شكراً يا جدي - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         ليلة النصف من شعبان ..... الواجب والممنوع (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          فضل صيام شهر رمضان.خصائص وفضائل شهر رمضان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          المقصود بالتثليث النصراني الذي أبطله القرآن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          حكم تخصيص ليلة النصف من شعبان أو يومه بعبادة معينة بدعة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          مواضع الدعاء في الصلاة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          ذرية الشيطان.. وطريقة حصولها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          هل الإشهاد شرط لصحة الطلاق ؟ (الشيخ اﻷلباني) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          هل يجوز للجنب قراءة او مس المصحف (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          ( مَحَبَّةِ الْجَمَالِ )كلمات لابن تيمية رحمه الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          هل الدعاء في الوتر في رمضان قبل الوتر أم بعده (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصور والغرائب والقصص > ملتقى القصة والعبرة
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى القصة والعبرة قصص واقعية هادفة ومؤثرة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 09-01-2021, 04:50 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,603
الدولة : Egypt
افتراضي شكراً يا جدي

شكراً يا جدي
هناء الحمراني



عبّرت لين بورد في قصتها الموجهة إلى الأطفال "شكراً يا جدي" عن مشاعرها التي كانت تكنها لجدها والدروس الرائعة التي استفادتها منه، ووصفت حزنها العميق برحيله الذي ترك أثراً بالغاً في حياتها.
إن "الألم للرحيل" والموت كان حاضراً في القصة، لكن أين هو في حياتنا الواقعية؟
نحن نؤمن بأن الموت أمر لا بد منه، فكل نفس ستذوقه، لكننا لا نجرؤ على أن نتمناه لأحبتنا الذين نخاف عليهم ونرجو لهم حياة سعيدة ومديدة وملأى بالبركة والطاعة.
ومع ذلك فإننا في أحاديثنا اليومية نتكلم بطريقة تختلف تماماً عن تلك (الأمنيات الجميلة) التي نرددها، ونصنع بها صورة يتصورها الأبناء في علاقتهم مع أجدادهم وكبار السن عموماً؛ فحين يُسأل أحد الآباء عن كبار السن في عائلته - مهما كانت صلة القربى- يقول: "الحمد لله.. نسأل الله لنا وله حسن الخاتمة!"
ولئن كان سؤال حسن الخاتمة أمراً محموداً ومطلوباًً.. فإننا لا نورده في إجاباتنا تلك بمعناه المعروف.. بل إننا نستخدمه كغطاء يزين مرارة الأمنيات التي أصبحت أشبه برغبات مكبوتة.. وكأننا نقول: "لقد أخذ من الدنيا كفايته.. وآن له أن يرحل".
أليست تلك هي الحقيقة التي نخفيها؟
ويمكننا أن نتأكد من صدق ذلك عندما يمرض أحد أبنائنا فنُسأل عن حاله.. لتغرورق أعيننا بالدموع وتتمزق أفئدتنا من الألم ونحن نقول:
"بخير.. بخير.. الحمد لله على كل حال.. أسأل الله أن يشفيه ويعافيه".
هل يمكننا أن نقول نفس العبارة: "نسأل الله لنا وله حسن الخاتمة"؟
***
إخوتي القراء.. لعلي هنا ضممت نفسي إلى أولئك الذين يستخدمون هذا الأسلوب في حديثهم عن كبار السن.. رغبة مني في ألا أتحدث من برج عاجي أرى فيه الأمور بمنظار خاص لا يمت إلى الواقع بصلة.. لكن الحقيقة هي أنني أتألم لما أسمعه في المستشفيات.. وفي الجلسات العائلية عندما يتحدث الشباب عن كبار السن بهذه الطريقة.

إلى أي حد نشعرهم بأنهم أصبحوا عبئاً علينا بهذا الكلام؟ وما مدى تأثير ذلك على صحتهم وقواهم.
إن الإنسان الذي يملك عزيمة وقوة لمواجهة الحياة قد يتقهقر وينزوي ويفضل الصمت إذا ما شعر بأن الناس من حوله لم يعودوا يرغبون في بقائه.. فكيف بمن لم يعد يملك من تلك القوة شيئاً؟ وكل ما يجري في جسده من انهيار ينذره بالرحيل.
وما هو المقعد الذي نهيئه لأنفسنا إذا كبرنا وصرنا مثلهم؟ ونحن نكرر على مسامع أبنائنا في كل يوم تلك الدعوة التي أصبحت "ورداً يومياً" لا ننفك عن تكراره وتخصيصه لكبير السن فقط.. أما هو.. ذلك الطفل الغض.. فليس له إلا الدعاء "بطول العمر" و"السعادة" وأن "يحميه الله من كل مكروه".
لنتوقف قليلاً.. ولنبدأ بترتيب أبجدياتنا لتتوافق مع إحساسنا ببعضنا كبشر.. وليس كآلات نفعية متى ما توقفت عن العطاء توقفنا عن تزويدها بما تحتاج إليه من وقود وصيانة.
***
مقعدة على كرسي متحرك تئن وتتأوه متذمرة كطفل لأن دورها عند الطبيب لم يحن بعد.
إذا طال بنا العمر.. فهل سيكون مصيرنا مثلها.. وأي حب ذلك الذي سيغمرنا به أبناؤنا.. أن بقي لنا في ذلك العمر أبناء.
إن الأعمار بيد الله.. لكن مثل هذا التأمل جدير بأن يرد على أذهاننا.. لعلنا ندرك بأنهم ما يزالون بشراً ولديهم مثلنا رغبة في الحب والبقاء.
اللهم إنا نسألك حسن الخاتمة.. ونعوذ بك أن نرد إلى أرذل العمر.






__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 61.02 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 59.30 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (2.81%)]