|
الملتقى العلمي والثقافي قسم يختص بكل النظريات والدراسات الاعجازية والثقافية والعلمية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() أثر التقابل اللغوي في تعليم العربية لغير الناطقين بها سويفي فتحي أحمد ستكون الإجابة عن هذه الأسئلة كفيلة ببيان هذا الأثر، وهي: ما المقصودُ بالتقابُل أو التحليل اللُّغوي؟ وما هدفه وفائدتُه؟ وما الأمثلة على ذلك من أكثر من لغة؟ وهل يجب أن يعرف المعلمُ جميعَ لغات العالم ليُدرِكَ التشابُه؟ أولاً: من نافلة القول أن التقابُل اللغوي أو التحليل التقابلي بين اللغات بمثابة بناء أساسٍ لتعلم اللغة الثانية؛ إذ تنبُع فكرة التحليل التقابُلي من أن أيَّ متعلِّم للغةٍ ثانية لا يدخل إليها خاليَ الوِفاض، بل يكون عالمًا ببعض كلماتها وقواعدها دون أن يشعرَ بذلك، وذلك عن طريق ظاهرة الاشتراك اللغوي بين لُغات العالم، أو الاقتراض اللغوي بين لُغتين فأكثر، وهو ما يسمَّى بالكليات المشتَرَكة. أما المقصودُ بالتقابُل اللغوي في أبسط صوره فهو: دراسة مقارنة بين لغتَيْنِ أو أكثر؛ للوُقوف على أوجه التشابُه والاختلاف بينهما. ثانيًا: أهدافُ التقابل اللغوي ثلاثة: 1- دراسة أوجه التشابُه والاختلاف: وفائدتُه: اتخاذ أوجُه التشابه في اللغتين؛ للبَدْء به في مرحلة التعلم؛ لكسر الحاجز اللغوي والنفسي عند المتعلم، حتى يشعر بأنها لغة سهلة؛ فيقدم على المزيد من تعلمها، وهذا من أهم ما يكون. كما يؤخر أوجه الاختلاف في مرحلة تعليمية تاليةٍ، بالإضافة إلى التركيز على جانب الاختلاف في أثناءِ مرحلة التعليم. 2- التنبُّؤ بالمشكلات والعَقَبات، التي ستظهر في اللغة الثانية والجديدة: وفائدتُه: التركيز على هذا الجانب، والعناية به، ووضعُ أوراق عمل لمعالجة تلك الصعوبات مسبقًا، بالإضافة إلى لَفْت نظر المتعلم لهذه الاختلافات بين اللغتين؛ ليكون على بينةٍ مِن أمره في الفرق بين اللغتين، وحتى لا يُسْقِط قواعدَ لغته الأم في الحديث على اللغة الثانية، خاصَّة في بناء تركيب الجملة العربية؛ فإنَّ اللغة التُّركية - كمثال - تُؤخِّرُ الفعلَ لنهاية الجملة، ولا تبدأ به، بخلاف العربية. 3- الإسهام في تطوير المناهج التعليمية للغة الثانية: وفائدتُه: معالجة الصعوبات في اللغة الثانية في المناهج التعليمية، ووضعُها في بؤرة الاهتمام، مع كثرة التدريبات عليها، وهذا من أهم الأمور؛ فإن الإضافة وإسناد الضمائر والتذكير والتأنيث من أهم الصعوبات التي تُواجه أكثرَ الأجانب في تعلُّم العربية، فإذا أولت المناهج التعليمية هذا الجانب مَزيدًا من العناية والاهتمام، فإنها ستعمل على تيسير تلك الصعوبات، وتذليل العقبات أمام تعلم العربية. ثالثًا: أمثلة التشابُه بين العربية وغيرها مِن اللغات في الكلمات لفظًا ومعنًى (أ): وهو ما يُسمَّى بـ(الكُلِّيات اللغوية): الكلمة المشتركة مع العربية التركية الهوسا النيجيرية الإندونيسية التشادية الملاَّوية الفارسية قلم دليل مشاورة تعال نعمة صاحب أمانة حجة نكاح امشِ مصيبة مقبول قرطاسية صلاة وقت مقعد حال هودج كتاب سما زمان اسمك خيمة ساعة بقَّال مصيبة قصة أبي أمانة عبرة برتقال خيانة كبير فهم جديد موز عاقبة طويل كرسي سلامة فاصوليا سبب عيَّان إخوة مرحبًا بدن التشابه بين العربية وغيرها من اللغات لفظًا دون معنى (ب): وهو ما يُسمَّى بـ(النظائر المخادعة)، فهناك أمثلة كثيرة منها: 1- ففي التركية كلمة (ميمون) تعني: قردًا، بخلاف العربية، وكلمة (مسافر)؛ تعني: ضيفًا. 2- في الهوسا النيجيرية كلمة (باب) بمعنى: فارغ، وكلمة (روى) بمعنى: رقص، وكلمة (دوري) بمعنى: قيد. 3- وفي الإندونيسية كلمة (الشرك) تعني: الحسد، وكلمة (مات) تعني: عينًا، وكلمة (نام) تعني: اسمًا، وكلمة (أمارة) تعني: غضبًا، وكلمة (عريان): اسم لجزيرة. 4- وفي اللغة الملاوية كلمة (يا) تعني: نعم، وكلمة (نسي) بمعنى: أرز، وكلمة (بندق): مدرسة دينية. رابعًا: معرفة معلم العربية لغير الناطقين بها بالتقابل اللغوي بين اللغات، وإلمامه بهذا الأمر يجعل منه معلمًا بارعًا قادرًا على تعليم اللغة بأيسر سبيل، وليس عليه أن يعلمَ لغات العالم ليُدرك الفرق والتشابه بين اللغات؛ فهذا ما قال به أحدٌ قط، ولكن عليه بالآتي: 1- البحث في معجم لغة الدارس، في معجم ثنائي اللغة مع العربية، ويتعرف الكلمات المتفقة. 2- الاطلاع على البحوث المكتوبة في أوجه التشابه والاختلاف بينها وبين العربية، وهي متوفرة على الشبكة العنكبوتية. 3- تقييد ما تحصَّل عليه من خبرات تعليمية مع الطلاب؛ لتكون زادًا بعدُ له ولغيره.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |