عظيم لا تحيط به الظنون - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1204 - عددالزوار : 133660 )           »          سبل تقوية الإيمان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          إقراض الذهب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          حكم المصلي إذا عطس (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          فقه الاحتراز (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          سُنّة: عدم التجسس وتتبع عثرات الناس (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          القراءة في فجر الجمعة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          الصلاة قرة عيون المؤمنين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          إلى القابضين على جمر الأخلاق في زمن الشح (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          الأخوة في الدين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 04-01-2021, 09:04 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,907
الدولة : Egypt
افتراضي عظيم لا تحيط به الظنون

عظيم لا تحيط به الظنون


سامي بن عيضه المالكي


الحَمْد لله ذي العظَمة والجَلال، الذي تفرَّد بِكُلِّ جمالٍ وكمالٍ، وأشْهد أنْ لا إله إلا الله، وحْده لا شريك له، ولا نِدَّ ولا مِثال، له الأسْماء الحُسْنى والصِّفات العُلى، وهو الكبير المُتَعال، وأشْهد أنَّ نبيَّنا محمدًا عبْده ورسوله، كريم الأخْلاق، وطَيِّب الخصال، وخيْرُ منْ تقرَّب إلى الله بالإعْظام والإكْبار والإجْلال، صلَّى الله وسلَّم عليْه وعلى آله وصحْبه خير صحْبٍ وآل، وعلى مَنْ تَبِعهم بإحْسانٍ ما تجدَّدت البُكور والآصال.

أما بعْد:
فأُوصيكم إخوة الإسلام ونَفْسي بِتَقْوى المَلِك العلاَّم، امْلؤوا بها الليالي والأيَّام؛ علَّ الله أنْ يكْتب لي ولكم حُسْن المُنْقلب والمقام.
عَظِيمٌ لاَ تُحِيطُ بِهِ الظُّنُونُ
بِقَبْضَتِهِ التَّحَرُّكُ والسُّكُونُ

تَعَالَى اللهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ
مُقَدِّرُهُ إِلَى وَقْتٍ يَكُونُ


تقول عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها: الحمد لله الذي وسع سمعه الأصوات، لقد جاءت المجادلة إلى النبي صلى الله عليه وسلم تكلمه وأنا في ناحية من البيت ما أسمع ما تقول وأنزل الله تعالى: ﴿ قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ﴾ [المجادلة: 1].

هذه خولة بنت ثعلبة تهامس النبي صلى الله عليه وسلم تشكو إليه حالها وورطتها مع زوجها الذي ظاهر عليها حلف عليها أنها كظهر أمه، وبالقرب منها عائشة ما تسمع ما تقول، وسمع الله تحاورها مع النبي صلى الله عليه وسلم، والله تعالى في علوه وفوق عرشه ومع ذلك لا يخفى عليه حال خلقه، مطلعٌ على أحوالهم وأفعالهم وأقوالهم وحركاتهم وسكناتهم وما في ضمائرهم لا تخفى عليه خافية سبحانه وتعالى.

إن من عظمة الله سبحانه أنه علا فوق خلقه وهو سبحانه فوق عرشه وعرشه فوق سماواته وسماواته فوق أرضه قال تعالى: ﴿ إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ ﴾ [الأعراف: 54].

روى البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلاً أتى النبي صلى الله عليه وسلم أي نزل ضيفًا على النبي صلى الله عليه وسلم فأرسل النبي إلى نسائه فقلن ما عندنا إلا الماء - ليس في بيوت رسول الله أكرم الخلق وأعظم الخلق إلا الماء - فقال الرسول الله صلى الله عليه وسلم من يضيف هذا ؟ فقال رجل من الأنصار: أنا يا رسول الله. فأخذه وانطلق به إلى امرأته وقال لها: أكرمي ضيف رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقالت امرأته: ما عندنا إلا قوت صبياني. ما كان حال هذا الأنصاري ببعيد عن حال رسول الله صلى الله عليه وسلم. ليس في بيته إلا قوت صبيانه كما تقول زوجه.

فقال لها: هيئي طعامك وأصلحي سراجك ونومي صبيانك إن أرادوا عشاءً، فهيأت طعامها وأصلحت سراجها ونومت صغارها، ثم قامت إلى السراج كأنها تصلحه فأطفأته ثم طفقا - أي الأنصاري وامرأته - يُريانِ ضيفَهما أنهما يأكلان معه في الظلام حتى يطمئن الضيف فيأكل، حتى أكل الضيف وشبع هنيئًا مريئًا وباتا طاويين جائعين هما وصبيانهِما، فلما أصبح غدا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال صلى الله عليه وسلم: ضحك الله الليلة أو عجب من فِعالِكما. وأنزل الله في تلك الليلة: ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون.

سبحان الله العظيم.. ذلك الأنصاري الغريب وامرأته ومع ضيفهِما في ظلمةِ ذلك الليل في جوفِ ذلك البيت ومع ذلك الله من فوق عرشه اطلع على فِعالِهما وضحك وعجب من فِعالِهما ورضي عنهما إذ آثرا ضيفهَما على نفسيهِما وعلى صبيانهِما، سبحان من وسع بصره الأشياء، سبحان من وسع كل شيء علمًا وأحاط بكل شيء علمًا.

ومن عظمة الله سبحانه أنه احتجب عن خلقه لا تدركه أبصار خلقه ولا يحيط به علم المخلوق، هذا سيد الخلق رسول الله وقد عُرج به إلى السماوات ووصل إلى أعلى مقام ممكن أن يصل إليه مخلوق دنا من ربه عز وجل حتى لم يبق بينه وبين ربه إلا الحجاب ومع ذلك لم ير النبي إلا الحجاب لما سئل أرأيت ربك قال:- رأيت نورا،ً ومرة قال:- نورٌ أنى أراه؟. أي حجابه النور فأنى أراه سبحانه وتعالى. فأما موسى عليه السلام فقد طمع في الرؤية غلبَه شوقُه عليه السلام إلى رؤيةِ ربه ونسي أن الإنسانَ لا يُدرك ببصره الخالق العظيم فقال: ﴿ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ ﴾ [الأعراف: 143] فأدبه الرب سبحانه ذلك التأديب الإلهي العجيب: ﴿ قَالَ لَنْ تَرَانِي وَلَكِنِ انْظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسَى صَعِقًا ﴾ [الأعراف: 143].

سبحان الله العظيم لما تجلى الله للجبل هذا المخلوق العظيم لم يطق ذلك فذهب هباء منثوراً ونسف نسفاً لما تجلى الله للجبل وخر موسى عليه السلام مغشياً عليه من هول هذا الموقف ﴿ فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ﴾ [الأعراف: 143]. سبحان الله العظيم رب العرش الكريم.

وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (رأيتُ جبريل له سُتمائة جناح)، وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (مررتُ ليلة أسْريَ بي بالملأ الأعلى وجبريلُ كالحِلس البَالي - يعني كالقماش القديم الذائب - من خشية الله تعالى).

فإذا كانَ المخلوقُ عظيماً.. فكيف يكونُ الخالق؟ وذا كانت هذه الجنودُ العظيمة تمتثلُ لأمر ربها ولا تستطيعُ أن تَعصِيَ أمرَه.. فمَن أنتَ في هذا الكون.. حتى تعصِي المَلِك العظيم جل جلاله؟؟، أخي الكريم.. أختي الكريمة.. انكسِر أمامَ ربك العظيم في الصلاة، وقل له بقلبك: (كيف لِحَقِيرٍ مِثلي أن يَعصِيَ عظيماً مثلك؟!).

أيها المسلمون:
اسمعوا لهذا الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم في وصف عظمة الله سبحانه يوم القيامة، روى البخاري في صحيحه عن عبد الله بن مسعود رضى الله عنه قال: جاء رجل من أهل الكتاب إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال:- يا أبا القاسم إن الله يمسك السموات على إصبع و الأرضين على إصبع والشجر والزرع والخلائق على إصبع فضحك النبي صلى الله عليه وسلم حتى بانت نواجذه - ضحك النبي تعجباً وتصديقاً لما يقول ذلك الكتابي - ثم قرأ قول الله تعالى: ﴿ وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ﴾ [الزمر: 67].

أيها المسلمون:
اعرفوا عظمة الله تبارك وتعالى، تعرفوا على عظمة الخالق العظيم الجليل الكريم جبار السموات والأرض ومن عرف عظمة القهار الجبار وجب أن يخاف من قهرهِ وجبروتهِ ويتقى غضبَهُ وسخَطه ويثني عليه الخير كله.
أقول قولي هذا وأستغفر الله....
♦♦♦♦♦


الحمد لله وكفَى، وسلام على عبادِه الذين اصطفى، وأشهد أن لا إله إلا الله وحدَه لا شريك له العليّ الأعلى، وأشهد أنّ سيّدنا ونبيّنا محمّدًا عبده ورسوله، صاحب النّهج السوي والخلق الأسنى، صلّى الله عليه وعلى آله وصحبه.

أما بعد: فأوصيكم ونفسي بتقوى الله.
إن من عظمة الله تعالى أن جعل إنزال الغيث من خصائص ربوبيته سبحانه، ولم يكل ذلك إلى أحد من خلقه ﴿ إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ﴾ [لقمان: 34].

إن الغيث لو كان بيد البشر، يملكون إنزاله ومنعه لحصل فساد عريض في الأرض، ولوقع الخلاف بين الناس حول إنزالِ المطر وعدمِ إنزاله؛ فحاجةُ أهل السائمة والزرع إلى الغيث ليست كحاجة غيرهم، فهم يستبطئونه ويريدونه، وغيرهُم يستعجلونه ويؤخرونه، ولربما حصل اقتتال بين بني آدم بسبب ذلك.

والناسُ كذلك يظلم بعضهم بعضاً، وفيهم من الأثرةِ وحب الذات ما يجعلهم يمنَعون الرزق عن غيرهم، ولو كانوا يملكون المطر لاستأثر به الأقوياء دون الضعفاء، ولأهلكوهم بالعطشِ والجدبِ والجوع، أو بالأعاصيرِ والغرقِ والفيضان، وقد عايشنا أحداثاً اقتصادية كُسرت فيها أُسَرٌ ، وأُفقرت بيوت، وأفلس رجال، وما هي إلا من ظلم أباطرة المال لغيرهم، ورأينا دولاً مستكبرة تحبس مياه الأنهارِ عن جيرانها للإضرارِ بها، وإهلاكِ شعوبها، وشاهدنا دولاً تغزو أخرى فتدمرها، وتقتل بشَرَها، وتُهلكُ حرَثها ونسَلها من أجل شيءٍ من ثرواتِها، فماذا سيفعلُ هؤلاءِ وأولئك بالناسِ لو كانوا يملكون قطر السماء.


فاعرفوا حكمة الله تعالى في تقديره ، وتأملوا رحمته بعباده ؛ إذ جعل تقدير الغيث ونزوله إليه سبحانه ، ولم يكل ذلك إلى خلقه، وهو سبحانه من يقسمه بين عباده، وهذا أعظمُ أثر من آثار رحمة الله تعالى في الغيث فنحمده سبحانه حمدا يليق بجلاله وسلطانه : ﴿ وَهُوَ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً طَهُورًا * لِنُحْيِيَ بِهِ بَلْدَةً مَيْتًا وَنُسْقِيَهُ مِمَّا خَلَقْنَا أَنْعَامًا وَأَنَاسِيَّ كَثِيرًا * وَلَقَدْ صَرَّفْنَاهُ بَيْنَهُمْ لِيَذَّكَّرُوا فَأَبَى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلَّا كُفُورًا ﴾ [الفرقان: 48 - 50].

ولأن الغيث رحمة من الله تعالى شُرع للمسلم التعرض له ليصيبه شيء من تلك الرحمة ؛ كما روى أنس رضي الله عنه فقال: "أصابنا ونحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم مطر، قال: فحسر رسول الله صلى الله عليه وسلم ثوبه حتى أصابه من المطر. فقلنا: يا رسول الله، لم صنعت هذا ؟ قال: لأنه حديثُ عهدٍ بربهِ تعالى " رواه مسلم.

كما شُرع الدعاء حال نزوله؛ لأن وقت تنزله وقت رحمة ، وأوقات الرحمة مرجوة الإجابة، ولذلك كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا رأى المطر قال: " اللهم صيباً نافعاً " وفي رواية " اللهم اجعله صيباً هنيئاً ".

كما يُشرع للمسلم أن يقِرَ بافتقاره إلى الله تعالى، وحاجته إلى رحمته وغوثه، فينُسب الفضلُ إليه سبحانه ، لا إلى غيره ؛ ولذلك أثنى الله تعالى في الحديث القدسي على من قال" مُطرنا برحمة الله ، وبرزق الله ، وبفضل الله".

أيها المسلمون:
إنه لحرِي بنا أن نبحثَ عما يغذي تعظيم الله في قلوبنا، وإنَّ مِن أعظم ذلك ما يلي:
أولاً: معرفة أسماء الله الحسنى وصفاتهِ العُلَى بِمعانيها، فانظر إلى صفة العلم مثلاً، وتأمَّلْ ما ورَدَ فيها؛ قال - تعالى -: ﴿ وَأَحَاطَ بِمَا لَدَيْهِمْ وَأَحْصَى كُلَّ شَيْءٍ عَدَدًا ﴾ [الجن: 28].

فتمعَّنْ فيما حولَك مِن نباتٍ وشجَرٍ، ورمْل وحجر، واستشْعِر سعةَ علمِه - سبحانه - وتأمَّلْ قولَ الله: ﴿ وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلَا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلَا رَطْبٍ وَلَا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ ﴾ [الأنعام: 59].

ثانيًا: مما يغذي تعظيم الله في القلب: التفكُّرُ والنظر والتأمُّل في مخلوقات الله، إذا خرجت في نزهة مع أبنائك، ذكرهم بالله، اربط قلوبهم بالله، علمهم بأن كل شيء حولك هو من مخلوقات الله، علقهم به سبحانه وتفكروا في هذا الكون العجيب، وما فيه من الإتقان الرهيب.

وربُّنا يقول عن أُولي الألباب: ﴿ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا ﴾ [آل عمران: 191] .

وثالثًا: مما يزيد تعظيمَ القلب لخالقه: قراءةُ كلامه - تعالى - بتدبُّر وحضور قلب؛ فإن المسلم حين يقرأ كلام ربِّه يَقرأ عن ذاته العَليَّة، وعن آياته الكونية، ويمرُّ بقَصصٍ وعِبَر، وتخويف وإنذار: ﴿ فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَنْ يَخَافُ وَعِيدِ ﴾[ق: 45].

وإنَّ في بعض الاكتشافات الحديثة وما يسمَّى الإعجاز العلمي، لَعِبرةً لأولي الألباب.
تَأَمَّلْ فِي نَبَاتِ الْأَرْضِ وَانْظُرْ
إلَى آثَارِ مَا صَنَعَ الْمَلِيكُ

عُيونٌ مِنْ لُجَيْنٍ سَابِغَاتٌ
عَلَى وَرقٍ هُوَ الذَّهَبُ السَّبِيكُ

عَلَى كُثُبِ الزَّبَرْجَدِ شَاهِدَاتٌ
بِأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ لَهُ شَرِيكُ


ألا وصلوا - عباد الله - على رسول الهدى فقد أمركم الله بذلك في كتابه فقال: إِ﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾ [الأحزاب: 56].

اللهم صلِّ وسلّم على عبدك ورسولك محمد، وعلى آله وصحبه الطيِّبين الطاهرين، ومَن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

اللَّهم امْلأْ قلوبَنا إعْظامًا وإجْلالاً لك، واجْعلْنا من الرَّاغبين الرَّاهبين الخاشعين، اللهم وفِّقْنا لطاعتك، وجنِّبْنا معْصيتك، واجْعلْنا من الراشدين.

اللهمَّ وأعِزَّ الإسْلام والمسْلمين، وأَذِلَّ الشِّرْك والمشْركين، وأعْلِ بفضْلك كلمةَ الحقِّ والدين، ووفِّقِ - اللهم - وُلاة أمورنا لما تحبُّ وترْضى، وخذْ بنواصيهم للْبِرِّ والتقْوى، واجْعل - اللهم - هذا البلد آمنًا مطْمئنًا، سخاءً رخاءً، دار عدْلٍ وإيمانٍ، وسائر بلاد المسْلمين.

اللهم كُنْ لإخواننا المسلمين في كل مكان، كن لهم في سوريا وبورما والعراق وفلسطين واليمن، اللهم أطعم جائعهم، وأمِّنْ خائفهم، واجبر كسيرهم، واشف مريضهم، وفك أسيرهم.

اللهم أنت الله، لا إله إلا أنت، أنت الغنيُّ ونحن الفقراء، أنزِلْ علينا الغيث، ولا تجعلنا من القانِطين، اللهم إنا نستغفرك إنَّك كُنتَ غفَّارًا، فأرسل السماء علينا مدرارًا، اللهم اسقنا الغيث ولا تجعلنا من القانطين، اللهم سُقْيا رحمة، لا سقيا بَلاء ولا عذاب، ولا هَدْم ولا غرَق.


اللهم ارفع عنَّا الغلاء والوَباء، والزَّلازل والمِحَن، وسُوء الفِتَن ما ظهَر منها وما بطن، عن بلدنا هذا خاصة، وعن سائر بلاد المسلمين عامَّة، يا ربَّ العالمين.
﴿ رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ ﴾ [الأعراف: 23]
﴿ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ﴾ [البقرة: 201]
﴿ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ ﴾ [العنكبوت: 45]


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 64.12 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 62.45 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (2.61%)]