بين المشقة والثواب .. عناء الأبناء عند كبر الآباء .. - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 14537 - عددالزوار : 764550 )           »          منهاج السنة النبوية ( لابن تيمية الحراني )**** متجدد إن شاء الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 404 - عددالزوار : 123996 )           »          انتقاء الأفكار (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          الشعوبية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »          الرد على من يصف الصحابة بالنفاق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 28 )           »          الزاهدون في السعادة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »          من فوائد صلاة الفجر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          البِلى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          ومن يتصبر يصبره الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »          العناية بالقرآن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الأسرة المسلمة > ملتقى الأمومة والطفل
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الأمومة والطفل يختص بكل ما يفيد الطفل وبتوعية الام وتثقيفها صحياً وتعليمياً ودينياً

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 22-09-2021, 10:21 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 155,225
الدولة : Egypt
افتراضي بين المشقة والثواب .. عناء الأبناء عند كبر الآباء ..

بين المشقة والثواب .. عناء الأبناء عند كبر الآباء ..






أميمة الجابر








لا شك أن كبار السن من الآباء والأمهات يحتاجون للرعاية و العطف و البر و مهما بذل الأبناء لموافاتهم حقهم لا يستطيعون أداءهم حقهم علي الوجه الأكمل .


لكن لابد لنا أن نكون واقعيين في رؤيتنا للظروف من حولنا حتى نستطيع الوصول لرجائنا الصائب من بر الوالدين على الوجه الأمثل الذي نريد .


فهناك سلبيات تبدو من الآباء والأمهات عند كبر السن تعود بآثارها السلبي على الأبناء البارين لهم , يجب الانتباه لها جيدا ومحاولة تقويم الخطأ .. ودعني اضرب لك أمثلة واقعية :


التفريق في الحب بين الأولاد, فقد يقدم أحد الابناء الرعاية والعطاء ، لكن عند أول خطأ منه أو غياب يجد منهم التأنيب و التوبيخ والغضب الشديد , وعلي العكس فقد يجد نظرتهم للابن الآخر البعيد عنهم أقرب منه إليهم !


مع كبر السن وكثرة الأمراض , تجد البعض من كبار السن لا يستطيع الصبر على مرضه , فلا يتقبله بالرضا و لكن يكثر من الآهات و الشكوى حتي يصبح أي لقاء معه عبارة عن شكوى صباحا كان أو مساء , فيظل البيت دائما مثوى للآلام فقط ، ما ينفر الابناء نفسيا ويثقل مهمتهم .


كذلك اتهامهم دائما لأبنائهم بالتقصير فلا يجد الابن أي كلمة حسنة ترفع من روحه المعنوية لمواصلة البر مهما قدموا مالا أو خدمات أو أي نوع من أنواع البر , فيشعر الأبناء بالانكسار وضياع الجهد بدلا من شعورهم بفرحة البر .


و من الآباء من يضيق علي أبنائه في التدخل في شؤونه ، ويوجب عليه تعريفه بصغير الأمور قبل كبيرها ، وقد يكون في ذلك مشقة كبيرة على الابناء أو حتى ضرر على الآباء أنفسهم .


و من ذلك تركيز المسؤوليات و الأعباء علي الابن الأكبر مع غض الطرف عن باقي الأبناء , ينسون أن الابن الكبير أيضا زادت مسؤولياته و كبر أولاده وهو أيضا يريد من يسانده و يقف بجانبه !


بعض الآباء المسنين رغم رغد العيش و سعة الرزق لديهم ، يقومون باستغلال أبنائهم ماديا بطرق غير مباشرة, فبعض الأبناء قد يفرح بذلك , و بعضهم قد يتأذى من هذا الصنيع


بوجه مغاير قد يظهر من بعض الآباء كبار السن حرص علي إنفاق كل ما يملكون و ما يدخرون بشكل غير حكيم ، بإنفاق في الأشياء الهامة أو غير هامة حتي لا يتركون لأبنائهم شيئا ، ناسين حديث النبي صلي الله عليه وسلم في ترك الأبناء أغنياء أفضل من تركهم فقراء يسألون الناس .


وبعضهم قد يقع في مشكلة كبيرة لا تضره في الدنيا فقط بل تضره بآخرته , وهي تفضيل أحد الأبناء عن الآخر في العطاء , فينشرون بين الأبناء في آخر حياتهم البغض و الضغينة و الكره و الخصام , بدلا من أن يتركوا أولادهم متحابين متقاربين .


و قد يعاني الأبناء من فرط حساسية الأبوين و سرعة غضبهم علي أقل شيء , غير شعورهم أنهم أصبحوا غير مرغوب فيهم أو شعورهم أن أبناءهم ينفضون عنهم .


الأبناء منهم من يستطيع تحمل أوضاع هذا الكبر والصمود بكل ما يستطيعون لبر الكبيرين , ويظلون يقدمون ويبذلون بكل حب و سعادة وفرح وهؤلاء ولاشك الفائزون , لكن منهم ايضا من يضيق صدره من صعوبة ارضاء ابويه وكثرة غضبهم وضجرهم وكثرة نقدهم واتهامهم بالتقصير وهؤلاء يجدون أنفسهم في مشكلة شرعية واجتماعية ونفسية .


والواقع أن خطأ هؤلاء الأبناء المقصرين في بر ابويهم ليس منهم وحدهم ولكنهم مشتركون مع أبويهم في هذا الخطأ , فأبواهم لم يحملاهم المسؤولية قبل ذلك ولم يعوداهم على الجلد والصبر , فقد حصدوا ما قد زرعوا .


ومنهم من يأخذ زوجته وأولاده ليعيش بعيدا عنهم , بعيدا عن كل هذه المنغصات , ويأتي لزيارتهم كالضيف العزيز ، ويحرص في زيارته على الهدية والكلام الجميل وهكذا .. ثم يتركهم ويسافر !


ومنهم من يهرب بحجة انشغاله في عمله , ويرسل زوجته و أولادة بدلا منهم لتفقد أحوالهم !


ومنهم من يريح نفسه وزوجته ويرسل أبويه لبيت المسنين , يبذل المال بديلا لاستقرار بيته !


وفي كل ذلك فالحساب أمام الله سبحانه وهو اعلم بالقلوب ، والصالحون يبذلون ويعطون ويصبرون ، والناس كل بحسب معدنه وخلقه وقيمه التي رباه عليها ابواه ..


إن الكبر حال شاق وسوء الكبر مشقة زائدة على الشخص ذاته وعلى ابنائه ، لهذا استعاذ صلى الله ليه وسلم صباح مساء من سوء الكبر " اللهم إنا نعوذ بك من الكسل وسوء الكبر "


ولابد على الطرفين تفهم هذا الأمر , فالأبوان لابد أن يعدلا بين أبنائهم ويقدرا جهد كل منهم , ويقللا الشكوى على قدر المستطاع , ويتركا لكل منهم خصوصياته , ويتركوا لهم الحرية في حياتهم كما يريدون .


وعلى الأبناء أن يعرفوا أن كبر الآباء أمر لابد منه وله مشكلاته , فيجب تهيئة النفس على هذا الأمر , والصبر مهما كانت عليه من أحوال , والبذل والإنفاق بكل ما يستطيعون , وعدم التأفف منهم ولا الضجر ولا الإعراض " فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما " .


وليعلم الابن أن الجنة تنتظر كل بار بأبويه , ومهما أنفق من رزق عليهم سيخلف الله له أكثر وأكثر , وإذا خطر بباله أن أبويه أصبحا ثقيلين عليه في حياته ، فليعلم أن ذلك نزغ من الشيطان الرجيم لعنه الله , فليغلق هذا الباب عنده .


فأبواه نعمة بين يديه والبركة من دعائهم هي العائد الذي يسنده حتى آخر عمره .. وثواب البر ليس له حدود ، كما أن الإهمال والتقصير الذي يرتكبه في حقهما عقوبته شديدة ، فضلا عن كونه سيعود إليه ، فكما تدين تدان !



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 63.88 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 62.17 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (2.69%)]