الاستغفار للمؤمنين - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1369 - عددالزوار : 139899 )           »          معالجات نبوية لداء الرياء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          التربية بالحوار (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          صور من فن معالجة أخطاء الأصدقاء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          في صحوةِ الغائب: الذِّكر بوابة الحضور (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          آيات السَّكِينة لطلب الطُّمأنينة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          من أقوال السلف في أسماء الله الحسنى: (العليم, العالم. علام الغيوب) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          سبل إحياء الدعوة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          التساؤلات القلبية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          الحب الذي لا نراه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 06-01-2021, 09:49 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,143
الدولة : Egypt
افتراضي الاستغفار للمؤمنين

الاستغفار للمؤمنين
د. محمد بن عبدالله بن إبراهيم السحيم





إن الحمد لله؛ نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.

أما بعد، ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ.... ﴾ [النساء: 1].
أيها المؤمنون!
إن من أبين الربح العظيم نيلَ المؤمن الأجرَ الكبير بالعمل اليسير؛ فذاك من جُلل حلل التوفيق التي يهدي بها الله من سبقت له منه الحسنى. وإن من تلك الصالحات الباقيات ما أرشد الله إليه أنبياءه، ودأبت عليه ملائكته المسبحة بحمده، وغدا هِجِّير المؤمنين؛ إذ قال تعالى آمراً خليله المصطفى - عليه من ربه الصلاة والسلام -، وأمته داخلة في خطابه: ﴿ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ﴾ [محمد: 19]. هذا الاستغفار الإيماني العام دعا به نوح - عليه السلام - إذ قال: ﴿ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ﴾ [نوح: 28]، ودعا به إبراهيم - عليه السلام - قائلاً: ﴿ رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ ﴾ [إبراهيم: 41]، وهو الدعاء الدائب لملائكة الرحمن الحاملة لعرشه والمقربين حوله، كما قال تعالى: ﴿ الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ ﴾ [غافر: 7]. وذلك الاستغفار أمارة الاتباع الصحيح لخُطى السلف الصالح، كما قال سبحانه: ﴿ وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ ﴾ [الحشر: 10]. وما فتئ النبي صلى الله عليه وسلم ممتثلاً أمر ربه باستغفاره لأهل الإيمان بكافة شرائحهم أحياءً وأمواتاً؛ إذ كان يدعو في صلاته للميت قائلاً: " اللهم اغفر لحينا، وميتنا، وصغيرنا، وكبيرنا، وذكرنا وأنثانا، وشاهدنا وغائبنا " رواه أبو داود وصححه ابن حبان والحاكم.

أيها المسلمون!
إن الاستغفار للمؤمنين أعظم معروف يُسدى لهم؛ لتضمنه طلبَ الله لهم بمحو سيئاتهم وسترهم دون هتك. وهي أعظم دعوة يُدعى لهم بها؛ إذ هي الدعوة الوحيدة التي أُمر النبي صلى الله عليه وسلم أن يدعو بها للمؤمنين، كما قرر ابن تيمية. وبركة ذلك الاستغفار عظيمة عظيمة! إذ يُرجى أن يحظى ذلك المستغفر بإجابة دعائه واستغفار الملك له بعدد أولئك المؤمنين! ملايين الدعوات في بضع ثوانٍ! ولا نكارة في ذلك؛ إذ فضل الله واسع، وعطاؤه غدق، لا يحده تصور أو حسبة بشر، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: " دعوة المرء المسلم لأخيه بظهر الغيب مستجابة، عند رأسه ملك موكل كلما دعا لأخيه بخير، قال الملك الموكل به: آمين ولك بمثل " رواه مسلم؛ ولذا قال الشعبي: " ما من دعوة أحب إلى الله - عز وجل - من أن أقول: اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات؛ فإني أرجو أن يرد الله عليه بكل مؤمن ومؤمنة في بطن الأرض أو على ظهرها ". وسأل ابنُ جريج عطاءَ بن أبي رباح: أستغفر للمؤمنين والمؤمنات ؟ قال: نعم، قد أُمر النبي صلى الله عليه وسلم بذلك؛ فإن ذلك الواجبُ على الناس، قال الله لنبيه صلى الله عليه وسلم: ﴿ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ﴾ [محمد: 19]، قلت: أفتدع ذلك في المكتوبة أبداً ؟ قال: لا، قلت: فبمن تبدأ، بنفسك أم بالمؤمنين ؟ قال: بل بنفسي، كما قال الله: ﴿ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ﴾. قال ابن القيم: " الجميع مشتركون في الحاجة، بل في الضرورة إلى مغفرة الله وعفوه ورحمته؛ فكما يحب أن يستغفر له أخوه المسلم كذلك هو أيضا ينبغي أن يستغفر لأخيه المسلم؛ فيصير هِجِّيراه رب اغفر لي ولوالدي وللمسلمين والمسلمات وللمؤمنين والمؤمنات، وقد كان بعض السلف يستحب لكل أحد أن يداوم على هذا الدعاء كل يوم سبعين مرة؛ فيجعل له منه ورداً؛ لا يُخِلُّ به، وسمعت شيخنا - يقصد ابن تيمية - يذكره، وذكر فيه فضلاً عظيماً لا أحفظه، وربما كان من جملة أوراده التي لا يخل بها، وسمعته يقول: إن جعله بين السجدتين جائز. فإذا شهد العبد أن إخوانه مصابون بمثل ما أصيب به، محتاجون إلى ما هو محتاج إليه؛ لم يمتنع من مساعدتهم إلا لفرط جهلٍ بمغفرة الله وفضله، وحقيق بهذا أن لا يُساعَد؛ فإن الجزاء من جنس العمل ".

الخطبة الثانية
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله.
أيها المؤمنون!
والاستغفار للمؤمنين يسلّم القلب من الدغل والحسد، وتأمل كيف قرن تباّع السلف بين طلب المغفرة للمؤمنين وطلب تنقية الله قلوبهم من داء الغل العضال: ﴿ وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ ﴾ [الحشر: 10]. وكما أن ذلك الاستغفار مطهرة لقلب صاحبه؛ فإنه جالب لمحبة المؤمنين، ومروِّض شماس نفوسهم؛ وذاك ما أرشد الله إليه نبيه صلى الله عليه وسلم في طريق تأليف قلوب المؤمنين وانعطافها له إذ يقول: ﴿ فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ ﴾ [آل عمران: 159]. وذلك الاستغفار أمارة الانتفاع بالعلم الدال على إرادة الله الخير بصاحبه، كما قال تعالى: ﴿ فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ﴾ [محمد: 19]. وحتى يؤتي ذلك الاستغفار هذه الثمار؛ فإنه لا بد من مراعاة أدب الدعاء؛ من حضور القلب، والمداومة والإلحاح، والانكسار لله، والابتعاد عن الحوائل المانعة من الإجابة.


وإذا كان العبد مأموراً بالاستغفار للمؤمنين والمؤمنات بالقول؛ فمن لازم ذلك أن يصدِّق الاستغفارَ العملُ؛ فيكون ناصحاً لهم؛ يحب لهم من الخير ما يحب لنفسه، ويكره لهم من الشر ما يكره لنفسه، ويحثهم على الخير، وينهاهم عن الشر، ويعفو عن معايبهم ومساويهم، ويحرص على اجتماعهم اجتماعاً تتألف به قلوبهم، ويزول ما بينهم من الأحقاد المفضية للمعاداة والشقاق؛ فإنه بالائتلاف تقل الذنوب، وبالافتراق تكثر الشرور والمعاصي؛ وبذلك يتطابق الاستغفار لأهل الإيمان مع لوازمه؛ فلا يتناقض أو يتشوّه.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 51.26 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 49.59 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.26%)]