أنواع من الصدقات - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير قوله تعالى: {ولقد صدقكم الله وعده إذ تحسونهم بإذنه...} (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          المبالغة في تشقيق العلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          كشف الأستار بشرح قصة الثلاثة الذين حبسوا في الغار (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 6 )           »          من أقوال السلف في أسماء الله الحسنى: (اللطيف، الخبير) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          {يغشى طائفة منكم} (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          جوامع الكلم النبوي: دراسة في ثراء المعاني من حديث النغير (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          حتى لا تفقد قلبك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          وفاة ملكة جمال الكون! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          الإمام أبو بكر الصديق ثاني اثنين في الحياة وبعد الممات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          حقوق الحيوان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 08-03-2022, 07:06 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,359
الدولة : Egypt
افتراضي أنواع من الصدقات

أنواع من الصدقات
ناصر عواز العتيبي



إنالحمد لله،نحمدهونستعينه ونستغفره،ونعوذبالله من شرور أنفسنا ومنسيئات أعمالنا، منيهده الله فلا مضل له، ومنيضلل فلا هادي له،وأشهدأن لا إله إلا الله وحده لا شريك له،وأشهدأن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن تبعهم على الهدى واستن بسنتهم إلى يوم الدين؛ أما بعد:
فاتقوا الله عباد الله: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾ [الأحزاب: 70، 71].

أيها المسلمون، هذه الحياة الدنيا هي مزرعة الآخرة والسعيد هو من وفق فيها لعمل الصالحات وما يحقق له رفعة الدرجات ومرضاة رب الأرض والسماوات، وقدقال الله تبارك وتعالى: ﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا ﴾ [النساء: 40]،وقال سبحانه: ﴿ فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ ﴾ [الزلزلة: 7، 8]،وقال سبحانه: ﴿ وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ﴾ [البقرة: 110].

أيها المسلمون، الأعمال الصالحة التي يتقرب بها العبد إلى ربه ويطلب بها مرضاته كثيرة لا حصر لها، ويكفي أن تعلم أن كل تسبيحة صدقة وكل تحميدة صدقة وكل تكبيرة صدقة، وقد ذكر أهل العلم أن أعظم الصدقات ما كان نفعه متعديًا للآخرين، فكل ما ينفعهم ويدخل السرور عليهم فهو صدقة، فتبسُّمك في وجه أخيك صدقة، والكلمةالطيبة صدقة، والسلامعلى عباد الله صدقة، وإعانةالرجل على دابته عندمايركب السيارةتعينهعلى ذلكوترفعله متاعه فيها، فذلك صدقة، وإماطةالأذى عن طريق الناس صدقة، ويشمل ذلك عدم رميك للنفايات في طريقهم من نافذة سيارتك أو رمي النفايات أمام بيوتهم، أو في مكان جلوسهم، والأمربالمعروف والنهي عن المنكر صدقة،وإفراغكمن دلوك في دلو أخيك صدقة،ويشمل ذلك حينتصب لأخيك كوبًا من الشاي أو من العصير أو من الماء فهو صدقة، والقشَّةوالأذىفي المسجد ترفعه وتخرجه صدقة، والإنسان الأعمى الذي لا يعرف أين يذهبتأخذبيده، فتدله على طريقه صدقة، وكذلك حين تهديالضال الذي لا يعرف أين يذهب، ويسأل عن مكان ما أو عنوان معين،فتدلهوتقول له: على اليمين أو على الشمال، وما أشبه ذلك صدقة،فأنت أيها المسلمتعيش في أنواع من الصدقات من حيث لا تشعر، صدقات خاصة وصدقاتٌعامة، فلله الحمد والشكر على نعمه وآلائه على عباده حين فتح لهم أبواب الخيرات، وعدَّد لهم طرق الحسنات.

عباد الله، هناك نوع آخر من الصدقات يجري أجرها وثوابها لك حتى بعد مماتك،تسمى الصدقاتٌالجارية،الصدقاتُالجارية قال فيها النبي صلى الله عليه وسلم، كما ورد في الحديث الصحيح: "إِذَا مَاتَ الْإِنْسَانُ انْقَطَعَ عَنْهُ عَمَلُهُ إِلَّا مِنْ ثَلَاثَةٍ: إِلَّا مِنْ صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ، أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ".

هذهثلاثة أعمال يجري للإنسان أجرها حتى بعد موته: صدقة جارية،أو علمينتفع به،أو ولدصالح يدعو له،وقد جاء المرادبالصدقة الجارية مفصلًا في الأحاديث الأخرى، وكل عمل صالحينفع الناس والحيوان هو صدقة جارية: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "سَبْعَةٌ يَجْرِي لِلْعَبْدِ أَجْرُهُنَّ وَهُوَ فِي قَبْرِهِ بَعْدَ مَوْتِهِ: مَنْ عَلَّمَ عِلْمًا، أَوْ أَجْرَى نَهَرًا، أَوْ حَفَرَ بِئْرًا، أَوْ غَرَسَ نَخْلًا، أَوْ بَنَى مَسْجِدًا، أَوْ وَرَّثَ مُصْحَفًا، أَوْ تَرَكَ وَلَدًا يَسْتَغْفِرُ لَهُ بَعْدَ مَوْتِهِ)،فهذه هي الصدقات الجارية التي لا تنقطع بموت الإنسان ومن أعظمها: العلمتعليمًا وتعلُّمًا،ونشرًاودعوة،أجرهعظيم عند الله سبحانه وتعالى،وكذلكمن رزقه اللهولدًا صالحًاذكرًاكان أمأنثى، فأجره ونفعه يلحق والديه بعد موتهما،فأصلحوايا عباد اللهتربية أبناءكم، فقد ورد عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أنه قَالَ"إِنَّ الرَّجُلَ لَتُرْفَعُ دَرَجَتُهُ فِي الْجَنَّةِ فَيَقُولُ: أَنَّى هَذَا؟ فَيُقَالُ: بِاسْتِغْفَارِ وَلَدِكَ لَك"، ومن الصدقات الجارية والتي وردت في الحديث غرس النخل، والنخلة شجرة مباركة تشبه المؤمن كل ما فيها فيه نفع وبركة ذكرها الله تعالى في كتابه، فقال: (﴿ وَالنَّخْلَ بَاسِقَاتٍ لَهَا طَلْعٌ نَضِيدٌ ﴾ [ق: 10]، لا يؤكل من تمرها شيء إلا كتب به الأجر لمن غرسها في حياته وبعد مماته.

ومن الصدقات الجارية كذلك الصدقة بالماء بحفر الآبار، أو بمدِّ شبكاتِ المياه؛ليشربالناس والحيوان منها،ويؤيدذلك ما ورد في الحديث عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ رضي الله عنه قَالَ: (قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ أُمِّي مَاتَتْ، أَفَأَتَصَدَّقُ عَنْهَا؟ قَالَ: نَعَمْ، قُلْتُ: فأيُّ الصدقة أفضل؟ قَالَ: سَقْيُ الْمَاءِ)، وجاء في الحديث قول النبي صلى الله عليه وسلم:مَنْ حَفَرَ مَاءً، لَمْ يَشْرَبْ مِنْهُ كَبِدٌ حَرَّى مِنْ جِنٍّ وَلَا إِنْسٍ، وَلَا طَائِرٍ وَلَا سَبُعٍ، إِلَّا آجَرَهُ اللهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ"، والكبد الحرَّى أي التي فيها حرارة وحياة، فتشمل الحشرات والحيوانات وكل ما فيه الروح).

أيها المسلمون، مع أن حفر الآبار من الصدقات الجارية إلا أن هذا العمل قد ينقلب من عمل خير إلى عمل شر، ومن وسيلة للنفع وكسب الحسنات إلى سبب للضرر والوقوع في الإثم حين تهمل البئر من صاحبها، أو لا يقوم بتغطيتها وتحصينها، وكم سمعنا عن كوارث ومصائب بسبب هذه الآبار المكشوفة التي هلكت بسببها أنفس معصومة، وخصوصًا من الأطفال الذين لا يُميزون الأخطار، فالواجب على أهل هذه الآبار الحرص على تحصينها وتغطيتها منعًا للضرر الناتج عنها على المسلمين، وإذا انقطع نفعها بأن غار ماؤها ولم يعد ينتفع بها أحدٌ، فالأَولى ردمها حتى لا تتسبَّب في الضرر على المسلمين، وينبغي الإبلاغ عن مثل هذه الآبار التي لا يحصنها أصحابها، وقد تكون مصدر ضرر على الناس، وهذا من التعاون على البر والتقوى، أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.


الخطبة الثانية
الحمدلله،والصلاةوالسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، ومن اهتدى بهداه، أما بعد، فيا أيها المسلمون، الصدقات الجارية ليست محصورة بعمل معين بل كل مال أخرجته، فأوقفته لله سبحانه وتعالى، تنتفع به مخلوقات الله سبحانه وتعالى، فهذا أجره عظيم عند الله، وهي تشمل كل أنواع الخير المتعدي نفعها، إلى الآخرين فمن الصدقة الجارية، بناء مأوى لابن السبيل أو للأيتام أو للفقراء، ومن الصدقة الجارية تركيب المظلات التي تقي الناس من الشمس في الأيام الحارة، أو من المطر أيام الشتاء، وذلك في المواقف أو في المدارس أو في المساجد، والأماكن العامة وغيرها، ومن الصدقة الجارية التبرع بثلاجات المياه، ووضعها في المساجد أو المدارس أو الأسواق - تبتغي بذلك وجه الله سبحانه وتعالى - ومن الصدقة الجارية بناء المستشفيات والعيادات الصحية، أو المساهمة فيها، والتبرع بسد احتياجاتها من الأجهزة الطبية، وتوفيرِ سيارات الإسعاف، والتبرعُ للمعاقين بالكراسي المتحركة، ونحو ذلك، ومن الصدقة الجارية، وقف قطعة أرض لتكون مقبرةً لموتى المسلمين، ومن الصدقة الجارية، وقفُ سيارةٍ لنقل الموتى ووقف الأدوات اللازمة لدفن الموتى، ومن الصدقة الجارية إنشاء معاهد العلم أو المساهمة فيها، كبناء دور القرآن الكريم، ومن الصدقة الجارية: بناء مسجد، أو المشاركة في بنائه أو فرشه أو التبرع بما يحتاجه من مستلزمات، ومن الصدقات الجارية فتح الطرق للمسلمين وتوسعتها لهم وإنارتها، هذا كله مما دل الشرع على فضله وأجر فاعله في حياته وبعد مماته، فسارعوا أيها المسلمون إلى فعل الخيرات وعمل الصالحات: ﴿ سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ ﴾ [الحديد: 21].


وصلوا على من أمركم الله تعالى بالصلاة عليه في كتابه، فقال: ﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾ [الأحزاب: 56].


اللهم صلِّ وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه، ومن اهتدى بهديه إلى يوم الدين، اللهم أعز الاسلام والمسلمين....

سبحان ربك ربِّ العزة عما يصفون، وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين.




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 53.54 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 51.83 كيلو بايت... تم توفير 1.71 كيلو بايت...بمعدل (3.20%)]