|
ملتقى الشباب المسلم ملتقى يهتم بقضايا الشباب اليومية ومشاكلهم الحياتية والاجتماعية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() يا معشر الشباب... تزوجوا نورة سليمان عبدالله المؤمن مشروعٌ له أن يتزوج، والمؤمنة كذلك، وعلى الجميع الحرص على أسباب العفة والسلامة؛ قال صلى الله عليه وسلم: ((يا معشر الشباب، منِ استطاع منكم الباءةَ فليتزوج؛ فإنه أغضُّ للبصر، وأحصن للفَرْجِ، ومن لم يستطع فعليه بالصوم؛ فإنه له وِجاء)). فينبغي للإنسان أن يسعى في تكثير الأمة، وتكثير العبيد لله، وأن يبادر بالزواج، وألَّا يتخلف عن ذلك بأعذار واهية، تارةً يقول: حتى أكمل الدراسة، وتارةً يقول: حتى أشتري مسكنًا، وتارةً … قال الله جل وعلا: ﴿ وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ ﴾ [النور: 32]. قال الشيخ السعدي رحمه الله: "وقوله: ﴿ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ ﴾ [النور: 32]؛ أي: الأزواج والمتزوجين، ﴿ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ ﴾ [النور: 32]، فلا يمنعكم ما تتوهمون، من أنه إذا تزوج، افتقر بسبب كثرة العائلة ونحوه، وفيه حث على التزوج، ووعد للمتزوج بالغنى بعد الفقر، ﴿ وَاللَّهُ وَاسِعٌ ﴾ [النور: 32]: كثير الخير عظيم الفضل، ﴿ عَلِيمٌ ﴾ [النور: 32] بمن يستحق فضله الديني والدنيوي أو أحدهما، ممن لا يستحق، فيعطي كلًّا ما علِمه، واقتضاه حكمه". وقال عمر رضي الله عنه: "عجبي ممن لا يطلب الغِنى في النكاح، وقد قال الله تعالى: ﴿ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ ﴾ [النور: 32]". قال القرطبي في تفسيره: "هذه الآية هي وعد بالإغناء لمن تزوج فقيرًا". وعن ابن مسعود: "التمسوا الغِنى في النكاح"، وقال صلى الله عليه وسلم: ((ثلاثة حقٌّ على الله عونهم: المجاهد في سبيل الله، والمكاتَب الذي يريد الأداء، والناكح الذي يريد العفاف))؛ [رواه الترمذي والنسائي وابن ماجه]. فهذه الأمور المذكورة من الأمور الشاقة والصعبة التي تقصم الظهر، ولولا أن الله تعالى يُعين العبد عليها فإنه لا يقوم بها، ولأن كل واحد منهم أراد أمرًا ندب الله تعالى إليه، وحث على فعله، وهو سبحانه الذي يُعين عباده على ما أمرهم به. قال ابن باز رحمه الله: "فنصيحتي لهذا الشاب السائل أن يفعل الأسباب التي يستطيعها حتى يتزوج، إما بقرض وإما بالاستدانة، يشتري شيئًا إلى أجل معلوم ويبيعه، والله يوفي عنه ويتزوج؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((من أخذ أموال الناس يريد أداءها، أدى الله عنه))، والنبي صلى الله عليه وسلم قد استدان وهو أفضل الخلق". وقال رحمه الله: "ومن عجز عن النكاح، يُشرع له الاشتغال بالصوم؛ لأنه يُضعف الشهوة، ويُضيق مجاري الشيطان، فهو من أسباب العفة وغض البصر". وقوله: ((ومن لم يستطع))، فلم يقل: (فلا يتزوج)، وإنما قال: ((فعليه بالصوم))؛ لئلا يقع في المعصية، أما إذا قدر على الزواج مع بعض الكلفة والمشقة، فلا حرج عليه فيه بلا شك، وإنما جُعل الصيام على البدل عند عدم القدرة، فإذا أمكن الأصل ولو بكلفة، فهو أولى. ثم إن للزواج المبكر والسعي لتحقيقه فوائدَ كثيرة؛ منها: 1- الاستقرار النفسي والعاطفي. 2- تكوين أسرة متماسكة، تقوم على التفاهم والدعم المتبادل. 3- النضج وتحمل المسؤولية. 4- تعزيز الروابط الأسرية والاجتماعية. 5- اتباع السنة النبوية، والامتثال لتوجيه النبي صلى الله عليه وسلم بالزواج لمن استطاع. 6- العفة والطهارة والابتعاد عن المحرمات. 7- زيادة البركة وجلب الرزق. 8- تحقيق السَّكينة والمودة، كما ذُكر في القرآن الكريم. 9- طريق لكسب الحسنات؛ قال صلى الله عليه وسلم: ((وفي بُضع أحدكم صدقة، قالوا: يا رسول الله، أيأتي أحدنا شهوته، ويكون له فيها أجر؟ قال: أرأيتم لو وضعها في حرام، أكان عليه وزر؟ قالوا: بلى، قال: فكذلك إذا وضعها في الحلال، كان له أجر)). 10- وسيلة لاستمرار الحياة، وتعمير الأرض. ختامًا؛ فإنه ينبغي تسهيل أمور الزواج وعدم التكلف، والتسامح في الأمور وعدم التشديد، وأن تكون المهور على حسب حال الزوج، فلا يكلف ما لا يطيق، كذلك الولائم؛ فعن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إن من يُمنِ المرأة: تيسيرَ خطبتها، وتيسير صَداقها، وتيسير رحِمها))، وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: ((ألَا لا تغالوا صدقة النساء؛ فإنها لو كانت مكرمةً في الدنيا أو تقوى عند الله، لكان أولاكم بها نبي الله صلى الله عليه وسلم، ما علمت رسول الله صلى الله عليه وسلم نكح شيئًا من نسائه، ولا أنكح شيئًا من بناته، على أكثر من ثنتي عشرة أوقيةً)). والله أعلم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |