|
ملتقى الأمومة والطفل يختص بكل ما يفيد الطفل وبتوعية الام وتثقيفها صحياً وتعليمياً ودينياً |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() ضياع البنات .. من المتهم؟ عبير النحاس ![]() خلال سنوات عملت فيها في التدريس وكنت قبلها بين فتيات في مثل عمري شهدت بالطبع قصصاً كثيرة مشت فيها البنات في دروب وعرة وكنت أرى في ثنايا هذه القصص خيوطا متصلة. ![]() ولو فكرت في جمع الخيوط لوجدت أن عدم وجود تربية دينية ووعي وعلاقة بالله قوية هو أول الأسباب التي تفتح في وجه البنات باب النار.. وأن غياب علاقة قوية تربط الأم بالبنات هي السبب الثاني.. وأن عدم وجود الوالد في حياة الفتيات هو السبب الثالث.. وهناك أمور أخرى كثيرة.. ![]() أذكر تماما أنني سألت يوما معلمة التربية الدينية ببراءة عن حكم علاقات الصداقة بين الفتيات والأولاد عندما كنت في المرحلة الإعدادية، وكنت وقتها وحسب نشأتي البعيدة عن التدين لا أعرف حرمة الأمر، لكنني كما أعتقد كنت أمتلك فطرة سليمة جعلتني أتوجس من الأمر رغم وجودي في مجتمع منفتح كما يسمونه، وعندما علمت بحرمة تلك الصداقات ابتعدت عنها رغم عدم قدرة المعلمة يومها على توضيح الأمر بشكل مفهوم وواضح ومرن. ![]() وفي قصة حدثت عندما كنت في مكان عام مع صديقاتي في سنوات الصبا ونحن صغار؛ تعرض لنا بعض الشبان بكلمات لم نتقبلها بينما كنا نتبادل الأحاديث المرحة، في ذلك اليوم انتابني غيظ وغضب وحدثت والدتي بما جرى فقالت بهدوء: "ربما ظن هؤلاء الشبان أنكن فتيات سهلات المنال، فالفتاة التي تحترم نفسها وتقدرها لا تضحك في الشارع وتتبسط بالكلام". ![]() كان لتلك الكلمات أثرها بالطبع فقد امتنعت بعدها عن مجرد الابتسام، وكنت أنظر لنفسي من خلال عيون الآخرين لأتأكد من احترامهم وتقديرهم. الذي أحمد الله عليه هو سؤالي لوالدتي وسؤالي لتلك المعلمة في تلك المرحلة، وما زلت متأكدة أن الكثير من حالات الضياع سببها لجوء الفتيات إلى بعضهن دون الكبار، وما هذا إلا لضعف العلاقات والروابط بين الأم وأولادها وابتعادها عنهن نحو أمور أخرى تظنها أهم وهي واهمة بلا شك. ![]() والذي أريد التركيز عليه هنا هو علاقة الصبية بوالدها وإخوتها، ولا ينكر أحد حاجة الفتاة إلى محبة وتقدير واهتمام الجنس الأخر وليت الأب والأخ يدرك هذا فيحيط بناته بتلك المشاعر الحلوة التي تحميها من البحث عنها عند غيره وتمدها بالثقة بنفسها والعزة والكرامة والمحبة والانتماء لأهلها والتي تمنعها من الإساءة إليهم ولو بنظرة أو كلمة فضلاً عن علاقة وصحبة محرمة. ![]() تقلقني تلك الأم الساذجة والتي لا تتخذ التحذير سلاحاً لحماية أطفالها من كل ما قد يعترضهم، ولا تبدأ به منذ نعومة أظافرهم، فابنة الثالثة وابن الثالثة يستطيع أن يفهم تماما معنى الستر ومعنى حماية نفسه ومعنى أن يكون حذرا من الغرباء، بل والحذر من القريبين هو الأكثر ضرورة وهو ما يجب أن تفتح له الأمهات أعينهن وأذانهن وأحاسيسهن، وصبية في الثامنة أو التاسعة تستطيع أن تدرك مآرب الشبان. ويقلقني ذلك الإهمال وتلك الحرية التي يلقي لها البعض أولادهم فلا يرقبون ما يرونه ويسمعونه ويقرؤوه، فالمسلسلات والأفلام وبعض أفلام الكرتون وغيرها من المجلات والروايات والقصص السيئة والكثير من الأصحاب والأقارب السيئين. ![]() فأين نحن من العائلات التي تحنو على أولادها وتراعى حق الله في تربيتهم وتحتويهم وتراقب ما يحيط بهم وما يصل إليهم، وعندها سينشأ ذلك الجيل الذي نستطيع أن نأمل منه الكثير.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |