أبٌ أو أمٌّ.. هما الرحماء - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         المبسوط فى الفقه الحنفى محمد بن أحمد السرخسي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 14 - عددالزوار : 3104 )           »          وصفات طبيعية للتخلص من الندبات بخطوات بسيطة.. من جل الصبار لزيت اللافندر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          4 نصائح لحديثى التخرج تساعدهم على اقتحام سوق العمل من غير تشتت (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »          5 حيل تمنع تكتل الكونسيلر أسفل العينين.. لإطلالة ناعمة من غير تجاعيد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          طرق تخزين الخضراوات فى الصيف.. دليلك لحفظها بأفضل جودة لأطول وقت (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          طريقة عمل موس الشوكولاتة بثلاثة مكونات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          وصفات طبيعية لتفتيح منطقة الذقن.. تخلصى من المناطق الداكنة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          5 أسرار للحفاظ على نضارة البشرة بعد الخمسين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          4 أنواع سناكس خفيفة وصحية لأطفالك فى النادى.. بلاش فاست فود (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          طريقة عمل طاجن البطاطس بالجزر وصدور الدجاج (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 24-06-2021, 03:35 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,269
الدولة : Egypt
افتراضي أبٌ أو أمٌّ.. هما الرحماء

أبٌ أو أمٌّ.. هما الرحماء















أحمد بن علوان السهيمي




الحمد لله البر الرحيم، الذي وسعت رحمته كل شيء، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين، محمد بن عبدالله خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، ومَن سار على هداه إلى يوم الدين؛ أما بعد:



عباد الله:



لو كانت الرحمة في صورة بشر، لكانت أبًا أو أمًّا فهما الرحماء، فلن تجد أحدًا أرحم بك منهما، ولا أحبك حبهما.







إن تلك الأم كلما أسديت ركلة من ركلاتك في بطنها، تزداد لك محبةً وبك فرحًا، وما إن تستهل صارخًا حتى ترى البِشْرَ على محياهما، وتتهلل أسارير وجهيهما مع صوت بكائك فرحًا بمقدمك، وإن ذلك الأب بقدر فرحه بك، فإنه يخشى عليك من يديه الشاحبتين الخشنتين من نصب الكد والعمل، فهل تجد أحدًا أرحم بك منهما إذ يخشيان عليك من نفسيهما؟







إن الحديث عن الوالدين يعجز عنه البلغاء، ويقف أمامه الفصحاء حيارى؛ فهما للعطاء والبذل والحب عنوان، تحدث عما شئت وقل ما شئت، أما الوالدان، فلن يفيَ الحديث بشيء من حقهما، وكيف تجازي من قدَّمك على نفسه وكان سبب وجودك، وأحرص عليك حتى من نفسه؟







استمع إلى قول الله تعالى العليم، وقد جعل حقهم بعد حقه سبحانه، وما ذاك إلا لعظم حقهما: ﴿ وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ﴾ [الإسراء: 23]، وكانت وصية الله لك في قوله: ﴿ وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا ﴾ [العنكبوت: 8].







أيها المؤمنون:



إن أحدنا إنما هو امتداد لوالديه، فإذا كنت تشب وتقوى يومًا بعد يوم، وتزداد فتوة وقوة، فاعلم أن ثمنها كان تلك الشعرات البيضاء التي على عارضي أبيك ورأسه، وتلك التجاعيد التي تعلو جبينه، ووقودها ضعف أمك وتعبها، وكل هذا لتبلغ ما أنت فيه اليوم؛ فقال لك ربك بعد هذا: ﴿ إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا ﴾ [الإسراء: 23]، تأمل كلمات هذه الآية كلمةً كلمةً، فستجد أنها تنبئك بتلك المعاناة الطويلة، وتخبرك أن أقل كلمة فيها ضجر منك لهما لا بد أن تحذر منها مهما قلَّت حروفها، وخفي منطوقها؛ فهما يتألمان منها.







بل يجب عليك أن تتذلل لهما وترحمهما؛ فالجزاء من جنس العمل، وهل جزاء الإحسان إلا الإحسان، وهذا فِعْلُ الكرام، وتكثر الدعاء لهما كما أرشدك ربك لذلك بقوله: ﴿ وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا ﴾ [الإسراء: 24]، فبقدر ذلك التعب والنصب والمعاناة والصبر، يكون الثواب لهما والمغفرة، ولا يكون ذلك إلا طاعة لله، فمن حسنت نيته، قُبِلَ عمله ويسر أمره؛ فقال تعالى: ﴿ رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا فِي نُفُوسِكُمْ إِنْ تَكُونُوا صَالِحِينَ فَإِنَّهُ كَانَ لِلْأَوَّابِينَ غَفُورًا ﴾ [الإسراء: 25].







أيها المسلمون:



نبيكم البر الرحيم أخبركم بحق الوالدين، وأرشدكم إلى ذلك؛ ((إذ قال رجل: يا رسول الله، من أحق الناس بحسن الصحبة؟ قال: أمك، ثم أمك، ثم أمك، ثم أبوك، ثم أدناك أدناك))؛ [رواه مسلم].







وأنهما طريقك إلى الجنة؛ قال صلى الله عليه وسلم: ((رغِمَ أنف، ثم رغم أنف، ثم رغم أنف، قيل: من يا رسول الله؟ قال: من أدرك أبويه عند الكبر، أحدهما أو كليهما، فلم يدخل الجنة))؛ [وراه مسلم].







واعلم رحمك الله أن المأمور به هو برهما، فالبر زائد على الطاعة؛ لأن الطاعة تلبية ما طلباه منك وأمراك به، أما البر تلبية رغباتهما قبل طلبها.



ومن أعظم ما يُبرُّ به الوالدان هو صلاح الأبناء؛ فهو قرة العين ومهجة القلب وفيه سعادتهما.







ويعظم البر بعد الممات، فأفضل ما يدخران بعد الممات هو ولد صالح يدعو لهما، فلا يرجو من ذلك حمدًا منهما ولا شكورًا، إنما يرجو الأجر والثواب من الله.







ومن أوجه البر والإحسان إلى الوالدين الإحسانُ إلى كل رحم يصلانك بهما، أو صديق لهما تذكره بهدية أو صدقة إن كان ذا حاجة؛ فعن عبدالله بن دينار عن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما: ((أن رجلًا من الأعراب لقيه بطريق مكة، فسلَّم عليه عبدالله بن عمر، وحمله على حمار كان يركبه، وأعطاه عمامة كانت على رأسه، قال ابن دينار: فقلنا له: أصلحك الله، إنهم الأعراب، وهم يرضون باليسير، فقال عبدالله بن عمر: إن أبا هذا كان ودًّا لعمر بن الخطاب رضي الله عنه، وإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن أبر البر صلة الرجل أهل ودِّ أبيه))؛ [رواه مسلم].







عبدالله:



لا يغرنك الشيطان بأنك قد أديتَ ما عليك لوالديك؛ فقد قال رجل لعبدالله بن عمر رضي الله عنهما: حملت أمي على رقبتي من خراسان حتى قضيت بها المناسك، أتراني جزيتها؟ قال: "لا، ولا طلقة من طلقاتها".







قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا يجزي ولد والدًا إلا أن يجده مملوكًا فيشتريه فيعتقه))؛ [رواه مسلم].



فالكريم يحفظ الود والجميل لأهله.







أقول قولي هذا، وأستغفر الله العظيم لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.







الخطبة الثانية



الحمد لله الرحمن الرحيم، هادي عباده إلى الصراط المستقيم، وصلِّ وسلم على عبدك ورسولك محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين؛ أما بعد:



عباد الله:



إن الكريم يملكه من أكرمه ويبقى مدينًا له بذلك حتى يفي له بحقه عليه، فكيف بمن يعجز المرء عن أبسط ما قدماه له وهما والداه؟







إنه الكرم الذي لا نفاد له، والحق الذي لا جزاء عليه، وإن من اللؤم التنكر لهما ونكران حقهما، وقد جاءت الشريعة بالتشديد بذلك؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ألا أحدثكم بأكبر الكبائر؟ قالوا: بلى، يا رسول الله، قال: الإشراك بالله، وعقوق الوالدين))؛ [رواه الترمذي، وقال: حديث حسن صحيح].







وحتى وإن أمراك بالشرك بالله عز وجل - وهو أمر عظيم - أمرك الله بعدم طاعتهما مع حسن الصحبة لهما؛ فقال عز من قائل عليم: ﴿ وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ﴾ [لقمان: 15].







إن رسولكم الكريم عليه الصلاة والسلام قال: ((استأذنتُ ربي في زيارة قبر أمي، فأذِنَ لي، واستأذنته أن أستغفر لها، فلم يأذن لي))، وإنه صلى الله عليه وسلم ((زار قبر أمه بالأبواء فبكى وأبكى))، إنها ست سنين قضاها في كنفها لم ينسَ حبها وحنانها ورحمتها به.







هذا وصلوا رحمكم الله على محمد بن عبدالله، اللهم صلِّ وسلم على عبدك ورسولك محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين،







وارضَ اللهم عن الأربعة الخلفاء، والصحب والآل، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وعنا معهم يا ذا الجلال والإكرام.







اللهم آمنا في أوطاننا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، اللهم جنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن.







ربنا اغفر لنا ولوالدينا وجميع المسلمين، ﴿ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ﴾ [البقرة: 201].







عباد الله:



﴿ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ﴾ [النحل: 90]، فاذكروا الله العظيم يذكركم، واشكروه على نعمه يزدكم، ﴿ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ ﴾ [العنكبوت: 45].
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 53.97 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 52.29 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.10%)]