الخلاف إن ثار كيف يدار؟ - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         How can we prepare for the arrival of Ramadaan? (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          الأسباب المعينـــــــة على قيام الليل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          حكم بيع جوزة الطيب واستعمالها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          تريد لبس الحجاب وأهلها يرفضون فهل تطيعهم ؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          ما هي سنن الصوم ؟ . (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          هل دعا الرسول صلى الله عليه وسلم للمسلمين الذين لم يروه ؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          حكم قول بحق جاه النبي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          ليلة النصف من شعبان ..... الواجب والممنوع (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          فضل صيام شهر رمضان.خصائص وفضائل شهر رمضان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          المقصود بالتثليث النصراني الذي أبطله القرآن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصور والغرائب والقصص > ملتقى القصة والعبرة
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى القصة والعبرة قصص واقعية هادفة ومؤثرة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 07-11-2020, 12:00 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,610
الدولة : Egypt
افتراضي الخلاف إن ثار كيف يدار؟

الخلاف إن ثار كيف يدار؟
صفية محمود


من أجلِّ النعم التي لا بد من تقييدِها بالشكر أن يجمعنا العملُ الدعوي قدرًا من الزمان طال أم قصر، ولاختلاف أعمارِنا، وتباين طباعنا ومشاربنا، وبيئاتنا التي نشأنا فيها، فلا بد أن يصدر منا بعض الضجر أحيانًا، وقد يثور الخلاف فيما بيننا ثورانًا، وهذا أمر حتمي في كل جمعٍ، فكما قد يتفق الفرقاء على بعض الأمور، فقد يختلف على مثلها الأحبابُ والأصفياء، وليست القضية في أزمةِ الاختلاف، بقدر ما هي في إدارة الخلاف، بمعنى أننا إذا وقعنا في حفرة الخلاف والاختلاف، فهل يكون همنا الأول كيف نخرج من الحفرة، أم نمكثُ في الحفرة حتى نعلم مَن حفرها؟ وكيف؟ وما الغرض؟ حتى ينقضي الزمن ونحن في الحفرة لم نزل!
إننا لسنا إلا بشرًا، ومِن طبيعة البشر أن يسر ويسعد، ثم يغتم ويشقى من ضغوط الحياة وهمومها، ومن تقصير النفوس وزيغها، يزيد إيماننا أحيانًا، فنحلم على الناس ونحتويهم، ونرق للبغيض، فضلًا عن الحبيب، وينقص إيمانُنا أحيانًا، فلا نطيق احتواء الحبيب، فكيف بالبغيض؟ فللهِ كاملُ المنة في شرح الصدور وتيسير الأمور، ونسأله -تعالى- أن يتجاوز عن الزلة، ويجمع الأمة، ويكشف الغمة، ويخزي الشيطان، ويحبسه عن تفريق الخلان والأقران؛ ليظلوا على الخير أعوانًا، ولنشره فرسانًا.
فلا مفرَّ إذًا حتى نستطيع أن ننجز أعمالنا، ونقضي أغراضنا، من خلال جمعنا واجتماعنا، أن نعرف كيف يُدار الخلاف إن ثار؛ كيلا نجني منه مر الثمار التي لا يرضاها الرب للأبرار؛ كنفورٍ، أو قطيعة، أو اعتداء على الآخرين، أو انزواء عنهم، وما أسعد الشيطان وقتئذٍ بهذا الحصاد المرير المسموم!
فما عسانا أن نفعل إذًا لنتقي تلك الآفات؟
ومِن أين السبيل حتى نُفوِّت على الشيطان أن ينزغ بين الأخلَّاء؟
ليس لنا من وجهةٍ لعلاج مشاكلنا إلا الاهتداء بالنورينِ (القرآن والسنة)؛ ففيهما الاغتناء، وفيهما الشفاء، ولنتأسَّ بأزكى الناس، الذين فهِموا النصوص وطبَّقوها، وحملوا الرسالة التي انيطت بهم وبلغوها، فشهِد لهم الله بالإبلاغ والإتمام، وأعلى ذكرهم بين الأنام، وجعلهم قدوةً على تعاقب الأزمان والأجيال، وَلْنَرَ في آيات القرآن ما نتعلم منه إذا اختلفنا كيف نفعل؟ وكيف يزول الخلاف ويعود الوداد؟ ولنتأمَّلْ بعض هذه الآيات التي توضح لنا خلافًا ثار بين موسى وهارون -صلوات الله عليهما وسلامه-، خلاف أثناء عملهم الدعوي كيف بدأ وكيف انتهى؟
ومنه نفهم أنه ليس المطلوب عدم الخلاف؛ فهو تكليف بغير مستطاع، والخلاف مِن شأن المجتمعات؛ وإنما المطلوب أن نتعلم كيف نواجه الخلاف؟
لَمَّا رجع موسى -صلى الله عليه وسلم- إلى قومِه من رحلة الرقي والإيمان، وقد حصل على الألواح التي نُسِخت فيها التوراة بيد الرحمن -جل وعلا-، فما أعظمه من شرف، ويا له من لطف وكرم! عاد لقومه عظيم الفرح، قرير البال، بفضل من الله يـزفه للقوم، ويا حسرتاه عليهم من قومٍ، وجدهم قد عبدوا عجلًا جسدًا، ذهب موسى لربِّه -عز وجل- ليأتي لهم بما يزُكِّيهم ويرفع أقدارهم، فعاد ليلقاهم وقد دسُّـوا أنفسهم في التراب، ودنسوها وشانوها بأفعالهم وعابوها! أيصدر منهم مثلُ هذا الشرك بعدما رأوا من الآيات؛ هلك فرعون بشركه أمامهم، ونجوا بتوحيدهم وإيمانهم، فهل يعقل أن يرتدوا على أعقابهم مشركين، أمر كان موسى -عليه السلام- يراه محالًا؛ لذا تملَّكه الغضب، وثار فيهم، قال الله -عز وجل- في سورة الأعراف: (وَلَمَّا رَجَعَ مُوسَى إِلَى قَوْمِهِ غَضْبَانَ أَسِفًا قَالَ بِئْسَمَا خَلَفْتُمُونِي مِنْ بَعْدِي أَعَجِلْتُمْ أَمْرَ رَبِّكُمْ وَأَلْقَى الْأَلْوَاحَ وَأَخَذَ بِرَأْسِ أَخِيهِ يَجُرُّهُ إِلَيْهِ) [الأعراف: 150]، فعل موسى ثلاثة أشياء: سفَّه حالهم وعاب فعلهم، وألقى التوراة، وأخذ أخاه يجرُّه من رأسه ولحيته، ولامه واتهمه بالتقصير، فما كان من هارون؟ وهو أخو موسى الأكبر -عليهما السلام-، وهو نبي، وبلغ به الضجر مبلغًا من أفعال بني إسرائيل، لم يُعاينْهم وهم يعصون فحسب، بل عاينهم وهم يشركون بالله عجلًا جسدًا بلغوا غاية في التدني بالشرك، بعدما بلغوا غاية التكريم بصحبة مَن كان عند الله وجيهًا، موسى -عليه الصلاة والسلام-، وحاول هارون -عليه السلام- ردَّهم وصدهم عن غيِّهم، فأرادوا قتله، ورغم معاناة هارون -صلى الله عليه وسلم- مع هؤلاء، وما وصل إليه من الغضب منهم، جاء موسى -عليه السلام- ليجرَّه من لحيته ورأسه، فما صدر من هارون -عليه الصلاة والسلام- إلا قولة لينة رقيقة حانية: (قَالَ ابْنَ أُمَّ إِنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفُونِي وَكَادُوا يَقْتُلُونَنِي فَلَا تُشْمِتْ بِيَ الْأَعْدَاءَ وَلَا تَجْعَلْنِي مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ) [الأعراف: 150] هل زاد الخلاف؟ هل ثارت نار الأحقاد؟ أم غَلَت الدماء في العروق؟ ما حدثت قطيعةٌ ولا اعتداء، ولكن قال موسى -صلى الله عليه وسلم -: (رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِأَخِي وَأَدْخِلْنَا فِي رَحْمَتِكَ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ) [الأعراف: 151].
إخوتي، هكذا فلنتراحم فيما بيننا، ولا نتدابر، ولنكن إخوانًا؛ كما أوصانا النبي -صلى الله عليه وسلم-، ولعلنا إن أخذنا بهَدْي القرآن أفلحنا بلا شك بإذن الله، ولنجعل في كل لقاء نجتمع فيه أربعةَ أمور نصب أعيننا:
• الأمير ((أمروا أحدكم)) وليلزم الجميعُ الطاعةَ، ما لم يأمرنا بمعصية.
• التماس المعاذير؛ التمسوا المعاذير بعضكم لبعضٍ، ولا تدعوا الشيطان ينزغ بينكم.
• الهدف الذي اجتمعنا له لا يعدوه بصرك؛ إنجاح العمل وإرضاء الرب، (ولنتحمَّل في سبيل ذلك أي جرح، ماديًّا كان أو معنويًّا، ولنتأسَّ بمَن قال:
إن أنتِ إلا إصبعٌ دميتِ *** وفي سبيل الله ما لقيتِ
• الصبر والاحتمال إن ثار بركان الغضب في قلب أحدنا، فلا تطفئ النار بالنيران، لا تقابل غضب أخيك بغضب، بل احنُ عليه، نادِه: "ابن أم"، وانتظر منه أن يقول: "رب اغفر لي ولأخي".
واللهم انفعنا بما تعلمنا، وعلمنا ما ينفعنا.






__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 50.12 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 48.45 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.33%)]