إظهار الفرح والسرور - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         المبسوط فى الفقه الحنفى محمد بن أحمد السرخسي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 14 - عددالزوار : 3115 )           »          وصفات طبيعية للتخلص من الندبات بخطوات بسيطة.. من جل الصبار لزيت اللافندر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          4 نصائح لحديثى التخرج تساعدهم على اقتحام سوق العمل من غير تشتت (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »          5 حيل تمنع تكتل الكونسيلر أسفل العينين.. لإطلالة ناعمة من غير تجاعيد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          طرق تخزين الخضراوات فى الصيف.. دليلك لحفظها بأفضل جودة لأطول وقت (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          طريقة عمل موس الشوكولاتة بثلاثة مكونات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          وصفات طبيعية لتفتيح منطقة الذقن.. تخلصى من المناطق الداكنة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          5 أسرار للحفاظ على نضارة البشرة بعد الخمسين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          4 أنواع سناكس خفيفة وصحية لأطفالك فى النادى.. بلاش فاست فود (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          طريقة عمل طاجن البطاطس بالجزر وصدور الدجاج (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 15-02-2024, 11:14 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,269
الدولة : Egypt
افتراضي إظهار الفرح والسرور

خطبة إظهار الفرح والسرور
الشيخ إسماعيل بن عبدالرحمن الرسيني



الحمد لله ذي العزة والجلال، الموصوف بأوصاف الكمال والجمال، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له الكبير المتعال، وأشهد أن محمدًا عبدُه ورسولُه، الموصوف بطيب الفعال، وجميل الخصال، صلى الله عليه وعلى الصحب والآل، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم المآل.

عباد الله، اتقوا الله؛ فتقوى الله تقود للقول السديد، والعمل الرشيد، والفوز يوم المزيد، قال تعالى: ﴿ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا ﴾ [الطلاق: 2، 3].

عباد الله، النجاح والتوفيق مطلب كُلٌّ يطمح للوصول إليه، فمن باذل للسبب، عارف للطريق موفق، ومن مخذول عاجز كسول، أو مجتهد ضل الطريق.

ومن أعظم طرق النجاح بعد توفيق الله أن تفرح بإنجازك ونجاحك؛ فهذا محفز لاستدعاء إنجاز جديد يصنع مستقبلك، وينبغي للآباء والمربين أن يظهروا الفرح والابتهاج بنجاح مَن ولَّاهم الله أمرهم امتثالًا لقول الله تعالى: ﴿ قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ ﴾ [يونس: 58]، وأعظمُ الفرح الفرحُ بالله، والإيمان والعلم الموصل لرضا الله تبارك وتعالى.

والفرح صفة من صفات الله يفرح بتوبة عبده وإقباله.

والفرح ضد الحزن، وهو انشراح الصدر بلذة عاجلة، يظهر أثرها عليه، والفرح منه مذموم ومحمود، فالفرح إذا أُطلِق أو قُيِّد بالفرح بالدنيا الذي ينسيك فضل الله عليك مذموم، وأما الفرح المقيد بفضل الله ورحمته محمود، وهو نوعان:
فرح بالسبب كما في قوله تعالى: ﴿ قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا ﴾ [يونس: 58]، أو فرح بالمسبب وهو الله تبارك وتعالى: ﴿ فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ ﴾ [آل عمران: 170]، فهذا الفرح بفضل الله يستتبع الشكر ومزيد الفضل، وهو علاقة الإيمان بالله، وبه تشيع المودة بين المؤمنين، والفرح بفضل الله ثمرة الرضا من الله على العبد.

فاقطف الفرحة وإن كانت صغيرة، وهنِّئ بإنجاز غيرك، واقبل التهنئة به، وابذلها بسعادة وابتسامة، وأعطِ الأحزان إجازة مفتوحة، ولا تقل ليس في النجاح ما يستحق الفرح؛ فالكل ينجح، ولقد اختلفت الأحوال، فهذا الكلام فيه وأْدٌ للتفوق والنجاح، فحذارِ حذارِ أن يخرج من فمك فضلًا عن أن يسمعه ولدك، فكل تفاصيل النجاح تستحق الفرح.

وإنك لتعجب من أناسٍ يعيشون في معاناة وتعب واستنفار في البيوت، فإذا تحقَّق نجاح ابنهم كأن لم يكن شيء، خطأ كبير، فبقدر صعوبة المعاناة يكون حجم الفرح بالنتيجة، فلماذا نختزل الفرح في نفوسنا ونتناسى الفرحة بها وإظهارها، قال تعالى: ﴿ وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ ﴾ [الضحى: 11].

أيها الآباء والمربون، افرح بإنجازك وإنجاز ولدك وأظهره لولدك وإن لم تشعر بالفرحة؛ لكثرة مشكلات الحياة، فكم لفرحتك بنجاح ابنك وتفوقه من أثر كبير في المتربي؟! وكلما كانت الفرحة صادقةً كان أثرها أكبر، واعلم أن مما يزيد أثر النجاح والتوفيق في نفسك أن تجد من يشاركك الفرحة، فدرِّب نفسك على إظهار الفرح والبهجة والسرور، فإن لم تستطع فتصنَّع، فالعلم بالتعَلُّم، والحلم بالتحلُّم، وهو هدي رسولك صلى الله عليه وسلم خير مربٍّ للبشرية، فكم تناقل الصحابة تهلُّل وجه النبي صلى الله عليه وسلم، فيا ترى ما أثر إظهار رسول الله صلى الله عليه وسلم الفرحة لهم.

ومتِّع سمعك بمواطن فرح النبي صلى الله عليه وسلم بها، لقد فرح رسول الله صلى الله عليه وسلم بإسلام عكرمة بن أبي جهل، فوثب إليه فرحًا حتى بايعه، وفرح بإسلام عدي بن حاتم وهو من وجهاء العرب، واستمع له، يقول عدي: "فرأيت وجهه ينشط فرحًا"؛ رواه الترمذي وحسَّنه الألباني.

ولقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفرح لظهور الحق والانتصار له، فحين تكلَّم المنافقون في نسب أسامة بن زيد من أبيه؛ لاختلاف لونهما ثم مَرَّ خبراء القافة ومعرفة الأثر، وشهدوا بصحة النسب سُرَّ سرورًا عظيمًا، ودخل على زوجه عائشة وأسارير وجهه تبرق فرحًا واستبشارًا.

وحين نزلت براءة أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قال لها: ((أبشري يا عائشة؛ فقد أنزل الله براءتك))، قالت: وإني لأتبين السرور في وجهه وهو يمسح من جبينه.

ويفرح عليه السلام إذا سمع خبرًا بصدق بعض ما أخبر به كما في قصة تميم الداري في قصة الدجَّال، فقال عليه السلام: إن تميمًا الداري حدثني بحديث ففرحت، فأحببت أن أحدِّثكم.

وبمثل هذا الفرح فرح ابن مسعود لما سُئل عن رجل تزوَّج امرأة ولم يكن سمَّى لها صداقًا، فمات قبل أن يدخل، فلم يقل فيها شيئًا ثم عادوا إليه فقال: سأقول فيها برأيي، فإن كان صوابًا فمن الله، لها مهر نسائها لا وكس ولا شطط، ولها الميراث، وعليها العدة، فقام رجل من القوم فقال: أشهد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قضى بمثل ذلك، فقال ابن مسعود: هلم من يشهد لذلك؟ فقام رجلان فشهدا، فقال ابن مسعود: فما فرحت بعد الإسلام بشيء فرحي بموافقة قولي لقضاء النبي صلى الله عليه وسلم.

وأما قصة توبة كعب بن مالك ففيها من إظهار الفرح ما يعجز اللسان عن وصفه، استمع له وهو يروي قصة توبته: سمعت صوت صارخ يقول وهو على سلع بأعلى صوت: يا كعب بن مالك، أبشر، قال: فخررت ساجدًا، يا الله ما أعظم هذا الوصف! إن هذا المنادي كان حريصًا على إدخال السرور على كعب فلم تحمله أقدامه فسابق صوته أقدامه للتبشير.

ثم قال: فذهب الناس يبشروننا، فلما جاءني من سمعت صوته يبشِّرني نزعت له ثوبي فكسوته إيَّاها ببشراه، والله ما أملك غيره، واستعرت ثوبين فلبستهما، وانطلقت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فيتلقاني الناس فرحًا فوجًا يهنئوني بالتوبة، يقولون: لتهنئك توبة الله عليك، قال كعب بن مالك: حتى دخلت المسجد فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم جالس حوله الناس فقام إلى طلحة بن عبيد الله يهرول حتى صافحني وهنأني، والله لا أنساها، ما أعظم الفرح بالتوبة! واستمع لكلام ربي جل جلاله: ﴿ وَعَلَى الثَّلَاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا حَتَّى إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنْفُسُهُمْ وَظَنُّوا أَنْ لَا مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلَّا إِلَيْهِ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ﴾ [التوبة: 118].


الخطبة الثانية

الحمد لله رب العالمين، وصلى الله على النبي الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
عباد الله، اتقوا الله وأشيعوا الفرح بفضل الله بين الناس، واحرصوا على كل أمر يبهج النفوس ويسعدها، ولحظات الأنس والبهجة محفوظة في الذاكرة لا تُنسى، فلو غرست فيها قيمة وحفظت ودًّا كمل الخير من كل جهة.

وإدخال السرور على الناس من أجلِّ العبادات؛ فعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أحبُّ الناس إلى الله أنفعُهم للناس، وأحبُّ الأعمال إلى الله سرورٌ تدخله على مسلم)).

الدعاء.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 51.98 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 50.27 كيلو بايت... تم توفير 1.71 كيلو بايت...بمعدل (3.29%)]