خطبة في معرفة الله وتوحيده - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1430 - عددالزوار : 141145 )           »          معالجات نبوية لداء الرياء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          التربية بالحوار (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 38 )           »          صور من فن معالجة أخطاء الأصدقاء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »          في صحوةِ الغائب: الذِّكر بوابة الحضور (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 29 )           »          آيات السَّكِينة لطلب الطُّمأنينة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          من أقوال السلف في أسماء الله الحسنى: (العليم, العالم. علام الغيوب) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 28 )           »          سبل إحياء الدعوة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »          التساؤلات القلبية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          الحب الذي لا نراه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 17-06-2021, 03:39 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,204
الدولة : Egypt
افتراضي خطبة في معرفة الله وتوحيده

خطبة في معرفة الله وتوحيده

سماحة الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي

الحمد لله الذي أوجَب على العباد معرفته بأسمائه وصفاته، وأسبغ عليهم نعمَه، وأمرهم أن يستدلوا بآياته، وأشهد أن لا إلـه إلا الله الذي لا يلجأ العبد إلا إليه في كل مهماته، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله أشرف بريَّاته، اللهم صلِّ على محمد وعلى آله وأصحابه مدى الدهر وأوقاته، أما بعد:
فيا أيها الناس، اتقوا الله وأنيبوا إليه، واستغفروه من جميع الذنوب، ثم توبوا إليه، فإنه الودود الغفور لمن لجأَ إليه، وتعرَّفوا إليه بمعرفة أسمائه وصفاته، وتحبَّبوا إليه بطاعته والثناء عليه وذكر آلائه، فإنه الرب العظيم الذي ملأت عظمته قلوب أوليائه، وحنَت إلى وداده ومحبته أفئدةُ أصفيائه، موصوف بصفات الكمال، منعوت بنعوت الجلال والجمال.

منزَّه عن العيوب والنقائص والمثال، هو كما وصف به نفسه في كتابه وعلى لسان رسوله، وفوق ما يصفه أحدٌ من الخلق في كل الأحوال، حي لا يموت، قيُّوم لا ينام، عليم لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء.


بصير يرى دبيبَ النملة السوداء في الليلة الظلماء على الصخرة الصماء، سميع يسمع ضجيج الأصوات باختلاف اللغات على تفنُّن الحاجات.

تمت كلماته صدقًا وعدلًا، وجلَّت صفاته أن تُقاس بصفات خلقه شبهًا ومثلًا، وتعالت ذاته أن تُشبه شيئًا من الذوات أصلًا، ووسعت الخليقة أفعاله حكمةً ورحمةً وعدلًا، وعمَّ البريةَ جودُه ومواهبه رحمةً وإحسانًا وفضلًا.

له الخلق والأمر، وله الملك والحمد، وله الثناء والمجد، أول ليس قبله شيءٌ، آخر ليس بعده شيءٌ، ظاهر ليس فوقه شيءٌ، باطن ليس دونه شيءٌ، أسماؤه كلها أسماء مدح وحمد وثناء وتمجيد، ونعوته أوصاف كمال وجلال وجمال وتحميد.

كل شيء من مخلوقاته دالٌّ عليه، ومرشد للعقول إلى الوصول إليه، لم يخلق السماوات والأرض وما بينهما باطلًا، ولا ترك الإنسان سدًى ولا عاطلًا، وإنما خلق الخلق لقيام توحيده وعبادته، وأسبغ عليهم نعمه؛ ليتوسَّلوا بشكره إلى كرامته، تعرف إلى عباده بأنواع التعرفات، وصرف لهم الآيات ونوع الدلالات، ودعاهم إلى محبته من جميع الأبواب، ومدَّ بينه وبينهم من عهده أقوى الأسباب، فأتَمَّ عليهم نعمه السابغة، وأقام عليهم حُجته البالغة، وأفاض عليهم النعمة، وكتب على نفسه الرحمة، فتبارك الله الملك الجواد، وتعالى مَن شَمِلَ خيرُه جميعَ العباد: ﴿ وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ﴾[لقمان: 27].

لا ينام ولا ينبغي له أن ينام، يخفض القسط ويرفعه، يُرفَعُ إليه عملُ الليل قبل عمل النهار، وعمل النهار قبل عمل الليل، حجابه النور، لو كشَفه لأحرَقت سبحات وجهه ما انتهى إليه بصره من المخلوقات، ولو كان فيهما إلهٌ غير الله لفسَدت الأرض والسماوات.

ملجـأ المضطرين، وملاذ المستجيرين، وغياث المستغيثين، ومجيب دعوات الداعين، وقرة عيون المحبين، وأنيس المستوحشين، وهو الغني عن جميع العالمين، ميسِّر الأمور، وشارح الصدور، ومحكم الأحكام والمقدور، ومدبر المخلوقات ومصرف الدهور، اضْمحلَّت في عظمته وكبريائه عظمة الملوك والعظماء، وتلاشت لديه مقدرة الأقوياء، وعلوم العلماء، وافتقرَت إليه جميع الخليقة في كل شؤونها الأغنياء منهم والفقراء، من توكَّل عليه كفاه، ومن دعاه أجابه، وأفاض عليه عطاياه، ومن اعتزَّ به أسعدَه وتولَّاه، ومن انتصَر به نصرَه على عداه، ومن اتقاه جعل له مخرجًا وفرجًا، وسهَّل أمور دينه ودنياه ماله، ﴿ وَإِنْ تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى * اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى ﴾[طه: 7، 8]، بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم.

"الفواكه الشهية في الخطب المنبرية"


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 49.21 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 47.54 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.40%)]