|
ملتقى التنمية البشرية وعلم النفس ملتقى يختص بالتنمية البشرية والمهارات العقلية وإدارة الأعمال وتطوير الذات |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() المعلم القدوة كيندة حامد التركاوي يرى التربويون أن العملية التعليمية، (تعلمًا وتعليمًا) تتكون من ثلاث عناصر هي: المدرس والمنهج والتلميذ، ومما لا شك فيه أن للمدرس دورًا كبيرًا في تنشئة الأفراد وإصلاح المجتمعات. إن حركة التطور التكنولوجي سمة لازمة لهذا العصر، فالمجتمعات المعاصرة في سباق حاد مع هذه الموجه المتسارعة من أجل المواءمة ومحاولة التكلف، وصولًا إلى عدة قنوات ومؤثرات؛ كي تتقدّم خطواتها أو على الأقل تكون موازاة معها، ومن البديهي أن الإنسان مؤثر ومتأثر بتكوينها في وقت واحد. والملاحظ أن المجتمعات العالمية المعاصرة وبمختلف مستوياتها تُشعر بتغير حاد، ومتسارع في نمط حياتها... ومن هنا نجد خطط ودراسات رجال الفكر والتنظير المعنيين باستشراف المستقبل تتجه صوب المدرسة ومناهجها سعيًا وراء مواكبتها لحاجات المجتمع المتجدّدة ولمتغيرات التقنية المتتابعة، وينعتون مناهجها القائمة ببدء الحركة وضعف المواكبة، ويرسمون بعض الاقتراحات التي قد تحقق توازنًا في المسار وأن هؤلاء في دراساتهم وتوجيهاتهم لم ينطلقوا من فراغ، إذ يؤمنون بدور التعلّيم في بناء الأمة وتأثيره في المجتمع، ولكنهم يؤكدون بأن هذا التأثير شبه معطل ليس على مستوى المجتمعات النامية فقط، ولكن على مستوى المجتمعات الصناعية والنامية عل حد سواء، ويؤكد هذا الرأي مجموع المقادير الصادرة عن مختلف المجتمعات العالمية. يقول أحد المفكرين: إننا نشهد في عصرنا الحالي – وعلى المستوى الدولي – ما يمكن أن نطلق ظاهرة الأزمة التربوية، والتي تحتاج معظم دول العالم المتقدمة والنامية على حد سواء تتجلى هذه الأزمة التربوية من خلال عدم الرضا الذي تبديه الأوساط الاجتماعية المتعددة ذلك بسبب عقم الأنظمة التربوية، وعجزها عن الاضطلاع بأدوارها المتعلقة بتلبية احتياجات الأفراد، والاستجابة لمتطلبات خطط التنمية الوطنية من الكوادر المؤهلة والمدربة بفعل عوامل سياسية واقتصادية واجتماعية [1]. فللمعلم الأثر الكبير في حياة النشء وخاصة في الصفوف الدنيا، فمن هو المعلم القدوة؟ المعلم القدوة: المعلم حجر الزاوية في العملية التربوية، ودعامة كل إصلاح اجتماعي وتربوي. وتبرز أهمية المعلم وأدواره في تحديد نوعية التعلّيم واتجاهاته ودوره الفعال والمتميز في بناء جيل المستقبل وتحديد نوعية حياة الأمة. أن مهام وأدوار المعلم لم تعد مقتصرة على مجرد إيصال الحقائق والمعلومات والمفاهيم إلى المتعلّمين بل اتسعت وتنوعت هذه المهام والأدوار لتواجه التطورات المستمرة والسريعة كالثورة العلمية والتكنولوجية والانفجار المعرفي وظهور التقنيات التربوية الجديدة ميادين الأهداف والمناهج، وطرائق التدريس، والوسائل التعليمية، والإدارة، والتقويم، وهو بهذه الأدوار أصبح مُدّرسًا ومربّيًا، وقائدًا وموجهًا ومرشدًا، ومساهمًا في البحث والاستقصاء [2]. سنّ الرسول للمعلم آدابًا قّيمة ينبغي أن تراعى مع المتعلّم حتى يؤتي التعليم أحسن الثمرات. ومنها الرفق بالمتعلّم والحنو عليه ومن آداب المعلم في الإسلام أن يرفق بالمتعلّم ويأخذ بيده مقتديًا بالمعلم الأول رسول الله ﴿ لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَاعَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ ﴾ [التوبة: 128]. وأهم ما يميّز علاقة الأبّوة بالنبَّوة هو الرحمة والرفق وهذا ما ينبغي أن يحسَّ به التلميذ من أستاذه ومعلمه ومن دلائل الرفق أن يتبنى روح التيسير لا التعسير والتبشير [3]. وكان النبي أرفق الناس بالمتعلمين وأبعدهم عن التشديد والتعسير والغلظة، وهذا مبدأ اقتصادي هام وهو التوازن ما بين التساهل والتشديد في المعاملة. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: علموا ولا تعنفوا فإن المعلم خير من المعنف [4]. وإن الرسول المعلم وجّه عنايته واهتمامه إلى جميع مرافق الحياة، فكان تعليمه عليه السلام شاملًا لجميع النواحي الإنسانية ومنها الناحية الاقتصادية والعسكرية والاجتماعية والصحية وغيرها. امتلاكه لمهارة التخطيط والتطوير في المناهج وأساليب التدريس، واستراتيجيات إدارة الصف وتدريب الطلاب على المواقف اليومية [5]. إن المعلم المسلم الناجح كما يجب أن يكون صالحًا في علاقته مع ربه وخالقه فيتعامل معه على أساس من الإيمان والصدق واليقين القوي الذي يدفعه إلى امتثال الأوامر واجتناب النواهي. فإن من الواجب عليه أيضًا أن يكون صالحًا في خلقه وعاداته وسجاياه التي يتعامل بها مع الطلاب أو أفراد المجتمع، والأخلاق الحميدة تستمد قوتها وحسنها من الشريعة المحمدية، والسلوك النبوي طلبًا لمرضاة الله وابتغاء رضوانه، والمعلم بحاجة ماسة إلى أن يتصف بكل الصفات الحسنة، التي تجعله محبوبًا داخل مجتمع المدرسة أو خارجها، أما عدم التحلي بها فسيؤدي إلى الإخفاق في تأدية الرسالة التي نذر نفسه من أجل تأديتها على أكمل وجه، وحينذاك لا تغني معرفة استراتيجيات التدريس التي تعلمها أو يتعلمها شيء. ويجب أن يكون المعلم رفيقًا في غير ضعف، قويًا في غير قسوة، يزن الأمور بموازينها الصحيحة فلا يشتط في حكم ولا يتساهل في حق وإنما يسلك طريقًا وسطي بين هذا وذلك. ﴿ فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ ﴾ [آل عمران: 159] [1] عامر، طارق عبد الرؤوف ومحمد ربيع، الصف المتمايز، عمان، اليازوري، الطبعة العربية، 1428هـ/ 2008م، 21 و22. [2] المرجع السابق ، 88. [3] الحاج، خالد محمد علي، أعلام التربية والمربين من القدماء والمحدثين، عمان، الناشر المؤلف، ط1، 13هـ/ 1989م، 57. [4] المتقي الهندي، كنز العمال، 10، حديث (29331)، 456. [5] عامر، طارق عبد الرؤوف ومحمد ربيع، الصف المتمايز، 12.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |