آداب الخروج إلى البر - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         قلبٌ وقلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 73 - عددالزوار : 20562 )           »          القرآن يعرض نعم الله على عباده (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          أَموَالكُم حَرَامٌ عَليكُم ... فَلا تَظَالَمُوا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          بيع الحاضر للباد وشراؤه له (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          حكم الشك في بقاء الطهارة؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          تخريج حديث: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل الخلاء وضع خاتمه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          الحديث السادس عشر: تحريم سب الأموات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          الوقف بالروم على الكلمات التي لحقتها الياءات الزوائد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          منطلقات قرآنية في التوثيق العلمي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          تفسير سورة التكاثر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 19-08-2022, 05:31 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 166,377
الدولة : Egypt
افتراضي آداب الخروج إلى البر

آداب الخروج إلى البر
سعد محسن الشمري

إنَّ الْحَمْدَ لِلهِ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا، وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَلا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلا هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ.

﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102]،﴿ يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾ [النساء: 1]، ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾ [الأحزاب: 70، 71]، أَمَّا بَعْدُ:
فَإِنَّ خَيْرَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللهِ، وَخَيْرَ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وآله وسلم، وَشَرَّ الأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا، وَكُل مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكُل بِدْعَةٍ ضَلالَةٌ، وَكُل ضَلالَةٍ فِي النَّارِ.

عباد الله، إنَّ من الأمور التي أباحها الله عز وجل ورسوله صلى الله عليه وسلم، وتكون مُحبَّبةً للنفوس- الخروجَ إلى البرِّ في رحلات هادفة، فيها ترويح ومتعة، وفيها إنعاش ونشاط، وفيها مقاصد شرعية نافعة، من أعظمها: التأمُّل في خلق الله تعالى، وملكوته الواسع من سماوات عالية، وأرض مفروشة، ونجوم مضيئة، وقمر منير، وسراج وهَّاج، ونباتات خضراء، وجبال شاهقة، ووديان جميلة، وهضاب عالية، ورمال رتيبة، وحيوانات لطيفة، وحيوانات ضارة مخيفة، كلُّ ذلك من صُنْع الله عز وجل الذي أحسن كل شيء خلقه.

والمسلم- عباد الله- حريص على رِضا ربِّه، وعلى مُراعاة أحكام الشرع وآدابه، لا يغفل عن ذكر الله، ويراعي أحكام الله عز وجل، وأن يجعل من هذه الرحلات البرية عبادةً لربِّه، ﴿ قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ [الأنعام: 162].

وأن يشكر نِعَمَ الله عز وجل عليه:
1- فمن ذلك أن يذكر الله عز وجل عند نزوله: عن خَوْلَةَ بِنْتِ حَكِيمٍ السُّلَمِيَّة، قالت: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: ((مَنْ نَزَلَ مَنْزِلًا، ثُمَّ قَالَ: أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللهِ التَّامَّاتِ مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ، لَمْ يَضُرَّهُ شَيْءٌ، حَتَّى يَرْتَحِلَ مِنْ مَنْزِلِهِ ذَلِكَ))[1].

2- وأن يجدَّ ويجتهد حال خروجه للبرِّ؛ بأن يؤدي الصلاة في وقتها، وأن يتحرَّى وقتها، وأن يرفع الأذان.

3- وأن يتوضَّأ بالماء، ولا يجوز له أن يتيمَّم أبدًا إلَّا إذا فَقَدَ الماء أو عجز عن استعماله.

4- وإذا كان خروجه قريبًا من البلد، وليس سَفَرًا؛ فلا يجوز له أن يترخَّص برخص السفر، فلا يجوز له قَصْرُ الصلاة الرباعية، ولا يجوز له ترك صلاة الجُمُعة.

5- وأن يعتنيَ بصلاة الجماعة، وألَّا يترك وِرْدَه من القرآن الكريم.

