|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() حزني لتأخر زواجي واغترابي عن خطيبي أ. أريج الطباع السؤال السلام عليكم و رحمة الله وبركاته. أمَّا بعد، فأنا مقيمة في أوربا، وحيدةٌ تمامًا، وأعاني من الاكتئاب والحزن؛ في منتصف العقد الرابع من عمري، ولَم أتزوَّج، خطيبِي في بلَدِه، وأرسلت في طلبه عدَّة مرات، لكن السفارة رفضَت، لا أستطيع العودة إلى بلدي، وأشعر بصعوبةٍ في التأقلم مع حياتي الجديدة هنا، وللعلم أنا هنا منذ سنتين. أُجاهد نفسي الآن في الطاعة، لكنِّي أشعر بالذَّنب، وأنَّ كل ما يحصل لي هو نتيجةُ ذنوبي، أستغفر الله دائمًا، وأريد أن أعرف إن كان الهمُّ والحزن الذي يُصيبنا بذنبٍ منَّا؛ هل يُخفِّف الذنوبَ ويرفع الدرجات؟ وكيف السَّبيل إلى الشعور بالاطمئنان؟ أَذْكر الله، ولا يفارقني، لكن لا تفارقني أيضًا ذنوبي وندمي على ما فات، قصَّتي محزنة تمامًا، وقراري كان خاطئًا، لكنه كان نتيجةَ جهلي وضعفي وظروفي. استشرتُ طبيبًا نفسيًّا، وأرتاد عيادتَه كلَّ أسبوعين، ومنذ أيَّامٍ طلبتُ منه أن يَصِف لي دواءً للاكتئاب، لَم أتناوَلْه؛ لخوفي من أدوية الاكتئاب، قلتُ في نفسي: المؤمن لا يكتئب، وقرَّرت أن ألجأ إلى الصَّلاة والصبر والدعاء، لكنَّني بحقٍّ لستُ على ما يُرام. أحتاج إلى الحبِّ والرعاية والاهتمام، أعاني الفراغ والملل والوحدة، أحنُّ إلى عائلتي وخطيبِي، لا أستطيع التخلِّيَ عنه؛ لأني أحبُّه، ولَم يتخلَّ عنِّي. أفيدوني جزاكم الله خيرًا، وأتمنَّى ألا تتركوني وحيدة. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. الجواب وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. لَم توضِّحي لنا الكثير حول تفاصيل مشكلتك، وقد لا نُوَفَّق في مساعدتك على الرؤية بصورةٍ أفضل؛ لهذا السبب! ما فهمتُه من استشارتك: أنَّك ارتكبتِ ذنبًا ما، يسبِّب لك النَّدم والألَم إلى الآن، ولَم تُوضِّحي لنا ما هو! أنَّك عاجزةٌ عن العودة لموطنكِ، وتُعانين الوحدة في الغربة، ولَم تَذْكري السبب في بُعدك أيضًا! أنَّك مخطوبة، وتعجزين عن الاجتماع بخطيبك، وفي نفس الوقت تُقدِّرين وقوفه معك، لكن لَم تُوضِّحي شيئًا عنه، وهل هو مناسبٌ لكِ أم لا؟ وإنْ لَمحتُ بين السطور شيئًا ما، لكنَّه لَم يتَّضِح! بِما أنَّ المعطيات لديَّ ليست واضحةً؛ فسأحاول مساعدتَك بشكلٍ عام: • الاكتئاب والحزنُ - كغيرِهِما من الابتلاءات - لَكِ الأجر عليها بالتَّأكيد، وكلَّما احتسَبْتِها عند الله، واحتسبتِ صبرك عليها، آجَركِ الله أكثر، مثلها مثل بقيَّة الآلام، لكنَّكِ مُطالَبةٌ بدايةً بِمُقاومتها، ودَفْعِها قدْرَ استطاعتك، والبحث عن أسبابها وأساليب علاجها. • كلُّنا نخطئ؛ فكلُّ بني آدَم مُعرَّضون للخطأ، وخيرهم التوَّابون الذين يَعُودون إلى الله، ويندمون على ما فات، لكنَّهم لا يتوقَّفون عند مرحلة النَّدم، بل يُجاوزونها لمرحلة الفعل الصحيح، والتركيز على الأهداف الحقيقيَّة لهم في الحياة. • استفيدي من أخطائك الماضية؛ فالذُّنوب ليست عذابًا، بل ابتلاء، وله حكمةٌ أيضًا، والله لا يُعذِّبنا من ابتلاءٍ بابتلاء آخَر، بل على العكس؛ يُعيننا على طُرق الخلاص، المهمُّ أن تبحثي عنها، ولا تَبْقَي منتظرةً مصيرَكِ كأنَّك مُسيَّرة لا إرادة لك، ولا خيار! الله وهَبَنا العقل والإرادةَ والاختيار، وتركَ لنا هذه الأدوات لِنُتابع المسير، قد نَتعثَّر أحيانًا، لكننا نُسارع بالوقوف، ونتابع بَعْد إصلاح الأخطاء! • حينما نقع في ذنوبٍ أو أخطاء، فهذا يَعني أنَّ نِظام الحماية لدَيْنا به خللٌ ما، ويُنبِّهنا الذنبُ لذلك، علينا تَدارك الأمر، وتجديد الحماية الداخليَّة، معرفة سبب الزلاَّت التي وقعتِ فيها سيُعينك كثيرًا على تجنُّبِها في المستقبَل، فقط افهمي الصُّورة بشكلٍ جيِّد، وحدِّدي الثَّغرات؛ لِتَتمكَّنِي من مجاوزتها لاحقًا، والاستفادة منها. • في النهاية: لا شكَّ أنَّ لله حِكمتَه في كلِّ ما يَجري معنا، ابحثي عن الحكمة في كلِّ أمرٍ تقعين فيه، وركِّزي حول ما يُمكنك التصرُّف به، وما تملكينه في الأمور، عوضًا عن النَّدب على ما لا تملكين، وتُعانين منه! • لكلِّ شيء نهاية، حتَّى للأحزان، لكن أحيانًا يكون الحزنُ أكبر من أن نتغلَّب عليه وحْدَنا، ووَقْتَها يتحوَّل إلى اكتئابٍ لا يُجدي معه إلاَّ الدواء، وهو - ككُلِّ الأمراض - طبيعي، فكما تَمْرض الأجسام كذلك النُّفوس تمرض، وتحتاج علاجًا، ويتفاوت الأمر حسب قوَّة النُّفوس، وقوة الصدمات التي تعرَّضت لها! أخْذُ الدواء ليس ضعفًا، بل على العكس؛ أحيانًا كثيرة يكون قوَّة؛ فقرارُ أخذِ الدَّواء من عدَمِه، يقرِّره معك الطبيب، وجيِّدٌ أنَّك تراجعين طبيبًا يستطيع تقديرَ الأمور ومدى حاجتك إليه. • لا بلسم للآلام والأحزان كالإيمان، فقوِّي نفسك به، اربطي نفسَكِ بالله، واشعري بِمعيَّتِه وقُربه، وازنِي بين الخوف والرَّجاء، ولا تجعلي خوفك من العقوبة على الذَّنب يعوقك عن المَحبَّة الحقيقيَّة، واليقين بلطفِ الله وقربه ورحمته، أكثري من الدُّعاء والاستغفار، وتذكَّري أنَّ لكل أزمةٍ فرَجًا مهما تأخَّر. وفَّقكِ الله وأعانَكِ وشرَحَ صدرك.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |