|
ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() خطبة عن السحر رافع العنزي الخطبة الأولى[1] عباد الله، إن علم الغيب من خصائص الله تعالى، ومن ادعى علم الغيب فقد كفر بالله العظيم، وكذب القرآن الكريم؛ قال تعالى: ﴿ عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا ﴾ [الجن: 26]، وقال سبحانه: ﴿ قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ ﴾ [النمل: 65]، ويقول سبحانه في حق محمد صلى الله عليه وسلم، وهو أفضل خلق الله: ﴿ وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ ﴾ [الأعراف: 188]. إخوة التوحيد، اعلموا أن السحر ناقض من نواقض الإسلام، فمن تعاطى السحر أو عمل به فهو كافرٌ بالله، خالدٌ مخلدٌ في نار جهنم. قال تعالى: ﴿ وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ ﴾ [البقرة: 102]. لقد أخبرنا الله تعالى في هذه الآية أن الذي يعلم الساحرَ السحر، إنما هم الشياطين، ولا يتمكن الساحر من ذلك حتى يكفرَ بالله العظيم ويستعينَ بالشياطين من دون الله. أيها المؤمنون، إن من أعظمِ الجنايةِ على المسلمِ عملَ السِّحرِ له، أو السَّعيَ في ذلك والتسبُّبَ فيه، فإن ذلك ظلمٌ عظيمٌ، وبغيٌ مرتعُه وَخيمٌ، فإنَّ من ضعافِ الإيمانِ باللهِ واليومِ الآخرِ من يَلجأُ إلى السِّحرِ أو أهلِه لتحقيقِ مآرِبِه الفاسِدةِ، ونيلِ أَغراضِه المنحرفةِ، وتحصيلِ أهدافِه الرَّدِيئةِ، فيَذهبُ إلى السَّحَرةِ ليَسحَروا له فلاناً أو فلانةً بغيًا وعدوًا وظلمًا. إفسادٌ في الأرضِ، وإيذاءٌ للخلقِ، وإسخاطٌ للرَّبِ. أيها المؤمنون، إن هؤلاء البغاةَ الجناةَ المفسِدِين في الأرضِ الذين يسحَرون الناسَ، أو يتسبَّبون في ذلك قد تبرَّأَ منهم النبيُّ صلى الله عليه وسلم، فيما صحَّ عنه فقال صلى الله عليه وسلم: «ليس مِنَّا مَن تطيَّرَ أو تُطِيَّرَ له، أو تَكهَّنَ أو تُكُهِّن له، أو سَحَر أو سُحِر له). وحده في شريعة الله قتله بالسيف. عباد الله، إتيان السحرة وسؤالُهم ضررٌ محض على دين النَّاس ودنياهم، فسؤالُهم كبيرةٌ من كبائِر الذُّنوب، فعن بعْضِ أزْواج النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم عن النَّبي - صلَّى الله عليْه وسلَّم - قال: ((مَن أتى عرَّافًا فسأله عن شيء، لم تُقْبَل له صلاة أربعين ليلة))؛ رواه مسلم (2230). فسائلهم لا تقبل له صلاةٌ أربعين يومًا، وليس معنى هذا أنَّه لا يصلي أو يُؤْمر بالإعادة بعد انقضاء الأربعين، فهذا الحديث ونحوُه محمولٌ عند أهل العلم أنَّه لا ثواب له في صلاته مدَّة الأربعين. ومن أتاهُم وصدَّقهم بِما يزعمونه من عِلْم الغيب والنَّفع والضرِّ، فهذا كفرٌ مُخرج من الملَّة؛ فعن أبي هُريرة عن النبي - صلَّى الله عليْه وسلَّم - قال: ((مَن أتى كاهنًا أو عرَّافًا فصدَّقه بما يقول، فقد كفر بِما أُنْزِل على محمَّد -صلى الله عليه وسلم-))؛ رواه أحمد (9252) بإسناد صحيح. أيها المؤمنون، إن من أعظمِ أسبابِ الوقايةِ من هذا البلاءِ المبينِ: كثرةَ ذكرِ الله تعالى، فإن القلبَ إذا كان ممتلِئاً بذِكْرِه -جل وعلا- لم يضرَّه شيءٌ، فحافظوا عبادَ اللهِ على الأذكارِ الشرعيةِ، والأورادِ النبويةِ، والرُّقى الإلهيةِ، كقراءةِ أمِّ الكتابِ، وآيةِ الكرسي، وخواتيمِ سورةِ البقرةِ، وسورةِ الإخلاصِ والمعوذتين، وغيرِ ذلك من الأدعيةِ والأذكارِ. ومن أسبابِ الوقاية أيضاً: صدقُ الاعتمادِ على اللهِ تعالى، والتوكلُ عليه في جميعِ الأمورِ:﴿ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ فَهُوَ حَسْبُهُ ﴾ ؛أي: كافِيه، فعليه توكَّلوا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون. بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم... الخطبة الثانية أيها المؤمنون، إن الواجبَ على من ابتُلي بالسِّحرِ أو بغيرِه من الأمراضِ والأسقامِ الصبرُ على قضاءِ اللهِ وقدرِه، فإن الصبرَ والاحتسابَ مكسبٌ لحظوظٍ جَزيلةِ، وأجورٍ كثيرةٍ: ﴿ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ ﴾ [الزمر: 10]. فاصبر يا عبدَ اللهِ، فإنَّ مرضَ المؤمنِ وبلاءَه يجعلُه اللهُ برحمتِه كفَّارةً له، وعليك بالدُّعاءِ والتَّضرُّعِ إلى اللهِ، وسؤالِه الشفاءَ، فإنه لا شفاءَ إلا شِفاؤُه: ﴿ وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ ﴾ [الشعراء: 80]، واصْدُق اللهَ في الدعاءِ، وأظهِرْ الحاجةَ والفاقةَ، فإن الدعاءَ الصادقَ عدوُّ البلاءِ، يرفعُه ويعالجُه: ﴿ أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ ﴾ [النمل: 62]. اسلُك الأسبابَ الشرعيةَ في رفعِ هذا البلاءِ الكبيرِ، وإياك ثم إياك ثم إياك وملاحقةَ السَّحَرةِ والمشعوذِين، أو تتبعَ الدَّجَّالين والمخرِّفين، فإن هؤلاء يُفسِدُون القلوبَ، ويخرِّبون الأبدانَ، ويوقِعون في غضبِ اللهِ الملكِ الدَّيَّانِ: قال تعالى: ﴿ وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنَ الْإِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا ﴾ [الجن: 6]. وصلُّوا رحمكم الله... [1] مستفادة من خطب أخرى.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |