|
ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث ملتقى يختص في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وعلوم الحديث وفقهه |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() الكلام على قول أبي الدرداء رضي الله عنه: (يا حبذا نوم الأكياس وإفطارهم... إلخ) فواز بن علي بن عباس السليماني قال المصَنِّفْ: عن أبي الدرداء رضي الله عنه[1]، قال: يا حبذا نوم الأكياس وإفطارهم، كيف يغبنون[2] سهر الحمقى، وصومهم، ولمثقال ذرة من بِر مع تقوى ويقين أعظم وأفضل وأرجح من أمثال الجبال من عبادة المغترين[3]. قوله: (الأكياس): تعريف الكَيِّس: قال ابن الأثير في "النهاية" (ص280): هم أصحاب العقل والفقه والفطنة؛ اهـ. قوله: (يغبنون): تعريف الغَبْن: قال في "المخصص" (1 /223): الغَبْن: ضَعْف الرَّأْي، وقد غَبِن رَأْيَهُ ورَأْيُه غَبَنًا وغَبَانةً؛ اهـ. وفي "التعريفات" (ص207): الغبن الفاحش: هو ما لا يدخل تحت تقويم المقومين، وقيل: ما لا يتغابن الناس فيه؛ اهـ. قوله: (الحمقى): تعريف الحَمَق: قال ابن الأثير في "النهاية" (ص233): الحمق: هو وضع الشيء في غير موضعه مع العلم بقُبحه؛ اهـ. قوله: (والمثقال ذرة): ما لمراد بمثقال الذرة المذكور في القرآن والسنة؟ قال الإمام القرطبي في "تفسيره" (5 /195): والذرة: النملة الحمراء عن ابن عباس وغيره، وهي أصغر النمل. وعنه أيضًا: رأس النملة. وقال يزيد بن هارون: زعموا أن الذرة ليس لها وزن. قصة لطيفة في مثقال الذرة: قال القرطبي عقب كلامه السابق: ويُحكى أن رجلًا وضع خبزًا حتى علاه الذر مقدار ما يستره، ثم وزنه فلم يزد على وزن الخبز شيئًا. قلت- أي: القرطبي ـ: والقرآن والسنة يدلان على أن للذرة وزنًا، كما أن للدينار ونصفه وزنًا، والله أعلم. وقيل: الذرة الخردلة؛ كما قال تعالى: ﴿ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا ﴾ [الأنبياء:47]، وقيل: غير هذا. وهي في الجملة: عبارة عن أقل الأشياء وأصغرها؛ اهـ. قوله: (عبادة المغترين): تعريف الاغترار: قال ابن الأثير في "النهاية" (ص666): الاغترار صفة للبُلْه الذين لم يُجربوا الأمور؛ اهـ. تلخيص لما يتعلق بباب فضل الإسلام من كلام العلامة ابن باز: قال العلامة ابن باز معلقًا على الباب السابق بتمامه: والمقصود من هذا أن الله تعالى جعل الإسلام هو أفضل الأديان، وهو دين الله الذي به السعادة والنجاة، وأن العبد إذا استقام عليه وتمسك به له الجنة والكرامة، وأن اجتهادات العبد في صلاة وصوم أو غير ذلك على غير السنة؛ لا تنفعه، ﴿ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ... ﴾ [المائدة: 3]، ﴿ وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ ﴾ [آل عمران: 85]. فالواجب على جميع المكلفين التمسك بالإسلام والاجتهاد في طاعة الله تعالى، هذا هو طريق النجاة، وهذا هو طريق السعادة، فالاقتصاد في الإسلام والسير عليه بالقليل خيرٌ من الاجتهاد الكثير على غير إسلام وسنة، ولا حول ولا قوة إلا بالله؛ اهـ. [1] هو عُويمر بن زيد بن قيس الأنصاري، أبو الدرداء وأما هو فمشهور بكنيته، وقيل اسمه عامر وعويمر لقب، صحابي جليل، أول مشاهده أحد، وكان عابدًا مات في أواخر خلافة عثمان، وقيل: عاش بعد ذلك؛ ع؛ اهـ من "التقريب" (ص434). [2] وقع في "الزهد" لأحمد وغيره (يغبنون)، ووقع عند أبي نعيم في "الحلية" وغيره (يعيبون)، والأول أصوب وأنسب للمعنى، والله أعلم. [3] أخرجه أحمد في "الزهد" (ص171)، وأبو نعيم في "الحلية" (1 /211) من طريق يزيد، أنبأنا أبو سعيد الكندي، عمن أخبره، عن أبي الدرداء، فالأثر ضعيف؛ لجهالة الراوي عن أبي الدر داء رضي الله عنه، والله أعلم.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |