال ما سُمي وقتها بـ"مجلس الحكم" سيىء الصيت الذي قام على توزيع طائفي بغيض.

ومن المؤسف جداً أن بعض الدول العربية تساعد أمريكا بشكل مفضوح في هندسة مشاريع التفتيت الطائفية الجديدة ووضعها موضع التنفيذ. فهذا يتحدث عن "هلال شيعي" بهدف تحريك النوازع الطائفية الكامنة لدى شعوب المنطقة، وذاك يتهم بعض الطوائف بأنها موالية لجهات غير عربية كي يستثير الطوائف الأخرى ضدها، وذاك يعلن عن دعمه لطائفة معينة في العراق لإذكاء نار الطائفية المستعرة، مع العلم أن معظم الدول العربية التي تلعب بنار الطائفية مهددة بنفس النزاعات الدينية والمذهبية فيما لو أرادت أمريكا وإسرائيل تحريكها. فالكثير من البلدان العربية يمكن أن تتحول إلى عراق أو لبنان آخر، كبر أو صغر.



لكن ذلك لا يعني أن الطرف الآخر بريء من تهمة التحريض الطائفي والتوسع باسمه، كما هو حاصل في العراق، حيث تعمل إيران على تجريد بلاد الرافدين من هويتها العربية وتطويفها لصالح توجهاتها المذهبية والقومية العنصرية،مما يضعها في حالة صراع مذهبي وقومي مكشوف مع العرب والطوائف الأخرى، خاصة وأنها أيضاً، كنظرائها العرب، لا تضع من جانبها حداً لناشري البغضاء الطائفية والمحرضين على الطوائف الأخرى، لا بل أطلقت العنان لـ"فرق الموت" و"فيالق الغدر" في ربوع العراق الجريح كي تنشر القتل والدمار والإرهاب على الهوية. بعبارة أخرى قبل أن نلوم الأمريكيين الذين يعملون جاهدين لتفتيت المنطقة على أسس طائفية وعقدية ومذهبية، لا بد أن نلوم بعض حكومات الشرق الأوسط التي، إما أنها متورطة في اللعبة الأمريكية برضاها، أو أنها لا تدرك أبعاد المخطط التطويفي الخطير الذي قد تصبح مؤامرة "سايكس بيكو" بالمقارنة معه، مجرد "لعب عيال" لما ينطوي عليه من خطورة بالغة قد تحرق المنطقة وتعيدها إلى عصر ملوك الطوائف، بحيث قد نتحسر على أيام القــُطرية التي أمضينا ردحاً طويلاً في محاربتها وذمها.

وأرجو أن لا يعتقد أتباع أي من الطوائف والمذاهب الإسلامية أن أمريكا تساند الواحدة ضد الأخرى من أجل سواد عيونها، إنما تفعل ذلك لضرب المسلمين بعضهم ببعض من أجل أهدافها الاستعمارية الخاصة. فواشنطن لم تأمر حكومة المالكي العراقية بإعدام الرئيس العراقي الراحل صدام حسين في أول أيام عيد الأضحى المبارك إرضاء للشيعة وكيداً للسنة، بقدر ما تريد دق إسفين بين الشيعة والسنة وجعلهم يذبحون بعضهم على الهوية لزمن طويل، بينما تكون هي في تلك الأثناء تحقق أطماعها في المنطقة.

لا أدري لماذا لا تتعلم الأنظمة العربية من الحكومات الغربية ذاتها التي تحرّم أي مساس بالوحدة الطائفية والمذهبية للبلاد، وتضع قوانين صارمة لكل من تسول له نفسه العبث بالنسيج العقدي لتلك البلدان. ولعلنا نتذكر أن رئيس حزب المحافظين في بريطانيا أمر ذات مرة بطرد وزيرة من حكومته على الفور بعد تفوهها بنكتة فـُسرت وقتها على أنها تسيء للجالية الباكستانية في بريطانيا. لهذا لا أدري لماذا يعتبر الغربيون وحدتهم مقدسة بينما وحدتنا مدنسة.

لكن من سخرية القدر أن بعض الحكومات العربية التي دخلت اللعبة الطائفية لا تفعل ذلك دائماً للدفاع عن الطوائف التي تنتمي إليها، بل لإرضاء أهداف أمريكية محددة، بدليل أن بعض الحكومات لم تتردد قبل فترة في دعم الحكومة العراقية المختلفة معها مذهبياً بالغالي والرخيص، ومد السجاد الأحمر تحت أقدام رئيس وزرائها نوري المالكي تنفيذاً لأوامر أمريكية، هذا في الوقت الذي تعادي تلك الحكومات حزب الله وتحرض إسرائيل عليه بدوافع مذهبية، مع العلم أنه ينتمي إلى نفس طائفة عبد العزيز الحكيم والمالكي المرحب بها عربياً. ولم يعد يخفى على أحد كيف تستغل واشنطن بعض حلفائها العرب في معركتها مع إيران، وعلى أساس مذهبي مفضوح!! فبينما كان الصراع في السابق بين الإسلاميين والقوميين أصبح الآن بين طوائف ومذاهب إسلامية. وكله لخدمة المشروع الأمريكي وتنفيذاً لخطة "فرق تسد".

الكلمات الختامية التالية للشاعر مجيد البرغوثي موجهة إلى الذين لا يرون الأمة كلها، بل يرونها أعراقا وطوائف ومذاهب متناحرة يسيطر عليها أعداء يسهل دحرهم وردهم على أعقابهم لو كانت أمتنا واحدة موحدة:

يا جندَ الشيعةِ والسنَّة

للهِ الحمدُ.. وللهِ المِنَّة

أعداءُ مُحمّد هُم أعداءُ عليّ

وأمامكمُ الأعداء

ووراءكمُ الفِتنة

من ينظرْ يومَ الزحفِ الى الخلف

ستباغتهُ نيران القصف

وتباغتهُ الطعنة

تِلوَ الطعنة

أحقاد الأمس توَلّت كالأمس

واليومَ أمامكمُ المِحنة

وأعاديكم في قلب أراضيكم..

وقنابلهم.. كمدافعهم

لا تعرف فرقا بين الشيعة والسنة

فلتتحدوا!

كلمات التوحيد لدينا واحدة

لا يبقى الا توحيد الكلمات وتوحيد اللكمات

فأمام العين غزاة أجلافٌ وطغاةْ

وحياة وممات..

رُدوا ما أنتم مختلفون عليهِ وفيهِ إلى الله

فإذا لم تتحدوا.. فأعاديكم فيكم

لا يُخرجُهم أحدٌ

لا يهزمُهم أحد إلا الله

من منكم يقتلْ صاحبَهُ

ستحلّ عليهِ اللعنة

فلتتحدوا.. ما دمتم ثواراً.. أحراراً

ترجونَ النصرَ.. أو الجنَّة

يا جند الشيعة والسنة.
__________________


أيها العائب لأصحاب محمد -صلى الله عليه وسلم- لو نمتَ ليلك ، وأفطرت نهارك لكان خيرا لك من قيام ليلك ، وصوم نهارك مع سوء قولك في أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فويحك لا قيام ليل ، ولا صوم نهار ، وأنت تتناول الأخيار فأبشر بما ليس فيه البشرى إن لم تتب مما تسمع وترى .. وبم تحتج يا جاهل إلا بالجاهلين ، وشر الخلف خلف شتم السلف لواحد من السلف خير من ألف من الخلف "
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 48.71 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 47.05 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.42%)]