ثقافة الإنتاجية مهارة حياتية - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         الموسوعة التاريخية ___ متجدد إن شاء الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 221 - عددالزوار : 21890 )           »          الفرق بين الفقه وأصول الفقه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »          هل يقتضي النهي فساد المنهي عنه (الاتجاهات، المآخذ) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 3 - عددالزوار : 35 )           »          الشرح الممتع للشيخ ابن عثيمين -رحمه الله-(سؤال وجواب) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 53 - عددالزوار : 41008 )           »          سِيَر أعلام المفسّرين من الصحابة والتابعين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 109 - عددالزوار : 69022 )           »          شرح كتاب الصلاة من مختصر صحيح مسلم للإمام المنذري (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 64 - عددالزوار : 34463 )           »          متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 14646 - عددالزوار : 869044 )           »          شرح سنن أبي داود للعباد (عبد المحسن العباد) متجدد إن شاء الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 617 - عددالزوار : 199945 )           »          كبر الهمَّة في العلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 36 )           »          علماء الحديث مهرة متقنون/ الإمام البخاري وشيخه أبو نعيم نموذجا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 38 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > الملتقى العلمي والثقافي
التسجيل التعليمـــات التقويم

الملتقى العلمي والثقافي قسم يختص بكل النظريات والدراسات الاعجازية والثقافية والعلمية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 07-03-2022, 12:28 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 155,489
الدولة : Egypt
افتراضي ثقافة الإنتاجية مهارة حياتية

ثقافة الإنتاجية مهارة حياتية


د. ماجد بن سالم حميد الغامدي




المقال الثالث عشر





في الوقتِ الذي يشهَد العالَم بأكمله ثورةً عِلميَّة هائلة، تتَّصف بسرعة التقدُّمِ الحضاري جعلتْ دول الكُرة الأرضيَّة بأسْرها تتسابق؛ مِن أجل اللحاق بركب ذلك التقدُّم، بل واقتنعتْ كافة الشعوب بأنَّ التأخُّر في أيِّ مجال من المجالات قد يجعل منها دولةً خارجةً عن مصافِّ الدول المتقدِّمة، الأمر الذي ساعَد على تصنيف العالَم إلى دول متقدِّمة وأخرى متخلِّفة، وفقًا لمعايير التحضُّر والتقدُّم في مجالاتٍ متعدِّدة، كل ذلك حدَا بهذه الدول من خلال مؤسَّساتها المختلفة إلى تعزيزِ ثقافة الإنتاجية لدَى أفرادها.



والإنتاجية هنا لا تَعني ما ينتجه مصنعٌ معيَّن أو مؤسَّسة معيَّنة على وجه الخصوص، ولكنَّها تعني كلَّ ما تم مِن تحقيق أهداف المنتجين، سواء كانوا أفرادًا أو مؤسَّسات أو جماعات، وذلك يبْن شمولية المعنى ودقَّته، كوسيلةٍ مِن وسائل تدويرِ عجلة التقدُّم للمجتمع، وفي المقابل فإنَّ أيَّ نمو يحصُل في ثقافة الإنتاجيَّة يَزيد من النموِّ في الثقافة الاستهلاكية، والعكس بالعكس، ويقصد بها الانتقال مِن الاعتماد الكُلي على الاستهلاك إلى الإنتاج مع مراعاةِ الاستهلاك كجزءٍ طبيعي مِن حياة الفرْد حتى يهدفَ بالدرجة الأولى إلى إشباع الحاجاتِ الضروريَّة للإنسان، ومتطلَّبات حياته الإنسانيَّة مع المشارَكة في إنتاجها.



ولذا فإنَّ المشكلةَ تكمُن في زيادة معدَّلات الاستهلاك عن معدَّلات الإنتاج، ممَّا يجعلنا أمامَ ظاهرةٍ سلبيَّة تتَّصف بها دولُ العالَم الثالث اليوم؛ ولذلك نجِد أنفسنا في مؤسَّساتنا التربويَّة بحاجةٍ ماسَّة إلى الاهتمام بالمهارات الحياتيَّة المتمثِّلة في تنمية الوعي بالثقافة الإنتاجية والاهتمام بها، والتي نقصِد بها كمهارةٍ حياتية الاختيارَ الأفضلَ والاستخدام الأمثل للمدخلات؛ مِن أجْل الوصولِ إلى أفضل المخرجات مع الاستغلالِ الأفْضل لكافَّة الإمكانات المتاحَة بناءً على الاستفادة مِن آخِر التطوُّرات المعرفيَّة والتكنولوجيَّة الحديثة، وبمساعَدة الأفراد على الإنتاج والمحافَظة على المعرِفة الإنتاجيَّة وتطوير المهارات العمليَّة؛ لأنَّ هدف أي مجتمع مِن المجتمعات الإنسانيَّة يكمُن في تحقيق درجةٍ عالية مِن النمو السَّريع؛ لذا نجِد المجتمع بحاجة إلى توفُّر الكفاءات الماهِرة مِن الأفراد الذين يُكوِّنون أهم عناصر الإنتاجيَّة، وهو ما يُعرَف بالعنصر البشَري للإنتاجية، فلا يُمكننا أن نتحدَّث عن التنمية الاجتماعيَّة أو الاقتصادية أو الثقافية إلا باصطحابِ ثقافة الإنتاج وتطويرها لكافة الأفراد؛ ولأنَّها ليستْ مقتصرةً على الجانب الصِّناعي كما يفهمه البعضُ، فإنَّ التنمية لهذه الثقافة يتفرَّع عنها العناية بنموِّ ثقافات مُتعدِّدة، بمجموعها يُمكن أن يتمَّ تطوير الثقافة الإنتاجيَّة. ويُمكن إبرازها في تنمية:

1- ثقافة العمَل والتي تتكوَّن مِن الإخلاص، وحبِّ العمل والميول إليه، والالتزام بتنفيذه، والسعي لتطويرِه‏ وتطويرِ الذات؛ لتكونَ قادرةً على الاندماج في سوقِ العمل.



2- المبادأة، وتعْني الميلَ الذي يدْفَع الفرْد إلى الاقتراح أو العَمَل ابتداءً وسبقًا للغير دون الحاجةِ إلى الرِّقابة الخارجيَّة وتلقِّي الأمْر الأعْلى.



3- الاستعداد؛ بحيث تنمِّي لدَى الأفراد الإيجابيةَ فيزداد حماسهم، وبالتالي يزداد إنتاجُهم؛ نظرًا لتطوير قدراتهم.



4- الخِبرة، والتي نَعْني بها التجرِبة المبنيَّة على المعرفة؛ لأنَّها مِن أساسيات التأثير على مهارة الإنتاجيَّة، فنجد أنَّ مِن معايير التقدُّم الإنتاجي الحِفاظ على الخِبرات السابِقة؛ ليتكوَّن لدَى المنتج ثروةٌ سابقة مِن الخبرات تجعله يبدأ مِن حيثُ انتهى، كما تُساعِده في تلافي ما وقَع فيه مِن الأخطاء في مراحله الإنتاجيَّة السابقة.



5- التدريب لأنَّه يترك أثرًا جيِّدًا على مهاراتِ الأفراد ممَّا يؤدِّي إلى ارْتفاع معدَّل الإنتاجية لديهم.



6- التعليم المستمر، أو ما يُعرف بالتعلُّم مدَى الحياة؛ لأنَّه هو المقوِّم الأساس لأنواع المعرِفة والمعلومات، التي تصقل مهارات الفرْد، وبالتالي تزداد الإنتاجيَّة في ضوءِ الأُسس العلميَّة للفرْد.



7- العوامل الشخصيَّة؛ فتزداد إنتاجيَّة الفرْد تبعًا لارتقاء شخصيته، التي تتعلَّق بنظرته للآخرين وتعامله معهم وحُسن تصرفه.



8- الزمن: حيث يعدُّ مِن أهمِّ عوامل الإنتاجيَّة لارتباطه بالإنجاز والحُكم عليه مِن خلال ما يستهلكه المنتِجون من الزَّمَن.



وممَّا يُمكن استنتاجه أنَّ مِن أسباب تراجُع المشروعات داخل أيِّ مؤسَّسة من المؤسَّسات المختلِفة يرتبط ارتباطًا وثيقًا بضعْف الثقافة، والوعي بالإنتاجيَّة؛ ولذلك غلب على الكثيرِ مِن الأفراد في المجتمع ثقافةُ الاستهلاك والاتِّكالية، وبالتالي طغَتْ على ثقافة الإنتاج والاستقلاليَّة.



ويمكن أن تُنمَّى العناصر السابقة كثقافة إنتاجيَّة، مِن خلال التأصيل لمبدأ الثقافة الإنتاجيَّة، ومِن ثَمَّ تدريسها ضمنَ المناهج الدراسيَّة في جميعِ مراحل التعليم العام وَفقَ معايير التربية المعتبَرة للنموِّ، والاستعداد الخاص بكلِّ مرحلة، فيتمُّ ذلك في المرحلة الابتدائيَّة على سبيلِ المثال، عن طريق أساليب القصص التاريخيَّة الممتعة، والتي جعلت مِن المنتجين أعلامًا وعاملين، كما أنَّه يُمكن أن ينمِّي لديهم حبَّ الاطلاع على ما هو جديد، وكيف تمَّتْ صناعته بدلاً مِن حب استخدامه واقتنائه، فيوجِّهون لمبدأ: أنتج قبل أن تستهلك.



أمَّا في المراحل المتقدِّمة فيمكن تعميقُ الروح الإنتاجيَّة لديهم وتعزيزها، عن طريقِ استحداث ورش عمَل مهنية متخصِّصة في المدارس كتطبيقٍ عمَلي للإنتاج، وتبنِّي المبتكرات، والاهتمام بالحوافز المخصَّصة للمنتجين، وعقد الدورات المتعلقة بذلك للمعلِّمين والمتعلِّمين، والوقوف على تجارِب المنتجين العالميَّة، وإشْراك الأُسَر مع أبنائهم في تعزيزِ ثقافة الإنتاج، وتفعيل دور مؤسَّسات المجتمع المختلِفة كوسائلِ الإعلام، مِن تلفزيون وإذاعة وصحافة، وإقامة مهرجانات ومنتديات متخصِّصة في الإنتاج وعرْضها بطريقة جذَّابة ومبسَّطة، كدعوة المواطنين للمشارَكة والحُضور لإبراز دَور المتميزين في الإنتاج والابتكار، وتكريمهم إعلاميًّا؛ حتى يُصبحوا قدوةً لشباب المستقبل لِمَا لهذه الخُطوة مِن أسلوب نفْسي يدعم الشبابَ لتعزيزِ الثِّقة بالنَّفْس، وتغيير النَّظرة السلبيَّة إلى نظرةٍ إيجابية تُجاه الإنتاج المِهني والفِكري، والقيام بزِيارات ميدانيَّة للمصانع الإنتاجيَّة والمعاهد التدريبيَّة، وتنظيم مسابقات سنويَّة لتحفيزِ الشباب على الابتكار والإنتاج، وبذلك يُمكن تحقيقُ أهداف نشْر الثقافة الإنتاجيَّة، وبناء الذات الإنسانيَّة والانتقال بالمجتمع مِن مجتمع مستهلِك إلى مجتمع منتج وفاعِل.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 51.00 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 49.33 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.27%)]