|
ملتقى التنمية البشرية وعلم النفس ملتقى يختص بالتنمية البشرية والمهارات العقلية وإدارة الأعمال وتطوير الذات |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() التربية والتعليم أساس النهضة ونقطة الانطلاق يونس تبيش تعد التربية ثم التعليم من الأساسيات الدينية والعلمية والاجتماعية والإنسانية المهمة في أي مجتمع متحضر، ولا شك أن القرين الأبرز لعملية التربية الناجحة هو التعليم المتميز، ولهذه القيمة البالغة كان قطب التربية والتعليم صاحب الصدارة في أولويات الدول التي تنشد لبلادها الرقي والتقدم؛ وما من مجتمع ينشد الرفعة والسبق إلا وله منهاج تربوي فريد، يتحرك وفق معالمه، ويسير على هداه، فإذا اختل البناء التربوي والعلمي وانفصمت عراهما، واضطربت مسيرة المجتمع وحكم على أبناءه بالتخلف. فالتعليم هو الخطو الأولى لتحقيق أهلية الشهادة على الناس وممارسة الشهود الحضاري، فَجَعلُ الأمة المسلمة شهيدة على الناس: ﴿ وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا ﴾ [البقرة 143]، هذا الجعل أو هذه الأهلية، لن تتحقق إلا بالتربية والتعليم؛ لذلك كان القلم أداة التعليم أول الخلق، وكان الأمر بالقراءة أول ما نزل، وكان البعث النبوي والتحول من الجهل إلى العلم ومن الضلال إلى الهدى، سبيل النهوض، وكان الرسول صلى الله عليه وسلم معلما ومربيا ومزكيا ومرشدا لأهمية اكتساب العمل واستخدام الوسائل التعليمية وأدوات التوصيل المعينة على بناء المهارات المعرفية والسلوكية، لتكون سبيل أمة الشهادة من العلم والمعرفة وإقامة العمران الإنساني وفق منهج رباني. فالبدء والانطلاق في المعالجة والنهوض والإصلاح والتغيير، يبدأ من التربية والتعليم وينتهي إلى التربية والتعليم، وكل النماذج الإصلاحية الناجحة إنما انطلقت من هذا المنطلق؛ وفي هذا السياق نقف على نموذج الشيخ "محمد عبده" حيث أكد على ضرورة التوفيق بين العلم والدين، دون أن ينسى الدعوة لإصلاح التعليم الذي اعتبره "ضرورة خاصة للإنسان يرتقي به روحيا ونفسيا وخلقيا وجماليا واجتماعيا"، يقول رحمه الله: »فبواسطة التعليم الممنهج نستطيع توحيد كلمتنا والنهوض بأمتنا لأنه لا سياسة إلا بالقوة ولا قوة إلا بالنجدة، ولا نجدة إلا بالوحدة، ولا وحدة إلا بالطاعة، ولا حقيقة للطاعة إلا بالعقيدة الحسنة، ولا عقيدة إلا بإحياء الدين، ولا حياة للدين إلا بالتعليم«[1]. فمن هنا يمكن القول أن نهوض الأمم وسقوطها وتقدمها وتراجعها منوط "بمناهج التربية والتعليم فيها". فـ((الأمة إذا نجحت في برامجها التربوية حققت أهدافها، وإن أخفقت تراجعت عن أهدافها؛ والأمة الإسلامية نموذج حي، شاهد على صدق ذلك، فبالرغم من كثرة أبنائها، ووفرة مواردها، وتميز مواقعها وغنى تاريخها، وكمال دينها، فإنها في درك من السوء يستدر أحياناً شفقة خصومها، وعطف أعدائها، والسبب الأساس وراء ذلك انهيار دعائم نظم التربية فيها وتذبذبها، وعدم وضوحها، فلم تعد الأمة قادرة على تكوين الإنسان الذي يقوم بمهام العمران، لا في قابلياته ولا في دوافعه ولا في استعداداته))[2]. فلا أمل في إعادة بناء ونهوض الأمة، دون إعادة النظر في منظومتها التربوية ورؤيتها الشمولية، ومرجعيتها في إعداد وبناء الإنسان الذي بوسعه أن يقوم بمهام العمران والاستخلاف، فالتربية والتعليم هما السبيل الأوحد للبناء والتغيير، إلى درجة يمكن أن نقول معها بدون أدنى تحفظ: إن التربية هي التنمية بكل أبعادها، وأي مفهوم للتنمية بعيد عن هذا فهو مفهوم قاصر وعاجز عن تحقيق الهدف المنشود، لذلك فإن أية تنمية لا يمكن أن تتم خارج رحم التربية والتعليم. [1] محمد رشيد رضا "تاريخ الأستاذ الإمام الشيخ محمد عبده"، مطبعة المنار - مصر، سنة 1313هـ، ص901. [2] كلمة التحرير: مجلة اسلامية المعرفة، التربية البعد الحاضر الغائب، السنة 8، عدد 49، 1423هـ/2002م، ص6، نقلاً عن محمد الناصري، "العلاقة مع الآخر في ضوء الأخلاق القرآنية"، م.س، ص368.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |