|
ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() 18 رمضان 34هـ للشيخ عبيد الطوياوي الحمد لله العزيز الكريم ، الخبير الحكيم العليم ،} يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ { . أحمده سبحانه يسر كلا لما خلق له ، وجعل الأعمال بالخواتيم ، وقسم عباده إلى : طائع ولئيم ، وضال عن الهدى ومستقيم ،} وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ ، وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ { وأشهد أن لا إله إلا الله ، وحده لا شريك له ،} يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَأَنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ، اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ وَأَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ {.وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ، وصفيه وخليله ، وخيرته من خلقه ، صلى الله عليه ، وعلى آله وأصحابه ، وسلم تسليما كثيرا إلى يوم الدين .أما بعد ، فيا عباد الله :تقوى الله U ، هي وصية الله لعباده ، الأولين والآخرين ، كما قال تبارك وتعالى : } وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ { فلنتق الله ـ أحبتي في الله ـ ولنحاسب أنفسنا لندرك أين موقعها من تقوى الله U ، وخاصة في هذه الأيام ، وفي هذا الشهر ، الذي ما فرض صيامه إلا من أجل تحقيق التقوى ، كما قال تبارك وتعالى : } يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ { .لنتأمل أخي ونتدبر هذه الآية ، إياي وإياك أن تمر بنا مرور الكرام ، بدون تدبر ولا تأمل ، يقول U : } كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ {أي فرض وأوجب على كل مسلم بالغ عاقل مقيم ليس له عذر شرعي ، } لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ { فالتقوى هي الثمرة المرجوة من الصيام ، الذي فرضه الله U على عباده .فبالله عليك ـ أخي ـ هل وجدت هذه الثمرة ، هل صرت من المتقين . وقد مضى من رمضان أكثره ؟ هل وجدت عندك العزيمة والإرادة على ضبط نفسك ، وترك شهوتك المحرمة ؟ هل تهذبت نفسك وقد مر عليك سبعة عشر يوما من رمضان ؟ هل زاد عندك معيار الخشية من الله في السر والعلن ؟اسأل نفسك ـ أخي ـ فإن كنت كذلك فاحمد الله U ، وإن لم تكن كذلك فبادر إلى تدارك تقصيرك ، وسارع إلى تعويض ما فاتك ، واستدرك ما بقي من هذا الشهر العظيم ، واحذر ـ أخي ـ أن تكون من الذين يحرمون بركة وفضل شهر رمضان ، الذين حظهم منه رغام أنوفهم ، كما قال r في الحديث الذي رواه الترمذي عن أبي هريرة t : (( وَرَغِمَ أَنْفُ رَجُلٍ دَخَلَ عَلَيْهِ رَمَضَانُ ثُمَّ انْسَلَخَ قَبْلَ أَنْ يُغْفَرَ لَهُ )) .نعم ـ أخوتي في الله ـ خيرات هذا الشهر وبركاته وكرمه ، كثيرة ومتنوعة ومتعددة ، من حرم منها ، وعجز عن نفسه لإدراكها ، فليس له إلا الرغام وهو التراب . بل مع الرغام ليس له من رمضان إلا الجوع والعطش ، كما قال النبي r في الحديث صحيح الإسناد : (( رُبَّ صَائِمٍ حَظُّهُ مِنْ صِيَامِهِ الْجُوعُ وَالْعَطَشُ ، ورُبَّ قَائِمٍ حَظُّهُ مِنْ قِيَامِهِ السَّهَرُ )) .حري بالمسلم ، أن يحرص على استغلال لحظات هذا الشهر ، الذي تضاعف فيه الحسنات ، وترفع فيه الدرجات ، ففي الحديث الذي رواه ابن خزيمة في صحيحه يقول النبي r : ((مَنْ تَقَرَّبَ فِيهِ بِخَصْلَةٍ مِنَ الْخَيْرِ كَانَ كَمَنْ أَدَّى فَرِيضَةً فِيمَا سِوَاهُ ، وَمَنْ أَدَّى فَرِيضَةً فِيهِ كَانَ كَمَنْ أَدَّى سَبْعِينَ فَرِيضَةً فِيمَا سِوَاهُ، وَهُوَ شَهْرُ الصَّبْرِ ، وَالصَّبْرُ ثَوَابُهُ الْجَنَّةُ )) .إنه رمضان ـ أيها الأخوة ـ الذي صيامه سبب لمغفرة الذنوب ، كما قال النبي r في الحديث الصحيح : (( مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ )) فلنتق الله ـ عباد الله ـ فيما تبقى من شهرنا ، فقد مضى أكثره ، ولنحاسب أنفسنا ، ونتدارك تقصيرنا ، فما هو إلا أيام معدودات ، كما قال تعالى : } أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ { وقد مضى أكثرها .اسأل الله إن يهدي ضال المسلمين إنه سميع مجيب ، أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم من كل ذنب فإنه هو الغفور الرحيم . الخطبة الثانية الحَمْدُ للهِ عَلى إحسَانِهِ ، والشُّكرُ لَهُ عَلَى تَوفِيقِهِ وامتِنَانِهِ ، وأشهدُ أنْ لا إلهَ إلا اللهُ وَحدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ تعظِيماً لِشَأنِهِ ، وأشهدُ أنَّ مُحمَداً عبدُهُ ورسولُهُ الدَّاعِي إلى رضوانِهِ صَلى اللهُ عَليهِ وَعَلى آلهِ وأصحابِهِ وسلّمَ تَسليماً كثيرا . أيها الأخوة المؤمنون :لقد مضى أكثر رمضان ، وبقي أفضله ، فأفضل ما في رمضان عشره الأواخر ، ولفضلها وأهميتها ؛ كان النبي r يجتهد فيها ، أكثر مما يجتهد في غيرها ، ففي الحديث الصحيح تقول عائشة رضي الله تعالى عنها : كان رسول الله r إذا دخل العشر ، شد مئزره ، وأحيا ليله ، وأيقظ أهله . فالاجتهاد في آخر الشهر ، أمر ثابت عنه r ، فينبغي لنا أيها الأخوة ، اقتداء بنبينا ، واستغلالا لما تبقى من شهرنا ، الاستعداد الكامل ، والحذر من التفريط ، فالأيام ثمينة ، وسوف تنقضي كغيرها من الأيام بسرعة ، ومن يدري ـ أيها الأخوة ـ فربما يكون هذا الشهر ، هو آخر شهر يصومه بعضنا ، بل ربما ، يدرك بعضنا الأجل ، قبل إتمام هذا الشهر ! فا الله ... الله . في مضاعفة الجهود ، وبذل الطاقات ، فيما بقي من أيام وليال مباركة ، والحذر من التفريط أو الكسل والفتور .اسأل الله U أن يعينني وإياكم على ذكره وشكره وحسن عبادته ، وأن يجعلني وإياكم من عتقائه من النار ، إنه سميع مجيب .اللهم إنا نسألك وأنت في عليائك ، وأنت الله لا إله إلا أنت ، أن تعتق رقابنا من النار ، ورقاب آبائنا وأمهاتنا ، وترحمنا برحمتك يا أرحم الراحمين .اللهم إنا نسألك رحمة من عندك ، تهدي بها قلوبنا ، وتزكي بها نفوسنا ، وتستر بها عيوبنا ، وتحصن بها فروجنا ، وتنفس بها كروبنا ، وتقضي بها ديوننا ، وترحم بها موتانا ، وتشف بها مرضانا ، وتعافي بها مبتلانا ، فأنت أرحم الراحمين .اللهم إنا نسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى ، اللهم أحينا سعداء وتوفنا شهداء واحشرنا في زمرة الأتقياء يا رب العالمين .} رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ {} إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ { فاذكروا الله العظيم يذكركم واشكروه على وافر نعمه يزدكم ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون .
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |