خطبة تفسير سورة الحجرات - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4948 - عددالزوار : 2051413 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4524 - عددالزوار : 1319330 )           »          شرح زاد المستقنع في اختصار المقنع للشيخ محمد الشنقيطي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 591 - عددالزوار : 334077 )           »          اكتشف الأسباب الخفية وراء انتفاخ البطن! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 33 )           »          الكافيين: فوائده، أضراره، والكمية الآمنة للاستهلاك يوميًا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »          التعايش مع اضطراب ثنائي القطب: دليلك لحياة متوازنة! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 30 )           »          7 أطعمة تقوي العظام! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »          نصائح بعد خرم الأذن: دليلك الشامل للتعافي بسرعة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »          ما هي فوائد التبرع بالدم؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 33 )           »          متى يكون فقدان الوزن خطير؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 07-11-2020, 12:11 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,341
الدولة : Egypt
افتراضي خطبة تفسير سورة الحجرات

خطبة تفسير سورة الحجرات (1)


أ. عبدالعزيز بن أحمد الغامدي





الخطبة الأولى
حديثنا هذا اليوم يبدأ مع سورة جليلة تضمنت آداباً عظيمة وتوجيهات كريمة؛ نرتوي من معينها؛ ونقطف من ثمارها، ونستنشق من عبيرها؛ إنها سورة الحجرات.
في مطلع هذه السورة يقول الله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ﴾ وهذه الآية متضمنة لأدب عظيم مع الله تعالى؛ ومع رسوله - صلى الله عليه وسلم -؛ ففيها أَمرَ الله عباده المؤمنين بما يقتضيه إيمانهم به وبرسوله؛ بتقديم أوامره وشرعه؛ والسير خلفها، متبعين لسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم - في جميع أمورهم، وأن لا يتقدموا بين يدي الله ورسوله؛ لا بقول ولا بأمر ولا بحكم، حتى يأتيهم أمر الله ورسولِه، فإن هذا حقيقة الأدب الواجب مع الله جل وعلا ومع رسوله - صلى الله عليه وسلم -، وهو عنوان فلاح العبد وسعادته في الدنيا والآخرة، وتتضمن هذه الآية الكريمة النهي الشديد عن تقديم قول غير الرسول - صلى الله عليه وسلم - على قوله، فالواجب متى استبانت سنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وجب اتباعها؛ وتقديمها على غيرها.
ثم أمر الله بتقواه عمومًا، والتقوى أن تعمل بطاعة الله؛ على نور من الله؛ ترجو ثواب الله، وأن تترك معصية الله؛ على نور من الله؛ تخشى عقاب الله.
ثم خُتمت هذه الآيةُ بالتذكير بأن الله تعالى سميع عليم؛ فهو يسمع جميعَ الأصوات في جميع الأوقات، وفي خَفِيِّ المواضع والجهات، وهو عليم بالظواهر والبواطن، لا يفوته شيء سبحانه.

وفي الآية التالية يقول الله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ ﴾ [الحجرات: 2] في هذه الآية بيان الأدب مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في مخاطبته، بأن لا يرفعْ المخاطِبُ له صوتَه، ولا يجهرْ له بالقول، بل يغضُّ صوتَه؛ ويخاطبُه بأدبٍ ولين وتعظيم وإجلال، فلا يكون الرسولُ في مخاطبته كأحدهم؛ بل يميزوه في خطابهم؛ كما مَيَّزه الله عن غيره في وجوب الإيمان به ومحبته واتباعه وتوقيره. وحذر الله من عدم الالتزام بذلك الأدب مع نبيه - صلى الله عليه وسلم -؛ وأنه يُخشى على من لم يتأدب بذلك حبوطُ عمله وهو لا يشعر، وفي ذلك أيضا بيانُ أن الأدبَ مع النبي - صلى الله عليه وسلم - من أسباب حصول الثواب وقبول الأعمال. ثم مدح الله من غضَّ صوتَه عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ وأنه سبحانه امتحن قلوبَهم للتقوى؛ فأخلصها وأنقاها؛ ثم وعدهم بالمغفرة والأجر العظيم، وفي هذا دليل على أن الله يمتحن القلوب بالأمر والنهي والمحن؛ فمن لازم أمر الله وسارع إلى رضاه؛ وقدّمه على هواه؛ تمحض وتمحص للتقوى؛ وصار قلبه صالحا لها، ومن لم يكن كذلك عُلِم أنه لا يصلح للتقوى؛ ولا يظلم ربك أحدا. ومما يلحق بهذا الأدب بعد موت النبي - صلى الله عليه وسلم - ما يجب من التأدب والإنصات عند سماع أحاديثه - صلى الله عليه وسلم -.

ثم قال تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِنْ وَرَاءِ الْحُجُرَاتِ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ * وَلَوْ أَنَّهُمْ صَبَرُوا حَتَّى تَخْرُجَ إِلَيْهِمْ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ [الحجرات: 4- 5] نزلت هاتان الآيتان في أناس من الأعراب فيهم الجفاء؛ قدِموا وافدين على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ فوجدوه في بيته وحجرات نسائه، فلم يصبروا ويتأدبوا حتى يخرج؛ بل نادَوه: يا محمد يا محمد، أي: اخرج إلينا؛ وزادوا كلاما، فذمهم الله بعدم العقل؛ حيث لم يعقلوا عن الله ما أمر به من الأدبَ مع رسوله، والأدب عُنوان للعقل، ثم بيّن سبحانه أنّه غفور رحيم؛ لا يعاجل بالعقوبة؛ ويعفو عن المستغفرين والتائبين.

ثم قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ ﴾ [الحجرات: 6] في هذه الآية أدب عظيم؛ وهو التثبت في الأخبار؛ فإذا أتى فاسق بخبرٍ فليتثبتوا من خبره؛ ولا يصدقوه مباشرة؛ لأنه ربما بسبب ذلك يقع خطرٌ كبير؛ وربما وقعوا في الإثم، فلربما حُكِم بموجب ذلك ومقتضاه؛ فيقع التعدي والظلم.

ثم قال تعالى: ﴿ وَاعْلَمُوا أَنَّ فِيكُمْ رَسُولَ اللَّهِ لَوْ يُطِيعُكُمْ فِي كَثِيرٍ مِنَ الْأَمْرِ لَعَنِتُّمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ أُولَئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ ﴾ [الحجرات: 7] الخطاب للصحابة الكرام؛ أي: ليكن لديكم معلومًا أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بَيْن أظهركم؛ وهو الكريم الراشد الذي يريد بكم الخير وينصح لكم، وربما لا تشعرون أنكم تريدون لأنفسكم من الشر والمضرة ما لا يوافقكم الرسولُ عليه، ولو يطيعكم في كثير من الأمر لأعنتكم وشق عليكم، ولكنّ رسولَ الله يرشدُكم؛ والله تعالى يُحَبِّبُ إليكم الإيمان ويزينُه في قلوبكم؛ فتُحِبُّوا الحقَّ وتقدموه؛ ويوفقُكم للإنابة إليه؛ وهو سبحانه يكرِّهُ إليكم الكفر والفسوق والعصيان؛ وأودع في قلوبكم كراهةَ الشر، وفي هذه الآية بيان صلاحِ الصحابةِ ورشدهم في علومهم وأعمالهم وديانتهم، وهذا فيه تزكية للصحابة الكرام - رضي الله عنهم -.

ثم قال تعالى: ﴿ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَنِعْمَةً وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ﴾ [الحجرات: 8] ذلك الخير الذي حصل للصحابة ولأتباعهم بإحسان هو بفضل الله عليهم وإحسانه، لا بحولهم وقوتهم. والله عليم بمن يشكر النعمة فيوفقُه لها، ممن لا يشكرُها ولا تليق به، فيضعُ فضلَه جل وعلا حيث تقتضيه حكمتُه. وضدُّهم الغاوون؛ الذين حُبب إليهم الكفرُ والفسوقُ والعصيان؛ وكُرِّه إليهم الإيمان، وإنّ الذنب ذنبُهم؛ فإنهم لما فسقوا طبع الله على قلوبِهم؛ ولما ﴿ زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ ﴾ [الصف: 5]؛ ولما لم يؤمنوا بالحق لما جاءهم قَلَبَ الله أفئدتهم وأعمى أبصارهم.
اللهم حبب إلينا الإيمان وزينه في قلوبنا، وكره إلينا الكفر....

الخطبة الثانية
بعد الآيات السابقة يقول الله تعالى: ﴿ وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ ﴾ [الحجرات: 9]هذا متضمن لنهي المؤمنين عن أن يبغي بعضهم على بعض؛ أو يقاتلُ بعضُهم بعضًا؛ وأنه إذا اقتتلت طائفتان من المؤمنين فإنّ على غيرهم من المؤمنين أن يتلافوا هذا الشرَّ الكبير بالإصلاح بينهم، والتوسّطَ في ذلك على الوجه الذي يقع به الصلح؛ ويسلكوا الطريقَ الموصلَ إليه، فإن تصالحتا فبها ونعمت؛ وإن بغت إحداهما على الأخرى فتقاتل الفئةُ الباغية حتى ترجعَ إلى ما حدّ الله ورسوله؛ من فعل الخير؛ وترك الشر والذي من أعظمه الاقتتال، فإن رجعت فيُصْلَحَ بينهما بالعدل لا بالظلم؛ فالله يحب المقسطين العادلين.

ثم قال تعالى: ﴿ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ﴾ هذا عقدٌ عقده الله بين المؤمنين؛ أنه إذا وُجد أناسٌ في مشرق الأرض أو مغربها؛ مؤمنون بالله ورسولِه؛ مؤمنون بما جاء في القرن والسنة؛ فإنهم إِخوةٌ للمؤمنين؛ أُخوةٌ تُوجبُ أن يُحبَّون لهم ما يحبون لأنفسهم؛ ويكرهون لهم ما يكرهون لأنفسهم، ويفرحون لفرحهم؛ ويتألمون لألمهم، ولهذا قال النبي - صلى الله عليه وسلم - آمرًا ببعض حقوق الأخوة الإيمانية: (لا تحاسدوا، ولا تناجشوا، ولا تباغضوا، ولا يبع أحدكم على بيع بعض، وكونوا عباد الله إخوانًا المؤمن أخو المؤمن؛ لا يظلمُه؛ ولا يخذلُه؛ ولا يحقرُه )، وقال - صلى الله عليه وسلم - المؤمن للمؤمن كالبنيان يشدّ بعضه بعضًا) وشبك النبي - صلى الله عليه وسلم - بين أصابعه. ولهذا فقد أمر الله تعالى وأمر رسوله - صلى الله عليه وسلم - بالقيام بحقوق المؤمنين بعضهم لبعض؛ وبما يحصل به التآلفُ والمودةُ والتواصلُ بينهم؛ ومن ذلك السعي في الإصلاح بين المؤمنين حينما يحصل بينهم الشقاق، حتى لا تتفرق القلوبُ وتتباغض؛ وحتى لا تقع القطيعة بين أخوين مؤمنين؛ أو فئتين مؤمنتين، فالإصلاحُ بين المؤمنين يبقِى أخوتَهم الإيمانية، وتتنـزّلُ بذلك رحمةُ رب العالمين؛ ولهذا ختم الله الآية بقوله: ﴿ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ﴾.


نكمل الحديثَ عن هذه السورةِ العظيمة وما فيها من توجيهات وآداب في جمعة قادمة بإذن الله.
اللهم ألَّف على الخير قلوبنا وأصلح ذات بيننا.
اللهم ارزقنا الأدب معك ومع رسولك ومع المؤمنين.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 53.90 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 52.23 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.10%)]