6- وأن يحرص العبد على الصحبة الصالحة التي تُعينه على الخير، وتدُلُّ عليه، وتُشجِّع عليه؛ إذ الصحبة السيئة لا تُعين على الخير إلا عادة أو موافقة؛ ولهذا يكثُر في مجالس غير الصالحين الغِيبة والنميمة، والسخرية والاستهزاء، والمزاح الثقيل، والسهر المُفرط الذي يؤدي إلى تضييع الصلوات المفروضة، فكل ذلك مَنهيٌّ عنه.

عباد الله،إنَّ الخروج إلى البرِّ فيه فائدة عظيمة لمن تأمَّل؛ فيه فائدة نفسية صحية، وفائدة اجتماعية، وذلك عندما يجتمع الأقارب في مكان واحد تقوى فيهم رابطة الرَّحِم، وتعظُم بينهم المحبة، فصِلَةُ الأرحام مقصودٌ عظيمٌ، وعمَلٌ صالح، أجْرُه كبير، وفضلُه واسعٌ، وأثرُه ظاهر، ﴿ وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخَافُونَ سُوءَ الْحِسَابِ * وَالَّذِينَ صَبَرُوا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً وَيَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ أُولَئِكَ لَهُمْ عُقْبَى الدَّارِ ﴾ [الرعد: 21، 22].

نسأل الله تعالى أن يُهيِّئ لنا من أمرنا رشدًا، وأن يغفر لنا ويرحمنا، أقول قولي هذا، وأستغفر الله العظيم لي ولكم، فاستغفروه من كل ذنبٍ يغفر لكم إنَّه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على مَن لا نبي بعده، نبينا محمد وعلى آله وصحبه.

عباد الله، إنَّ وقت المسلم شيءٌ مُهِم يحرص على استثماره بالخير، يُكثر فيه من الحسنات، ويبتعد عن السيئات، فلا يُسرِف في خروجه للبر، ويضيع حقوقًا عليه، من أهمها: شؤون بيته، وما يحتاج إليه أهله من رعاية واهتمام، وما يُعينه على تربية البنين والبنات، فوجودُك جُلَّ وقتك خارج البيت قد يكون أمرًا مؤثرًا في سلوك الأبناء وأخلاقهم، عن عَبْدِاللهِ بْن عَمْرٍو، قال: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: ((كَفَى بِالْمَرْءِ إِثْمًا أَنْ يُضَيِّعَ مَنْ يَعُولُ))[2].

عباد الله:
7- إنَّ من الآداب المرعية في البرِّ أن يُطفئ المسلم النار عند نومه: عَنْ أَبِي مُوسَى، قَالَ: احْتَرَقَ بَيْتٌ بِالْمَدِينَةِ عَلَى أَهْلِهِ، فَحُدِّثَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِشَأْنِهِمْ، فَقَالَ: ((إِنَّمَا هَذِهِ النَّارُ عَدُوٌّ لَكُمْ، فَإِذَا نِمْتُمْ فَأَطْفِئُوهَا عَنْكُمْ))[3].

8- وأن يعتني المسلم بنظافته، ونظافة المكان الذي هو فيه، فلا يؤذي فيه، ولا يكون سببًا في توسيخه وتقذيره، ولا يؤذي الناس بشيء من أنواع الأذى، عَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ أسِيدٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((مَنْ آذَى الْمُسْلِمِينَ فِي طُرُقِهِمْ وَجَبَتْ عَلَيْهِ لَعْنَتُهُمْ))[4].

إنَّ المسلم في أي مكان حلَّ، وفي أي بقعة نزل، يُرى فيه الخير والصلاح والخُلُق السديد.
نسأل الله عز وجل أن يجعل حياتنا كُلَّها عبادةً لله سبحانه، وأن يوفِّقنا لحُسْن عبادته، وذكره، وشُكْره.

[1] مسلم: (2708).

[2] النسائي: 9131، وحسَّنه الألباني.

[3] ابن ماجه: (3770)، قال شعيب الأرنؤوط: صحيح.

[4] الطبراني في الكبير: (3050)، وهذا إسناد حسن؛ كما قال المنذري في "الترغيب" (1/ 83) ، والهيثمي في "المجمع" (1/ 204) .





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 64.44 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 62.72 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (2.67%)]