|
ملتقى القصة والعبرة قصص واقعية هادفة ومؤثرة |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() يا أبا عمير محمد رائد العطائي تذكُر لنا قِصصُ السيرة كيف كان سيدنا محمدٌ حريصًا على تعليم الصِّغار، ومُلاطفتهم بطريقته النبوية المُحَبَّبة، مما أَسْهَمَ في بناء شخصيَّات صِغار الصَّحابة، الذين تربَّوا في عهْدِ المجتمع النبوي، وجعل منهم نواةً صالِحةً لبناء مجتمع التابعين، الذي كان ثاني القُرُون المُفَضَّلَة بعد قرن محمدٍ - عليه أفضل الصلاة والسلام - فنراه - عليه السلام - يلاطِفُ ولدًا من أولاد الصحابة اسمه: عُمير بن مالك، وكان أخًا صغيرًا لأنس بن مالك، خادمِ الرسول - صلى الله عليه وسلم - فكان عند عمير هذا (نُغَيْر) - وهو طائر صغيرٌ - يَرْعاه ويُرَبِّيه كعادة الصغار في حُبِّهم لامتلاك الحيوانات وتربيتها، فكان - صلى الله عليه وسلم - كلَّما رآه سأله: ((يا أبا عمير، ما فعل النُّغَير؟))، فيرد الطِّفل الصغير بحياء: هو بخير يا رسول الله، وبعد فترةٍ ماتَ هذا الطائر، فحزن عمير لموت طائره المُدَلَّل، ولَمَّا رآه محمدٌ - صلى الله عليه وسلم - سَأَلَهُ كعادتِه: ((يا أبا عمير، ما فَعَل النُّغَير؟)). فرقَّ نبيُّ الرَّحمة لحالِه، وَوَاساه بكلمات لطيفةٍ، هدَّأتْ مِن روع الغلام، وكان النبيُّ كلَّما رأى هذا الصغير يلاطِفه، فيقول: ((يا أبا عمير، ما فعل النُّغَير؟))، فيرد الصغير بحياءٍ: مات يا رسول الله، مما قوَّى العَلاقة بين نبيِّنا الكريم، وبين هذا الصَّحابي الصغير، الذي أصبح منَ المعلِّمينَ المَرْمُوقين للتابعين الكرام. ونستطيع هنا أن نسْتَشِفَّ فائدةً عظيمةً من هذا التصرُّف النبوي الكريم مع هذا الصغير، فقد كسب - عليه السلام - ودَّ هذا الغلام، وثقته وحبه بتلطُّفِه معه. والسؤال الكبير هنا: لِمَ لا نكون مع صغارِنا بهذا الأدب والتلطُّف، فنكسب حبَّهم وثقتهم، ونكون قريبين منهم، فينشَؤُون مُحبينَ لنا، سمَّاعينَ لقولنا، بدلاً لما نرى منَ العُقُوق وعدم الثِّقة تسود العلاقة بين الآباء وأبنائهم؟!
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |