|
ملتقى التنمية البشرية وعلم النفس ملتقى يختص بالتنمية البشرية والمهارات العقلية وإدارة الأعمال وتطوير الذات |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() المهارات الحياتية ومرحلة الطفولة د. ماجد بن سالم حميد الغامدي المقال الحادي عشر المهارات الحياتية ومرحلة الطفولة لقدْ تميَّز الإنسان عن غيرِه من المخلوقات الأخرى بطولِ طُفولته، وتميَّزت مرحلة طفولته عن غيرها مِن المراحل؛ لما يتميَّز به الإنسان الطفل في تلك المرحلة مِن الفضول، ومُتعة الملاحَظة، والاستكشاف للعالَم المحيط به، وكثرة الحرَكة والنشاط، وحبِّ اللعب، ممَّا يجعله محاكيًا ومقلدًا لغيره في تصرُّفاته وتعاملاته مع الآخَرين بغضِّ النظر عن سلبيةِ أو إيجابيةِ ما قد يرسخ في ذِهنه؛ ولذا فإنَّ سلوك الأطفال لا يحدُث بشكلٍ ذاتي مستقل ومنفرد، بل إنَّه يتشكَّل بناءً على تفاعُله الاجتماعي ومحاكاته لسلوكِ الآخرين. ولأنَّ الطفولة تشغل حيزًا كبيرًا مِن حياة الإنسان، لم تَغفُلِ النصوص الشرعيَّة مِن القرآن والسُّنَّة عن الحثِّ على الاهتمام بهذه المرحلة المهمَّة مِن عمره، والعمل على إعدادِه وتوجيهه للحياة التي سيستقبِلها وسيتعامل معها في ضوءِ الانطباع الذي تَكوَّن لديه من خلال تجارِبه، ومعايشته لتلك المرحلة. وفي عصْرِنا الحاضر أصبح الاهتمامُ بالطفولة بمختلف النواحي النفسيَّة والتربويَّة، والاجتماعيَّة والحقوقيَّة، مِن أهمِّ المعايير التي يُقاس بها تطوُّر المجتمع وتحضُّره، انطلاقًا مِن كونه اهتمامًا بمستقبل المجتمع ككلٍّ، فنجد اهتمامَ الهيئات العالميَّة والكتَّاب والمربِّين، بل والدول أيضًا - بتنشئة وصِحَّة الطفل، حتى أطلقوا على القرن العشرين مسمَّى "عصر الطفل"، ومِن أمثلة ذلك ما أطلقته منظَّمة الأمم المتحدة في عام 1979م مِن الدعوة إلى الاحتفال العالمي بالطُّفولة، تحتَ مسمَّى: عام الطفولة الدولي، حتى إنَّ رابطة العالم الإسلامي في مكَّةَ المكرمة قد دعتْ إلى المشاركة في هذا الاحتفال لإبراز نَظرة الإسلام للطفولة بتقديم الدِّراسات والبُحوث المختصَّة في هذا المجال، مع اليقين بأنَّ دِيننا الحنيف قد سبَق العالَم بما أنتجه مِن أفكار وهيئات في هذا المجال، فقد أمرَتِ الشريعة كلَّ أبٍ يُرزق بمولود ذكرًا كان أو أنثى أن يحتفلَ بما يُسمَّى العقيقة، وجاء في الحديث الشريف قولُ الرسول - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((ما مِن مولودٍ إلا يُولَد على الفِطرة، فأبواه يُهوِّدانه ويُنصِّرانه، ويُمجِّسانه، كما تنتج البهيمة بهيمةً جمعاء هل تحسُّون فيها مِن جدعاء؟))، ثم يقول أبو هريرة: واقرؤوا إنْ شئتم: ﴿ فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لاَ تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ﴾ [الروم: 30] الآية؛ رواه البخاري ومسلم - واللفظ له. فقدْ جاء الإسلامُ بالتنبيه إلى أنَّ الطفل صفحةٌ بيضاء يُمكِن للمربِّين أن يكتُبوا عليها ما يشاؤون، وعليه فسِن الطفولة الأولى هي السِّنُّ الملائمة لتكوين العادات الصالِحة والتأثُّر بالعادات السيِّئة. ورَغم ذلك كلِّه، فإنَّ الكثير مِن الأسر تُهمل الاهتمامَ بالطفل في هذه المرحلة: إمَّا جهلاً من الآباء والأمهات بأهميَّة هذه المرحلة، وبما يترتَّب عليها مِن انعكاسات مؤثِّرة على حياة الطِّفل، أو لعدم الوعي بخصوصية هذه المرحلة، أو انشغالاً عنهم بأعمال الحياة والكسْب، أو الارتباطات الاجتماعيَّة الأخرى، مما يضطرُّ العديدَ منهم إلى التربية بالوكالة، وأعْني هنا الوكالات العامَّة التي يمنحها الآباء للخَدَم والمربِّيات داخل المنازل للقيام بتربية هؤلاء الأطفال والاهتمام بهم، وهذا يؤدِّي بالمجتمع إلى مخاطِرَ عديدةٍ قد لا يُدركها الأبوان إلا بعدَ انقضاء مرحلةِ الطفولة، ومنها ما ينعكِس على عقيدته، ولا سيَّما إذا كانتْ هذه العمالة تَدين غيرَ الإسلام، وهذا مِن أخْطر الأضرار، ولقدْ لُوحِظ تعلُّق البعض مِن هؤلاء الأبناء بالخدَم والتأثُّر الكبير الذي يُصيبهم بعد فراقهنَّ، بل ونسمع القِصَص الرهيبة في هذا، والتي لا يتَّسع المجال لعَرْضها. كما يأتي في المرتبة الثانية مِن هذه الأخطار: ما يَتعلَّق بتأثُّر الأبناء الذين يعيشون في أحضان الخدَم بعادات وتقاليد مختلفة عمَّا يرغبه الآباءُ مِن أبنائهم في طريقةِ التعامُل الأُسري، وطريقة الأكْل والشُّرب والملبَس، واكتِساب العادات الصِّحيَّة السيِّئة مِن التعلُّق بالأكلات الضارَّة، والوجبات الممرِضة، إلى غير ذلك مِن المخاطِر. إذا تقرَّر ذلك فإنَّه مما يتوجَّب على الآباء والأمهات والمؤسَّسات التربويَّة الالتفاتُ إلى أبنائهم، وخاصَّة في مرحلة الطفولة، والعمَل على إعدادِهم الإعدادَ الأمْثل للحياة التي يتمنونها لأبنائهم، كما يتوجَّب على التربويِّين والمُختَصِّين الاجتماعيِّين الالتفاتُ إلى هذه المرحلة بالعديدِ مِن البرامج التربويَّة، وتخصيص وبناء المناهِج الملائِمة لإشباع حاجاتهم وميولهم، وتفريغ طاقاتهم فيما يعود على سلوكهم ومعتقداتهم بالتنمية السليمة في مختلف المجالات، ومِن أهمِّ الأمور التي يَنبغي تنْميتها لدَى الطفل في المرحلة الأولى مِن طفولته إلى سنِّ السابعة: 1- تحبيبه في الأمور الدِّينية العقديَّة والعَمليَّة، كتعليمه حبَّ الله والتعلُّق به، وإرْجاع كلِّ الأمور إليه، وتعويده الصلاة وتشجيعه عليها باصطحابه إلى إقامتِها، وتحفيزه على ذلك. 2- الثِّقة بالنفس بغَرْس عادات المجتمع المرغوبة فيه كالشَّجاعة والكرَم، والصِّدق والوفاء بالوعد، وتحمُّل المسؤولية. 3- تعويده على التفكيرِ وإعْمال العقل بالحثِّ على البحْث عنِ الأسباب والاستدلال وإجابته عنْ تساؤلاته التي يطْرَحها والتفكُّر فيما حوله مِن الأشياء. 4- تعويده على السلوكيات الصحيَّة السليمة، بالاهتمام بما يأكُله وما يشْرَبُه، وتحبيبه في الوجبات الصحيَّة النافعة، وتحذيره مِن الوجبات المضرَّة بالصحَّة، وتعويده النظافةَ والاهتمام بمظهره. 5- يغرِس في نفْسه الانتماءَ إلى مجتمعه ووطنه، باحترام القوانين والأنظِمة العامَّة والخاصَّة، والحِفاظ على الممتلكات العامَّة والخاصَّة، والحِفاظ على نظافة البيئة. المصادر: • عِلم نفس النمو الطفولة والمراهقة؛ حامد زهران، (٢٠٠٥ م)عالم الكتب القاهرة، مصر. •الطفولة في الإسلام لحسن ملا عثمان.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |