|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() مشكلاتي مع أمي أ. أحمد بن عبيد الحربي السؤال: ♦ الملخص: فتاة بينهما وبين أمِّها بعض المشكلات التي تتعلَّق بطريقة حياتها وتعامُلها مع الناس، وتسـأل عن حلٍّ. ♦ تفاصيل السؤال: أمي امرأة عظيمة، وهي أغلى ما أملك، وعلاقتنا جيدة، والحمد لله، وأفعل ما بوسعي لإسعادها والتخفيف عنها، مشكلتي أن أمي دائمًا تتدخل في غالب أمور حياتي، مهما كانت يسيرة، وهذا الأمر أصبح مبالغًا فيه جدًّا، وأنا منذ كنت صغيرة وأنا معتمدة على نفسي؛ وذلك بحكم أنني كبرى إخوتي جميعًا، لكن لا أعلم لماذا تتدخل أمي في حياتي، تعبت جدًّا من التوضيح لها بأنني أعرف كيف أتصرف، وكيف أتكلم، وكيف أختار طعامي، وسائر أمور حياتي، وصل الأمر أنه كلما كان عندي خبر جديد - ولو كان هينًا - فإنها تخبرني أن أكتمه، وأمر آخر أود قوله: أمي تتكلم في تفاصيل كل شيء وللجميع في المنزل وخارجه، ويصعب على الإنسان الاستماع بصورة دائمة، لا سيما بعض التفاصيل التي لا داعي لها، وأمي ليست وحيدة، فكلنا حولها وأبي موجود والحمد لله، ونحن أسرة متماسكة جدًّا، ولكن لا أعلم ماذا يجري مع أمي، وتظن بأن كل الناس سوف يحسدوننا، لم أعد أعرف كيف أتصرف؛ فهذه أمي والأم أغلى ما يملك الإنسان، وإني أحبها والله، لكنني بدأت أتعب، وللأسف بدأت أفكر بتجنب الجلوس معها، والذهاب لمكان غير الذي تجلس فيه في المنزل، أرجوكم ساعدوني، فأنا حزينة، وأنا أكتب هذه الرسالة، ولا أعلم ما هو الخطأ، ولا أعرف ماذا أفعل بالضبط، شكرًا جزيلًا لكم. الجواب: الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله؛ أما بعد: فمرحبًا أختي الكريمة، ونشكركِ على الثقة بهذا الموقع. هنيئًا لكِ وجود الوالدين، وهذه الأسرة من حولِكِ، فهي نعمة عظيمة، لا سيما وهم جميعًا بأحسن حال، ووجود هذه المشكلة التي أثارت اهتمامكِ تعكس مدى جودة حياة هذه الأسرة، تبارك الله؛ حيث إنه لم يضايقكِ إلا هذا الأمر البسيط، والذي يحصل في أي تواصل بشري. ما أجمل هذه العبارات: (أمي امرأة عظيمة وهي أغلى ما أملك)، (فهذه أمي، والأم أغلى ما يملك الإنسان). الثناء على الوالدة هو من البر بها، والقيام بحقوقها عليك، وسبحان الله! لا شيء يكتمل في هذه الحياة؛ فقد وصفتِها بأنها عظيمة، ومع ذلك قد يصدُر منها ما يُزعجك، رغم حبكِ لها. والآيات والأحاديث الدالة على وجوب البر والإحسان لا تخفى عليكِ، بل يظهر من سؤالكِ حرصكِ الشديد على البر بها، بل خشيتكِ من الوقوع في عقوقها هو الذي يحدوكِ لمعرفة طريقة التصرف الصحيح، وهذا من علامات التوفيق. وهناك أمورٌ ينبغي على العاقل التفطُّن لها، ومنها: النظر إلى دوافع الأفعال أولًا قبل الحكم عليها، فبعض التصرفات قد لا تعجبنا، لكنها من أجل مصلحتنا، فدافع والدتكِ على ما ذكرتِ من إخفاء أخبار الأسرة عن الآخرين، هو من الحرص على سلامتكم جميعًا، وهي أدرى منكم بالتعامل مع المجتمع المحيط بكم، فقد تكوَّنَت لديها خبرة مع مرور الزمن، ومرت بها مواقف وأحداث لم تمر بكم، وتدخلها في شؤونكِ هو للسبب ذاته، أطال الله في عمرها على طاعته، ولعل الإنسان في غمرة النِّعَم لا يشعر بقيمتها، فهذا التدخل سوف تشتاقين إليه بعد زمن. وكلامي هذا لا يعني عصمة الوالدين في توجيهاتهما للأبناء، بل قد يكون هناك مُجانَبَة للصواب في اختياراتهما، وقد تكون لديهما قناعات خاطئة تجاه التعامل مع الحياة، فما هو موقفكِ الصحيح من هذه القناعات؟ أرى أن الأصل صحة القناعة لفارِقِ العمر والخبرة، ولأمرٍ قد لا يوجد إلا عندهما، وهو النصيحة الصادقة والرغبة الشديدة في بلوغكِ وإخوتكِ معالي الأمور، وأحسن الأخلاق، أما ما يَثقُل عليكِ تقبُّله، فتذكري أنكِ في عبادة عظيمة، عبادة البر والإحسان إليهما، فلا تخالفيهما، واذكري وجهة نظركِ بأدبٍ، واختاري لها الأوقات والأساليب المناسبة. وصدقيني أن كثيرًا من الأمور لا تستحق أن نُغضِب والدينا فيها، وأنَّ تركَ ما نراه الأفضل لأجل خواطرهما فيه عَوَض من الله، وأن التماس التوفيق يكون في طاعة الله، وطاعة الوالدين حتى فيما نَكرَه. وأوصيكِ أن تُريها من نفسكِ خيرًا، وأن تُركِّزي على تطوير نفسكِ علميًّا واجتماعيًّا، وتريها من نفسكِ ما يُعزِّز ثقتها فيكِ. سائلًا الله لكم التوفيق والحياة السعيدة، والله أعلم، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |