|
ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() خطبة مختصرة عن الموت عبدالملك سعود الرفيق الحمد لله المتفرد بالعزة والجبروت والبقاء، وأشهد أن لا إله إلا الله وحدة لا شريك له، وأشهد أن نبينا محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه إلى يوم الدين؛ أَمَّا بَعدُ: فَأُوصِيكُم أَيُّهَا النَّاسُ وَنَفسِي بِتَقوَى اللهِ، وَالاستِعدَادِ لِمَا لا بُدَّ لَكُم مِنهُ، إِنَّهُ المَوتُ َنِهَايَةُ كُلِّ مَوجُودٍ، وَسُنَّةُ اللهِ المَاضِيَةُ في كُلِّ حَيٍّ؛ قَالَ سُبحَانَهُ: ﴿ إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ * ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عِنْدَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ ﴾ [الزمر: 30، 31]. فقد جاء في صحيح الجامع عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أكثِروا ذكرَ هادمَ اللذات - يعني الموت - فإنه ما ذكره أحد في ضيق إلا وسَّعه الله، ولا ذكَره في سَعة إلا ضيَّقها عليه". وعن أُبي بن كعب - رضي الله عنه - قال: "كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا ذهب ثُلُثا الليل قام، فقال: يا أيها الناس، اذكروا الله، اذكروا الله، جاءت الراجفة تَتبعها الرادفة، جاء الموت بما فيه، جاء الموت بما فيه"؛ صححه الألباني. وعن ابن عمر - رضي الله عنهما - قال: كنت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فجاءه رجل من الأنصار، فسلَّم على النبي - صلى الله عليه وسلم - ثم قال: يا رسول الله، أي المؤمنين أفضل؟ قال: "أحسنهم خلقًا"، قال: فأي المؤمنين أكيس؟ قال: أكثرهم للموت ذكرًا، وأحسنهم لِما بعده استعدادًا، أولئك الأكياس"؛ أي: الفطناء الأذكياء؛ رواه أحمد والترمذي بسند صحيح. أيها المؤمنون، إن نُذر الله للمؤمن كثيرة متعددة؛ عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لقد أعذر الله إلى عبد أحياه حتى بلَّغه ستين سنة، لقد أعذر الله إليه في العمر"؛ رواه البخاري، وعنه - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أعمار أمتي ما بين الستين إلى السبعين، وأقلُّهم مَن يجوز ذلك"؛ رواه الترمذي وابن ماجه بسند صحيح. ومما يُهدئ النفس ويُريح القلب أن النبي صلى الله عليه وسلم علَّمنا أن الموت راحة للمؤمن؛ فعن أبي قتادة - رضي الله عنه - قال: كنا جلوسًا عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذ طلعت جنازة، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "مُستريح أو مستراحٌ منه"، فقالوا: يا رسول الله، ما المستريح والمستراح منه؟ فقال: "العبدُ المؤمن يَستريح مِن نَصَبِ الدنيا وأذاها إلى رحمة الله، والعبد الفاجر يستريح منه العباد والبلاد، والشجر والدواب"؛ رواه البخاري ومسلم. عباد الله، لحظة الموت لحظة حرجة، وللموت سكرات شديدة، ومن رحمة الله بعباده المؤمنين أنه يكفِّر عنهم بسكرات الموت مالم تكفِّره مصائبُ الدنيا. إن الموت عباد الله بداية الطريق إلى الله، والمؤمن صادق الإيمان يحب لقاء الله؛ فعن عبادة بن الصامت - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "مَن أحبَّ لقاء الله أحبَّ الله لقاءه، ومَن كرِه لقاء الله كَرِهَ الله لقاءه"، قلنا: يا رسول الله، أكراهية الموت؟ فوالله إنا لنَكرهه، قال: "ليس ذاك كراهية الموت، ولكن المؤمن إذا حُضِر، جاءه البشير من الله برحمة الله ورضوانه وجنته، فليس شيءٌ أحبُّ إليه من أن يكون قد لقِي الله - عز وجل - فأحب الله لقاءه، وإن الفاجر أو الكافر إذا حُضِر بشِّر بعذاب الله وسخَطه، فإذا بشِّر بذلك، يَكرَه لقاء الله، والله للقائه أكرهُ"؛ رواه البخاري ومسلم. بارَك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول ما تسمعون وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم. الخطبة الثانية الحمد لله ولي الصالحين، وأُصلي وأسلم على المبعوث رحمة للعالمين؛ أما بعد: فإن عمل الإنسان في الدنيا من خير أو شرٍّ، له أثر في كل أمور الآخرة؛ عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إذا وُضعت الجنازة واحتملها الرجال على أعناقهم، فإن كانت صالحة قالت لأهلها: قدِّموني، قدموني، وإن كانت غير صالحة قالت لأهلها: يا ويلها، أين تذهبون بها؟ يَسمَع صوتها كلَّ شيء إلا الإنسان، ولو سمعها الإنسان لصَعِقَ"؛ رواه البخاري. وعن عبدالرحمن بن مهران قال: لَما حضَر أبا هريرة - رضي الله عنه - الموتُ، قال: إذا مت فلا تتبعوني بنار بمجمرٍ، ولا تَضربوا علي فسطاطًا، وأسرعوا بي إلى ربي، فإني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "إذا وُضِعَ الرجل الصالح على سريره، قال: قدِّموني، قدموني، وإذا وضع الرجل السوء على سريره، قال: يا ويلي، أين تذهبون بي؟"؛ رواه أحمد بسند حسن. عباد الله، الله اللهَ بالصالحات وتدارُك ما فات، فالموت أقربُ إلى أحدكم مِن شِراك نَعْله؛ كما قال النبي صلى الله عليه وسلم، ولا يَصحَبُك في موت وقبرك إلا عملُك؛ عن أنس - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "يَتبَعُ الميتَ ثلاثةٌ، فيرجع اثنان، ويبقى معه واحد، يتبعه أهله وماله وعمله، فيرجع أهله وماله، ويبقى عمله"؛ رواه البخاري. هذا وصلُّوا على نبيِّكم الكريم محمد الصادق الأمين، فقد قال: (مَنْ صَلَّى عَلَيَّ وَاحِدَةً، صَلَّى الله عَلَيْهِ عَشْرًا). اللهم صلِّ على محمد ما ذكَره الأبرار، وما تعاقب الليلُ والنهار، وعلى آله وصحبه المهاجرين والأنصار. اللهم انصُر دينك وكتابك وعبادَك الصالحين، اللهم انصُر المرابطين على الحد الجنوبي برحمتك يا أرحم الرحمين. اللهم وفِّق خادمَ الحرمين لكل خيرٍ، واصرِفه عن كل شرٍّ، واجعل عملَه في رضاك. ربَّنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة، وقِنا عذاب النار. سبحان ربك ربِّ العزة عما يصفون، وسلامٌ على المرسلين والحمد لله رب العالمين.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |