خطبة في التعليم - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1430 - عددالزوار : 140977 )           »          معالجات نبوية لداء الرياء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          التربية بالحوار (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 30 )           »          صور من فن معالجة أخطاء الأصدقاء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          في صحوةِ الغائب: الذِّكر بوابة الحضور (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »          آيات السَّكِينة لطلب الطُّمأنينة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          من أقوال السلف في أسماء الله الحسنى: (العليم, العالم. علام الغيوب) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 28 )           »          سبل إحياء الدعوة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »          التساؤلات القلبية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          الحب الذي لا نراه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 30-06-2021, 04:03 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,204
الدولة : Egypt
افتراضي خطبة في التعليم

خطبة في التعليم















سماحة الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي




الحمد لله الذي أمرنا أن نأتي البيوت من أبوابها، وأن نسير في طريق مصالحنا بتعرف مناهجها وأسبابها، وأشهد أن لا إله إلا الله الذي أخرجنا من بطون أمهاتنا لا نعلم من العلوم قليلًا ولا كثيرًا، وجعل لنا الأسماع والأبصار والأفئدة؛ لنشكرَه بصرفها إلى المعارف النافعة، وكان ربك قديرًا، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، الذي أرسل إلى جميع الثقلين بشيرًا ونذيرًا، وداعيًا إلى الله بإذنه وسراجًا منيرًا، اللهم صلِّ وسلم على محمد وعلى آله وأصحابه، صلاة وسلامًا كاملًا كثيرًا، أما بعد:








فيا أيها الناس، اتقوا الله بمعرفة الخير واتباعه، ومعرفة الشر وتركـه واجتنابه، واعلموا أن العلم هو الأساس الذي يستقيم عليه البنيان، وبه الصلاح والفساد والكمال والنقصان، فليكن تأسيسكم على علوم نافعـة صحيحـة، ومعارف قوية صادقـة رجيحـة، فالعلوم النافعـة كلها تنقسم إلى مقاصد ووسائل، فالمقاصد هي الأصول المصلحة للعقائد والأخلاق والفضائل، وهي العلوم الدينية التي بيَّنها الرسول صلى الله عليه وسلم وحثَّ عليها، وهي التي لا تنفع العلوم كلها إلا إذا أُسِّست أو بُنيت عليها، فوجِّهوا رحمكم الله وجوهكم ووجوه المتعلمين إلى علوم الـدين، واغرسوا هذا الغراس الجميل الباقي في أذهان الناشئين، فبذلك تصلح الأحوال، وتزكو الأعمال، وبذلك يتم النجاح في الحال والمآل، وبذلك تصلح العقائد والأخلاق، وبه يسير التعليم إلى كل خير وينساق، ولا يتم ذلك إلا بتخيُّر الأساتذة الفضلاء الناصحين، وملاحظتهم التامة لأخلاق المتعلمين، وأن يعلق النجاح والشهادات الراقية لمن جمع بين العلم والدين، فإن العلم الخالي من الدين لا يزكي صاحبه، وإنـما هو صنعة من الصناعات، ولا بد أن يهبط بأصحابه إلى أسفل الدركات، أما رأيتم حالة المدارس المنحرفة حين أهمل فيها تعليم الدين، كيف انساق أهلها إلى الشر والإلحاد؟ وكيف كان الكبر ملأ قلوب أهلها، وأعرضوا عن رب العباد، فالعلوم العصرية إذا لم تبن على الدين شرها طويل، وإذا بنيت على الدين أينعت بكل ثمرة جميلة وعمل جليل، لقد افترى من زعم أن العلوم تقوم بغير الدين، ولقد خاب من توسل بعلوم المادة المحضة وخسر الخسران المبين، أما ترون الماديين كيف انحلت منهم الأخلاق الجميلة؟ وحصلوا على كل خصلة رذيلة، أما ترونهم يسعون خلف أغراض النفوس وخسيس الشهوات؟! أما تشاهـدون أحـوالهـم فوضى قد مرجت فيهم المعنـويات والصفات؟! أما ترونهم حين عرفوا شيئًا من علوم الطبيعة، أعجبوا بأنفسهم فهم مستكبرون! وحين جاءتهم علوم الرسل احتقروها وحاق بهم ما كانوا به يستهزؤون، فنعوذ بالله من علم لا ينفع، ونفس لا تشبع، ودعاء لا يجاب ويشفع؛ قال تعالى: ﴿ ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ [النحل: 125]، ﴿ مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُؤْتِيَهُ اللَّهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُوا عِبَادًا لِي مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَكِنْ كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنْتُمْ تَدْرُسُونَ [آل عمران: 79]، لقد أرشدنا ربُّنا إلى الطريقة المثلى في تعليم المتعلمين، وأن نسلك أقرب طريق يوصل المعارف إلى أذهان المشتغلين، فلا نزحمها بكثرة الفنون، فإن الأذهان لا تتحملها، ولا تلقي عليها من المسائل ما لا تطيقها ولا تحفظها، بل تلقي على كل أحد ما يتحمله ذهنه وما يشتاق إليه، ونتعاهد بالدرس والإعادة، وكثرة المرور عليه، فالقليل الثابت الراسخ البنيان، خير من الكثير الذي هو عرضة للزوال والنسيان، فتزاحم العلوم يضيع بعضها بعضًا، وتوجب الكسل والملل، وذلك من أعظم الأضرار والإخلال وشدة الخلل، فكم من تلميذ على هذا الوصف مكث المدة الطويلة بغير معرفة صحيحة ونجاح، وكم من تلميذ سلك الطريق النافعة، ففاز بكل خير وفلاح، فكما أن القوى لا تكلف من الأعـمال والأشغـال إلا ما تطيق وتستطيع، فكيف بالأذهان الصغيرة إذا زحمت بما لا طاقة لها به وذلك عبء ثقيل مريع: ﴿ وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ [آل عمران: 187].








بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم.
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 48.18 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 46.51 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.47%)]