رمضان يبني القيم - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         شرح سنن أبي داود للعباد (عبد المحسن العباد) متجدد إن شاء الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 679 - عددالزوار : 200512 )           »          3 أسرار لإتقان فن المحادثة.. كيف تكون محبوبًا دون أن تتكلم كثيرًا؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 32 )           »          طريقة عمل نودلز بالصلصة والثوم.. وصفة سريعة بمذاق غني في أقل وقت (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 29 )           »          4 وصفات للاسترخاء بالملح.. عيشي جو مراكز التجميل في البيت بأقل التكاليف (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          4 خطوات لتنظيف وجهك بعد يوم عمل طويل.. اتبعيها يوميًا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          وصفات طبيعية لعلاج حروق الشمس.. استعدى لإجازة المصيف (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          موضة مطابخ السبعينيات رجعت تريند.. 6 أفكار ممكن تنفذيها فى 2025 (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »          طريقة عمل خبز الجزر بالزعتر.. وصفة مبتكرة بطعم بيتى وصحى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          5 خطوات فعالة لحماية شعرك من الجفاف والهيشان فى الصيف (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »          5 عادات فعالة لإنقاص الوزن بسرعة وسهولة.. لو خارج مليان من العيد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > ملتقى اخبار الشفاء والحدث والموضوعات المميزة > رمضانيات
التسجيل التعليمـــات التقويم

رمضانيات ملف خاص بشهر رمضان المبارك / كيف نستعد / احكام / مسابقات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 29-03-2022, 05:17 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 155,603
الدولة : Egypt
افتراضي رمضان يبني القيم

رمضان يبني القيم


د. مشعل عبدالعزيز الفلاحي









الحمد لله ربِّ العالمين، والصَّلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسَلين.













وبعد:



فعالَم النَّجاح معقودٌ بنواصي القِيَم، والتَّاريخُ - مهما كان فسيحًا في حياة إنسان - يظلُّ يتيمًا عاريًا إذا لم تُلْبِسه القِيَمُ من جلبابها الكبير، وعظَمةُ كلِّ إنسان في الأرض رهنٌ على حياة هذه القيم في واقعه.







إنَّ شهر رمضان يجب أن يتحوَّل - في عقلية كلِّ إنسان - من مناسبة دينيَّة، باتت تؤثِّرُ فيها العاداتُ، إلى مدرسةٍ لبناء القِيَم، وفرصة لعِنَاق كلِّ أمنية يحلم بها إنسان، وعلينا أن نُدرك أنَّنا أمام مدرسة روحيَّة تربِّي القيم، وتجذِّرُ المعاني الكبار في حياة كلِّ إنسان، وإنَّني عَبْرَ هذه الأسطر سأطوِّف بك أيُّها القارئ الكريم في فناء هذه المدرسة؛ لنقرأ أنا وأنت قصَّة القيم في حياة الكبار، وكيف أن هذه المدرسة قادرة على أن تخرج طلابًا قادرين على بناء أنفسهم، وبناء واقعِهم بالصُّورة التي يحلم بها الكبار.







إنَّ رمضان يعلِّمنا قيمة الهدف في الحياة، وأثرَه في الواقع، ويدلُّنا اليوم على أنَّ الحياة بلا أهدافٍ حياةٌ بلا معنى ولا أثر! وترى قضيَّة الأهداف في رمضان قضيَّةً واضحة، ترى ذلك في قول نبيِّك - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((من صام رمضان إيمانًا واحتسابًا، غُفِر له ما تقدم من ذنبه))، ((ومن قام رمضان إيمانًا واحتسابًا، غفر له ما تقدَّم من ذنبه))، ((ومن قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا، غفر له ما تقدم من ذنبه))، إنَّ كل مسلمٍ يدخل بوَّابة هذه المدرسة يرى هذه الأهداف في كلِّ جوانبها تهتف به، وتدعوه لعناق رحلته الكُبْرى في ثلاثين يومًا!







إن الهدف هنا بيِّنٌ واضح، وهو هدفٌ محدَّد الوقت، يبدأ في رمضان، وينتهي بعد ثلاثين يومًا، ومن روائع الهدف أنَّ مكافأته تحتفُّ به وتُغْري بعناقه، وهي مكافأة تدفع صاحبها إلى ركوب الأهوال من أجل عناق ذلك الهدف.







إن أيَّ مشروعٍ في الأرض يأتي إليه إنسانٌ دون أن يكون هدفُه واضحًا بيّنًا، سيكون مشروعًا أقرب إلى الفشل منه إلى النَّجاح، وسيظلُّ النَّجاح في أيِّ مشروع مرهونًا بعظَمة الهدف ووضوحِه، والقدرة على تحديد نهايته، وعلى كلِّ إنسان أن يُدْرك أنَّه لن يصل إلى عناق أمنيتِه، ولن يحتفل بنهاية مشروعه الذي يُريد، إلاَّ بعد أن يُعنَى بقضية الأهداف، ويسعى في ضَبْطِها من بداية الطريق، وكم هي المشاريع التي بدأها الإنسان مع نفسه، أو في مجتمعِه، أو على مستوى أمَّتِه، ولم تَسْنَح الفرص بعدُ بعِناق نهايتها إلى اليوم! كم من إنسانٍ يعيش على حلم خَتْم القرآن الكريم حفظًا وضبطًا، ولم تأت النِّهاية من سنوات! وكم من إنسان نَصب له مشروعًا عمريًّا، وما زال مشروعُه في طيَّات الأوراق! وكم هي الأمنيات والمشاريع التي تَعْتلج في ذاكرة كلِّ واحد منا، ويتنفَّسُها أملاً كبيرًا في مستقبل حياته، ولم يبدأ بعد!







إنَّ رمضان جاء ليقول لنا: إنَّ صيامه وقيامه إيمانًا واحتسابًا، وتحقيق التَّقْوى من خلال ذلك هو الهدف الأكبر في مدرستِه، وعلى كلِّ مَن أراد أن يختبر قدرته على تحقيق هذه القيمة في كلِّ حياته أن يجرِّب تحقيق الهدف العريض في هذا الشهر، إنَّ علينا أن نستقبل شهر رمضان، وبين يدَيِ الواحد منَّا مشروعُه الذي يحلم به، ويبدأ يُخطِّط لكتابة أهدافه، وتحقيق غاياته، وبدون ذلك سيظلُّ أثَرُ هذه المدرسة ضعيفًا في حياتنا وواقعِنا.







إنَّ القِيَم التي يؤكِّد رمضان على بنائها في حياتنا قيمةُ الفرص، وإنَّ رقيَّ الإنسان في ساحات الآخرة وقفٌ على استثمار الفُرَص في حياته؛ ((من صام رمضان إيمانًا واحتسابًا، غُفِر له ما تقدم من ذنبه))، ((ومن قام رمضان إيمانًا واحتسابًا، غفر له ما تقدَّم من ذنبه))، ((ومن قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا، غفر له ما تقدَّم من ذنبه))، فتأمَّل هذه الفرص وهي تتعرَّض لكلِّ واحدٍ منَّا في عُرْض الطَّريق، وتدعوه لعناقها، والمكافأة حلم إنسان في الدُّنيا كلها!







إنَّ الفُرَص تحتاج إلى عاقل فطِنٍ يستثمرها عند أوَّل بريقٍ لها، وقد بلغَك أن هذا الذِّكر الحسن لِعُكَّاشة - رضي الله عنه - كلَّه كان من طيَّات فرصة واحدة، حين قال نبيُّك - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((يَدْخل الجنَّةَ سبعون ألفًا بدون حساب ولا عقاب))، والصَّحابة متوافرون يسمعون الحديث، وما أنْ لاحت هذه الفرصة لعكَّاشة إلاَّ وقام يجري لعناقها: "أمِنْهم أنا يا رسول الله؟" قال: ((نعم))، ويُقْبِل الآخَرُ يجري لعناق هذه الفرصة، فيقول له النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((سبقك بها عكاشة)).







إنَّ رمضان يدْعونا إلى استِثْمار ثلاثِ فُرَص تَزْدلف بين أيدينا، وهي كَلأٌ مُباح لكلِّ إنسان، ما دامت أيام الشهر تنبض بالحياة، وإنَّ هذه القيمة حقيقةٌ بأن تمتدَّ إلى كلِّ لحظة من حياتنا، وأن نَخْرج إلى الأرض وعينُ الواحد منَّا مفتوحةٌ على الفرص التي يهَبُها الواقع، وتمنَحُنا الحياةُ عبَقَها في الطريق، وألاَّ نسمح بحالٍ من الأحوال لأيِّ فرصة تتعرَّض في الطريق وندَعَها، مهما كانت ظروفنا تلك اللحظة التي نَلْقى فيها الفرص ماثلة، وهي قيمة حقيقةٌ بأن نربِّي نفوسنا عليها، وأن نَخْرج من مدرسة رمضان وقد تعلَّمنا الدَّرس بأوضحِ ما يكون.







إنَّ رمضان يبني في نفوسنا قيمة الوقت، ويؤكِّد علينا أنَّه أنفَسُ ما عُنِيَ به إنسانٌ في حياته، إنَّ الدقائق مؤثِّرةٌ في حياة الإنسان بأعظمَ مِمَّا نتصوَّر، فلو أنَّ إنسانًا تقدَّم الأذانَ بدقيقةٍ أو بأقلَّ منها وأفطر، لكانت النِّهايةُ بُطْلانَ عبادته في ذلك اليوم، ومثل ذلك لو أنَّه أكل أو شرب بعد بداية الأذان في الفجر لكان لا قيمة ليومه كلِّه، ولا عبرة بصومه ذلِكَ اليوم كله، وكل ذلك عناية ببناء هذه القيمة في نفوس المسلمين، وتربية لهم على تَمثُّلِها في سائر حياتهم.







إنَّ كل ناجح ترمقه أبصارُنا اليوم في أرض الواقع ستجد هذه القيمة في حياته العِلميَّة والعمَلية أوسع ما يكون، وإنني أُذكِّر بأنَّ هذه القيمة تاريخٌ تصنع الأفراد والأمم متَى ما حَظِيَت بحقِّها من العناية والاهتمام، ولا خيار لأحدٍ يريد صناعة الواقع عن هذه القيمة مطلقًا، وكتبُ التاريخ تعطيك قصتها كاملة، وخبرها وافيًا في حياة الرجال.







هذه ثلاث قِيَم تصنع تاريخ إنسان، وتكتب سيرته بمدادٍ من ذهب، وتعطِّر الحياة كلها بأنفاس التحدِّي، وتَصْنع التغيير للأحلام التي يَنْشدها كلُّ حي عاشها واقعًا في رمضان، وما أتيتُ على كلِّ ما أردت من عنوان هذا الموضوع، لولا أنَّني أدرك صِغَر المساحة التي تستقبل حرفي، وأدعو كبار الأمَّة ورجالها، وصُنَّاعَ تاريخها أن يفتحوا صفحات قلوبهم وصفحات دفاترهم؛ لتدوين هذه القيم، من خلال الدِّراسة النِّظامية في فناء هذه المدرسة الكبرى في الحياة، والله المستعان، وعليه التُّكلان، ومنه الحَوْل والطَّول.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 53.00 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 51.33 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.15%)]