|
ملتقى الأمومة والطفل يختص بكل ما يفيد الطفل وبتوعية الام وتثقيفها صحياً وتعليمياً ودينياً |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() الثواب وسيلة تربوية عمر السبع إن الثواب والعقاب وسيلتين مهمتين من وسائل الترغيب والترهيب، ونحن نتحدث هنا عن أبنائنا في مرحلة ما دون سن التمييز. لا بد أن نتعرف على هاتين الوسيلتين، حتى يمكنا الإفادة منهما في تربية أبنائنا في هذه المرحلة الدقيقة من أعمارهم. ولنبدأ حديثنا بالثواب: إن طفلنا الصغير الذي نريد منه أن يفعل ما نوجهه إليه من سلوكيات طيبة، أو تغييرات معينة، يحتاج إلى الثواب الذي يحضه على الفعل ويحمسه له. والثواب الذي نقصده هنا لا يقتصر على الثواب المادي الذي يتمثل في جائزة تقدم للطفل، أو منحة معينة، ولكن يدخل فيه أيضًا الثواب المعنوي، ولا يغني أحدهما عن الآخر. (وينبغي على المربي إذا وعد بثواب أو جائزة أن يوفي بما وعد من الثواب، فإن إخلاف الوعد فيه ضرر كبير على الطفل، من جهة أنه لا يثق في وعد المربي، ومن جهة التأثير السيء في الاقتداء به، ومما يعين المربي على الوفاء أن لا يعد بما لا يمكن تحقيقه في الواقع، أو يصعب تحقيقه، كما لا يعد بأمر كبير لا يتناسب مع المطلوب، كالوعد بمبلغ مالي ضخم، أو القيام برحلة بالطائرة مثلًا، مما يجعله يتقاعس عن الوفاء) [نحو تربية إسلامية راشدة، محمد بن شاكر الشريف]. احذر الكذب: إن بعض المربين يعدون أبناءهم ببعض المكافآت كنوع من الثواب، ويكون ذلك من باب حمل الطفل على أن يقوم بأمر معين، أو الانتهاء عن شيء معين، وهم في الحقيقة لا ينوون الوفاء بما يعدون به.. وهنا تحدث مشكلة ضخمة بين المربي والطفل: أولًا: لأنه بذلك يعلمه الكذب وعدم الوفاء بالوعد. ثانيًا: لأن ذلك يحدث أزمة ثقة بين المربي وطفله. ونجد أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قد حذر من هذا الأمر، فقد قال عبد الله بن عامر: "دعتني أمي يومًا ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - قاعد في بيتنا، فقالت: ها تعال أعطيك، فقال لها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: وما أردت أن تعطيه؟ قالت: أعطيه تمرًا، فقال لها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أما إنك لو لم تعطيه شيئًا كتبت عليك كذبه". وقال أيضًا - عليه الصلاة والسلام -: ((من قال لصبي: تعال هاك، ثم لم يعطه فهي كذبه)). إن شاء الله: إن "بعض المربين يحاول الخروج من ورطة الكذب أو إخلاف الوعد، في الوقت الذي يريد استخدامه لحض الطفل على الفعل أو الترك، فيقول في آخر كلامه: إن شاء الله، على أساس أنه لو لم يفعل لم يكن كاذبًا أو مخلفًا للوعد، لكن هذا أيضًا له أثر سيء على الطفل، حيث ترتبط في ذهنه هذه الكلمة الجميلة بعدم تحقيق المطلوب، حتى إنه بعد فترة إذا وعدته وقلت له: إن شاء الله، قال: "بدون إن شاء الله". فلا ينبغي للمربي أن يقول هذه الكلمة إلا وفي نيته الفعل، فإن لم يتمكن من الفعل فلا حرج عليه ولا يكون مخلفًا للوعد، فهو يقولها تحقيقًا لا تعليقًا، وعلى هذا النحو لا ترتبط هذه الكلمة في ذهن الطفل بشيء غير محبوب، بل سيعلم أن كلمة: "إن شاء الله" لابد من قولها لما يستقبل من الأمور؛ لأن الله -تعالى- هو المتصرف في كل شيء ولا يحدث شيء إلا بمشيئته. وفي هذه المرحلة العمرية، فإن المكافأة المادية أولى عند الطفل في كثير من الأحيان من المكافأة المعنوية، وإن كان هذا لا ينفي العناية بالمكافأة المعنوية، لكن الأولى تغليب الثواب العيني أو المادي على الثواب المعنوي؛ لأن الطفل يتفاعل معها أكثر، ولا ينبغي المبالغة في الثواب حتى يتحول إلى شرط للعمل والاستجابة"[نحو تربية إسلامية راشدة، محمد بن شاكر الشريف]. لك درهم: بما سبق نكون قد ألقينا الضوء على عملية الثواب التي تتطلبها عملية التربية، فعندما يهم المربي ليجعل الثواب أحد الوسائل التي يستخدمها في تربية أبنائه، فإنه يضمنها الضوابط التي ذكرناها من قبل حتى تثمر تربية حقيقية فعاله؛ لها بالغ الأثر في نفوس أطفالنا إن شاء الله. وفي الختام نشير إلى أن السلف قد قدروا أهمية ترغيب الأبناء وثوابهم عند حسن استجابتهم، ومن ذلك ما رواه النضر بن الحارث قال: سمعت إبراهيم بن أدهم، يقول، قال لي أبي: "يا بني اطلب الحديث، فكلما سمعت حديثا وحفظته فلك درهم، فطلبت الحديث على هذا".
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |