يسألونك عن الوضوء - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         How can we prepare for the arrival of Ramadaan? (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          الأسباب المعينـــــــة على قيام الليل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          حكم بيع جوزة الطيب واستعمالها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          تريد لبس الحجاب وأهلها يرفضون فهل تطيعهم ؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          ما هي سنن الصوم ؟ . (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          هل دعا الرسول صلى الله عليه وسلم للمسلمين الذين لم يروه ؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          حكم قول بحق جاه النبي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          ليلة النصف من شعبان ..... الواجب والممنوع (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »          فضل صيام شهر رمضان.خصائص وفضائل شهر رمضان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          المقصود بالتثليث النصراني الذي أبطله القرآن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 05-06-2021, 03:50 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,610
الدولة : Egypt
افتراضي يسألونك عن الوضوء

يسألونك عن الوضوء
عبدالله بن عبده نعمان العواضي






إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، مَن يهدِهِ الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هاديَ له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ [آل عمران: 102]، ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا [النساء: 1]، ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا [الأحزاب: 70، 71]



أما بعد:

فإن أصدق الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي رسوله محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.




أيها المسلمون، هناك عبادة عظيمة نؤديها كل يوم في البيوت وفي المساجد وغيرها، ويجب علينا أن نقوم بها إذا جئنا إلى هذا المكان الطاهر، ووقفنا للصلاة بين يدي الملك العظيم تبارك وتعالى.




هذه العبادة فيها أجور وفيرة، وثمرات نافعة وبدنية كثيرة، شرعها الله تعالى في أول الإسلام في مكة، وأنزل في المدينة في صفتها آية قرآنية فاذة.




هذه العبادة قد يشق الإتيان بها في فصل الشتاء وعند المرض؛ فلذلك ضاعف الشارع الحكيم الثواب لمن أحسنها وأكملها عند وجود المشقة فيها.




هذه العبادة من أتى بها وأتقنها، سمت روحه، وأشرقت نفسه، وانشرح صدره، وحسن وجهه، ولان جسده، وامتلأ نشاطًا وتألقًا وحيوية.



فلعلكم قد عرفتموها، وبهذه الأوصاف قد علمتموها.

إنها عبادة الوضوء، الذي اختير له هذا الاسم الجميل؛ لِما يصبغ صاحبه بصبغة الوضاءة والجمال الظاهر والباطن.




لهذا فإن حديثنا اليوم بعون الله تعالى عن عبادة الوضوء لبيان آدابها وأحكامها؛ لعظيم حاجة كل مسلم إلى معرفة ذلك، ولجهل بعض الناس ما يتعلق بتلك العبادة من معلومات وكيفيات صحيحة.




عباد الله، إن الوضوء له أهمية كبيرة وفضلٌ عظيمٌ في الإسلام؛ ومما يدل على ذلك:

أولًا: أن الله تعالى شرعه في مكة قبل الهجرة، وقد كان رسول الله يصلي قبل فرض الصلوات الخمس قطعًا، ولم يصلِّ قط إلا بوضوء[2].




ثانيًا: أن الوضوء هو مفتاح الصلاة، وشرط من شروط صحتها؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((مفتاح الصلاة الوضوء))[3]، وقال عليه الصلاة والسلام: ((لا يقبل الله صلاة بغير طُهُورٍ))[4].




ثالثًا: أن الوضوء عبادة شُرعت - وجوبًا أو استحبابًا - لعبادات وأحوال أخرى؛ فشُرع الوضوء للصلاة، وللطواف حول البيت الحرام، واستُحبَّ لحملِ الجنازة، وعقب المباشرة بين الزوجين لمن أراد العَود أو النوم.




قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((الطواف بالبيت صلاة، إلا أن الله أباح فيه الكلام))[5]، وقال صلى الله عليه وسلم: ((من غسَّل ميتًا فليغتسل، ومن حمله فليتوضأ))[6].




أيها الأحباب الكرام، إنكم لو تأملتم في عبادة الوضوء، لوجدتم أن لها فوائد عديدة، وآثارًا حسنة كثيرة؛ فالوضوء عملية تنظيف يومية للقلوب وللأرواح والنفوس، فبه يصفو القلب، وتسمو الروح، وتُصقل النفس.




وهذا تنظيف معنوي، وأما التنظيف الحسي فإن الوضوء يطهر أعضاء البدن الظاهرة، فيزيل عنها الأوساخ والجراثيم، وقد ثبت في الطب أن أجزاء الجسم "تتعرض طوال اليوم لعدد مهول من الميكروبات تعد بالملايين في كل سنتيمتر مكعب من الهواء، وهي دائمًا في حالة هجوم على الجسم الإنساني من خلال الجلد في المناطق المكشوفة منه، وعند الوضوء تفاجأ هذه الميكروبات بحالة كسح شاملة لها من فوق سطح الجلد، خاصة مع التدليك الجيد وإسباغ الوضوء، وهو هدي الرسول صلى الله عليه وسلم؛ وبذلك لا يبقى بعد الوضوء أي أثر من أدران أو جراثيم على الجسم، إلا ما شاء الله" [7].




ومن فوائد الوضوء: ما فيه من الثواب الجزيل الذي أخبر عنه رسول الله؛ فقد قال صلى الله عليه وسلم: ((إذا توضأ العبد المسلم أو المؤمن فغسل وجهه خرج من وجهه كل خطيئة نظر إليها بعينيه مع الماء أو مع آخر قَطْرِ الماء، فإذا غسل يديه خرج من يديه كل خطيئة كانت بطشتها يداه مع الماء أو مع آخر قطر الماء، فإذا غسل رجليه خرجت كل خطيئة مشتها رجلاه مع الماء أو مع آخر قطر الماء، حتى يخرج نقيًّا من الذنوب)) [8].




فيا خسارة الذين لا يقربون الصلاة حينما فوتوا على أنفسهم فوائد الوضوء الروحية والنفسية والبدنية، وحُرِموا أجوره العظيمة الأخروية!




أيها المسلمون، إذا أراد المسلم أن يتوضأ، فعليه أن يتوضأ في مكان ليس فيه نجاسة؛ خشية ارتداد النجاسة على ثيابه أو بدنه، فيقول: بسم الله، ويغسل كفيه، ثم يتمضمض ويستنشق ويستنثر بأن يدخل الماء إلى فمه وأنفه ثم يخرجه منهما، ويبالغ في ذلك إلا أن يكون صائمًا.




ثم يغسل وجهه معمِّمًا إياه بالماء من شحمة الأذن اليمنى إلى شحمة الأذن اليسرى، ومن أعلى الجبهة إلى أسفل الذقن، ومن كان ذا لحية كَثَّةٍ فيخلِّلها، ومن كانت لحيته خفيفة فيغسل ظاهرها.




ثم يغسل يديه إلى المرفقين، ويبدأ بغسل اليد اليمنى ثم اليسرى، ومن كان على أظافره شمع أو شحم أو دهن أو دهان، أو على أظافر المرأة طلاء الزينة - فعلى الجميع إزالة ذلك؛ حتى يصل الماء إلى العضو الواجب غسله.




ثم يمسح المتوضئ بيديه رأسه، فيقبل بهما ويدبر، فيعمم رأسه بالمسح مرة واحدة، ومن كان على رأسه عمامة ساترة وثابتة، جاز له المسح عليها أو مسحها مع مسح الناصية.




ثم يأخذ المتوضئ ماءً جديدًا فيمسح أذنيه ظاهرهما بإبهاميه، وباطنهما بسبابتيه.

ثم يغسل بعد ذلك رجليه إلى كعبيه، ويُستحبُّ إيصال الماء إلى ساقيه، ويبدأ بالرجل اليمنى قبل اليسرى، وليحرص على تخليل الأصابع؛ حتى يصل الماء إلى كل موضع في القدمين.




ومن كان على قدميه ساتر طاهر من جورب أو خف، ولَبِسه على طهارة، فله ألَّا ينزعه بل يمسح على ظاهره كما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم يصلي به، ويجوز للمقيم أن يمسح يومًا وليلة على هذه السواتر، وللمسافر ثلاثة أيام بلياليها من غير أن ينزعها إلا إذا حصل حدث أكبر.




والواجب في أعضاء الوضوء - ما عدا الرأس - الغسل مرة واحدة، ومن غسلها مرتين أو ثلاثًا فمستحبٌّ ذلك، ولا يجوز تجاوز ما يُغسَل إلى أربع مرات، ولا الزيادة على المرة الواحدة في مسح الرأس.




ويجب أن يكون الوضوء في هذه الأعضاء مرتبًا على الكيفية السابقة - ابتداء من غسل الوجه واختتامًا بغسل الرجلين - لأن رسول الله توضأ كذلك، ولأن الله تعالى ذكر ذلك الترتيب في آية الوضوء؛ فقال سبحانه: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُؤُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ [المائدة: 6].




فإذا أكمل المسلم الوضوء، دعا بهذا الدعاء الوارد عن رسول الله: ((أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، اللهم اجعلني من التوابين، واجعلني من المتطهرين)) [9]، أو: ((سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك)) [10].




فإذا تم وضوء المتوضئ على هذه الكيفية، فقد أتى بشروط صحة الوضوء ومستحباته، وصحَّ له أن يصليَ بذلك الوضوء ما شاء من الصلوات، ولو الصلوات الخمس كلها، إلا إذا حصل منه مبطل من مبطلات الوضوء.




ولا يَنقض ذلك الوضوءَ إلا خروجُ شيء من أحد السبيلين، أو مسُّهما أو مسُّ أحدهما، أو نومُ المتوضئ نومًا ثقيلًا، أو الإتيانُ بشيء يوجب الغسل.




وأما لمس الرجل المرأة فإنه لا ينقض الوضوء إلا إذا خرج من قُبُل المتوضئ شيء من أثر ذلك اللمس.

ويستحب للمسلم الآتي المسجدَ للصلاة أن يتوضأ في بيته ثم يخرج إلى الصلاة؛ لما في ذلك من الأجر العظيم؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((صلاة الرجل في جماعة تُضعَّف على صلاته في بيته وفي سوقه خمسًا وعشرين ضعفًا، وذلك أنه إذا توضأ فأحسن الوضوء، ثم خرج إلى المسجد، لا يُخرجه إلا الصلاة - لم يخطُ خطوة إلا رُفعت له بها درجة، وحُطَّ عنه بها خطيئة، فإذا صلى لم تَزَلِ الملائكة تصلي عليه ما دام في مصلاه: اللهم صلِّ عليه اللهم ارحمه، ولا يزال أحدكم في صلاة ما انتظر الصلاة)) [11].




أيها الفضلاء، هناك أخطاء يقع فيها بعض المتوضئين، بعضها تقصير في كمال الوضوء أو صحته، وبعضها لم يرد عن الرسول عليه الصلاة والسلام، وبعضها مخالف لهديه عليه الصلاة والسلام في الوضوء.




فمن تلك الأخطاء: ترك تعميم أعضاء الوضوء بالماء؛ ما يؤدي إلى ترك بعض المواضع لم يصبها الماء في تلك الأعضاء؛ فعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه: ((أن رجلًا توضأ فترك موضع ظفر على قدمه فأبصره النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ارجع، فأحسن وضوءك، فرجع، ثم صلى)) [12].




وعند أحمد وأبي داود بسند صحيح: ((أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى رجلًا يصلي وفى ظهر قدمه لَمعة قَدرَ الدرهم لم يصبها الماء، فأمره النبي صلى الله عليه وسلم أن يعيد الوضوء والصلاة)).




ومما قد يغفل عنه بعض المتوضئين: عدم تعميم الوجه بالماء بأن تترك بعض جوانبه مما يلي الأذنين أو مقدم شعر الرأس، وعدم إيصال الماء عند غسل اليدين إلى المرفقين، وترك بعض المواضع على الكعبين من دون غسل؛ فعن عبدالله بن عمرو قال: ((رجعنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة، حتى إذا كنا بماء بالطريق تعجَّل قوم عند العصر فتوضؤوا وهم عِجال، فانتهينا إليهم وأعقابهم تلوح لم يمسها الماء، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ويلٌ للأعقاب من النار، أسبغوا الوضوء)) [13].




ومن أخطاء بعض المتوضئين: الجهرُ بالنية، والدعاءُ أثناء غسل أعضاء الوضوء، ومسحُ الرقبة، وهذا كله لم يثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في وضوئه.




ومن أخطاء بعض المتوضئين: الإسراف في استعمال الماء في الوضوء، خاصة إذا كان الوضوء في المساجد، وهذا عمل منهي عنه، وهذا عمل لم يعهده السلف السابقون؛ فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((سيكون في هذه الأمة قوم يعتدون في الدعاء والطهور)) [14]، و"الاعتداء في الطهور: أن يسرف في الماء، بأن يكثر صَبَّه، أو يزيد في الأعداد" [15].

فنسأل الله تعالى أن يبصِّرنا بديننا، وأن يصلح عباداتنا وأعمالنا.

أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم.




الخطبة الثانية

الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده؛ أما بعد:

أيها المسلمون، هناك مسائل في الوضوء يسأل بعض الناس عنها، فيقول: كيف يتوضأ من على بعض أعضاء وضوئه جبيرة أو عصابة طبية؟

وماذا يفعل من به سلس في البول إذا أراد الوضوء؟

وكيف يصنع من لديه شك في صحة وضوئه؟

وماذا يفعل من يتضرر باستعمال الماء، أو يفقد الماء الذي يتوضأ به؟

وماذا يفعل المريض الذي يعجز عن الوضوء؟

وهل الرُّعاف ينقض الوضوءَ أو لا؟




فنقول: من كان على بعض أعضاء وضوئه جبيرة أو رباط طبي، فعليه أن يتوضأ في الأعضاء السليمة ويمسح فوق العضو أو الموضع الذي عليه الضماد ويصلي، فإن كان المسح يضر العضو السقيم ترك ذلك، وتوضأ بقية الأعضاء [16].




وأما من بُليَ بسلس بول وقد استشفى فلم يُشفَ، فعليه إذا حضرت الصلاة أن يغسل المحل الذي أصابه البول من بدنه أو ثيابه غسلًا جيدًا، ثم يعصب على فرجه بخرقة أو نحوها مما يمنع تسرب البول، ثم يتوضأ للصلاة، ولا يضره ما خرج من البول بعد ذلك؛ إذ لا يكلف الله نفسًا إلا وسعها [17].




وأما من شك في حصول ناقض بعد تمام الوضوء المتيقن، فعليه أن يطرح الشك ولا يعيد الوضوء، إلا إذا حصل منه يقين بالحدث؛ فقد جاء في الصحيحين: ((أنه شُكيَ النبي صلى الله عليه وسلم الرجلَ يُخيَّل إليه أنه يجد الشيء في الصلاة؟ قال: لا ينصرف حتى يسمع صوتًا أو يجد ريحًا))، أما إذا صار الشك إلى عادة في كل وضوء، فهو وسوسة تحتاج إلى طبيب نفسي.




وأما من كان به مرض يضره الوضوء، أو كان في مكان لم يجد فيه ماءً وقد بحث عنه ما أمكنه فلم يظفر به - فإن الله قد شرع له التيمم، وهو أن يضرب بكفيه على تراب ذي غبار ضربة واحدة فيمسح وجهه وكفيه مرة واحدة؛ قال تعالى: ﴿ وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوًّا غَفُورًا [النساء: 43]، وأما من كان عاجزًا عن الوضوء بنفسه؛ لكبره أو لمرض به أو لإصابة في يديه - فليستعن بغيره ليوضئه [18].




أما الرعاف: فالراجح من أقوال أهل العلم أنه لا يبطل الوضوء، فمن أصابه ذلك، فعليه أن يسارع إلى قطعه ويصلي بوضوئه، ولا يلزمه إعادة الوضوء [19].




فيا عباد الله، لقد عرفنا أهمية الوضوء وفوائده، فعلينا أن نحافظ على هذه العبادة على الكيفية التي وردت عن النبي صلى الله عليه وسلم، وأن نحرص على إتقانه خاصة في أيام البرد التي نعيشها هذه الأيام؛ لما في ذلك من الأجر؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا ويرفع به الدرجات؟ قالوا: بلى يا رسول الله، قال: إسباغ الوضوء على المكاره، وكثرة الخطا إلى المساجد، وانتظار الصلاة بعد الصلاة، فذلكم الرباط) [20].




وعلينا أن نعلِّم أهالينا وأولادنا ومن نعرفهم الصفةَ الصحيحة للوضوء، وأن نسأل أهل العلم عما نجهل من هذه العبادة؛ لكي نعبد الله تعالى على علم وبصيرة، وحتى لا تكون في وضوئنا وسائر عباداتنا مخالفاتٌ شرعية.




نسأل الله تعالى أن يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه.

هذا وصلوا وسلموا على خير البرية.





[1] ألقيت في مسجد ابن الأمير الصنعاني في: 25/ 3/ 1441 هـ، 22/ 11/ 2019 م.



[2] شرح النووي على مسلم (3/ 102)، الموسوعة الفقهية الكويتية (43/ 317).



[3] رواه أحمد، وهو حسن، وفي رواية عنده وعند بعض أهل السنن: ((مفتاح الصلاة الطهور)).



[4] رواه مسلم.



[5] رواه ابن حبان والحاكم وغيرهما، وهو صحيح.



[6] رواه أبو داود وغيره، وهو صحيح.



[7] أسباب الشفاء من الأسقام والأهواء (ص: 40)، وينظر: كنوز في الرقية والطب النبوي (ص: 440).



[8] رواه مسلم.



[9] رواه مسلم وأحمد.



[10] رواه النسائي والحاكم، وهو صحيح.



[11] متفق عليه.



[12] رواه مسلم.



[13] متفق عليه، واللفظ لمسلم.



[14] رواه أحمد وأبو داود، وهو حسن.



[15] شرح أبي داود للعيني (1/ 266).




[16] الشرح الممتع على زاد المستقنع (1/ 245).




[17] فتاوى الشبكة الإسلامية (2/ 2318).



[18] المغني (1/ 138).



[19] فتاوى الشبكة الإسلامية معدلة (2/ 4377).



[20] رواه مسلم.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 71.10 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 69.42 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (2.35%)]