|
ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() أضحية العيد بين مقاصد الشريعة وإكراهات المجتمع عبدالخالق الزهراوي الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله؛ أما بعد أيها المؤمنون: فإن الحمد لله الذي بفضله تتم الصالحات، وتتحقق الأمنيات، نحمده على نعمة الإيمان، ونعمة العيد الذي أعطانا فيه فرصةً للتقرب إليه، ولملء قلوبنا بالفرح والسرور. إخواني وأخواتي في الله، تحل علينا مناسبة عظيمة في حياتنا المسلمة؛ وهي عيد الأضحى المبارك، إنه عيد الفرح والتضحية؛ حيث نقدِّم الأُضْحِيَّة؛ تعبيرًا عن طاعتنا لله وتقوية لروابط المحبة والتعاون بيننا كمسلمين؛ قال الله تعالى: ﴿ فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ ﴾ [الكوثر: 2]، وقال سبحانه: ﴿ لِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنْسَكًا هُمْ نَاسِكُوهُ ﴾ [الحج: 67]، وقال عز من قائل: ﴿ وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنْسَكًا لِيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ فَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَلَهُ أَسْلِمُوا وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ * الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَالصَّابِرِينَ عَلَى مَا أَصَابَهُمْ وَالْمُقِيمِي الصَّلَاةِ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ ﴾ [الحج: 34، 35]. ومما صحَّ في الباب ما رواه الترمذي، عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((ما عمِل آدميٌّ من عمل يوم النَّحر أحبُّ إلى الله من إهراق الدَّم، إنَّها لتأتي يوم القيامة بقرونها وأشعارها وأظلافها، وإن الدم لَيقع من الله بمكان قبل أن يقع من الأرض، فطِيبوا بها نفسًا)). لكن في هذا العصر، نجد الكثير من الناس يعانون من الضيق والقلق بشأن شراء أضحية العيد، يمكن أن يكون السبب في ذلك الأسعار المرتفعة للمواشي والصعوبات المالية التي يواجهها البعض؛ لذا أرغب في توجيه بعض الكلمات حول هذا الموضوع. أولًا: يجب علينا أن نتذكر أن الأضحية ليست مجرد واجب شرعي، بل هي فرصة للعبادة والتقرب إلى الله، إنها فرصة لتعزيز قيم الإيمان والتضحية والعطاء؛ لذلك يجب أن نركِّز على الجانب الروحي والمعنوي لهذه العبادة، بدلًا من التركيز فقط على الجانب المادي والمالي. ثانيًا: يجب علينا أن نتذكر أن الله لا ينظر إلى حجم الأضحية أو ثمنها، بل إلى خشية الله وصدق النية والتقوى في قلوبنا، إنه الإخلاص والتقوى في العمل هما ما يعني الله ولا يتطلبان ثروة كبيرة، فلْنَسْعَ على قدر استطاعتنا ووفق إمكانياتنا، ولا ننسَ أن الله يحب العمل الصالح الصغير. ثالثًا: يجب أن نتحلى بالتوازن والعقلانية في شراء الأضحية، كما يجب علينا أن ننظر في حاجتنا الفعلية لحجم الأضحية، ونتأكد من قدرتنا على توفيرها بطريقة معقولة، ولا ينبغي أن ندخل في ديون وأعباء مالية تفوق قدرتنا، فالله لا يريد منا الضيق والمشقة، بل يريد منا السعادة والراحة. الخطبة الثانية الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه؛ أما بعد أيها الأحباب الأفاضل:فمن مقاصد الأضحية التوسعة على الناس، خاصة الفقراء والمساكين في هذه الأيام المباركة؛ حيث جاء في الحديث: ((إنما هي أيامُ أكلٍ وشربٍ وذكر الله))، فيشارك الفقراءُ والمحتاجون الأغنياءَ والقادرين في أكل اللحم في هذه الأيام المباركة؛ قال سبحانه: ﴿ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ ﴾ [الحج: 28]؛ أي: الفقير الذي اشتدَّ فقره، ومن ذلك الرواج الاقتصادي، وانتفاع الفلاحين، وازدهار العديد من المناشط الاجتماعية والاقتصادية المرتبطة بالمناسبة، وتوثيق الروابط الاجتماعية بصلة الرحم، والتزاور السهل، والضيافة الميسرة والمرغوب فيها، مع توفر لحم العيد. إخواني وأخواتي، فلْنَتَّعِظْ من قصة سيدنا إبراهيم عليه السلام الذي كان على استعداد للتضحية بابنه إسماعيل، عليهما السلام، وكيف رزقه الله بذبح الخروف بدلًا منه، لنتعلم من هذه القصة أن الله هو المُعين والرازق، وأنه سيُيَسِّر الأمور لنا إذا كنا صادقين ومخلصين. فلنحتفل بعيد الأضحى بقلوب مليئة بالتسامح والرضا، ولنستمتع باللحظات الجميلة مع العائلة والأحباب، ولنتذكر أن العبادة ليست فقط في الأضحية، بل في الصلاة والصدقة وتقوى الله في جميع أعمالنا. أسأل الله أن يتقبل منا ومنكم، وأن يجعل هذا العيد فرصة للتقرب إليه وللتوبة والغفران، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |