|
ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() سيرة النبي -صلى الله عليه وسلم- ( 29 ) العهد المدني -3 الشيخ د. : إبراهيم الدويش عناصر الخطبة 1/ منهجية نبوية عجيبة لحل الأزمة الاقتصادية العصيبة 2/ المؤاخاة والمواساة بين المهاجرين والأنصار 3/ من أروع قصص وصور المواساة والمؤاخاة 4/ دور المسلم تجاه إخوانه. اقتباس الفرد في المجتمع المسلم الصادق عليه أن يستشعر مسئوليته الشرعية والاجتماعية تجاه مجتمعه وإخوانه من المسلمين، فكان يُفكر بالعطاء وليس فقط بالأخذ، ماذا يحتاج الآخر، وليس فقط ماذا أنا أحتاج من الآخر، بمثل هذا الشعور ترتقي مجتمعات المسلمين، وتنهض أمة الإسلام من جديد، فاليقين الذي لا ريب فيه أنَّه لن يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها، ولن يرد الله -سبحانه وتعالى- لهذه الأمة المنكوبة عزها إلَّا إذا استعادت سيرة أجدادها في تمام الأخوة والمحبة، وكمال المواساة والإيثار، ولمثل هذه المعاني تُدْرَس السيرة وتُدَرّس. الخطبة الأولى: الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه الطيبين الطاهرين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين. أما بعد: عباد الله! أوصي نفسي وإياكم بتقوى الله، فالسعيد من راقب الله وأحسن تعامله مع ربه، واتبع هدي نبيه -صلى الله عليه وسلم-، ففي مثل هذه الفتن والأحداث يتحرى المسلم العاقل سلامة المنهج والذي لن يكون إلا في اتباع هدي القرآن والسنة. وكم هو فضل الله علينا عظيم بتوفيقه لنا بهذا المشروع المبارك: السيرة النبوية وتطبيقاتها المعاصرة، فواقعنا المعاصر بأمس الحاجة لتتبع سيرة النبي -صلى الله عليه وسلم-، والوقوف على دروسها وعبرها، وقد أنعم الله علينا بإتمام مرحلتين من مراحل هذا المشروع: كانت المرحلة الأولى من ولادته -صلى الله عليه وسلم- إلى مبعثه، والمرحلة الثانية: بدأت من بعثته -صلى الله عليه وسلم- إلى هجرته. وكنا قد بدأنا بخطب المرحلة الثالثة التي تمتدّ من هجرته إلى وفاته -صلى الله عليه وسلم-، وكانت الخطبة الماضية هي الخطبة الثامنة والعشرون تطرقنا فيها لأول ما تكلم به النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- بالمدينة، وأول ما فعل، وأول ما بنى، وأول ما خطب، وأول من وُلِدَ للمهاجرين، وأول من آمن به -صلى الله عليه وسلم- من اليهود، وأول منزل نزل به -صلى الله عليه وسلم-، وأول من مات من أصحابه -صلى الله عليه وسلم- بعد وصوله للمدينة. واليوم نتدارس ما ظهر من الابتلاءات الجديدة والتي لم تكن موجودة بمكة، فقد ظهر مكر آخرين وكيدهم، كما ظهرت مشكلات وأزمات، فكيف تعامل معها -صلى الله عليه وسلم-، ففي أول مواجهة كانت لأزمة اقتصادية خانقة، فالمهاجرين رضي الله عنهم تركوا ديارهم، وأموالهم بمكة، فغدوا بالمدينة بلا أهل ولا مال، ولا سكن! فعمد -صلى الله عليه وسلم- لمنهجية عجيبة لحل الأزمة الاقتصادية العصيبة، حلٌ مجتمعي إنساني، يقوده فكر عقدي إيماني فقد كانت فكرة المواساة والمؤاخاة بين المهاجرين والأنصار. والمقصود بالمواساة: المُشارَكَةُ في المَعاشِ عند الضيق، فآساهُ بمالِهِ أي:جعل له من الحق في ماله كما له تمامًا، ولا يكونُ ذلك إلاَّ من كفَافٍ. فإن كان من فَضْلِ ماله فَلَيْسَ بمُواساةٍ. يقول ابنُ القيمِ: "المواساةُ للمؤمنِ أنواعٌ: مواساةٌ بالمال، والجاه، والبدن، والخدمة، والنصيحة والإرشاد، والدعاء والاستغفار لهم، والتوجع لهم، وعلى قدر الإيمان تكون هذه المواساة، فكلما ضعف الإيمان ضعفت المواساة وكلما قوي قويت، وكان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أعظم الناس مواساة لأصحابه بذلك كله، فلأتباعه من المواساة بحسب اتباعهم له -صلى الله عليه وسلم-" (الفوائد: ص: 171). وكانت فكرة المؤاخاة والمواساة بين المهاجرين والأنصار ذات منهجية عملية نبوية تُوضحها هذه الأمثلة: فقد آخى -صلى الله عليه وسلم- بَيْنَ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ الْجَرَّاحِ وَأَبِي طَلْحَةَ، (مسلم: 2528). وآخى -صلى الله عليه وسلم- بَيْنَ سَلْمَانَ وَأَبِي الدَّرْدَاءِ، (البخاري: 1968). وروى أهل السير أنه -صلى الله عليه وسلم- قال:"تَآخَوْا فِي اللَّهِ أَخَوَيْنِ أَخَوَيْنِ"، ثُمَّ أَخَذَ بِيَدِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، فَقَالَ: "هَذَا أَخِي"، فَكَانَ -صلى الله عليه وسلم- سَيِّدُ الْمُرْسَلِينَ، وَإِمَامُ الْمُتَّقِينَ، وَرَسُولُ رَبِّ الْعَالَمِينَ، الَّذِي لَيْسَ لَهُ ندٌ وَلَا نَظِيرٌ مِنْ الْعِبَادِ، وَعَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه أَخَوَيْنِ، وَكَانَ حَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ أَسَدُ اللَّهِ عز وجل وَأَسَدُ رَسُولِهِ -صلى الله عليه وسلم-، وَعَمُّ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-، وَزَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ، مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- أَخَوَيْنِ، وَإِلَيْهِ أَوْصَى حَمْزَةُ يَوْمَ أُحُدٍ حَيْنَ حَضَرَهُ الْقِتَالُ إنْ حَدَثَ بِهِ حَادِثُ الْمَوْتِ، وَجَعْفَرُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ ذُو الْجَنَاحَيْنِ الطَّيَّارُ فِي الْجَنَّةِ وَمَعَاذُ بْنُ جَبَلٍ، أَخُو بَنِي سَلِمَةَ، أَخَوَيْنِ، وكَانَ جَعْفَرُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ يَوْمئِذٍ غَائِبًا بِأَرْضِ الْحَبَشَةِ. وهكذا لم يدع النبي -صلى الله عليه وسلم- أحدًا من الصحابة رضي الله عنهم وحيدًا حتى جعل له من المسلمين أخًا يشاركه الأمور كلها بأكثر من مشاركة الأخ الشقيق. (سيرة ابن هشام: 1/ 504: 505). وبهذا اللون من المؤاخاة أزال النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- وحشةَ الغربةِ عن الصحابة -رضي الله عنهم- عند قدومهم المدينة. يقول السهيلي: آخى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بين أصحابه حين نزلوا المدينة ليذهب عنهم وحشة الغربة ويؤنسهم من مفارقة الأهل والعشيرة، ويشد أزر بعضهم ببعض، فلما عزَّ الإسلام، واجتمع الشمل، وذهبت الوحشة أنزل الله –سبحانه- وتعالى: (وَالَّذِينَ آمَنُوا مِن بَعْدُ وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا مَعَكُمْ فَأُولَئِكَ مِنكُمْ وَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) [الأنفال:75]، أعني في الميراث. ثم جعل المؤمنين كلهم إخوة؛ فقال: (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ) [الحجرات:10]. يعني في التوادِّ وشمول الدعوة. (الروض الأنف: 4/177: 178). ومن أروع صور هذه المواساة والمؤاخاة ما قَالَه عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ رضي الله عنه:"لَمَّا قَدِمْنَا الْمَدِينَةَ آخَى رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- بَيْنِي وَبَيْنَ سَعْدِ بْنِ الرَّبِيعِ. فَقَالَ سَعْدُ بْنُ الرَّبِيعِ رضي الله عنه إِنِّي أَكْثَرُ الْأَنْصَارِ مَالًا، فَأَقْسِمُ لَكَ نِصْفَ مَالِي، وَانْظُرْ أَيَّ زَوْجَتَيَّ هَوِيتَ نَزَلْتُ لَكَ عَنْهَا؛ فَإِذَا حَلَّتْ تَزَوَّجْتَهَا. قَالَ: فَقَالَ لَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: لَا حَاجَةَ لِي فِي ذَلِكَ، هَلْ مِنْ سُوقٍ فِيهِ تِجَارَةٌ؟ قَالَ: سُوقُ قَيْنُقَاعٍ. قَالَ: فَغَدَا إِلَيْهِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ، فَأَتَى بِأَقِطٍ وَسَمْنٍ. قَالَ:ثُمَّ تَابَعَ الْغُدُوَّ [أي: واظب على نزول السوق كل صباح]، فَمَا لَبِثَ أَنْ جَاءَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ عَلَيْهِ أَثَرُ صُفْرَةٍ [طيب معمول من الزعفران]. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "تَزَوَّجْتَ؟" قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: "وَمَنْ؟" قَالَ: امْرَأَةً مِنْ الْأَنْصَارِ. قَالَ:"كَمْ سُقْتَ؟" قَالَ: زِنَةَ نَوَاةٍ مِنْ ذَهَبٍ. فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم-: "أَوْلِمْ وَلَوْ بِشَاةٍ" (رواه البخاري: 2048). فلله درهم ما أروع هذا التآخي فقد بلغ مبلغًا لا يتصوره إنسان؛ فقد أراد سعد بن الربيع أن يقاسمه أزواجه؛ فلم يعد يرى المسلم أنه أولى من أخيه بشيء مما في يده؛ حتى أزواجه! فأي أخوة تلك التي غرستها حقيقة الإسلام في قلوبهم؟! وما أروع نبل ومروءة وعفاف عبدُ الرحمن بن عوفٍ رضي الله عنه يوم رفض مواساة سعد رضي الله عنه استغناءً منه بربه سبحانه وتعالى عمَّن سواه عز وجل، فاستغل بركة البيع والشراء في البكور، ومعونة ربه -سبحانه وتعالى- للمتعففين فواظب على التبكير للسوق كل صباح؛ حتى كافأه ربه -عز وجل- على تعففه، وأغناه عمَّن سواه، ورزقه الزوجة والمال. إنه درس بليغ لكل مسلم صادق بأن يعتمد على الله -عز وجل- مع فعل الأسباب، وطرق الأبواب، وبمثل هذا السمو الأخلاقي الذي لم تعرف له البشرية نظيرًا ولا شبيهًا قام مجتمع المدينة رغم فقر مواردهم وقلة ذات اليد. ثم المواساة الجماعية بين الأنصار والمهاجرين لم تقتصر على فرد أو اثنين؛ بل شملت المهاجرين والأنصار جميعًا كما جاء في الحديث عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه- ؛ قَالَ: "قَالَتْ الْأَنْصَارُ لِلنَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم-: اقْسِمْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ إِخْوَانِنَا النَّخِيلَ. فقَالَ: لَا. فَقَالُوا: تَكْفُونَا الْمَئُونَةَ [العمل ومزاولة الفلاحة]، وَنَشْرَكْكُمْ فِي الثَّمَرَةِ. قَالُوا: سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا" (البخاري: 2325). فالأنصار -رضي الله عنهم- هم الذين ذهبوا بأنفسهم للنبي -صلى الله عليه وسلم- يرجون منه أن يقسم نخل المدينة بينهم وبين المهاجرين بالتساوي! لم ينتظروا أن يطلب النبي -صلى الله عليه وسلم- منهم الإحسان لإخوانهم المهاجرين الفقراء؛ بل أدركوا بأنفسهم حجم الحاجة عند المهاجرين، وشعروا بمسئوليتهم الخاصة تجاه إخوانهم المهجرين الفقراء، فذهبوا ليعطوهم شطر أموالهم، والأعجب أن النبي -صلى الله عليه وسلم- رفض أن ينشغل المهاجرون بالفلاحة. فاكتفى بأن يقاسم المهاجرون إخوانهم الأنصار ثمار النخل دون أصوله؛ لينفرد الأنصار بمشقة الرعاية ولا يشاطرهم المهاجرون إلا في لذة الثمر، وذلك لأنها حالة مؤقتة تنتهي عندما يوسع الله -سبحانه وتعالى- على المسلمين، فيقوم النبي -صلى الله عليه وسلم- برد النخل لأهله كاملًا، ويعوض المهاجرين عنه خيرًا منه، فيا له من إيثار لم تعرف البشرية له نظيرًا! فقد بلغت هذه المواساة والأخوة حد أنهم يتوارثون به فيما بينهم حتى نسخ الله ذلك فما بقي بينهم إلا النصر والعطاء والبر والإحسان والنصيحة، وذهب الميراث مع البقاء على جواز أن يوصي المسلم لأخيه وصية من ماله بعد موته لا تزيد على ثلث التركة؛ كما جاء ذلك عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ -رضي الله عنه-: (وَلِكُلٍّ جَعَلْنَا مَوَالِيَ) [النساء:33]، قَالَ: "وَرَثَةً"، (وَالَّذِينَ عَقَدَتْ أَيْمَانُكُمْ)[النساء:33] قَالَ: "كَانَ المُهَاجِرُونَ لَمَّا قَدِمُوا المَدِينَةَ يَرِثُ المُهَاجِرُ الأَنْصَارِيَّ دُونَ ذَوِي رَحِمِهِ لِلْأُخُوَّةِ الَّتِي آخَى النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- بَيْنَهُمْ. فَلَمَّا نَزَلَتْ: (وَلِكُلٍّ جَعَلْنَا مَوَالِيَ) [النساء:33] نَسَخَتْ، ثُمَّ قَالَ: (وَالَّذِينَ عَقَدَتْ أَيْمَانُكُمْ)[النساء:33] "إِلَّا النَّصْرَ، وَالرِّفَادَةَ [العطاء، والبر، والإحسان]، وَالنَّصِيحَةَ، وَقَدْ ذَهَبَ المِيرَاثُ، وَيُوصِي لَهُ". (البخاري: 2292). ولذا كان وفاء المهاجرين -رضي الله عنهم- وحفظهم لجميل الأنصار ومعروفهم، فقد كانوا -رضي الله عنهم- يحفظون جميل الأنصار كما جاء في الحديث عَنْ أَنَسٍ -رضي الله عنه- قَالَ: لَمَّا قَدِمَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- الْمَدِينَةَ أَتَاهُ الْمُهَاجِرُونَ؛ فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ! مَا رَأَيْنَا قَوْمًا أَبْذَلَ مِنْ كَثِيرٍ، وَلَا أَحْسَنَ مُوَاسَاةً مِنْ قَلِيلٍ مِنْ قَوْمٍ نَزَلْنَا بَيْنَ أَظْهُرِهِمْ لَقَدْ كَفَوْنَا الْمُؤْنَةَ وَأَشْرَكُونَا فِي الْمَهْنَإِ حَتَّى لَقَدْ خِفْنَا أَنْ يَذْهَبُوا بِالْأَجْرِ كُلِّهِ! فَقَالَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم-: "لَا مَا دَعَوْتُمْ اللَّهَ لَهُمْ، وَأَثْنَيْتُمْ عَلَيْهِمْ" (رواه الترمذي: 2487، وصححه الألباني). هكذا بالمواساة والأخوة واجه النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- أزمته الاقتصادية الأولى بدولة المدينة الناشئة، وذلك بفضل الله وما ألقاه -سبحانه وتعالى- في قلوب الأنصار من المحبة والمودة لإخوانهم، مما أعان النبي -صلى الله عليه وسلم- لحلِّ هذه الأزمة المستعصية، وهكذا الفرد في المجتمع المسلم الصادق عليه أن يستشعر مسئوليته الشرعية والاجتماعية تجاه مجتمعه وإخوانه من المسلمين، فكان يُفكر بالعطاء وليس فقط بالأخذ، ماذا يحتاج الآخر، وليس فقط ماذا أنا أحتاج من الآخر، بمثل هذا الشعور ترتقي مجتمعات المسلمين، وتنهض أمة الإسلام من جديد، فاليقين الذي لا ريب فيه أنَّه لن يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها، ولن يرد الله -سبحانه وتعالى- لهذه الأمة المنكوبة عزها إلَّا إذا استعادت سيرة أجدادها في تمام الأخوة والمحبة، وكمال المواساة والإيثار، ولمثل هذه المعاني تُدْرَس السيرة وتُدَرّس. فاللهم اجمع كلمة المسلمين، وألف بين قلوبهم، وأنزل المحبة والمؤاخاة بينهم، واجعل المواساة والإيثار خُلقاً لهم. أقول ما تسمعون، وأستغفر الله لي ولكم من كل ذنب وخطيئة، فاستغفروه، إنه هو الغفور الرحيم.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |