مخاوف الكتابة - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         نباتات منزلية تمتص رطوبة الصيف من البيت.. الصبار أبرزها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 28 )           »          طريقة عمل برجر الفول الصويا.. وجبة سريعة وصحية للنباتيين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »          4 وسائل علمية لتكون أكثر لطفًا فى حياتك اليومية.. ابدأ بتحسين طاقتك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »          وصفة طبيعية بالقهوة والزبادى لبشرة صافية ومشرقة قبل المناسبات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »          3 عادات يومية تزيد من تساقط الشعر مع ارتفاع درجات الحرارة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »          6 خطوات فى روتين الإنقاذ السريع للبشرة قبل الخروج من المنزل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »          تريندات ألوان الطلاء فى صيف 2025.. الأحمر مع الأصفر موضة ساخنة جدًا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »          طريقة عمل كرات اللحم بالبطاطس والمشروم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »          وصفات طبيعية لتقشير اليدين بانتظام.. من السكر لزيت جوز الهند (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          أبرز 5 تريندات ديكور منزلى في صيف 2025.. لو بتفكر تجدد بيتك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى اللغة العربية و آدابها > ملتقى النقد اللغوي
التسجيل التعليمـــات التقويم

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 24-11-2021, 04:16 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,655
الدولة : Egypt
افتراضي مخاوف الكتابة

مخاوف الكتابة
أحمد مقرم النهدي




















من شؤون الحياة وقضاياها اختلافُ القناعات والآراء وفق تعدُّد المعطيات التي تكوِّنها وطريقةِ التعامل مع كل معطى؛ فيؤدي ذلك إلى نُصرة كل مُعتَقِدٍ أو مُتبنٍّ رأيًا لرأيه واستماتته في الدفاع عنه، وهو وإن كان حقًّا لكل شخص، إلا أنه قد يُطرح بعيدًا عن إنصاف، أو تقبُّلِ آراء معارضةٍ، أو حتى خط رجعة يُمكنه من إبقاء شيء مِن تقدير الآخرين وتقديره لذاته على الحقيقة لو أدرك النقص المغروس في البشر، ومن ذلك آراؤهم وقناعاتهم في الجملة؛ ومن ذلك أنه ربما ظن البعض أن مهنة الكتابة والتحرير هي مهنة الفارغين أو مِهنة مَن لا مهنة له؛ فما المُضني والمجهد لشخص - ذكرًا كان أو أنثى - أن يَجلس على مكتبه الفاخر وكرسيه المتحرِّك في تكييف بارد فيلقي على العالمين في أي مطبوعة أو وسيلة إعلامية ما يَقذفه ذهنه من الأفكار والكلام الفارغ والغثِّ والسمين في حد تعبيرهم، أما الأشغال الحقيقة، فهي الرفع والدفع، والحَمل والوضع، والذهاب والمجيء، ومواجهة الجماهير، والبيع والشِّراء، وغيرها.







وليس مقصد الكلام الدخولَ في سجال مع هؤلاء؛ إنما التأكيد بادئ الأمر على أن الكتابة من جملة المهن التي لا تقلُّ مشقَّةً وإضناءً عن كل ما سبق، وحسبُك أن الكتابة مهنة تَحمل في طياتها مخاوف ومخاطر وقلقًا قد لا يُمكن بشكل أو بآخر أن يدركه مَن يتبنون تلك الفكرة القائمة على (قناعة) راسِخة، وكانت حولهم معطياتٌ جعلتهم يُكوِّنونها ومِن ثمَّ يتبنونها ويبنون عليها مواقفهم.







في ذهن الإنسان سيلٌ متدفِّق من الأفكار، يدفع ضريبة تدفُّقه - شاء أم أبى - بأحد أمرين؛ إما بكتمها واكتنازها في ذهنه دون قدرة على التعبير بها رغبة أو عجزًا، أو بإخراجها عارضًا عقلَه وما الذي يَجري داخله، وهو في الحالة الأولى فقَد إنسانيته ولو كان يَنبض قلبه يوميًّا؛ لأن الإنسانية التي خلقها الله في الإنسان قائمة على (البيان) وإبداء الرأي عن كل ما يَدور في خلده بالكلام مسموعًا أو مقروءًا؛ وما هذه المعطيات التي حوله من الموجودات عمومًا - كالبشر، وآيات الكون، ومجريات الحياة السياسية والاقتصادية والإعلامية والدينية - إلا مكوناتٍ لما يُبديه ويبيِّنه ويُعبِّر عنه.







وليس هذا فحسب ما يَكمن في طيات الكتابة وإبداء الرأي من المخاوف؛ بل أسلوب الإخراج وطريقة التقديم والعرض لا تقلُّ أهمية عما سبق؛ فليس الشأن أن تطرح ما لديك، بل طريقته ومحاولة الإقناع به مما فاوت الرحمن به بين البشر وألهمه كل إنسان حسب توفيقِه له في الجد والاجتهاد والدربة والمِران؛ وفي لحظة انتقال الرأي من ذهن صاحبه إلى أذهان الآخرين تبدأ مرحلة التدافُع وسُلطة الفكر على ما طُرح من هنا وهناك، لتبدأ جسارة الإقدام أو خيبة الإحجام، فمَخاوف الكاتب تنبعث أساسًا من إيمانه برسالته وفكرته وأسلوبه في طَرحها لنُصرة مبادئه حتى يموت دونها ويُقنع الآخرين بها، ولستُ ممن يؤيد - على كل حال - أنَّ الأهمَّ هو أن تَطرح فكرتك، لا أن يقتنع بها الآخرون.







فهل نعي مخاوف مِهنة الكتابة؟



أُدرك أنني أشغل أذهانكم بمثل هذا الكلام المستهلك! ولكني طرحت هذه (الفكرة المستهلكة)؛ لاعتبارين:



اعتبار شخصي؛ حيث إني من أصحاب هذه الصنعة ومُمتهنيها ومحبيها منذ مطلع الشباب - ولا زلت كذلك - ومن أكثر الكُتَّابِ توقُّفًا عنها وعَوْدًا إليها؛ لأني مُحاصر بمثل هذه المخاوف، فسؤال: (ماذا أريد أن أقول؟) يشغلني، وأكثر شغلًا منه: (كيف أقوله؟)، ولا يقلُّ عن هذا وذاك: (ماذا بعد أن أقوله؟).







فأما الأول، فيضعني في مواجهة صريحة مع ذاتي وما في عقلي وما يختلج دواخلي، وهذا السؤال هو التعبير عن إنسانيتي - كما أسلفت - لأني من جملة البشر أريد أن أقول شيئًا، فلست بليد الحس مُنعدِمَ الحدس، ولا يَعنيني ألا يهتم البعض بما أطرح أو أن يَهتموا به؛ بل الذي يَعنيني أولًا وآخرًا هو أن أَحيا بقناعتي وإيماني وبرأيي، مع محاولة ٍ - حتمًا - لجذب الآخرين إلى فكرة أعتقد بعد لأيٍ وتحرٍّ أنها حق.







وأما الثاني، فلأنها في الحقيقة عملية ولادة وإبحار، فإخراج الكلمات ورصف الحروف وسط الكمِّ الهائل في اللغة يُعقِّد المسألة، وفن الكاتب أن يحلها ويفككها، ومجال البلاغة واللسانيات تخصص فريد بحد ذاته، ورفوف المكتبات ملأى بالمعاجم؛ فهل يُدرك الكاتب هذه الحقيقة؟ فإن له دورًا مهمًّا في حسن الانتقاء والارتقاء بالكتابة، ولكلِّ كاتب - أو ينبغي أن يكون لكل كاتب - معيارٌ خاصٌّ به يشكل (خلطته السرية) في إظهار المقال؛ فلا تعجب إن سمعت عن أحد الكُتاب أنه لا يُخرج مقالًا إلا بعد أن يقرأ في موضوعه عشرات المقالات والكتب؛ ليكون مقالُه دراسةً علميةً وافيةً، مبنية حقائقه على نضج عقلي، ودراية معرفيَّة، ورُؤية متَّضحة، كما أنَّ للإسهاب والإطناب دورًا، وللإيجاز والاختصار دورًا، ولا بدَّ من اكتساب هذا وذاك، لا لذات الاكتساب؛ بل لمعرفة مواطن استخدامه، وفي هذا الصدد أيضًا ستُواجِهك رجاحة عقل القارئ وقراءته ما وراء السطور واستكشاف مقالك مِن جُمَلِه وعباراته، وقيامه بإدخال مقالك في عملياته الذهنية والحيوية التي يَستكشف بها مباشرة أسلوبك ومدى ثقافتك، ربما من أول فقرة فيه، ليَقبلَ المقالَ بعد ذلك ويكون دافعًا لتغيير شيء فيه ومناقشته ومثاقفته كاتبه، أو يَلْفِظَهُ ويتحسَّرَ على الوقت الذي قضاه معه؛ ولذا فإن من شجاعة الكاتب أن يكتب فكرته الأولى ويصوغها ثم يضعها على منصة التشريح بعد البحث والتحري، ويكون عنده الجرأة لنقضها فكرة أو أسلوبًا أو هما معًا قبل بثِّها، إن تطلَّبَ الأمر ذلك.







وأما الثالث، فلأن مقالك قد دخل مُعترَك الحراك الفكري والبياني والثقافي، وأصبح قطعة من المُدافَعة في مجال الساحة الفكرية، تلك الساحة التي لم تعد تضمَن - أيها القارئ الكريم - ما الذي يُمكن أن تقرأه فيها تحت زعم حرية الفكر في الفضاء الحر، فهل غابت أمانة الكلمة عن الكثير؟ أم حضر عبث الحرف وتشقيق العناوين من أجل شهوة الكتابة والانتشاء برأي غير مسبوق ولو كان يمسُّ مقدَّسات التراث والدين والذوق البشري العام؟ أم مِن أجل لهفة الإصدار الأول مِن أيِّ كاتب كان؟ ولا سيما في هذا الزمن الذي قد يَجعل مِن السطر الواحد أحيانًا ذا قيمة وفائدة مهمَّة في عالم الـ140 حرفًا؛ وأرجو ألا يظن ظانٌّ أن في الكلام الأخير نبرة استعلاء وتجنيًا من الكاتب على زملاء المهنة، لكنَّ الإنصاف والنظرة النقدية وحسن التربية الفكرية والسلوكية عامل مهم في هذه الصنعة، وما أكثرَ ما يثير استفزازك للدفاع عنها مما تراه مِن العناوين والروايات والكتب في معارض الكتب، وهي مسؤولية ليست للجهات الرقابية فحسب، بل مسؤولية الكاتب نفسه، فهل يتمثَّل الكتبة قول ريد هوفمان: (إذا لم تكن مُحرجًا في إصدار منتجك الأول، فإنك قد أصدرته متأخرًا)، لقد قال لنا مدرس الأدب قبل أكثر من 17 عامًا فيما أذكر: (مَن اقتحم صنعة الكتابة ولم يقرأ هذه الكتب: البيان والتبيين، والكامل في اللغة، والأمالي، وأدب الكاتب، وخزانة الأدب، فقد عقَّ هذه الصنعة)! وهو في نظري معيار أساس - وليس مقدَّسًا - من جملة المعايير التي يدخل بها الكاتب صنعة الكتابة، ويبدو أن عقوقها قد كثُر فعلًا، ولكني في الجانب الآخر لا أُعمي العين عن كتابات رائقة فائقة هي مما يَبعث على الطمأنينة على مستقبل هذه الصنعة من كتَّاب أدركوا عظم هذه المسؤولية فيما بثوه من مقالات وروايات فيها مِن نفس الإبداع والبلاغة والفكرة الناضجة الشيء الوفير.








أما الاعتبار الثاني لكتابة هذا المقال، فاعتبار عام أطرحه لزملاء المهنة، وهو أن نجدد العهد ونذكِّر أنفسنا بدستور الكتابة - كما لا يَخفى على شَريف العلم - فما هذه المخاوف إلا عقد ووسام على الصدور نتقلَّده حتى الموت؛ فالفكرة المستهلكة نحتاج سقيها ورعايتها لإعادتها إلى الضمير والوجدان، فلربما كان لها دور غابت عنه إبان طرحها في وقتها الأصلي المزعوم؛ فليست الكتابة صنعة للتصفية والقمع وإظهار الأفكار الفهلوية بنَّاءةً كانت أو غير بناءة، بل تحمل روح الفكر والالتقاء والوفاق عند نقطة نَعتقِد أنها حق لم تُملِها الشهوات أو الإملاءات السيادية، وما أكثر الأفكارَ المستهلكة التي تحمل في طياتها كلماتٍ مفتاحيةً لمنهج جديد، ولعلَّ - أقول: لعل - هذا المقال واحد منها.
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 51.65 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 49.99 كيلو بايت... تم توفير 1.66 كيلو بايت...بمعدل (3.22%)]