التخفف من الآثام - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4956 - عددالزوار : 2060081 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4532 - عددالزوار : 1328333 )           »          نباتات منزلية تمتص رطوبة الصيف من البيت.. الصبار أبرزها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 44 )           »          طريقة عمل برجر الفول الصويا.. وجبة سريعة وصحية للنباتيين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 40 )           »          4 وسائل علمية لتكون أكثر لطفًا فى حياتك اليومية.. ابدأ بتحسين طاقتك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 48 )           »          وصفة طبيعية بالقهوة والزبادى لبشرة صافية ومشرقة قبل المناسبات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 42 )           »          3 عادات يومية تزيد من تساقط الشعر مع ارتفاع درجات الحرارة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 34 )           »          6 خطوات فى روتين الإنقاذ السريع للبشرة قبل الخروج من المنزل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 40 )           »          تريندات ألوان الطلاء فى صيف 2025.. الأحمر مع الأصفر موضة ساخنة جدًا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 29 )           »          طريقة عمل كرات اللحم بالبطاطس والمشروم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 33 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 08-04-2021, 11:54 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,655
الدولة : Egypt
افتراضي التخفف من الآثام

التخفف من الآثام


عبدالمحسن بن إبراهيم اللعبون



الْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إلَهَ إلَّا اللهُ وَلِيُّ الصَّالِحِينَ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ الصَّادِقُ الْأَمِينُ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيرًا إِلَى يَوْمِ الدِّينِ. أَمَّا بَعْدُ:
فاتَّقوا اللهَ تَعالى أيُّها المُؤمِنونَ، وتَخفَّفوا مِنْ ذُنوبِكُم، فإِنَّ الذُّنوبَ أَعْباءٌ وأَثْقالٌ عَلى النَّفْسِ، قالَ تَعالى: ﴿ وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقَالَهُمْ وَأَثْقَالًا مَعَ أَثْقَالِهِمْ ﴾ [العنكبوت: 13]، وقالَ تَعالى: ﴿ وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَإِن تَدْعُ مُثْقَلَةٌ إِلَى حِمْلِهَا لاَ يُحْمَلْ مِنْهُ شَيْءٌ وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى ﴾ [فاطر: 18]، فسَمَّى الذُّنوبَ وِزرًا، والوِزْرُ الحِمْلُ والثُّقْلُ، فدَلَّ ذلِكَ على أنَّ الذُّنوبَ والآثامَ أَحْمالٌ وأَثْقالٌ تَنوءُ بكاهِلِ العَبْدِ.
هذا في الآخِرةِ، ولَها نَصيبٌ مِنْ هَذا في الدُّنْيا أَيْضًا، فتَجِدُ الذُّنوبَ تُضعِفُ قَلْبَ العَبْدِ وتُوهِنُ قُوَّتَهُ الجِسْميَّةَ والفِكْريَّةَ، وتَجْعَلُهُ يَجبُنُ ويَضعُفُ ولا يَجِدُ في نَفْسِه فَراغًا لِلتَّحَلِّي بالخَيْرِ؛ ولِذلِكَ قالَ بَعضُهُم في الحِكْمةِ: «التَّخْليةُ قبلَ التَّحْلِيَةِ» أي: قبلَ أَنْ تَتَحلَّى بالخُلُقِ النَّبيلِ والخَيْرِ والحِكْمةِ لا بُدَّ مِنْ أَنْ تَتَخلَّى مِنْ سَيِّئِ الأَخْلاقِ ومِنَ الشُّرورِ والطَّيْشِ، فمَتَى يا عبادَ اللهِ نَتخفَّفُ مِنْ هَذه الذُّنوبِ والآثامِ ونَعيشُ سُعَداءَ مُنْطَلِقينَ إِلى الخَيْرِ؟ إِنَّ ذلِكَ لا يَكونُ إلَّا بالتَّوْبةِ وعدَمِ العَوْدةِ إِلى الآثامِ لِنُريحَ أَجسامَنا وعُقولَنا ونُفوسَنا في الدُّنْيا والآخِرةِ، فإِنَّ مَن تابَ عَنِ النظَرِ إلى الحَرامِ فقَدْ أَراحَ نَفْسَهُ مِنْ هَمٍّ عَظيمٍ وشُغْلٍ شاغِلٍ، ومَنْ تابَ عَنْ أَكْلِ المالِ الحَرامِ فقَدْ أَراحَ نَفْسَهُ مِنَ الرَّكْضِ واللَّهَثِ خَلفَ حُطامِ الدُّنْيا وأَراحَ نَفْسَه مِنَ البَحْثِ عَنِ المَخارِجِ والفَتاوَى الَّتي تُبيحُ لَهُ المُتَشابِهاتِ، ومَنْ سَكَتَ عَنِ الكَلامِ الحَرامِ كالغِيبةِ والنَّميمةِ وقَوْلِ الزُّورِ والخَنَا فقَدْ أَراحَ لِسانَهُ وبدَنَهُ وفِكْرَهُ مِنْ شَقاءٍ دائِمٍ وهَمٍّ لا يَنقطِعُ، ومَنْ تابَ مِنْ أَكلِ المُحرَّماتِ وشُرْبِ المُسْكِراتِ فقَدْ أَراحَ نَفْسَه مِنَ الأَكْلِ الخَبيثِ والشُّرْبِ الخَبيثِ، وتَفرَّغَ لأَكْلِ الحَلالِ والطَّيِّباتِ مِنَ الرِّزْقِ، وتَعافَى بَدَنُه وخُلُقُه وعِرْضُه، وأَقبَلَ عَلى اللهِ خَفيفَ الأَوْزارِ، ومَنْ تابَ عنِ الزِّنَا واللواطِ فقَدْ أَراحَ نَفْسَه وعَيْنَه مِنْ تَتَبُّعِ الحَرامِ والنظَرِ إلى العَوْراتِ وإشغالِ فِكْرهِ في الأُمْنياتِ الباطِلةِ والتَّخْطيطاتِ المُحبِطةِ الهابِطةِ، ثُمَّ نجَّى نَفْسَه مِنَ الأَمْراضِ والعَذابِ المُقيمِ ونارِ الجَحيمِ، ونَقَّى عِرْضَه مِنَ الدَّنَسِ، وعاشَ مَرْفوعَ الرأسِ شُجاعًا عَزيزًا، فإِنَّ المَعاصِيَ تَجعَلُ العَبْدَ ذَليلًا، وإذا تابَ الإِنْسانُ مِنْ كُلِّ المَعاصِي تَفرَّغَ قَلبُه ولِسانُه وجَوارِحُه إِلى عمَلِ الخَيْرِ، وأَراحَ ذِهْنَه وبدَنَهُ وأَراحَ الخَلْقَ مِنْ شَرِّه، وأَراحَ نَفْسَه من شَرِّ نَفْسِه فقَدْ ورَدَ في الدُّعاءِ: (أعوذُ بك من شرِّ نفسي ومن شرِّ الشيطانِ وشرَكِه وأنْ أقترفَ على نفسي سوءًا أو أجرَّهُ إلى مسلمٍ)[1].
فاتَّقوا اللهَ عِبادَ اللهِ وتُوبُوا إلَيْه وأَقبِلوا عَلى طاعَتِه ومَرْضاتِه، فقَدْ رَأَيْتُم فِعْلَ المَعاصِي بأَهْلِها في الدُّنْيا فكَيْفَ يَفعَلُها في الآخِرةِ، رَأَيْتُمْ نِهايةَ القَتَلةِ ونِهايةَ المَخْمورينَ ونِهايةَ الزُّناةِ والمُسرِفينَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ ونِهايةَ الظالِمينَ واسْتَعْظَمَتِ النُّفوسُ هَذه النِّهاياتِ الأَلِيمةَ فكَيْفَ بِعَذابِ الآخِرةِ؟
قالَ تَعالى: ﴿ كَذَلِكَ الْعَذَابُ وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ ﴾ [القلم: 33]، وقالَ تَعالى في سورة الكهفِ الَّتي تَقرَؤُونَها كُلَّ جُمعةٍ: ﴿ حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ وَوَجَدَ عِندَهَا قَوْمًا قُلْنَا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِمَّا أَن تُعَذِّبَ وَإِمَّا أَن تَتَّخِذَ فِيهِمْ حُسْنًا * قالَ أمَّا مَن ظَلَمَ فَسَوْفَ نُعَذِّبُهُ ثُمَّ يُرَدُّ إِلَى رَبِّهِ فَيُعَذِّبُهُ عَذَابًا نُّكْرًا * وَأَمَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُ جَزَاء الْحُسْنَى وَسَنَقُولُ لَهُ مِنْ أَمْرِنَا يُسْرًا ﴾ [الكهف: 86 - 88].
أَقُولُ قَولِي هَذا، وأسْتَغْفِرُ اللهُ لِي ولَكُمْ ولَجميعِ المسلمينَ مِن كلِّ ذَنْبٍ، فاسْتغفروه، إنَّه هُوَ الغفورُ الرحيمُ.
الخُطْبةُ الثانِيةُ
الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، لَهُ الْحَمْدُ الْحَسَنُ وَالثَّناءُ الْجَمِيلُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيرًا، أمَّا بَعْدُ:
فاتَّقوا اللهَ تَعالى، واعلَموا أنَّ التَّقوَى هِيَ أَنْ تَجعَلَ بَيْنَكَ وبَيْنَ عَذابِ اللهِ وِقايةً، وقَدْ رَأَيْتُمْ عَذابَ الدُّنْيا لِلمُجْرِمينَ بِالقَطْعِ أَوِ الضَّرْبِ بِالسَّيْفِ أَوْ الْجَلْدِ فَاسْتَعْظَمَتْ ذَلِكَ أَنفُسُكُم واقْشَعَرَّتْ لذلِكَ أَبدانُكُم، وهُوَ عَذابٌ يَنتَهي بِهَذا الحَدِّ فكَيْفَ بِعَذابِ الآخِرةِ حَيثُ تُرضَخُ الرُّؤُوسُ بالمَرازِبِ وتُشَقَّقُ الأَبْدانُ وتُبَدَّلُ الجُلودُ كُلَّما نَضِجَتْ؟ قالَ تَعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِنَا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ نَارًا كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُوا اَلْعَذَابَ إِنَّ اَللهَ كَانَ عَزِيزًا حَكِيمًا ﴾ [النساء: 56]، فاتَّقوا اللهَ تَعالى عِبادَ اللهِ، وأَقْبِلوا عَلى جَنَّاتِهِ بِطاعَتِه ومَرْضاتِهِ.

ثُمَّ صَلُّوا وسَلِّموا على مَنْ أُمِرْتُمْ بالصَّلاةِ والسَّلامِ عَلَيْهِ؛ قالَ اللهُ تعالى: ﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾ [الأحزاب: 56].

[1] رواه الترمذي.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 50.72 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 49.04 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.30%)]