|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() غير راضية عن زواجي أ. لولوة السجا السؤال: ♦ الملخص: سيدة متزوجة لا تشعُر بالرضا بما قدَّره الله عليها من الزواج، وتكره زوجها وتريد الطلاق. ♦ التفاصيل: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أنا زوجة في الثلاثين من عمري، أشعر بتعاسة وخيبة أمل، والحزن لا يترك وجهي منذ زواجي! زوجي ليس سيئًا، بل تحسدني عليه الكثيرات من الصديقات، لكني لا أشعر معه بالسعادة ولا أحبه! في بداية زواجي لم أكنْ أحبه أو أكرهه، لكن بعد زواجي ومعرفتي به كرهتُه؛ فهو بخيل، ويرى كل شيء أطلبُه غالي الثمن وفوق طاقته، حتى المطالب الأساسية يخبرني أنه يُوفِّرها لي بصعوبة. ينعتني كثيرًا بأنني كبيرة في السن، وأنَّ تصرُّفاتي لا تليق بسني، ويُعايرني بذلك بصورة مستمرة، ومِن كثرة كلامه بدأتُ أشعر بعدم الرضا والتسخُّط مِن قدَر الله، وأسأل دائمًا: لماذا حرمني الله من الزواج طوال هذه السنين مِن أشخاص تقدموا لي، ثم قدر أن أتزوج من هذا الزوج؟ فقد استخرتُ قبل الزواج ولم أرَ خيرًا إلى الآن. أنا تعيسةٌ وأُفكِّر في الطلاق كل يوم، ولا أشعر أني تزوجتُ، فأخبِروني ماذا أفعل؟ الجواب: الحمدُ لله، والصلاةُ والسلامُ على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومَن والاه، أما بعدُ: فإنا لله وإنا إليه راجعون، والله لقد آلمتني كلماتُك، وبقَدْر ما وصلني مِن الشكاوى والاستشارات إلا أنني لم أجدْ فيها ما وجدتُ في استشارتك، فغفر الله لك، فليتك ما قلتِها، لكن قدَّر اللهُ ذلك. أخيتي الكريمة، الاعتراض على قدَر الله والتسخط منه أمرٌ عظيم جدًّا، فاستغفريه وتوبي إليه، واحمدي الله أن الأمر لم يتعدَّ ذلك الحد، فأنت تسخَّطْتِ على أمر بسيط والذي هو زوج بخيل، وتناسيتِ أنك ترفلين في ثوب مِن النِّعَم العديدة التي لا حصر لها، وليتك رأيتِ غيرك ممن ابتلوا بأضعاف أضعاف ما ابتُلِيتِ به، ومع ذلك وجدناهم حامدين شاكرين ذاكرين؛ فذلك مريضٌ، والآخر فقير، وهذه لا زوجَ لها، وغيرها ابتُلِيَتْ بزوجٍ شديدٍ لا تحتمله النساءُ يضرب ويشتم ويمنع، و.... و...، فغفر الله لك. فتلك أمورٌ تحدُث مِن كثيرٍ مِن الأزواج، ومع ذلك لم تشتكِ نساؤهم من ذلك، هل تعلمين لماذا؟ لأنهنَّ لا يرين شيئًا يستحق الشكوى، فالحياة في نظرهنَّ تسير بها ولا تتوقف، كما أنهنَّ يرضين بما قسم الله لهن، وأدركنَ أن ما رزقهنَّ الله أعظم مما فقدن، فقنعن ورضين. ثم أخبريني يا غالية، من ذا الذي كمُلَتْ له الأمور، انظري حولك وتأمَّلي في حال الناس، ولا تغرّنَّك الظواهر، فوالله إنَّ في الخفاء أمورًا لو علمت بها لاستحييتِ مِن الله أنْ سلَّمك منها، وفضَّلك على كثيرٍ مِن خَلْقِه. تأتيني بعض الاستشارات تصف الزوجة حال زوجها، وتذكر أمورًا كثيرة، فأجد نفسي عاجزةً عن الرد، إلا عن قول: (اصبري، واحتسبي، والجئي إلى ربك)، ومع ذلك لا ألمس منها تسخُّطًا أو اعتراضًا! حتى ما ذكرتِه من وصف زوجك لك بأنك كبيرة، فالأمرُ بسيطٌ فكلٌّ قد سمع ما يُؤذيه، وقد نكون نحن من صدر منه الأذى، فلا نُزَكِّي أنفسنا، المهم أن نأخذَ الأمور مأخذًا عاديًّا، وألا نعطي الأمر أكبر مِن حَجْمه. ذكرتِ أن زوجك رجلٌ ليس سيئًا ويحسدك عليه مَن حولك، وهذا يُؤكد ما ذكرتُ لك أن الموجود أعظم من المفقود، والمسألةُ الأهم مِن ذلك كله هو أن الله خلقنا لعبادته، ويَسَّرَ لنا أسباب ذلك، وقدَّرَ على العباد أقدارًا، وأخْبَرَنا على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم أنَّ مَن رَضِيَ فله الرضا ومَن سخط فله السخط، فهل بعد ذلك نتجَرَّأ ونتسخَّط على أقدار الله التي تحمل في طياتها كل خيرٍ! الله جل جلاله حين يبتلي عبده فإنه يلطف به، ويُعينُه ويخلفُه خيرًا مما فَقَد، فاللهُ لا يبتلي ليمنع أو ليعذب، وإنما يَبتلي ليصلح حال العبد في الدنيا والآخرة، فلولا الابتلاءُ لطغَى العباد وبغوا ولتناسوا الله والدار الآخرة، ولأتوا يوم القيامة مفاليس! ومع ذلك أقول لك: ما أنت فيه أمر بسيط تستطيعين بتوفيق الله أن تتعايَشي معه بأبسط ما يكون، وأنصحك بالقراءة في مسائل الإيمان، وخصوصًا ما يتعلق بمسألة الرضا، وكذلك التوكل وحسن الظن، وغير ذلك ما يُنير بصيرتك ويحفظك بإذن الله مِن الزَّلَل. اسألي الله أن يرزقك الرضا، وأكْثِري مِن الحمد والاستغفار وعموم الذكر وتلاوة القرآن. وأكثري مِن الدعاء إنه سميع قريب مجيب
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |