|
ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() حديث الرؤيا: عذاب القبر عبدالملك سعود الرفيق الحمد لله، وأشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا رسول الله صلى الله وسلم عليه وعلى آله وصحبه، ومَن والاه، أما بعد: فأوصيكم أيها الإخوة المؤمنون بوصية الله للأولين والآخرين، تقوى الله عز وجل؛ يقول سبحانه: ﴿ وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ ﴾ [النساء: 131]. أيها الإخوة المؤمنون، روى البخاري عن سَمُرَة بن جنْدب رضيَ الله عنه قال: كان رسولُ اللهصلى الله عليه وسلم يعني مما يكثرُ أَن يقول لأصحابِهِ: ((هل رأى أَحدٌ منكم من رُؤيا؟))، قال: فيَقصُّ عليه ما شاء الله أن يَقصَّ، وإِنه قال ذاتَ غَداةٍ: ((إِنَّه أتاني الليلةَ آتِيان، وإِنهما قالا لي: انطلِق، وإِني انطلقتُ معهما، وإِنا أَتينا على رجل مَضْطجع، وإِذا آخرُ قائم عليهِ بصخرةٍ، وإِذا هو يَهوي بالصخرةِ لِرَأسهِ، فيَثْلغ رأسَهُ، فيتهدْهد الحجر ها هنا، فيتبعُ الحجرَ، فيأخُذُه فلا يَرجع إِليه حتى يَصحَّ رأسُه كما كان، ثمَّ يَعودُ عليه فيفعل به مثلَ ما فَعَلَ المرَّةَ الأولى، قال: قلتُ لهما: سُبحانَ الله، ما هذانِ؟ قالا لي: انطلِقْ انطلِق، فانطَلَقْنا فأتينا على رجلِ مستَلْقٍ لِقَفاهُ، وإِذا آخرُ قائمٌ عليهِ بِكَلُّوبٍ من حديد، وإِذا هو يأتي أَحدَ شِقَّي وَجههِ فيُشَرْشِر شِدْقه إِلى قَفاه ومِنْخِرَه إِلى قَفاه وعَينَه إلى قفاه، ثمَّ يتحوَّل إِلى الجانب الآخر، فيفعَل به مثل ما فَعل بالجانب الأوَّل، فما يَفرُغ من ذلك الجانب حتى يَصحَّ ذلك الجانب كما كان، ثمَّ يعود عليه فيفعل مثلَ ما فعلَ في المرَّةَ الأولى، قال قلت: سبحانَ الله، ما هذان؟ قالا لي: انطلقْ انطلق، فانطلقنا فأتَينا على مثل التنُّور، فإِذا فيه لَغَطٌ وأَصواتٌ، فاطلعْنا فيه فإذا فيه رجالٌ ونساء عراةٌ، وإِذا هم يأتيهم لَهَبٌ من أسفلَ منهم، فإذا أتاهم ذلك اللهب ضَوْضَوا، قلتُ لهما: ما هؤلاء؟ قالا لي: انطلِق انطلق، فانطلَقْنا فأَتَينا على نهر أَحمر مثل الدم، وإِذا في النهر رجلٌ سابحٌ يَسبَح، وإِذا على شَط النهر رجلٌ قد جَمَعَ عندَه حجارة كثيرةً، وإِذا ذلك السابحُ يسبحُ ما يسبحَ، ثمَّ يأتي ذلك الذي قد جمعَ عندهُ الحجارةَ، فيفغر له فاهُ فَيُلقِمُهُ حجرًا، فينطلقُ يسبَحُ ثمَّ يرجعُ إِليه، كلما رَجَعَ إليه فغَرَ له فاهُ فألقمَهُ حجرًا، قلت لهما: ما هذانِ؟ قالا لي: انطلِقْ انطلق، فانطلَقْنا فأَتَينا على رجل كريهِ المرآةِ أو كأكرهِ ما أنتَ راءٍ رجلًا مَرآة، فإِذا هو عندَهُ نار يَحُشُّها ويَسعى حَولها، قلتُ لهما: ما هذا؟ قالا لي: انطلِقْ انطلِق، فانطلَقْنا فأَتَينا على روضةٍ مُعتمة فيها من كلِّ نور الرَّبيع، وإِذا بينَ ظهرَي الروضةِ رجلٌ طويلٌ لا أكادُ أرى رأسَه طولًا في السماء، وإِذا حَولَ الرجل من أكثرِ ولدان رأيتهم قطٌّ، قلتُ: ما هذا وما هؤلاء؟ قالا لي: انطلِقْ انطلِقْ، فانطلَقنْنا فانتهينا إلى روضة عظيمة لم أَرَ روضة قط أَعظمَ منها ولا أحسنَ، قالا لي: ارْقَ فيها، فارتقَيْنا فيها إِلى مدينة مبنيَّة بلبنِ ذهبٍ ولَبِنِ فضة، فأتَينا بابَ المدينةِ، فاستفتحْنا ففُتِحَ لنا، فدَخلناها فتلقانا فيها رجالٌ شَطرٌ من خَلْقِهم كأحسنِ ما أنتَ راءٍ وشَطرٌ كأقبحِ ما أنتَ راءٍ، قالا لهم: اذهبوا فقَعوا في ذلك النهر، وإذا هو نهرٌ معترِض يَجري كأَنَّ ماءه المحضُ في البياض، فذهَبوا فوقعوا فيه، ثمَّ رجعوا إلينا قد ذَهَبَ ذلك السوءُ عنهم، فصاروا في أَحسَنِ صورة، قال: قالا لي: هذه جنةُ عَدْنٍ وهذاكَ منزلك، فسمَا بصَري صُعُدًا فإذا قصرٌ مثلُ الرَّبابةِ البيضاء، قالا لي: هذاكَ منزِلك، قلت لهما: باركَ الله فيكما، ذَراني فأدخُله، قالا: أما الآن فلا، وأَنتَ داخِله، قلت لهما: فإني رأيتُ منذ الليلةِ عَجبًا، فما هذا الذي رأيت؟ قالا لي: أما إِنا سنُخبرُك: أَما الرجلُ الأولُ الذي أتيتَ عليه يُثلَغ رأسه بالحجر، فإِنه الرجلُ يأخذُ القرآن فيرفُضُهُ وينامُ عن الصلاة المكتوبة - اسمع أخي يا من تنام عن صلاة الفجر - وأَما الرجلُ الذي أتيتَ عليه يُشرشَرُ شِدقُه إلى قفاه ومنخِره إلى قفاه وعَينه إلى قفاه، فإنه الرجلُ يَغدو من بيته، فيكذِبُ الكذِبَةَ تبلغُ الآفاق، وأما الرجالُ والنساءُ العراةُ الذين في مثلِ بناءِ التَّنوُّر، فإنهم الزُّناة والزواني، وأما الرجلُ الذي أتيتَ عليه يَسبَحُ في النهر ويُلقَمُ الحجر، فإنه آكِلُ الرِّبا، وأَما الرجلُ الكريه المرآةِ الذي عندِ النار يَحشُّها ويَسعى حولها، فإنه مالكٌ خازنٌ جهنم، وأما الرجلُ الطويلُ الذي في الروضة، فإِنه إبراهيم، وأَما الولدانُ الذين حَولهُ فكلُّ مولودٍ ماتَ على الفِطرة))، فقال بعضُ المسلمين: يا رسولَ الله، وأولادُ المشركين؟! فقال رسول الله: ((وأولاد المشركين، وأَما القومُ الذين كانوا شَطرٌ منهم حسنًا وشطرٌ منهم قبيحًا، فإنهم قومٌ خَلَطوا عملًا صالحًا وآخرَ سَيِّئًا تجاوَزَ الله عنهم))؛ من صحيح الإمام البخاري. أيها الإخوة، ثبوت نعيم القبر وعذابه ثابت في القرآن والسنة، والأدلة كثيرة؛ منها هذا الحديث العظيم، ففيه إثبات لعذاب القبر، وذكرٌ لبعض المعاصي التي يعذَّب مَن فعلها بقبره، ومنها الكذب والزنا وأكل الربا، والعياذ بالله من ذلك. أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم من كل ذنب فاستغفروه، إنه هو الغفور الرحيم. الخطبة الثانية الحمد لله والشكر، وأصلِّي وأسلم على نبينا عظيم القدر، وعلى آله وأصحابه وسلم تسليمًا كثيرًا. أيها المسلمون، أوصيكم ونفسي بملازمة الصلاة وكتاب الله والعمل بما فيه، ومجانبة المعاصي، ولا سيما ما نص عليها هذا الحديث العظيم من الكذب والزنا وأكل الربا، لعل الله تعالى ينجينا برحمته من عذاب القبر. هذا وصلوا وسلموا على نبيكم، كما أمركم مولاكم، فقال: ﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾ [الأحزاب: 56]. اللهم أعزَّ الإسلام والمسلمين، وأذلَّ الشرك والمشركين، ودمِّر أعداء الدين، وانصُر عبادك الموحِّدين. اللهم آمنَّا في أوطاننا، وأصلِح ولاة أمورنا. اللهم ارزُقهم البطانةَ الصالحة الناصحة، وأبعدْ عنهم بطانةَ السوء. اللهمَّ احفظ إخواننا المرابطين على الحدود، وثبِّت أقدامهم. رَبَّنَا آتِنَافِيالدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً، وَقِنَا عَذَابَ النارِ. عباد الله، إنَّ الله يأمُر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القُربى، وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغْي، يعظُكم لعلَّكم تذكَّرون. فاذكُروا الله العظيم يذكُركم، واشكُروه على نِعَمِه يزدْكم، ولَذِكرُ الله أكبر، والله يعلَمُ ما تصنَعون.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |