|
ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() واجبُ المسلمِ تجاه نفسه وأهله ووطنه في ظلِّ جائحة كورونا الشيخ عبدالرحمن بن سعد الشثري الحمدُ للهِ الرَّحيمِ الحكيم، اللطيفِ بعبادهِ، البَرِّ الكريم، وأشهد أن لا إلهَ إلاَّ اللهُ الْمُدبِّرِ لجميعِ الأُمور، الذي يبتلي عبادَهُ في المحابِّ والمكارهِ والميسورِ والمعسور، ليَظْهَرَ بذلكَ الجازعُ الساخطُ من الشاكرِ المُحتَسبِ الصَّبُور، وأشهدُ أن محمداً عبدُه ورسولُه الذي أرشدَ أُمَّتَه للشُّكرِ عندَ الرَّخاءِ، والصبرِ والرِّضا بِمُرِّ القضاءِ، اللهم صلِّ وسلِّم على محمدٍ وعلى آله وأصحابه الذين مَن اقتدَى بهم فقد سَعُدَ واهتدى، ومن زاغَ عن طريقهم فقد ضلَّ ولَقِيَ الرَّدَى. أما بعد: فيا أيها الناسُ اتقوا الله تعالى، فإنَّ أصلَ التقوى وفرْعها الشكر لله عند السُّرورِ والرِّضا، والصبرُ على المكارهِ احتساباً للثوابِ ورِضَا المولى، وتوقِّي ما يَضُرُّ في الدِّين والبَدَن. فكَمَا عليكَ أن تسعى في مصلحة نفسِكَ، فعليكَ السعي في مصلحة أولادك ومَن يتصل بك. وكما أنَّ قولَه تعالى: ﴿ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ ﴾ [البقرة: 212]، لا يُنافي توقُّفَ الرِّزقِ على السعي والاكتساب، فكذلك قوله تعالى: ﴿ وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ ﴾ [الأنعام: 17]، لا يُنافي أنَّ اللهَ جعلَ لشفاء الأمراض علاجاً وأسباباً واحترازاتٍ ووقاياتٍ يحصل بها الشفاءُ. والعلاجاتُ نوعان: علاجٌ للأمراض بعد نُزولها، واستعمالُ ما يمنع وصولَها قبل حُلولها. وكما أن الأمراض على اختلاف أنواعها بقضاءٍ وقَدَرٍ: فأدويتُها وعلاجاتها والاحتراز منها بقضاءٍ وقَدَر، فعن (أبي خِزَامَةَ عن أبيهِ قالَ: سَألْتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ فقُلْتُ: يا رسولَ اللهِ، أَرَأَيْتَ رُقًى نَسْتَرْقِيهَا ودَوَاءً نَتَدَاوَى بهِ وتُقَاةً نَتَّقِيها، هلْ تَرُدُّ مِنْ قَدَرِ اللَّهِ شَيْئاً؟ قالَ: «هِيَ مِنْ قَدَرِ اللهِ»)، رواه الترمذيُّ وقال: (حديثٌ حَسَنٌ)، وقال عمرُ رضيَ اللهُ عنهُ: (نَفِرُّ مِنْ قَدَرِ اللهِ إلى قَدَرِ اللهِ) متفقٌ عليه، و(عَن ذَكْوَانَ عنْ رَجُلٍ مِنَ الأنصارِ قالَ: عادَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ رَجُلاً بهِ جُرْحٌ، فقالَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: ادْعُوا لهُ طَبيبَ بَني فُلانٍ، قالَ: فَدَعَوْهُ فَجَاءَ، فقالُوا: يا رسولَ اللهِ، ويُغْنِي الدَّوَاءُ شَيْئاً؟ فقالَ: سُبحانَ اللهِ، وهلْ أَنْزَلَ اللهُ مِنْ داءٍ في الأرضِ إلاَّ جَعَلَ لهُ شِفَاءً) رواه أحمد وصحَّحه مُحققو المسند. ومن أنفع الوقايات والاحترازات: الاحتراز والوقاية من هذا المرض الذي انتشر في جميع دول العالم المسمَّى بكورونا، وذلك بالتحصينات النبوية والتي ذُكر الكثير منها في الخطبتين الأخيرتين من شهر رجب، وتطبيق ما صدر من جهات الاختصاص من الإجراءات الاحترازية. حفظنا الله وإياكم والمسلمين والمسلمات من كل سوء ومكروه، آمين. الخطبة الثانية إنَّ الحمدَ للهِ، نَحمَدُه ونستعينُه، مَن يَهدِه اللهُ فلا مُضِلَّ له، ومن يُضلل فلا هاديَ له، وأشهدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، وأنَّ محمداً صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ عبدُهُ ورسولُهُ. أمَّا بعدُ: (فإنَّ خَيْرَ الحديثِ كِتابُ اللهِ، وخيرُ الْهُدَى هُدَى مُحمَّدٍ، وشَرُّ الأُمُورِ مُحْدَثاتُها، وكُلُّ بدعَةٍ ضَلالَةٌ)، و (لا إيمانَ لِمَن لا أَمانةَ لَهُ، ولا دِينَ لِمَنْ لا عَهْدَ لَهُ). أمَّا بعدُ: فيا أيها الناس اتقوا الله تعالى، وأكثروا من سؤال الله العافية من هذا الوباء، وقد بذلت حكومتنا بجميع وزاراتها -شكَرَ اللهُ سعيها- في هذا وغيره كُلَّ مجهود، فبادروا الفُرصة قبل الفوات، وحصِّنوا أنفسكم وأولادكم وأهاليكم، فهذه الجائحةُ إذا وَقَعت ضررَهُا خطير، والوقاية منها قبل نُزولها - بعد فضل الله وتوفيقه - بسيطٌ ونفعه كبير، فكما أنعم الله على العباد بالعافية وما يُنمِّيها من الأغذية، فقد أنعم الله عليهم بما يُزيل الأمراض ويُدافعها من الأدوية والتحصينات والاحترازات، فهو الجالب للنِّعم، الدافع للمكاره والنقم. اللهم أسبل علينا عافية الدُّنيا والدين، وأتمَّ علينا نعمتك بنصر المؤمنين، اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات، وارفع عنا الغلا والبلاء والجلاء والجدب والقحط والمحن، والزلازل والفتن، عن بلدنا هذا خاصة وعن بلاد المسلمين عامة يا رب العالمين، اللهم وانصر جنودنا، واحفظ حدودنا، وأصلح ولاة أمورنا، واشف مرضانا، وعاف مبتلانا يا أرحم الراحمين.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |