|
الحدث واخبار المسلمين في العالم قسم يعرض آخر الاخبار المحلية والعالمية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() لسَّلامُ عليكِ وَرحمةُ اللهِ وَبركاتُـه، فإِنِّي أحمدُ اللهَ الذي أرسلَ رسولَه بالهُدَى ودِينِ الحقِّ ليظهره على الدينِ كلِه. وأُصلي وأُسلمُ على الضَّحوكِ القتَّالِ، الذِي بُعثَ بالسيفِ بينَ يدي السَّاعةِ، ليُعبدَ اللهُ وحدَه. أمّا بعد؛ فَنزِفُّ إليكِ تهنئةٌ بَل وَعشْرا، تَحمِلُ أطيبَ البُشرَى، بعظيمِ النِكايةِ وشدَةِ الإِثخانِ، من المجاهدينَ الأبطالِ، في عَدوكِ وعدوهِم. فَنحنُ بحمدِ اللهِ نغزوهم كما يغزونَنَا، ونصولُ عليهم كمَا يَصولونَ علينَا، وَننَالُ مِنهم كمَا يَنالونَ مِنَّا، وَلسنا سواءً: فَقتلانا في الجنة وَقتلاهُم في النَّار {إِن تَكُونُواْ تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللّهِ مَا لاَ يَرْجُون} [النساء:104]، هذا مع قلةِ النَّاصرِ، وضَعفِ الإِمكاناتِ، وَلكنَّ اللهَ مولانا ولا مولى لهم، فقد أكرمنا اللهُ فقطفنا رؤسهم، ومزَّقنا أجسادهم في مواطنَ عديدة. ولنَا معهم بإِذنِ اللهِ صولاتٌ وَجَولات، ونقولُ لَهم كَما قَالَ شيخُ الإســلام ابن تيميةِ، في رسالته إلى مَلِكِ قبرص؛ أن عندَ المسلمينَ من الفِداويهِ، الذينَ يَغتَالونَ الملوكَ على فُرُشِها وأفرَاسِها، مَا قد سَمِع به الناس. أمَّتي الحَبيبة؛ أما آن لكِ أن تُبصري السَبيلَ وتستبيني الرَّشدَ وتقرئِي الحقيقةَ الكامنةَ، وَراءَ سُدُف الظلامِ، وغبار الكذبِ ودخانِ الدَّجلِ، الذي يُطلقه أعداءُ اللهِ تخذيلاً لكِ وتخديراً، حتى لا تثِبي وثبةَ الأبطال، ولاتَنهضي نهضةَ الرِّجال، لأنهُم يُدركُونَ أنَّ المَاردَ الإسلامِي إذا استيقظَ فلنْ يقفَ دُونَ أبوابِ روما وواشنطن وباريس ولندن. لقدْ حَاوَلوا مِنْ قبلُ أن يُغطُوا حقيقةَ المعركةِ، وأن يُشوشُوا على رايةِ الجهادِ الصَّافيةِ، فَأوهموا العالمَ أنَّ الذي يُقاومهم هم فلولُ النظامِ البائد وعناصرُ البعثِ الكافِرِ، حتى لا تتفاعلَ الأمَّةُ معَ المعركةِ، ولاتنهدَ للملحمة،وهذا كَذِبٌ وتَزوير، فَما سَمعتوه من بُطولةٍ وفداءٍ وعزيمةٍ ونكايةٍ في الأعداءِ، إنَّما هو بفضلِ اللهِ صُنعُ أبنائكُم، وفرسانُ الأمةِ، من مُهاجرينَ وأنصار، ألّف بينهمُ القرآنُ، ووحدتْهُم كلمةُ التوحيدِ على اختلافِ لغاتهم وألوانهم، ونُبشركِ، أنَّا قد اثخنَّا فيهم قتلاً، واسلنا دمائهم، ومنعناهم لذيذ النَّومِ والرُّقاد، حتَّى بَكُوا كَالنِّساءِ الأَيامى، والأَطفال اليَتَامى. أمةَ الإسلام؛ دَعينا نضعُ النِّقاطَ على الحروفِ، ونُحدثكِ عن طبيعةِ المعركةِ، وحقيقةِ المكرِ، وخفايا الصّراع. لقد جَاءت أمريكا بأساطِيلها وَمَسَاطِيلها، فحلّتْ بالعُقرِ من الدِّيار، وَنزَلت بِقَضها وقَضِيضِهَا بَينَ ظهرانِي المُسلِمين، وهِي تَطمَعُ: أولاً: بثروات هذهِ الأرضِ المعطاء، وكنوزها وخيراتِها التي سالَ لها لعابُ مصاصي الدماءِ، من الرأسماليين الكبار، الذين يَدفعُهُم الشرَهُ الى الثروة، الى كُل فعلٍ مهما كان قَذِراً ودنيئا،ثم لايَتورْعُون في سبيلِ ذلكَ عن صغيرٍ ولاكبيرٍ، ولارَجلٍ ولا إمرأة، فالغايةُ تبررُ الوسيلة، وقانونُ الغابِ بايديهم، يُجرِّمونَ مَن يشاءون، ويستبيحونَ ما يُريدُون. ثانياً: جاءت أمريكا وقد أرعبَها المدُّ الإسلاميُ المتصاعد، وأفزعَهَا نشيدُ الجهاد الذي عَلا صوتُه فهزّ العالم، وزلزلَ الدُنيا بأسرِها، فجاءت لتُغيـّرَ ثوابتَ الأمةِ، وتحرّفَ الكلمَ عن مواضعه، وتُبدِّلَ المناهج، وتَقضِي عَلى ينابيعِ الخيرِ المتفجرةِ في ضميرِ الأُمةِ الإسلامية، وَلِتقطعَ الطريقَ على الصَحوةِ النَّاهِضة، والرَّجعةِ الصَّادِقة، ولِتنشُرَ الـخَنَا والخَبَث، وتَبُثََّ فِكرها الساقِط، وثقافَتها اللَّقِيطة، باسم الحرية والديموقراطية، وهي تُؤَمِّلُ أن تُعيدَ صياغةَ المنطقة، ورَسمَ خَرِيطَتِها السياسيةِ والدينيةِ والثقافية، وفق مصالحها الخاصّة. ثالثاً: قَدّمْت زُحوفُ التتار المُعاصرين، وهي تحملُ إرثاً من الحقدِ الدَّفين، والعداوةِ التاريخية، والتَعصّبُ الدِّيني، الذي تُغذِّيه النبوءاتُ التوراتية، على المسلمين عامة، وعلى العراقِ وأهله خاصّة... رابعاً: جاءت أمريكا لتوفِّرَ الأَمنَ لربيبتها إسرائيل، وتقضيَ على كلِّ خطرٍ يمكنُ أن يتهددها، ومَن يُعايشُ الوضعَ، يُدركُ أنَّ ألاخطبوطَ الإسرائيلي، قد تغلغلَ في البلادِ سياسياً ومخابراتياً واقتصادياً، ولولا اللهُ الذي أقامَ رايةَ الجهاد، لأفاق أهلُ العراقِ ليجدوا أنفسهم عبيداً للسياسيين، ومدراءِ الشركاتِ اليهودية، وجيشِ الخُبراءِ والمستشارينَ اليهود... خامساً: جاءتْ أمريكا وهي تُؤمِّلُ أنْ تُقِّطَعَ أوصالَ الدولِ العربيةِ الكبيرة، وتُفَتِّتَ كِياناتِها لتُقِيمَ دُوَيلاتِ ضعيفة، لاحَول لها ولاسلطان، تَغرسُ بينها دويلاتِ طائفية، تدين لها بالولاء، وتحملُ حقداً أسوداً على أهل الإسلام، وتظلُّ أشواكاً في طريق اجتماعِ كلمةِ المسلمين، نعم، لقدْ أدركتْ أمريكا، أن الاسلام السني هو العدو الحقيقي، وان الفرق الباطنية هي نِقاطُ الضعف، وهي الثغرةُ الحقيقيةُ التي يمكنُ أن يَنفُذَ منها الأعداء، للاستيلاءِِ على أهلِ الإسلام، فقررتْ أنْ تَجعلَهم حِصانَ طرواده لاختراقِ حُصُونِ الأُمة، وعلى رأسها هؤلاءِ الرافضة. يَنبَغي أن تعلمِي أمةَ الإسلام؛ أنَّ التَّشيُعَ دينٌ لا يلتقي معَ الإسلام، إلا كمَا يلتقي اليهودُ مع النصارى تحتَ إسمِ أهلِ الكتاب، فَمِن تحريفِ القرآنِ، وسبِّ الصحابة، والطعنِ في أمهاتِ المؤمنين، الى تكفيرِ أهلِ الإسلام، واستباحةِ دِمَائِهم، مروراً بأنواعِ الشِّركِ الأكبر، وَصُوَر الكُفْرِ المستَبين، وضروبِ الخُرَافةِ والـخُزعبلاتِ والأساطيرِ المضَلِّلِة. وبإستحضار التَّجرُبةِ التِّاريخية وشهادةِ العصور الخَالية، ودلالاتِ الواقعِ الـمُعاصِر، والتَّجربةِ الحيةِ التي نَعيشُهَا، نُدركُ حَقاً مَعنى قَولِه تعالى {هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُون} [المنافقون:4]. لقدْ كَانوا عبر التَّاريخ شجاً في حُلوقِ أهلِ الإسلام، وخِنجَراً يَطعَنُهم فِي الظَهر، وفأرةُ السدِّ التِي تَهدِمُ البُنيَان، والجِسرُ الذِي يَعبُرُ عَليهِ أعداءُ الامة..... وَفِي قُلُوبهم مِن الغِلِّ والغيظِ على كِبارِ المسلمينَ وصِغَارهم، وصَالحيهم وغيرِ صالحيهم، مَالَيسَ فِي قلبِ أحد، وأعظمُ عبادتهم لَعنُ المسلمينَ مِن أولياءِ الله.....وهؤلاءِ أشدُّ النَّاسِ حِرصاً عَلَى تَفريقِ جَمَاعةِ الـمُسلمينَ، وَمِنْ أعظَمِ أصُولِهم عِندهم، التكفيرُ واللَّعنُ والسبُّ لخيار ولاةِ الأمور، كالـخُلَفاءِ الرَّاشدين، وَالعُلَمَاءِ المسلمين، إذْ كُلُّ مَنْ لَمْ يُؤمِن بالإِمامِ الـمَعصوم، الذِي لاَوجُودَ لَه، فَمَا آمنَ باللهِ ورسولِه عليه الصَلاةُ والسَّلام. ولقد صَدَقَ ذَلكَ الـمُستشرِق، حِينَ قال: (لَولا الدَّولةُ الصَّفويةُ لكنَّا اليوم في أوروبا نقرأ القرآن كما يَقرؤُه البربريُ الجزائري). نعم، فَلقَد وَصَلتْ جَحَافِلُ الدولةِ العُثمَانِية، إلى أبوابَ فيينا، لكنها وقفتْ ثُمَّ انكفأتْ راجعةٌ لتذودَ عَنْ الـمُسلمينَ في بَغداد، وتَدفَعَ صولةَ دولةِ الرفضِ الصَّفَويِّة، التي سفكتِ الدِّمَاءَ وهتكتِ الـحُرُمَات، وهدَّمَتِ المساجدَ وأزهقت أرواحَ أهل السنَّة، بلا ذَنبَ إلا حبُهُم لصحابةِ محمدٍ صلى الله ُ عليهِ وسلم0 وكانتْ تِلكَ آخِرَ نُقطةٍ وصلتْ إليهَا جُيُوشُ الإِسلام، ثُمَّ انحسرَ بَعدَ ذَلكَ مَدُّ الإسلام، وتقلَّصَ ظِله بسببِ ضَرَبَاتِ الحقدِ الموجعة، التي كَالتهَا دولة الرَّفضِ للدَّولةِ العُثمَانية. وهؤلاءِ القومُ قَد كفَّرهُمْ أئِمةُ السلف، وَبيَّنُوا حَقِيقتُهم، فَهذا الإمامُ البُخاري رحمه اللهُ يقول:"إني لأَستجهِلُ مَن لا يُكفِرُهُم إلا أن يكونَ غَيرَ عارفٍ بمذهبهِم"0 وقال: (ما باليتُ صليتُ خلفَ يَهوديٍ أو نصرانيٍ أو رافضي، لا تُؤكلُ ذبائحُهُم، ولا تُشهدُ جَنائِزُهُم، وَلاَ يُعادُ مريضُهُم). وَهذا الإمامُ مالك، رحمهُ اللهُ يقول: "الذي يَشتُمُ أصحابَ رَسولِ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلم، ليسَ له سهمٌ أو نصيبٌ فِي الإسلام"، وقالَ مُعلّقاً على قولِه تعالى يُعجبُ الزُّرّاعَ لِيَغيظَ بِهِمُ الكُفَّار: "فَمَنِ إِغتاظَ مِنَ الصحابة فهو كافر" وتَبعه على هذا الاستدلال، الإمامُ الشَّافِعي رحمه الله. وهذا الإمامُ أحمد رحمه اللهُ يقول، وَقَد سُئِل عمَّن يَسُبُّ الصحابةَ رضي الله عنهم (ما أراه على الإسلام). وقالَ لِمن سَبَّ أصحابَ رسولِ اللهِ، أو أحداً مِنهُمْ، أو تَنقَّصَهُم أو طَعَنَ عليهم، أو عرَّضَ بعيبهِم أو عَابَ أحداً مِنهُم، فَهُو (مُبتَدِعٌ رافضيٌّ خَبيث، مُخالِفٌ لا يَقبَلُ اللهُ منه صرفاً ولا عدلاً، بَلْ حُبُهم سُنَّة، والُّدعاءُ لهم قُربة، والإقتِدَاءُ بآثارهِم فَضِيلة). وَلَقَد بَدَأَ فَحِيحُ هَؤلاءِ الأَفَاعِي يَعلُو مِن جَديد، وأطلُّوا برُؤوسِهِم ليَرسُمُوا خَريطة الـمَنطِقَةِ معَ حُلفائهمُ الأمريكان، والـخَبَالةِ والـحُثالةِ مِن أهلِ السُّنة. وَمَعَ ذَلك، فَلْتعلمِ الدُّنيا أنّنا لسنا أوّلَ مَن بَدأ القِتَال، بَل هُمُ الذينَ قَتلُوا المـُجاهِدين، واغتَالُوا الـمُهَاجِرِين، وَكَانُوا عُيُوناً لِلأمرِيكانَ وآذاناً، فَكَم مِن مُجاهدٍ قُتِل بطلقةٍ غادرة، جاءتهُ مِن وَرَاءِ ظهره على أيدِي هؤلاء، كَمَا وغصبُوا مساجد التوحيدِ، وَحوَّلوهَا إلى مَعَاقِلَ للوثنيةِ والشِّرك، وغَصَبوا الأَعراضَ وأنتَهكُوا الـحُرُمات، وَهُم مَاضُونَ بسعيٍ حثيث، فِي قَتلِ وَتَصفِيَةِ الدُّعاةِ والعُلمَاءِ وأصحابِ الخِبرة، مِن أهلِ السُّنة... كلُّ ذلِكَ ولِلأَسفْ، وأهلُ السُّنةِ نِيامٌ بسبَبِ رادةٍ كَذَبَة، وَدُعَاة حِكمةٍ مزعُومَة، وَعُلَمَاءِ سوءٍ خدّرُوا الأُمَّةَ وَخَذلُوهَا وخذَّلُوها، وَكَانُوا جِسرا يَعبُرُ عَليهِ الأعدَاءُ لِيَفتِكُوا بالأُمَّة، وَكُلَّمَا أرَادَتْ الأُمَّةُ أنْ تَستَيقِظَ، لِتثأَرَ لدِينِهَا الـمُهَان، ولعرضها الـمُغتَصَب، قَالوا لـهَا نَامِي ولا تَستَيقِظِي، أَتـُرِيدُونَها حرباً طائِفيَّة، هذا وَحَبلُ الـمَكرِ مُتَّصِل، وَخِطَّةُ الـحَربِ دائرة. لَقدْ عَهِدنَا عُلمَاءَ الإسلامِ عَبرَ تاريخِ الأّمَّةِ يَتَقدَّمونَ الصُّفُوفَ، وَيُقودُونَ الزُّحُوف، وَيُوَاجِهُونَ الـحُتُوفَ بحدِّ السِّيُوف، دباً عَن المِلّةِ، وَدِفَاعاً عَنِ البَيضَة، وَحِفظاً لِلإِسلامِ وَأهلِه. أَمَّا هَؤلاء، فَنِضالُهُم ركضٌ محموم، وَجِهَادُهُم سعيٌ حَثِيثٌ إلى أبوَابِ الكَافِرِ الـمُحتَل، يَحمِلُونَ بيدٍ شَهَادَاتِ الزَّيفِ بالعِلْمِ الكَاذِب، الذّي يَزعُمُونَ الإنتِسَابُ إليه، وَيَحمِلُونَ باليدِ الأُخرَى عَبَاءَاتِ المَجدِ المُنتَهَب، يَتسوّلُونَ مِن عَدُوِّهِم مَنصِباً لقيطاً، واعتِرَافاً بحقِهِم فِي تَمثِيل أهلِ السُّنة، وَكأَنَّهُم لَم يَقرءُوا القُرآن، وَلَم يُصغُوا إلى شَهَادَةِ التَّاريخِ، بأَنَّ الحُقُوق لا تُوهَبُ، بَل تُؤخَذُ غِلاباً، وأنَّ البلادَ لا تُحرَّرُ إلاَّ بالسَيف... لايَسلَمُ الشَّرفُ الرَّفِيعُ مِنَ الأَذَى *** حَتَى يُرَاقَ عَلَى جَوَانِبه الدَّمُ أَنسيتُم أن قُدوَتُنَا مُحمَّداً عليهِ الصَّلاة وَالسَّلام، عَرَضَ عَليهِ الكُفَّارُ أن يُملِّكُوهُ عَليهِم، فَلا يَقضُوا أَمرَاً دُونَه، فَأَبَى وَأختَارَ طَرِيق الجِهاد، فَلمَاذَا عَدلتُم عَن هَديهِ، ونَبذتُم سِيرَتَه، وَدَخلتم تَحتَ عَباءِةِ الكَافِرِالمُحتَل! فَأَضفَيتُم عَليهِ الشَّرعية، وخَذَّلتُمُ الأُمَةَ عَن جِهَادِه، لِمَاذا تَكذِبُونَ عَلَى الأُمة، أنَّكُم يُمكن أن تُحصِّلُوا لَهَا حَقَّها، عَبرَ مُؤَامَرَاتِكُمُ السِّياسِية، وَمُبَادَرَاتِكُم السِّلمِية، وَأَنتُم تَعرِفُون، أنكُم لاَ سُلطَان لكُم على الكُرسِيِّ الذِّي تَجلِسُونَ عَليه. تَتَوهمونَ أنكُم بقُبلاتِكُم الحَارَّة لِبرايـمر، وضَحَكَاتِكُمُ الصَّاخِبةِ مَعَهُ ستستِمِيلُون قَلبَهُ، وَتَحوزُون ثِقَتَه، فَيُسلِمُكُم البلادَ وَالعِبَاد، حُباً لَكُم وَكَرَامَة!. أُمَّةَ الإِسلام؛ أنتِ تَعلَمِينَ أَنَّ أمريكا لاَ تُرِيدُ لَنَا الخَير، وَلَا تَبغِي لَنَا إلَّّا الخَبالَ وَالوَبَال، وَضَجِيجُهُم هَذِه الأَيَّام، فِي التَّحذِيرِ مِن خِطَّةِ المُجَاهدِين، لَيسَ صِيانَةً لِدِمَاءِ المُسلِمينَ وَلا طمعاً فِي صَلاحِهم، وَلا حِرصَاً عَلى خَيرِهم، ولكنَّهمُ إِرتَاعُوا، وأفزعَهُم أن يـَمضي المُجَاهِدُونَ فِي خُطتِهم، فَيُسقِطُوا أقنِعةَ الكذِبِ، وَيُميطُوا اللِّثامَ عَن حَقِيقةِ المعركة، لأنهم يَعرفونَ ويُدركُونَ أن أهلَ السُّنةِ أبطالٌ أشاوس، وَليوثٌ وَفَوارس، فإذَا استيقَضُوا مِن رَقدَتِهِم، وأفَاقُوا مِن هَجعَتِهم، وَاقتحَمُوا المَيدَان، وَدَخلُوا المَعرَكَةَ مَعَ الأمريكان واليهودِ وأوليائهم، مِن الرَّافِضةِ وخَبَالةِ أهلِ السُّنة، فَلن تَستطيعَ الدُّنيا كُلُّها أن توقِفَ زَحفَهُم، أو تَمنعَ تقدُّمَهُم، لِذلك فَهم يُحذّرونَ وسَيُحذرِّون مِنَ الإنجِرار إلى المَعرَكَةِ الحَقِيقيَّة، بحجَّةِ الخَوفِ مِن الطَائِفِيَّة، والحِرصِ عَلى البلادِ وَكَذبُوا! وَهَاهِي أمرِيكَا بَدَأت تَتَوارَى فِي قَواعدهَا الخَلفيّة، وتَدفَعُ بهؤلاءِ فِي الصُّفوفِ الأمَاميّة، لِينُوبُوا عَنها فِي حربِ المُجَاهِدِين، فَعَدوُّنا الآن والخَطَرُ الدَّاهمُ علَى الجِهاد، هُم هَؤلاءِ الروافِض، ومَعهمُ الحُثالةُ مِن أهلِ السُّنة، فَهم الذينَ يَتتبَعُون العَوراتِ، وَيعرِفُونَ المدَاخِلَ والمَخَارج، ويُوجِهُونَ حِرابَهم إِلى صُدُور المُجاهدين، أفَنَترُكُهم يَئِدُونَ الجِهادَ ويجتثُّونَ جُذُورَه، حَذَراً مِن فِتنةِ طائفيةٍ مزعومة. فَهاهُم يُحذِّرونَ مِن حربٍ طائفية، ويُظهرونَ الحِرصَ على الدَّم العِراقي والوَطَن العِراقي، فأَينَ حرصُهم على الدَّمِ العراقِي يومَ كانت فَيالِقُهُمُ العسكرية، تُقاتِلُ جنباً إلى جنب مَعَ دَولةِ الرَّفضِ المجوسية، ضِدَّ أبناءِ شعبهم كَما يَزعُمُون؟ بل إسألُوا أبنائكم أيهَا الغَافِلونَ مِن أهلِ السُّنة، الذين كَانوا جُنداً للطَّاغيةِ صدام، عِندمَا أسرهمُ الجَيشُ الرافضيُّ الايراني، مَن كَان يُعذِّبُهم؟ إسألوهم؟ أليسَ فَيلقُ الغدر، فَيلقُ بدر؟ ألم يَكُن يُحقِّقُ مَعهم وَيُعذِّبُهم بيده، الهَالكُ باقرُ الحكيم؟ ما أسرعَ مَا نَسيتُم يَاأهلَ السُّنة! فقد أطلقَ العَنانَ لفيلَقِه، فَيلقَ الغدر، أن يَسفِكُوا دِماءَ المُسلمين، وَيَهتِكُوا أعراضَهم، ويَستَولُوا على مَساجِدِهم. فَكم مِن مَسجدٍ إغتَصبُوه، وَكم مِن عِرضِ حُرَّةٍ مُسلِمةٍ إنتَهَكُوه، وَكم مِن دَمِ مُسلمٍ مجاهدٍ سَفَكُوه، وَكَم مِن أسيرٍ وأسيرةٍ بسببهم تَسلَّط عَليهِمُ الأمريكَان، وَحسبُنا، أنَّنا لم نَسمَع أن رافضيّاً أو رافضيةً إستاقَهُمُ الأمريكانُ أسرى، بَينَما سُجُونُهم مَلَىء بِالأَسرى مِن رجالِ ونِساءِ أهلِ السُّنة، وَلتَسمعِ الدُّنيا، أنَّنا مَاضُونَ بعونِ اللهِ، فِي قَتلِ أئِمَّتِهم وحَصدِ رُؤوسِهم، غَضَباً لأبي بكرٍ وعمرَ وعثمانَ وعلي والحسن والحسين وعَائشة، وَثَأراً للدِّمَاءِ المَسفُوحة، وَالأعرَاضِ المُنتَهبة، وَالمَساجدِ السَّلِيبة. وَلَنْ نَكفَّ عَنكُم يَا أفَاعِي الشَّر، حَتَى تَرفعُوا أيدِيَكُم عَن مَساجِدِنَا، وتَقبضُوا أيدِيَكُم عَن دِماءِ أهلِ السُّنة، وَتكفُّوا السِنَتكُم عَن الطَّعن فِي عِرضِ نبينا عليه الصَّلاةُ والسَّلام، وتَمتَنِعُون عَن مُنَاصَرةِ الأَعداءِ مِن الصليبيينَ واليهود، عَلى أهلِ الإِسلام. أمةَ الإسلام؛ ياأمتي إنَّنَا نَألـمُ هُنَا مِنَ الخِذلانِ العَجيب، والصَّمتِ الرَّهيب، الذَّي تتَعامَلِينَ بهِ مَعَ المَلحمةِ الكُبرى، والوَقْعَةِ العُظمَى فِي هَذا الزَّمان، فَأَينَ زُحُوفُ الأَبطالِ، وأسودُ الشَّرى، وشَبابُ مُحمدٍ عليه الصلاةُ والسَّلام، وَأينَ عُلماءُ الإِسلام، لِماذَا تَنحَّيتُم عَنِ الطَريق، واعتَزلتُم قِيادةَ الرَّكب، واستَسلمتُم إلى المُتَعِ الزَائِفة، وَأخلَدتُم إلى الأَرض، فَأينَ قَوارعُ القُرآن، وَأينَ سِيَرُ الأَفذاذِ، وَمَآثرُ العُلمَاءِ والمُجاهِدِين، أليسَ فِيكُم مَن يُحييهَا؟ أُمةُ الإسلام؛ أدركي الجِهادَ قَبلَ أن تتَكَالبَ الكَثرةُ الكَافِرةُ عَلى المـُجاهدين، فوَ الذِّي نَفسِي بيدِه، إذا خَبت جَذوةُ الجِهاد، وَضَعُفَ نَفسُه، وسُكِّرَتْ جُيوبُ الجِهادِ فِي العراق، فَلن تَقوم للأُمَّة قائمةُ إلاّ أن يَشاءُ الله، وسيُضيِّقُ الخِناق على الأُمةِ بأَسرِهَا، وَسيَضرِبُ اللهُ الذُّلَّ عَلى الأُمَّة، وتحلُّ عليها العقوبات القدرية، وسَيُصبحُ حَالُنا كَما ذَكرَ ابنُ كثير، في البدايَةِ والنِّهاية، عندمَا تَخلَّفَ النَّاسُ عَن الجِهاد، وَلَم يَشعُرُوا الاَّ والتتارُ فِي عُقرِ دَارهم، فَتمرُّ المَرأةُ مِن التتار على الرَّهطِ مِنَ الرِّجال، فتقولُ لهم مَكانَكُم لاتبرحوا، فتذهبُ فَتُحضِرُ السكين، ثُم تَذبَحُهم واحداً تِلوَ الآخَر، دُونَ دِفاعٍ أو حِرَاك. فالعُقوبةُ تَتبَعُها العُقُوبة، والمَعصِية تعَقَّبُهَا المعصية، ولن تُرفَعُ العُقوبَةُ إلاّ بالتوبة النَّصُوح، والتوبةُ هنا، أن تَعودوا إلى دِينِكُم، وهو الجهـــاد... أما أنتُم حُكَّام العرب؛ فَقد رضِيتُم لأَنفُسِكُم أن تكُونوا أحذِيةً للبَاطِل، وَقَاعدةٌ خلفية تنطلقُ مِنهَا طَائِراتُ القتلِ والتدمِير، وَمَا زِلتُم قَواعِدَ إمدادٍ بالمُؤنِ والعَتاد. فَنقُولُ لكُم، لقَد ذَهَبَ صَدَّامُ غَيرَ مَأسُوفٍ عليه، فَقَد كَانَ طاغِيةٌ، وعدواً للهِ ولِرَسُولِه، ذَهبَ بيدِ أسيادِه الأَمريكان، أمَّا أنتُم فَستذهبُون كذلِك، ولَكن، نسأَلُ الله أن يَكونَ ذَلكَ بأَيدِينَا وسُيُوفِنَا، وقَرِيباً إن شاء الله، وَمَا ذَلكَ عَلَى اللهِ بعزِيز. وأمَّا أنتم أيها المـُجاهدون الأَبطال؛ فلكم تحيةُ إكبارٍ وإعزازٍ، فلَقد أكرمَكُمُ اللهُ، فَأَذَلَّ على أيدكم أعتى قوةٍ عَلى مرِّ التَّاريخ، فَعُضُّوا عَلَى النواجِذ، واجثُوا عَلى الرُّكب، واشحذُوا سُيوفَكُم، واحرقوا الأرضَ تحتَ أقدام الغُزاة، أذيقوهُم حرَّ لَظَى، واقذفوا بهم فِي الجَحِيم، فلَقد دارت رَحَى الحربِ الزَّبُون، واشتعلَ اوارُ المَعركة، واشتَدَّ لَهيبُهَا، فَكُونُوا فُرسَانَها، واقتَحِمُوا أهوالها؛ عَليكم بِالأَمريكَان، عَليكُم بالرَّافِضة، عليكم بالمنافقين والعُمَلاء... أمةَ الإسلام؛ أمَّتي نَحنُ أبناؤكِ وجُندُكِ الأَوفِياء، ونَعِدُكِ أن نظلَّ كذَلِكَ حتى آخرَ قطرةٍ من دمِنا، وسنَظلُّ لكِ ماءً سلسبيلاً، عذباً نميراً، ونسائمَ باردة، ونوراً يُنير دربَ السالكين. {وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ} [يوسف:21] و الحمدُ للهِ ربِّ العَالمين.
__________________
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |