الكرامة الإنسانية في القرآن الكريم - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         نباتات منزلية تمتص رطوبة الصيف من البيت.. الصبار أبرزها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 41 )           »          طريقة عمل برجر الفول الصويا.. وجبة سريعة وصحية للنباتيين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 38 )           »          4 وسائل علمية لتكون أكثر لطفًا فى حياتك اليومية.. ابدأ بتحسين طاقتك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 40 )           »          وصفة طبيعية بالقهوة والزبادى لبشرة صافية ومشرقة قبل المناسبات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 39 )           »          3 عادات يومية تزيد من تساقط الشعر مع ارتفاع درجات الحرارة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 32 )           »          6 خطوات فى روتين الإنقاذ السريع للبشرة قبل الخروج من المنزل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 39 )           »          تريندات ألوان الطلاء فى صيف 2025.. الأحمر مع الأصفر موضة ساخنة جدًا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 29 )           »          طريقة عمل كرات اللحم بالبطاطس والمشروم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 30 )           »          وصفات طبيعية لتقشير اليدين بانتظام.. من السكر لزيت جوز الهند (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »          أبرز 5 تريندات ديكور منزلى في صيف 2025.. لو بتفكر تجدد بيتك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 30 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصور والغرائب والقصص > ملتقى القصة والعبرة
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى القصة والعبرة قصص واقعية هادفة ومؤثرة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 16-12-2020, 08:57 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,655
الدولة : Egypt
افتراضي الكرامة الإنسانية في القرآن الكريم

الكرامة الإنسانية في القرآن الكريم


د. عبدالحكيم درقاوي



اختصَّ الله عزَّ وجل النَّوع الإنساني من بين خلقه بأنْ كرَّمه وفضَّلَه وشرَّفه، فللإنسان شأنٌ ليس لسائر المخلوقات؛ فقد خلَقَه البارئُ تعالى بيده، ونفخ فيه من روحه، وأسجد له ملائكته؛ إكرامًا واحترامًا، وإظهارًا لفضله، واتَّخذ سبحانه من هذا الإنسانِ الخليلَ والكليمَ، والولِيَّ والخواصَّ والأحبار، وجعله مَعْدِنَ أسراره، ومَحلَّ حكمته، وموضِعَ مثوبته.

وهذه الورقة ما هي إلاَّ بيان لبعضِ مكرمات الله تعالى لِهذا الإنسان، والتي يُمكن استخلاصها من القرآن الكريم على النَّحو التالي:

أولاً: تكريم الذات:

إنَّ تكريم الإنسان في القرآن هو تكريم لِذَاته الإنسانية: ﴿ وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ [التغابن: 3]، وتكريمٌ لِدَوره في إعمار الأرض: ﴿ هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا ﴾ [هود: 61]، فهذا التَّكريم هو اسم جامعٌ لكلِّ الخَيْر والشَّرَف والفضائل[1].

ثانيًا: الإيجاد:

من إكرام الله للإنسان أنْ أوجَدَه بعدما لم يكن شيئًا مذكورًا، ولا يُعرف له أثر؛ قال عزَّ وجلَّ: ﴿ هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئًا مَذْكُورًا ﴾ [الإنسان: 1]، والمعنى أنه كان جسَدًا مصوَّرًا، ترابًا وطينًا، لا يُذْكَر ولا يُعرَف، ولا يُدْرَى ما اسْمُه؟ ولا ما يُراد به، ثُمَّ نَفَخ فيه الرُّوح فصار مذكورًا، وقال يحيى بن سلام: لم يكن شيئًا مذكورًا في الخَلْق، وإن كان عند الله شيئًا مذكورًا[2].

ثالثًا: خِلْقتُه على الفطرة:
من كرامة الإنسان أنْ خلَقَه الله مَجْبولاً على الإيمان؛ قال سبحانه: ﴿ فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ ﴾ [الروم: 30]، ومعناه: أنَّه تعالى ساوى بين خلْقِه كلِّهم في الفطرة على الجبِلَّة المستقيمة، لا يُولَد أحدٌ إلاَّ على ذلك، ولا تَفاوُتَ بين الناس في ذلك[3].

وزيادةً في تكريم الذَّات الإنسانية فإنَّ الإيمان بالله لا يكون وراثيًّا، كما لا يكون منَّةً ولا أمرًا مفروضًا، ولكن يكون بفِعْل إرادة فرديَّة حُرَّة، وهداية ربَّانيَّة نورانيَّة: ﴿ وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ ﴾ [الكهف: 29]، ﴿ لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ ﴾ [البقرة: 256]، ﴿ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ ﴾ [النور: 35].

وللتأكيد على الحُرِّية الإنسانيَّة التكريمية تَرِد في القرآن الكريم آياتٌ عديدة تُذَكِّر النبِيَّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - بِحُدوده الدَّعَوية، ومن هذه الآيات:
﴿ مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ وَمَنْ تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا ﴾ [النساء: 80].
﴿ قَدْ جَاءَكُمْ بَصَائِرُ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ أَبْصَرَ فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ عَمِيَ فَعَلَيْهَا وَمَا أَنَا عَلَيْكُمْ بِحَفِيظٍ ﴾ [الأنعام: 104].
﴿ فَمَنِ اهْتَدَى فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِوَكِيلٍ ﴾ [الزمر: 41].

﴿ فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ * لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُصَيْطِرٍ * إِلَّا مَنْ تَوَلَّى وَكَفَرَ ﴾ [الغاشية: 21 - 23].

رابعًا: الخلافة وإعمار الأرض:

تعكس خلافة الإنسان في الأرض أسْمَى مراتب التَّكريم الإِلَهي؛ ﴿ وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ ﴾ [البقرة: 30].

خامسًا: تسخير ما في الكون لِخِدمة الإنسان:

ولِتَحقيق هذه الخلافة سخَّر الله عزَّ وجل للإنسان السَّماوات والأرض وما بينهما؛ ﴿ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَكُمْ وَسَخَّرَ لَكُمُ الْفُلْكَ لِتَجْرِيَ فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَسَخَّرَ لَكُمُ الْأَنْهَارَ * وَسَخَّرَ لَكُمُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دَائِبَيْنِ وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ * وَآتَاكُمْ مِنْ كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ ﴾ [إبراهيم: 32 - 34]، وقال تعالى أيضًا: ﴿ أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُنِيرٍ ﴾ [لقمان: 20]، ذكَر نِعَمَه على بني آدم وأنَّه سخَّر لَهم ما في السماوات من شَمْس وقمر ونُجوم، وملائكة تَحُوطهم وتجرُّ إليهم منافِعَهم، وما في الأرض عامٌّ في الجبال والأشجار والثِّمار، وما لا يُحصى؛ ﴿ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ﴾ [لقمان: 20]؛ أيْ: أكملها وأتَمَّها[4].

سادسًا: استيعاب الإنسان للعلوم الدنيوية:
قال عزَّ وجلَّ: ﴿ وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ﴾ [البقرة: 31]، الظاهر أنَّ الأَسْماء التي علُمِّهَا آدم هي ألفاظ تدلُّ على ذوات الأشياء التي يَحتاج نوع الإنسان إلى التَّعبير عنها؛ لِحَاجته إلى ندائها أو استحضارها، أو إفادة حصول بعضها مع بعض، وهي - أيِ: الإفادة - ما نُسمِّيه اليوم بالأخبار أو التَّوصيف، فيَظهر أنَّ المراد بالأسماء ابتداءً أسماءُ الذَّوات من الموجودات، مثل الأعلام الشخصيَّة، وأسماء الأجناس من الحيوان والنَّبات، والحجَر والكواكب، مِمَّا يقع عليه نظر الإنسان ابتداءً، مثل اسم جنَّة وملَك، وآدم وحواء وإبليس، وشجرة وثَمَرة، ونجد ذلك بحسب اللُّغة البشريَّة الأولى.

وتعليم الله تعالى آدمَ الأسماءَ إمَّا بطريقة التلقين بِعَرض المسمَّى عليه، فإذا أراه لُقِّن اسمه بصوتٍ مَخْلوق يسمعه، فيَعْلم أنَّ ذلك اللفظ دالٌّ على تلك الذَّات بعِلْم ضروري، أو يكون التعليم بإلقاء علم ضروريٍّ في نفس آدم بحيث يَخْطر في ذهنه اسْمُ شيءٍ عندما يُعْرَض عليه، فيضع له اسْمًا بأنْ ألْهَمَه وضْعَ الأسماء للأشياء؛ ليُمَكِّنه أن يفيدها غيْرَه، وذلك بأن خلق قوَّة النُّطق فيه، وجعله قادرًا على وضع اللُّغة كما قال تعالى: ﴿ خَلَقَ الْإِنْسَانَ * عَلَّمَهُ الْبَيَانَ ﴾ [الرحمن: 3 - 4]، وجَميع ذلك تعليمٌ؛ إذِ التعليم مصدر علَّمَه، إذا جعله ذا عِلْم، مثل أدَّبه، فلا ينحصر في التَّلقين وإن تبادر فيه عُرْفًا، وأيًّا ما كانت كيفيَّة التعليم، فقد كان سببًا لتفضيل الإنسان على بقيَّة أنواع جنسه بقوَّة النُّطق وإحداث الموضوعات اللُّغوية للتعبير عمَّا في الضمير، وكان ذلك أيضًا سببًا لِتَفاضُل أفراد الإنسان بعضهم على بعض، بِمَا ينشأ عن النُّطق مِن استفادة المجهول من المعلوم، وهو مبدأ العلوم[5].

سابعًا: إيداع مفاتيح المعرفة والإدراك في الإنسان:
ولاِسْتيعاب الإنسان للعلوم وتعلُّمِها وتعليمها، أودَع فيه اللهُ - تعالى - بعض مفاتيح المعرفة (التفكُّر، النَّظر، العقل، البصر، القلب، اللُّب...).

قال سبحانه: ﴿ أَوَلَمْ يَنْظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ ﴾ [الأعراف: 185].
﴿ أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا فِي أَنْفُسِهِمْ مَا خَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ وَأَجَلٍ مُسَمًّى ﴾ [الروم: 8].
﴿ أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا ﴾ [الحج: 46].
﴿ وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ ﴾ [آل عمران: 7].

فهذه المفاتيح المعرفيَّة تَسْمو بالإنسان إلى الطَّاعة والخضوع لله تعالى: ﴿ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ ﴾ [فاطر: 28]، وتُجَرِّده عن التَّبَعية المُطْلقة والتقليد الأعمى.

والنَّظرُ والتفكُّر والتعقُّل، والاستدلال بالأدلَّة التي نصَبَها الله لِمَعرفته من أوجَبِ الواجبات بعد الإيمان الفطري الجبلِّي بالله تعالى، وإلى هذا ذهب البخاريُّ - رحمه الله - حيث بوَّب في كتابه (باب العلم قبل القول والعمل لقول الله عزَّ وجلَّ: ﴿ فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ [محمد: 19]).

ثامنًا: إلغاء الوساطة بين العبد وربه:
وللتأكيد على احترام كرامة الإنسان وحُرِّيته؛ ألغى الشَّارع الحكيم أيَّ وساطة بين الله عزَّ وجلَّ وعبْدِه، هذه الوساطة التي تُفْسد التحنُّث والتعبُّد لله، والاعتقاد الجازِمَ به سبحانه، كاتِّخاذ كُفَّار مكَّة الأصنام واسطةً، وقولِهم: ﴿ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى ﴾ [الزمر: 3]، وقد تَحُول بين السَّائل ومُناجيه: ﴿ وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ ﴾ [البقرة: 186].

قال أبو جعفر: يعنِي - تعالى ذِكْرُه - بذلك: وإذا سألك يا محمَّد عبادي عنِّي: أين أنا؟ فإنِّي قريبٌ منهم، أسْمَع دُعاءهم وأُجيب دعوة الدَّاعي منهم، وقد اختُلِف فيما أنزلت فيه هذه الآية، فقال بعضُهم: نزلَتْ في سائلٍ سأل النبِيَّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - فقال: يا محمَّد، أقريبٌ ربُّنا فنناجيه؟ أو بعيد فنناديه؟ فأنزل الله: ﴿ وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ[6].

تاسعًا: حقوق الإنسان:
ومِمَّا يصون كرامة الإنسان في الإسلام ضمانُه لِحُقوقه، وترتيبه على الإخلال بها والتعدِّي عليها جُملةً من الحدود، ومن أبرز هذه الحقوق:
حقُّ المساواة:
قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ﴾ [الحجرات: 13].

حق الحياة:
قال تعالى: ﴿ مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا ﴾ [المائدة: 32].

حق الملكيَّة:
قال تعالى: ﴿ وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا جَزَاءً بِمَا كَسَبَا نَكَالًا مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ﴾ [المائدة: 38].

حق الحُرِّية:
قال سبحانه: ﴿ إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلَافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴾ [المائدة: 33].

حق العِرْض الشريف:
قال عزَّ وجلَّ: ﴿ الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ وَلَا تَأْخُذْكُمْ بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ﴾ [النور: 2].

======================================

[1] أبو السعادات المبارك الجزري، "النهاية في غريب الحديث والأثر"، تحقيق: طاهر أحمد الزاوي، محمود الطناحي، المكتبة العلميَّة، بيروت، طبعة 1399هـ، حرف الكاف (باب الكاف مع الراء).

[2] محمد بن علي الشوكاني، "فَتْح القدير الجامع بين فنَّيِ الرواية والدراية من علم التفسير"، (5/482).

[3] إسماعيل بن عمر بن كثير أبو الفداء، "تفسير القرآن العظيم"، (4/572).

[4] تفسير ابن كثير، سورة لقمان الآية: 20.

[5] الطاهر بن عاشور، "التحرير والتنوير"، (1 /233)، وما بعدها.

[6] محمد بن جرير الطبري، "جامع البيان من تأويل آي القرآن"، (2/ 164).



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.


التعديل الأخير تم بواسطة ابوالوليد المسلم ; 07-01-2025 الساعة 10:40 AM.
رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 58.48 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 56.78 كيلو بايت... تم توفير 1.70 كيلو بايت...بمعدل (2.91%)]