التأدب مع القرآن العظيم - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1074 - عددالزوار : 127198 )           »          سورة العصر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          عظات من الحر الشديد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          المشي إلى المسجد في الفجر والعشاء ينير للعبد يوم القيامة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          القلب الناطق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »          الظلم الصامت (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          من أدب المؤمن عند فوات النعمة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          عن شبابه فيما أبلاه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          بلقيس والهدهد وسليمان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          غزة تتضور جوعا.. قصة أقسى حصار وتجويع في التاريخ الحديث (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 25-03-2021, 11:52 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,699
الدولة : Egypt
افتراضي التأدب مع القرآن العظيم

التأدب مع القرآن العظيم
د. محمود بن أحمد الدوسري







الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام الأتمَّان على خاتم الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:




إنَّ التأدُّب مع كتاب الله تعالى ترتبط به مجموعة من الآداب التي يجب أن يراعيها المسلم في تعامله مع كتاب ربِّه، ومن هذه الآداب، وهي نوعان:



أ- آداب قلبية.



ب - آداب ظاهرية.







النوع الأول: الآداب القلبية: وهي مجموعة من الآداب ذات صلة بالقلب، وتُعَبِّر عن عمق الإيمان بكتاب الله تعالى، وهي:



1- معرفة أصل الكلام: وهو التنبه إلى عظمة الكلام المقروء وعلوِّه، وإلى تَفَضُّلِ اللهِ تعالى ولطفه بِخَلْقِه، حيث خاطبهم بهذا الكلام العظيم الشريف، وتكفل - تفضلاً منه ورحمةً - بتيسير إفهامهم إياه.







2- تَعْظِيمُ مُنَزِّلِهِ: لأن الذي يقرؤه ليس من كلام البشر، خاصة إذا تَفَكَّر في صفات الله، وأسمائه، وأفعاله.







3- حضور القلب عند التلاوة: لأن المُعَظِّم لكلام الله تعالى يستبشر به، ويأنس له، ولا يغفل عنه.







4- تدبُّر المقروء والمسموع: إذ لا خير في عبادة لا فقه فيها، فيحاول استيعاب المعاني؛ لأنها أوامر ربِّ العالمين.







5- أن يتفاعل قَلْبُه مع كل آية بما يليق بها: فيتأمل معاني أسماء الله تعالى وصفاته وأفعاله؛ ليستدل من عظمة الفعل على عظمة الفاعل، ويتأسى بأحوال الأنبياء وكيف كُذِّبوا وضُربوا وقُتل بعضهم، ولم يُنْقِصْ هذا في ملك الله جناح بعوضة، ولم يزد أيضاً؛ لأنَّ الله غنيٌّ عن العالمين، لا تنفعه تقوى المتَّقين، ولا يضره فجور الكافرين، ويعتبر بأحوال المكذبين، وأنه إذا غفل وأساء الأدب فربما أدركته النقمة، وهكذا.







6- أن يستشعر بأنَّ كُلَّ خطاب في القرآن مُوَجَّهٌ إليه شخصياً: فعليه أن يقرأ كما يقرأ العبد كتاباً خَصَّه به مولاه، يأمره فيه وينهاه، وهذا ما أكَّدَ عليه ابن القيم - رحمه الله - بقوله: «إذا أردت الانتفاع بالقرآن فاجْمَعْ قلبك عند تلاوته وسماعه، وأَلْقِ سمعك، واحضر حضور مَنْ يخاطبه مَنْ تكلم به سبحانه منه إليه، فإنه خطاب منه لك على لسان رسوله صلّى الله عليه وسلّم»[1].







إن مما يؤسف له في صلة المسلمين المعاصرين بإسلامهم وقرآنهم وتعاملهم مع ربهم، أن الواحد منهم لا يشعر أنه هو المقصود أساساً بالأمر أو التوجيه، وأنه مطالب به، ولكنه يشعر أن الخطاب لفلان أو علاَّن، فهو يُبعد المسؤولية عن نفسه، و«يُوَزِّعُ» الواجبات على غيره، ولهذا لم يتفاعل معها ولم يسع لكي يلتزم بها: فإذا قرأ آيات القصص قصرها على السَّابقين، وإذا قرأ آيات الخطاب والتكليف للرسول صلّى الله عليه وسلّم خَصَّهُ بها، وإذا قرأ حادثة زمن الصحابة فهي لهم فقط، وإذا سمع: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ﴾ فهي تُخاطِبُ الصَّحابة أو مؤمنين في العوالِم الأخرى، وآيات الزكاة والصدقة للأغنياء فقط، وآيات الدعوة والبلاغ للشُّيوخ والعلماء فقط، وهكذا، وإذا بهذا المسلم لم تُوجَّه له آية، ولم يُطالب بحُكم، ولم يُكلَّف بواجب!







7- أن يتأثر بكل آية يتلوها: فيرتعد خوفاً عند الوعيد وذكر النار ويستبشر فرحاً عند الوعد وذكر الجنة، ويُطأطأ رأسه خضوعاً عند ذكر الله تعالى وأسمائه الحسنى وصفاته العلا، ويخفض صوته وينكسر في باطنه حياءً من قبح مقالة الكفار وقلَّة أدبهم في دعاويهم.







8- التَّخلِّي عن موانع الفهم: وهو تجنب موانع الفهم، مثل أن يصرف همَّه كلَّه إلى تجويد الحروف، أو يتعصَّب لآراء الرجال، أو يتكبَّر، أو يعشق الدُّنيا.



والتَّخلي أيضاً عن اعتقاده حصر معاني آيات القرآن العظيم فيما تلقَّنه من تفسير.







ومن أعظم أنواع التَّخلي: التَّخلِّي عن الذنوب، وعلى رأسها أمراض القلوب، حتى يتهيأ القلب ويستعد لقبول كلام الله تعال



وقد حكى الإمام ابن القيم رحمه الله قاعدةً عقليَّةً في ذلك، فقال: «قَبول المحل لما يوضع فيه مشروط بتفريغه من ضِدِّه»[2].







فالقلب المطمئن بذكر الله تعالى وتلاوته القرآن ينفر عن ضد ذلك من اللهو والغناء، وكذلك العكس بالعكس، فالقلب المشرب بحب الغناء واللهو لا ينشرح لذكر الله وتلاوة القرآن ولا ينتفع بذلك.







وقد جعل العلاَّمة ابن جماعة - رحمه الله - التَّوبةَ أَوَّلَ آدابِ طالبِ العلم، فقال في معرض تعداده لآداب المتعلِّم: «الأول: أن يُطَهِّر قلبه من كلِّ غشٍ ودنسٍ وغلٍ وحسد وسوء عقيدة وخلق؛ لِيَصْلُحَ بذلك لقبول العلم وحفظه والاطلاع على دقائق معانيه وحقائق غوامضه، فإن العلم كما قال بعضهم: صلاة السر، وعبادة القلب، وقربة الباطن، وكما لا تصلح الصلاة التي هي عبادة الجوارح الظاهرة إلاَّ بطهارة الظاهر من الحدث والخبث، فكذلك لا يصلح العلم الذي هو عبادة القلب إلاَّ بطهارته من خبث الصِّفات وحدث ومساوئ الأخلاق ورديئها.







وإذا طُيِّبَ القلبُ للعلم ظهرت بركته ونما، كالأرض إذا طُيِّبَتْ للزرع نما زرعها وزكا»[3].







9- أن يتبرأ من حوله وقوته: إذ لا حول ولا قوة إِلاَّ بالله العليِّ العظيم، ويتجنب النظر إلى نفسه بعين الرضا والتزكية.







النوع الثاني: الآداب الظَّاهرية:



كالتَّطهُّر، والتَّطيُّب، ونظافة المكان، ولبس ثياب التَّجمُّل، وتنظيف الفم بالسِّواك، واستقبال القبلة، والجلوس بالسَّكينة والوقار، والقراءة على ترتيب المصحف، واستحضار الحزن والبكاء، فإن لم يحضره البكاء فليبكِ على قسوة قلبه.







ويُمْسِكُ عن القراءة - إذا عرض له تثاؤب - حتى ينقضي تثاؤبه.



ويقطع القراءة - وجوباً - لرد السَّلام، ولحمد الله بعد العطاس، ولتشميت عاطس، ويقطعها - ندباً - لإجابة المؤذن.







ويُكره اتِّخاذُ القرآن معيشةً، وتكره قراءة متنجِّس الفم، وتكره القراءة الجهرية في الأسواق وفي مواطن اللَّغط واللَّهو ومجمع السُّفهاء، ومثله القراءة الجهرية في المقاهي والمحلات العامة حيث لا تُسمع القراءة بل يُتَلَهَّى عنها.







ويُكره أن يتأوَّل آيةً من القرآن عندما يعرض له شيء من أمور الدُّنيا، كأن يقول - إذا جاءه أحد: ﴿ جِئْتَ عَلَى قَدَرٍ يَا مُوسَى ﴾ [طه: 40].







أو يقول حين حضور الطَّعام: ﴿ كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الأَيَّامِ الْخَالِيَةِ ﴾ [الحاقة: 24] ونحو هذا.



ولا يجوز أن يقرأ القرآن منكوساً؛ كما كان يفعل بعض مَنْ يلتمس أن يرى من نفسه الحذق والمهارة فيقرأ: «الضالين ولا عليهم المغضوب غير...» عياذاً بالله من هذا الحال.







آداب عامة في التَّعامل مع القرآن:



هناك آداب عامة مع هذا الكتاب العظيم المجيد لا يليق بمسلم أن يجهلها، ومنها:



1- تعهُّده بالقراءة: قال تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلاَنِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ ﴾ [فاطر: 29].







فبعد أن أثنى الله تعالى على العلماء الذين يخشونه بقوله: ﴿ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ ﴾ [فاطر: 28]. ذَكَرَ صفات العالِمين بكتابه العامِلين به.







يقول ابن عاشور - رحمه الله - عند تفسيره لهذه الآية: «فالمراد بـ ﴿ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ ﴾ المؤمنون به؛ لأنهم اشْتُهِروا بذلك وعُرِفوا به وهم المراد بالعلماء. قال تعالى: ﴿ بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ ﴾ [العنكبوت: 49]. وهو أيضاً كناية عن إيمانهم لأنه لا يتلو الكتابَ إلاَّ مَنْ صدَّق به وتلقاه باعتناء...







فقد أشعر الفِعلُ المضارع: ﴿ يَتْلُونَ ﴾ بتجدد تلاوتهم، فإن نزول القرآن متجدد، فكلما نزل منه مقدار تلقوه وتدارسوه»[4].







2- عدم هجرانه: قال تعالى: ﴿ وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا ﴾ [الفرقان: 30].



و«معنى هذه الآية الكريمة ظاهر، وهو أن نبينا صلّى الله عليه وسلّم شكا إلى ربه هجر قومه، وهم كفار قريش لهذا القرآن العظيم؛ أي: تركهم لتصديقه، والعمل به، وهذه شكوى عظيمة، وفيها أعظم تخويف لمن هجر هذا القرآن العظيم، فلم يعمل بما فيه من الحلال والحرام والآداب والمكارم، ولم يعتقد ما فيه من العقائد ويعتبر بما فيه من الزواجر والقصص والأمثال»[5].







وبَيَّنَ ابنُ القيم - رحمه الله - أنواعَ هَجْرِ القرآنِ، فقال: «هَجْرُ القرآنِ أنواع:



أحدها: هجر سماعِه والإيمانِ به والإصغاءِ إليه.







والثاني: هجر العملِ به والوقوفِ عند حلاله وحرامه، وإِنْ قرأه وآمَنَ به.







والثالث: هجر تحكيمِه والتحاكمِ إليه في أصول الدين وفروعه واعتقاد أنه لا يفيد اليقين، وأن أدلته لفظية لا تحصل العلم.







والرابع: هجر تدبُّرِه وتفهُّمِه ومعرفة ما أراد المتكلِّم به منه.







والخامس: هجر الاستشفاءِ والتداوي به في جميع أمراض القلوب وأدوائها، فيطلب شفاء دائه من غيره، ويهجر التداوي به، وكل هذا داخل في قوله: ﴿ وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا ﴾ [الفرقان: 30]، وإنْ كان بعضُ الهجر أهونَ من بعض»[6].







وإننا اليوم نشهد هجراً للقرآن العظيم في جميع أنواع الهجر التي ذكرها العلامة ابن القيم - رحمه الله، فإلى الله - وحده - المشتكى.







لقد هُجِرَ القرآنُ الحكيم تلاوةً، وزهد الكثير في مذاكرته وحفظه وتدارسه على الرغم من حرصهم الشَّديد على متابعة وسائل الإعلام بشتَّى وسائلها المشروعة وغير المشروعة؛ ليتابعوا بلهف وشوق أخبار من لا خلاق لهم عند الله تعالى.



يتبع


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 132.01 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 130.29 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (1.30%)]