الغضب لرسول الله صلى الله عليه وسلم - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         أزمة الهوية في عصر العولمة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          الإمام الشعبي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          سلسلة أفقاه لا يستغني عنها الداعية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 3 - عددالزوار : 498 )           »          أبو القاسم بن عساكر (الحافظ الكبير) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          أبو فرج بن الجوزي (شيخ الواعظين) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          ندبة الودّ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          اجمع بين أصالتك وجمالك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          وهم الأبراج (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          بداية تدوين علم التفسير ومعرفة نسخ التفسير القديمة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          وسائل الديمقراطيين في إقناع المسلمين بالنظام الديمقراطي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 30-07-2021, 03:55 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,635
الدولة : Egypt
افتراضي الغضب لرسول الله صلى الله عليه وسلم

الغضب لرسول الله صلى الله عليه وسلم

الشيخ مشاري بن عيسى المبلع

الحمد لله الذي مدح نفسه بأن أنزل القرآن على نبيه محمد – صلى الله عليه وسلم – فقال: [تبارك الذي نزل الفرقان على عبده]، وأثنى على نفسه المقدسة حين أسرى بعبده محمد – صلى الله عليه وسلم -فقال: [سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى]. أشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا خاتم أنبيائه، وسيد أوليائه.

أَزْكَى الصَّلَاةِ عَلَى الْهَادِي وَعِتْرَتِهِ
وَصَحْبِهِ وَخُصُوصًا مِّنْهُمُ الْعَشَرَةْ

صِدِّيقُهُمْ عُمَرُ الْفَارُوقُ أَحْزَمُهُمْ
عُثْمَانُ ثُمَّ عَلِيٌّ مُّهْلِكُ الْفَجَرَةْ

سَعْدٌ سَعِيدٌ زُبَيرٌ طَلْحَةٌ وَّأَبُو
عُبَيدَةٍ وَّابْنُ عَوفٍ عَاشِرُ الْبَرَرَةْ

أُولَئِكَ النَّاسُ آلُ الْمُصْطَفَى وَكَفَى
وَصَحْبُهُ الْمُهْتَدُونَ السَّادَةُ الْخِيَرَةْ


اللهم وسلم تسليمًا.

أيها المؤمنون! تطل على المسلمين بين الفينة والأخرى دعوات تخالف صريح القرآن، وتعارض ظاهر السنة، وتناقض فهم سلف الأمة، وذلك حين يٌنال من عرض رسول الله – صلى الله عليه وسلم –: أن أيها المسلمون قابلوا كل إساءة لنبي الله محمد – صلى الله عليه وسلم – بعدم الغضب منها، والحمية لله ولرسوله، يزعم من قالها أن نبي الله – صلى الله عليه وسلم – لا يضره ذلك، وقد كفاه الله من قبل: ﴿ إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ ﴾ [الحجر: 95]. والحق أنه لو نيل من عرض هذا المتكلم، لأزبد وأرعد، فيظهر عندها حقيقة مقالته، وسذاجة ما زعم.

ويظن هؤلاء أن نبينا – صلى الله عليه وسلم – لا يغضب ولا ينتصر! عن عروة - رضي الله عنه - قال: قلت لعبد الله بن عمرو بن العاص: ما أكثر ما رأيت قريشًا أصابت من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فيما كانت تظهره من عداوته؟ فقال: لقد رأيتهم وقد اجتمع أشرافهم يومًا في الحجر فذكروا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقالوا: ما رأينا مثل ما صبرنا عليه من هذا الرجل قط، سفه أحلامنا، وشتم آباءنا و عاب ديننا، وفرق جماعاتنا، وسب آلهتنا، وصرنا منه على أمر عظيم. قال: فبينما هم في ذلك طلع رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فأقبل يمشي حتى استلم الركن، ثم مر بهم طائفًا بالبيت، فغمزوه ببعض القول، فعرفت ذلك في وجه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فمضى، فلما مرَّ بهم الثانية غمزوه بمثلها، فعرفتها في وجهه، فمضى فمر بهم الثالثة فغمزوه بمثلها، فقال: أتسمعون يا معشر قريش! أما والذي نفسي بيده لقد جئتكم بالذبح. فأخذت القوم كلمته، حتى ما منهم من رجل إلا وكأنما على رأسه طائر وقع، حتى إن أشدهم فيه وصاة قبل ذلك ليرفأه، حتى إنه ليقول: انصرف أبا القاسم راشدًا، والله ما كنت جهولًا فانصرف رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. وقد أثبت ربنا – تبارك وتعالى – أن حبيبه – صلى الله عليه وسلم – يتأذى بذلك، فقال: ﴿ وَمِنْهُمُ الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَّ وَيَقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ... ﴾ [التوبة: 61] إلى قوله: ﴿ وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ رَسُولَ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾ [التوبة: 61]، وقال سبحانه: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُهِينًا ﴾ [الأحزاب: 57]. وصدق الله وعيده، فعنِ ابن مسعود رضي الله عنه قال: بَينَمَا النبيُّ صلى الله عليه وسلم يُصلِّي عِندَ البَيتِ، وأبو جهلٍ وأصحابٌ لَهُ جُلُوسٌ، إذا قال بعضُهُم لِبَعضٍ: أَيُّكُم يجِيءُ بِسَلا جَزُورِ بني فُلانٍ، فَيَضَعَهُ على ظَهرِ محمدٍ إِذَا سَجَدَ؟ فَانبَعَثَ أَشقَى القومِ فجاء به، فَنَظَرَ حتى سَجَدَ النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- وَوَضَعَهُ على ظَهرِهِ بَينَ كَتِفَيهِ، وَأَنَا أَنظُرُ لا أُغَيِّرُ شَيئًا، لَو كَان لي مَنَعَةٌ، قال: فَجَعَلُوا يَضحَكُونَ وَيُحِيلُ بَعضُهُم على بَعضٍ، وَرَسولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- ساجدٌ لا يَرفَعُ رَأسَهُ حتى جاءته فَاطِمَةُ، فَطَرَحَت عَن ظَهرِهِ، فَرَفَعَ رَأسَهُ ثم قال: اللهم عَلَيكَ بِقُريشٍ ثَلاثَ مَرَّاتٍ، فَشَقَّ عَلَيهِم إِذْ دَعَا عَلَيهِم. قال: وكانوا يَرونَ أَنَّ الدَّعوَةَ في ذلك البَلَدِ مُستَجَابَةٌ. ثم سمَّى: اللهم عليك بأبي جهلٍ، وعليك بِعُتبَةَ بنِ رَبِيعَةَ، وَشَيبَةَ بنِ رَبِيعَةَ، وَالوَلِيدِ بنِ عُتبَةَ، وَأُمَيَّةَ بنِ خَلَفٍ، وَعُقبَةَ بنِ أَبي مُعَيطٍ. وَعَدَّ السَّابِعَ فَلَم نحفَظْهُ، قال: فو الذي نَفسِي بِيَدِهِ، لَقَد رَأَيتُ الذين عَدَّ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- صَرعَى في القَلِيبِ قَلِيبِ بَدرٍ.

أيها المؤمنون! الغضب ممن يقع في عرض نبينا – صلى الله عليه وسلم – عبادة جليلة من عبادات القلب، ودليل حب، وبرهان إيمان، وعلامة صدق، ومن زعم غير ذلك فقد ضل. وهكذا كان ديدن أفضل أهل الأرض - بعد الأنبياء – صحابة رسول الله – صلى الله عليه وسلم -، ففي يوم مؤتة برز رجل كافر من قضاعة يشتم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فبرز إليه رجل من المسلمين فقال: يا هذا، أنا فلان بن فلان، وأمي فلانة، وأنا من بني فلان، فسبني وسب والدي، وسب عشيرتي، واكفف عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فكأنما أغراه. فقال المسلم: لتنتهين أو لأرجلنك بسيفي. فلم ينته. فشد عليه المسلم بسيفه فضربه وضربه القضاعي فقتله، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: « عجبت لرجل نصر الله ورسوله بالغيب ».

ولسان حاله:
فداؤك يا رسول الله روحي *** وحبك في دماء القلب يجري

وعقوبة الله في من سب رسوله – صلى الله عليه وسلم – أو آذاه معجلة في الدنيا؛ فعن أنسِ بنِ مالكٍ -رضي الله عنه - قال: كان رَجُلٌ نَصرَانيٌّ فَأَسلَمَ وَقَرَأَ البَقَرَةَ وآلَ عِمرَانَ، وكان يَكتُبُ لِلنَّبيِّ صلى الله عليه وسلم فَعَادَ نَصرَانِيًّا، وكان يَقُولُ: لا يَدرِي محمدٌ إلا ما كَتَبتُ له، فَأَمَاتَهُ اللهُ فَدَفنُوهُ، فَأَصبَحَ وَقَد لَفَظَتْهُ الأَرضُ، فقالوا: هذا فِعلُ محمدٍ وأَصحابِهِ لمَّا هَرَبَ مِنهُم، نَبَشُوا عن صاحبِنا فَأَلقَوهُ، فَحَفَرُوا له فَأَعمَقُوا له في الأَرضِ ما استَطَاعُوا، فَأَصبَحُوا وَقَد لَفَظَتْهُ الأَرضُ، فَعَلِمُوا أَنَّهُ لَيسَ مِنَ النَّاسِ فَأَلقَوه. قال الإمام ابنُ تيميةَ – رحمه الله -: فهذا الملعونُ الذي افترى على النبي صلى الله عليه وسلم أنه ما كان يدري إلا ما كتب له؛ قصمهُ اللهُ وفضحهُ بأن أخرجهُ من القبرِ بعد أن دُفن مراراً، وهذا أمرٌ خارجٌ عن العادةِ، يدلُ كلّ أحدٍ على أن هذا عقوبة لما قالهُ، وأنه كان كاذبًا، إذ كان عامةُ الموتى لا يصيبهم مثل هذا، وأن هذا الجُرمَ أعظمُ من مجرد الارتداد، إذ كان عامةُ المرتدين يموتون ولا يصيبهم مثل هذا، وأن اللهَ منتقمٌ لرسولهِ -صلى الله عليه وسلم- ممن طعن عليه وسبهُ، ومظهرٌ لدينه، ولكذبِ الكاذبِ إذا لم يمكن للناسِ أن يقيموا عليه الحد".أ.هـ

وهذا لا يقتصر على نبينا محمد – صلى الله عليه وسلم -، بل هو عام في جميع الأنبياء – صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين – ﴿ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ ﴾ [البقرة: 285].

اللهم إنا نسألك حسن الاتباع، وكمال الاقتداء، وشفاعة نبينا، صلى الله عليه وسلم.







__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 52.50 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 50.83 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.19%)]