|
ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() رسالة للمرضى خالد سعد الشهري الحمد لله الحق المبين، لم يتخذ ولدًا ولم يكن له شريك في الملك، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، يقضي ما يشاء ويحكم ما يريد، وأشهد أن نبينا محمدًا عبده ورسوله، صلوات الله وسلامه عليه، وعلى آله الطيبين الطاهرين، وسلم تسليمًا كثيرًا إلى يوم الدين؛ أما بعد: أيها الناس، أوصيكم بتقوى الله عز وجل، فاتقوا الله في الغيب والشهادة، واتقوه في الصحة والمرض: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾ [الأحزاب: 70، 71]. عباد الله، تعلمون أن الأمراض والأسقام قدر من أقدار الله جل وعلا، ولا يسلم منها بشر إلا من سلمه الله، والله عزيز حكيم، لا يقدِّر شيئًا إلا وفيه حكمة بالغة، ولولا المرض والبلاء لما عرف قدر الصحة والعافية: ثمانية لا بد منها على الفتى ![]() ولا بد أن تجري عليه الثمانيهْ ![]() سرور وهمٌّ واجتماع وفرقة ![]() ويسر وعسر ثم سقم وعافيهْ ![]() أيها الناس: خطبة اليوم فيها تسلية لكل من نزل به مرض، أو لازمه بلاء، وفيها تذكير بما في البلاء والمرض من الأجر والثواب، وذلك لكل من صبر واحتسب مرضه عند الله جل وعلا. أولًا: من فوائد المرض للمؤمن أنه سبب في تكفير ذنوبه وخطاياه؛ في الحديث الصحيح قال صلى الله عليه وسلم: ((ما يصيب المسلم من نصبٍ، ولا وصبٍ، ولا همٍّ، ولا حزنٍ، ولا أذًى، ولا غم حتى الشوكة يشاكها، إلا كفَّر الله بها من خطاياه))، وعن أبي سعيدٍ الخدري، ((أن رجلًا من المسلمين قال: يا رسول الله، أرأيت هذه الأمراض التي تصيبنا ماذا لنا منها؟ فقال: كفارات، فقال: أي رسول الله، وإن قلَّت؟ قال: وإن شوكةً فما فوقها)). عباد الله؛ مِنَ الناس مَن له ذنوب كثيرة، ومن حكمة الله ورحمته بعبده أن يبتليه بالأمراض لتكفير ذنوبه وخطاياه، ولكي يبلغه جل وعلا أعلى المنازل في الآخرة؛ قال صلى الله عليه وسلم: ((إن الرجل ليكون له المنزلة عند الله تبارك وتعالى، فما بلغها بعملٍ، فما يزال يبتليه بما يكره حتى يبلغه ذلك))، وفي الحديث الآخر: ((ما يزال البلاء بالمؤمن والمؤمنة في نفسه وولده وماله، حتى يلقى الله تعالى وما عليه خطيئة)). ثانيًا: من فوائد المرض والبلاء أنه علامة لمحبة الرب جل وعلا لعبده المؤمن؛ لِما فيه من تعجيل العقوبة في الدنيا قبل الآخرة؛ قال صلى الله عليه وسلم: ((إن عظم الجزاء مع عظم البلاء، وإن الله إذا أحب قومًا ابتلاهم، فمن رضي فله الرضا، ومن سخط فله السخط))، وعن أنسٍ رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إذا أراد الله بعبده الخير عجل له العقوبة في الدنيا، وإذا أراد الله بعبده الشر أمسك عنه بذنبه حتى يوفى به يوم القيامة)). ثالثًا: من أعظم فوائد المرض أنه سبب لدخول الجنة؛ فعن أنس بن مالكٍ رضي الله عنه، قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ((إن الله قال: إذا ابتليت عبدي بحبيبتيه فصبر، عوضته منهما الجنة؛ يريد: عينيه)). رابعًا:من الفوائد للمرض أنه يرد العبد الشارد عن ربه، ويذكره بفضل الله ونعمه عليه؛ قال يزيد بن ميسرة رحمه الله: "إن العبد ليمرض وما له عند الله من عمل خيرٍ، فيذكره الله سبحانه بعض ما سلف من خطاياه، فيخرج من عينه مثل رأس الذباب من الدمع من خشية الله، فيبعثه الله مطهرًا أو يقبضه مطهرًا"، قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "مصيبة تقبل بها على الله خير لك من نعمةٍ تنسيك ذكر الله". أسأل الله الذي بيده الشفاء، والقادر على رفع البلاء أن يشفي مرضانا ومرضاكم ومرضى المسلمين أجمعين، وأن يجمع لكل مريضٍ بين الأجر والعافية، وأقول ما تسمعون، وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه، إنه هو الغفور الرحيم. الخطبة الثانية الحمد لله على إحسانه، والشكر له على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، الداعي إلى رضوانه، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه، وسلم تسليمًا كثيرًا؛ أما بعد: عباد الله؛ زيارة المرضى سنة وحق من حقوقهم، فاحتسبوا الأجر في زيارتهم، وابعثوا فيهم الأمل بالشفاء؛ قال صلى الله عليه وسلم: ((ما من مسلمٍ يعود مسلمًا غدوةً، إلا صلى عليه سبعون ألف ملكٍ حتى يمسي، وإن عاده عشيةً، إلا صلى عليه سبعون ألف ملكٍ حتى يصبح، وكان له خريف في الجنة)). أيها الأصحاء، تذكروا - وأنتم تزورون المرضى - ما منَّ الله به عليكم من الصحة والعافية، فاستغلوها في مرضاة الله وشكره وعبادته، أدام الله علينا وعليكم العافية، ورزقنا شكر نعمه، وجعلنا من الصابرين الشاكرين في الضراء والسراء، هذا، وصلوا وسلموا على سيد البشر، وخير من وطئ الثرى، فقد أمركم بذلك العزيز الحكيم؛ فقال عز من قائلٍ عليمٍ: ﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾ [الأحزاب: 56].
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |