لا تصدق كل من يدعمك بكلماته.. - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         ميزة جديدة فى واتساب هتخليك "تتكلم" مع الذكاء الاصطناعى.. تفاصيل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          هل يمكنك إزالة ميزة Recall من Windows 11؟.. هذا هو رد مايكروسوفت (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          كيفية استخدام ميزة Google Meet لتدوين الملاحظات.. اعرف الخطوات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          الذكاء الاصطناعى يساعد علماء الفلك على فهم المعايير الأساسية للكون (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          إيه الفرق؟.. تعرف على أبرز الاختلافات بين هاتف iPhone 15 Pro وGoogle Pixel 9 (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          احمى طفلك من الإنترنت.. كيف تتغلبين على إدمانه للفيديو جيمز (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          التحقيق في ملحمة الصديق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 2 - عددالزوار : 24 )           »          أوليات البراء بن معرور رضي الله عنه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          فوائد متعلقة بمعمر بن راشد ودخوله اليمن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          الإسفار عما نسخه الإمام النووي بخطه من الكتب والأسفار (word) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الأسرة المسلمة > ملتقى الأمومة والطفل
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الأمومة والطفل يختص بكل ما يفيد الطفل وبتوعية الام وتثقيفها صحياً وتعليمياً ودينياً

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 29-09-2022, 07:46 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,745
الدولة : Egypt
افتراضي لا تصدق كل من يدعمك بكلماته..

لا تصدق كل من يدعمك بكلماته..


عبير النحاس


حدثتني صديقتي قائلة:
" في أشد الأزمات التي مررت بها كانت نفسي وقتها شبه محطمة , و كنت أحضر أوراق طلاقي وحدي لأنني أسكن في مدينة غير التي يسكنها أهلي, و علمت بالصدفة من خلال حديث هاتفي مع والدتي بأن أخي قادم إلى مدينتي مع زوجته و أهلها لأجل إتمام أوراق تخصهم, و كنت بالفعل بحاجة لوجود وجه أحبه قربي و صدر حنون أسند رأسي إليه.
انتظرت هاتف أخي ليرن, وأن يأتي إلي ليستمع لشكواي و ليمسح على رأسي, و توقعت عندما تأخر الوقت بأن يكون في يومه الأول منشغلاً جداً بأعماله فانتظرت حتى المساء, ولكن هاتفي لم يرن ولم أجد رقم أخي على شاشته أبدا؛ فأقنعت نفسي بأنه كان متعبا جداً وقتها, وتأملت في أنه يخطط لقضاء اليوم الثاني معي في منزلي, وأشغلت نفسي بإعداد بعض الطعام الذي يحبه.
كنت من أولئك الذين يمتلكون كمية كبيرة من الإباء الذي يتعبهم؛ فلم يسمح لي إبائي بأن أكلمه رغم كل التعاطف الذي أبداه لي عندما علم بمشكلتي مع زوجي و رغم كل تلك الشتائم التي كالها لزوجي على الهاتف عندما تحدثنا, ورغم كل التهديدات التي توعد بها.. لقد كنت دائما ألوذ بكبريائي كالعادة.
لم أستغرب بعد أيام عندما علمت أن أخي ذهب مع زوجته و أهلها لتناول العشاء في المطعم في مساء اليوم الأول, و أنه ذهب مع زوجته للتسوق طوال اليوم الثاني, لقد كسبت تجربة و حكمة و نظرة واقعية لهؤلاء الذين يستميتون في التعاطف عندما لا يتطلب منهم الأمر سوى الكلام, و الممتع في القصة أنه كان يلومني لأنني لم أطلب منه المساعدة و لم أتصل به و كأنه لا يعرف تفاصيل حكايتي من والدتي التي يعيش معها".
أحد أقربائي أخبرنا أيضاً أنه كان واثقا - عندما وصل إلى البلد التي يعمل فيها- من وقوف صديقه الحميم بجانبه, و أنه كان واثقا من أنه سينال دعما وأن صديقه سيسخر خبرته في تلك البلد لمساعدته نظراً لكل تلك الوعود و العهود و التي كان يمنيه بها و هما يتحدثان كل يوم على الهاتف أو على( النت) فقال:
" عندما وصلت لم أشأ أن أثقل عليه فتدبرت غرفة في فندق وجلست فيها بانتظار المنزل الذي وعدني به, و في عندما كلمته استأذن ليستفسر مجددا عن أمر المنزل و أخبرني بعد أيام و عندما اتصلت به بنفسي أن المنزل لم يعد في متناوله, و عندما بدأ يتهرب من هواتفي قمت بالبحث عن منزل بنفسي ورتبت أموري و لم أتصل به لأكثر من أسبوع و لم أكن قد رأيته بعد, وجدته بعد مدة يتصل بي هاتفياً ليدعوني لتناول طعام الغداء معه في مطعم بسيط يقدم وجبات رخيصة؛ فاعتذرت مدعيا انشغالي ثم ألغيت رقم هاتفه من قائمة أصدقائي لأجعله في قائمة العامة ".
و بعد مشكلة صديقنا وجد أحد معارفه ممن تربطه بهم علاقة سطحية فقط و كلمه بشأن حاجته لمنزل و بسرعة طلب منه هذا الشاب أن يأتي بحقائبه إلى منزله و أفرغ له غرفة خاصة ثم بدأ معه رحلة يومية للبحث انتهت بتأمين مسكن مناسب و بأجرة جيدة.
كثيرون هم أولئك الذين يتعاطفون معنا عندما نطرح عليهم مشكلاتنا, و كثيرة هي الكلمات التي يجدونها في معاجمهم المليئة بعبارات الود.. والمساندة.. والتوافق الروحي, و قد تصل أحيانا إلى ذرف دموع غزيرة لشدة تأثرهم بمشكلاتنا, و بالفعل فإن لهذا التعاطف أثراً كبيراً في واقعنا فهو يخفف عنا التوتر و يمنحنا شعوراً بأن الدنيا ما زالت بخير و أن الناس فيها رائعون. و تهون كذلك علينا المصائب بل و تشعرنا بأن لهؤلاء علينا حق وواجب يقتضيه دعمهم و هم بالتأكيد سيتكفلون بالأمر كي لا يفوتوا عليهم هذا الحق.
و لكن عندما يتطلب الأمر أكثر من مجرد الاستماع و المواساة فينبغي أن نتعلم أن أكثر من تسعين في المائة ممن كانوا حولنا سوف ينفضُّون عنا, و سيتهربون من واجب المساندة هذا.
لست أقصد هنا بالطبع أن أزرع في نفوس قرائي اليأس و التشاؤم, و لكنني أردت أن يكون لديهم نظرة واقعية لكي لا يغرقوا في أحلامهم الوردية كما حصل و يحصل مع كثيرين, وأردت أن تكون لنا هذه النظرة الواقعية لتجنب الصدمات و الاصطدامات الكثيرة التي ستجلبها لنا خيبة أملنا في هروب أكثر الذين كانوا بجانبنا ويدعموننا بكلمات ساحرة وبحرقة تدهشنا, ثم يتفننون في إيجاد طرق للتهرب عندما نحتاج منهم دعما جدياً يختلف عما يقررون تقديمه.

و الأن و بعد أن فهمنا هذه النقطة من الحياة بقي أن نعرف أن أولئك الأشخاص لن يخجلوا بعد انتهاء الأزمات من التواجد من جديد في حياتنا ومن المباركات و التهاني الكثيرة التي سيقدمونها لنا لأن الأزمة قد انفرجت, ولن يبخلوا علينا أيضا بالتعاطف و الود ومشاعر الفرح لأننا فرحنا أخيراً, وسيستمرون في ذكر تلك الأزمة طويلاً ليستثمروا الأمر في خدمات يحتاجونها هم منا, ونصيحتي هنا:
" اجعل لعلاقتك مع هؤلاء حدود لا تتعدى العلاقات السطحية, ولا تشتكي أمامهم همومك لأنك لن تحصل منهم إلا على الدعم بالكلمات التي يقدمونها أملاً في تسجيل موقف قد لا نحتاج منهم سواه, ولكن لو كان التعاطف هو ما تحتاجه فلا بأس من الحديث معهم لأنهم يجيدون فن الإصغاء, وعليك أن تكون متأكداً وقتها من أن حكايتك ستكون قد وصلت إلى كل بيت في المدينة التي تقطنها, لأنهم سيخبرون الجميع عن شكواك.. و ثقتك بهم.. و عن كمية التعاطف و المساندة التي استطاعوا تقديمها لك.

و لكن عندما تجد من يساندك بأفعال و ليس بأقوال فلا تتخلى عن صداقته مهما كانت ظروف انشغالك و غيابك عنه فمثل هؤلاء أصبحوا عملة نادرة جدا".
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 49.74 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 48.07 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.35%)]