|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() يريدون مني طلاقها وأنا أحبها الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل السؤال: ♦ الملخص: رجل متزوج منذ عام ونصف، قامت حماته باحتجاز زوجته في بيت أخيها، وقد حرَّك ضدها دعوى، وأهله يريدون منه أن يُطلقها وهو يحبها، ويخشى أن تُربَّى ابنته الوحيدة في بيت حماته؛ لأنها امرأة لا تعرف الأخلاق، ويسأل: ما الرأي؟ ♦ تفاصيل السؤال: أنا متزوج منذ سنة ونصف تقريبًا، ابنتي عمرها ثلاثة أشهر، أم زوجتي (حماتي) حبست زوجتي عني في بيت أخيها بسبب بعض المشاكل، وقد حركت دعوى ضدها، أهلي يريدون مني أن أطلق زوجتي، وأنا أحبها، ولا أريد طلاقها، وأخشى أن ابنتي تُربَّى في بيت أم زوجتي، فيضيع مستقبلها، فأم زوجتي لا تعرف شيئًا عن الأخلاق، ما الرأي؟ وجزاكم الله خيرًا. الجواب: الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله؛ أما بعد: فيبدو من ملامح مشكلتك - إن كنت صادقًا في كل ما ذكرته - الملامح الآتية: 1) زوجتك تُحبك وتُحبها. 2) زوجتك ضعيفة الشخصية. 3) أم زوجتك سلطوية، وربَّت بناتها على الضعف والخوف منها، والخضوع لآرائها. 4) زوجتك الآن محتجزة في بيت أخيها غصبًا عنك وعنها. 5) قدمتَ شكوى ضد الأم ولم تنتهِ القضية بعدُ. 6) أهلك يطالبون بتطليق زوجتك هروبًا من المشاكل. 7) لا تريد تطليق زوجتك وتخاف إن طلقتها أن تتربى تربية غير سليمة في بيت جدتها. ثم تسأل عن الحل. فأقول مستعينًا بالله سبحانه: أولًا: لا بد أولًا قبل أي حلول بشرية وأعظم من كل الأسباب البشرية - الالتجاء لله سبحانه بتفريج كربتك وهداية أم زوجتك. فالدعاء سبب عظيم جدًّا لحل المشاكل، خاصة إذا صدر من قلب مخلص واثق بالله عز وجل؛ لقوله سبحانه: ﴿ أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ ﴾ [النمل: 62]. ثانيًا: مع الدعاء أكْثِرْ من سبب آخر مهمٍّ جدًّا؛ وهو الاستغفار، فقد جعله الله عز وجل سببًا للرزق وتفريج الكرب، ولأننا قد نُبتلَى من أقرب الناس لنا بسبب معاصينا ونحن لا نشعر، ونلقي باللائمة على غيرنا؛ قال سبحانه: ﴿ فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا ﴾ [نوح: 10 - 12]. ثالثًا: أنت الآن مبتلًى؛ فأكْثِرْ من سبب آخر عظيم الأثر؛ وهو الاسترجاع عند المصيبة؛ قال تعالى: ﴿ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ ﴾ [البقرة: 155 - 157]. رابعًا: لا بد أن تقويَ جانب التوحيد والتعظيم لله سبحانه في قلبك، وما ينتج عنه من المحافظة على الطاعات، وترك المعاصي، وقوة الثقة بالله عز وجل، والتوكل عليه، وقوة الإيمان بالقدر والصبر على المصائب، وبدون ما سبق ستعيش في دوَّامة من الحزن والخوف من البشر، وستتفاقم عليك تلك الأحزان والمخاوف. خامسًا: لا بد من مناصحة هذه الأم المتسلطة من عقلاء عائلتها، وتوسيط الناصحين بينكما. سادسًا: وزوجتك لا بد أن تعلم أن حقَّك عليها أعظم من حقِّ أمها عليها، وأنه لا يجوز لها طاعتها، ولا طاعة غيرها في إفساد حياتكما. سابعًا: فإن أبتِ الأم إلا العناد، فمن حقك رفع دعوى ضدها في المحاكم. ثامنًا: مطالبة أهلك بتطليقك لزوجتك؛ لعلها حصلت رحمة لك من المشاكل، ولكن لا تستعجل في هذا الأمر؛ لعل الله سبحانه أن يفرج كربتكما. تاسعًا: تبقى مُشكلة مُعضلة؛ وهي أن الأم - وإن رضخت لحكم المحكمة أو إصلاح المصلحين - قد تبقى فيها دسيسة سوء الطبع والحِدَّة، بالإضافة لكراهيتها لك، وما ينتج عنها من تعمد إثارة المشاكل، وتحريض زوجتك عليك، وهذه يُمكن مقاومتها بالعلاجات الشرعية السابقة؛ وهي: الدعاء، والاستغفار، والاسترجاع، والمناصحة لها، والمناصحة لزوجتك بعدم الالتفات لتحريضاتها. عاشرًا: فإن بعد كل هذه الحلول السابقة، وبعد الشكاوى في المحاكم بقيت حليمة على عادتها القديمة، نزَّاعة للشر والعدوان، وبقيت زوجتك مستجيبة لها، فهنا أقول ليس أمامك إلا الاستخارة في الأخذ بطلب أهلك؛ لأن بعض النفوس الشريرة لا ينفع معها نصحٌ، ولا تهديد، ودواؤها هو قطع دابرها، وكما قال العرب في أمثالهم: "آخر الطب الكَيُّ"، وعسى أن يكون ذلك خيرًا لكما؛ قال سبحانه: ﴿ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ﴾ [البقرة: 216]. حادي عشر: خذ لك درسًا مستقبليًّا في التحري عن أخلاق أم الزوجة، فكم سببت بعض الأمهات بسبب الحدة وسوء الطباع والغيرة من المشاكل في الحياة الزوجية للأبناء والبنات! حفظكما الله، وفرج كربتكما، وصلِّ اللهم على نبينا محمد ومن والاه.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |