أضحية العيد بين مقاصد الشريعة وإكراهات المجتمع - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1369 - عددالزوار : 139974 )           »          معالجات نبوية لداء الرياء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          التربية بالحوار (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          صور من فن معالجة أخطاء الأصدقاء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          في صحوةِ الغائب: الذِّكر بوابة الحضور (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          آيات السَّكِينة لطلب الطُّمأنينة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          من أقوال السلف في أسماء الله الحسنى: (العليم, العالم. علام الغيوب) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          سبل إحياء الدعوة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          التساؤلات القلبية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          الحب الذي لا نراه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 24-06-2023, 01:46 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,143
الدولة : Egypt
افتراضي أضحية العيد بين مقاصد الشريعة وإكراهات المجتمع

أضحية العيد بين مقاصد الشريعة وإكراهات المجتمع
عبدالخالق الزهراوي


الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله؛ أما بعد أيها المؤمنون:
فإن الحمد لله الذي بفضله تتم الصالحات، وتتحقق الأمنيات، نحمده على نعمة الإيمان، ونعمة العيد الذي أعطانا فيه فرصةً للتقرب إليه، ولملء قلوبنا بالفرح والسرور.

إخواني وأخواتي في الله، تحل علينا مناسبة عظيمة في حياتنا المسلمة؛ وهي عيد الأضحى المبارك، إنه عيد الفرح والتضحية؛ حيث نقدِّم الأُضْحِيَّة؛ تعبيرًا عن طاعتنا لله وتقوية لروابط المحبة والتعاون بيننا كمسلمين؛ قال الله تعالى: ﴿ فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ ﴾ [الكوثر: 2]، وقال سبحانه: ﴿ لِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنْسَكًا هُمْ نَاسِكُوهُ ﴾ [الحج: 67]، وقال عز من قائل: ﴿ وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنْسَكًا لِيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ فَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَلَهُ أَسْلِمُوا وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ * الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَالصَّابِرِينَ عَلَى مَا أَصَابَهُمْ وَالْمُقِيمِي الصَّلَاةِ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ ﴾ [الحج: 34، 35].

ومما صحَّ في الباب ما رواه الترمذي، عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((ما عمِل آدميٌّ من عمل يوم النَّحر أحبُّ إلى الله من إهراق الدَّم، إنَّها لتأتي يوم القيامة بقرونها وأشعارها وأظلافها، وإن الدم لَيقع من الله بمكان قبل أن يقع من الأرض، فطِيبوا بها نفسًا)).

لكن في هذا العصر، نجد الكثير من الناس يعانون من الضيق والقلق بشأن شراء أضحية العيد، يمكن أن يكون السبب في ذلك الأسعار المرتفعة للمواشي والصعوبات المالية التي يواجهها البعض؛ لذا أرغب في توجيه بعض الكلمات حول هذا الموضوع.

أولًا: يجب علينا أن نتذكر أن الأضحية ليست مجرد واجب شرعي، بل هي فرصة للعبادة والتقرب إلى الله، إنها فرصة لتعزيز قيم الإيمان والتضحية والعطاء؛ لذلك يجب أن نركِّز على الجانب الروحي والمعنوي لهذه العبادة، بدلًا من التركيز فقط على الجانب المادي والمالي.

ثانيًا: يجب علينا أن نتذكر أن الله لا ينظر إلى حجم الأضحية أو ثمنها، بل إلى خشية الله وصدق النية والتقوى في قلوبنا، إنه الإخلاص والتقوى في العمل هما ما يعني الله ولا يتطلبان ثروة كبيرة، فلْنَسْعَ على قدر استطاعتنا ووفق إمكانياتنا، ولا ننسَ أن الله يحب العمل الصالح الصغير.

ثالثًا: يجب أن نتحلى بالتوازن والعقلانية في شراء الأضحية، كما يجب علينا أن ننظر في حاجتنا الفعلية لحجم الأضحية، ونتأكد من قدرتنا على توفيرها بطريقة معقولة، ولا ينبغي أن ندخل في ديون وأعباء مالية تفوق قدرتنا، فالله لا يريد منا الضيق والمشقة، بل يريد منا السعادة والراحة.

الخطبة الثانية
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه؛ أما بعد أيها الأحباب الأفاضل:
فمن مقاصد الأضحية التوسعة على الناس، خاصة الفقراء والمساكين في هذه الأيام المباركة؛ حيث جاء في الحديث: ((إنما هي أيامُ أكلٍ وشربٍ وذكر الله))، فيشارك الفقراءُ والمحتاجون الأغنياءَ والقادرين في أكل اللحم في هذه الأيام المباركة؛ قال سبحانه: ﴿ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ ﴾ [الحج: 28]؛ أي: الفقير الذي اشتدَّ فقره، ومن ذلك الرواج الاقتصادي، وانتفاع الفلاحين، وازدهار العديد من المناشط الاجتماعية والاقتصادية المرتبطة بالمناسبة، وتوثيق الروابط الاجتماعية بصلة الرحم، والتزاور السهل، والضيافة الميسرة والمرغوب فيها، مع توفر لحم العيد.

إخواني وأخواتي، فلْنَتَّعِظْ من قصة سيدنا إبراهيم عليه السلام الذي كان على استعداد للتضحية بابنه إسماعيل، عليهما السلام، وكيف رزقه الله بذبح الخروف بدلًا منه، لنتعلم من هذه القصة أن الله هو المُعين والرازق، وأنه سيُيَسِّر الأمور لنا إذا كنا صادقين ومخلصين.

فلنحتفل بعيد الأضحى بقلوب مليئة بالتسامح والرضا، ولنستمتع باللحظات الجميلة مع العائلة والأحباب، ولنتذكر أن العبادة ليست فقط في الأضحية، بل في الصلاة والصدقة وتقوى الله في جميع أعمالنا.

أسأل الله أن يتقبل منا ومنكم، وأن يجعل هذا العيد فرصة للتقرب إليه وللتوبة والغفران، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 50.18 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 48.50 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.33%)]