الصدقة الخفية - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4956 - عددالزوار : 2060088 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4532 - عددالزوار : 1328344 )           »          نباتات منزلية تمتص رطوبة الصيف من البيت.. الصبار أبرزها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 44 )           »          طريقة عمل برجر الفول الصويا.. وجبة سريعة وصحية للنباتيين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 41 )           »          4 وسائل علمية لتكون أكثر لطفًا فى حياتك اليومية.. ابدأ بتحسين طاقتك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 49 )           »          وصفة طبيعية بالقهوة والزبادى لبشرة صافية ومشرقة قبل المناسبات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 42 )           »          3 عادات يومية تزيد من تساقط الشعر مع ارتفاع درجات الحرارة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 34 )           »          6 خطوات فى روتين الإنقاذ السريع للبشرة قبل الخروج من المنزل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 40 )           »          تريندات ألوان الطلاء فى صيف 2025.. الأحمر مع الأصفر موضة ساخنة جدًا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 29 )           »          طريقة عمل كرات اللحم بالبطاطس والمشروم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 40 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصور والغرائب والقصص > ملتقى القصة والعبرة
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى القصة والعبرة قصص واقعية هادفة ومؤثرة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 14-10-2020, 09:42 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,655
الدولة : Egypt
افتراضي الصدقة الخفية

الصدقة الخفية


عابدة المؤيد العظم







يقف على أبواب المساجد مساكينُ يبيعون الخضار والفواكه، ويجول على البحر وعند الإشارات الضوئية صبيةٌ صغار ونساء يبِعْن العطور والألعاب، وتوجد في الأحياء السكنية بقالة متواضعة، يقوم عليها شيخ كبير؛ لتخدم السكان، وتوفر لهم حاجياتهم الضرورية، ومنها ما يُوصِّل لهم المواد الأساسية مجانًا إلى أبواب بيوتهم، وقريبًا من الحي تفتح المحلات الصغيرة لتبيع القرطاسية، والأدوات المنزلية والكهربائية.



فكيف يقابِلُ أكثر الناس هذه الخدمات؟

إنهم يَزْهدون بها ويهملونها، ويذهبون إلى المحالِّ الكبيرة لشراء حاجياتهم دفعة واحدة وبسعر أقل - حسبما يظنون - وهم يُفضِّلون الشراء من المراكز الضخمة، ولو مَشَوْا أميالاً أكثر، ولو دفعوا مالاً أكبر لقاءَ بعض السلع، فكل محل يرخص أشياء ليأتي بالزبائن، ويرفع بالمقابل سعر أشياء أخرى؛ ليضمن الربح الوفير واستمرار التجارة، وهم يتسوقون من البضائع الباهظة الثمن ولا يبالون، وعندما يَصِلون إلى صناديق الدفع يدفعون بكل هدوء ويمشون دون مناقشة أو اعتراض على غلائها الفاحش، أمَّا إن صادف أن أَعْجَبَ أولئك الناس شيءٌ من بضاعة الباعة المساكين ساوموهم على بضائعهم، وجادلوهم على الليرة والريال وأجزاء الدينار، وأظهروا الزهد ليرَخِّص الثمن، ثم لا يشترون منهم إلا أشياءَ قليلة، وبالأسعار التي يحددونها هم، وإذا احتاجوا شيئًا من بقالة الحي اشتروا بالآجل، وتأخروا بالدفع، وماطلوا حتى تتجمع عليهم المبالغ الكبيرة، وينعكس ذلك على صاحب البقالة، فيئِنُّ من ثِقَل الديون، وقلة السيولة ويعجز عن تزويد بقالته بالمواد.



هذا ما يفعله بعض الناس، ولا يفكرون أن أولئك الباعة يشترون كمية قليلة من البضاعة من شدة عَوَزِهم، فتكون أسعارها غالية عليهم، فكيف سيبيعوننا إياها بسعر كسعر المحالِّ الكبيرة؟ ثم هم يأتون بالبضاعة إلى أيدي الناس، ويقدمونها لهم وهم جالسون مستريحون، أفلا يستحقون أن نُكْرِمهم بريال أو ريالين؟ وهؤلاء الباعة فقراء محتاجون أرباب عائلات، فَلِمَ نحرجهم، ونقلل موردهم بإرخاص السعر أو تأخير الدفع؟ ومنهم من جار عليه الزمان وقست عليه الدنيا، فما وجد شيئًا يعمله إلا التجارة بهذه الطريقة البسيطة وبالبضاعة القليلة، فَلِمَ لا نشجعه على العمل المباح، والربح الحلال بدل أن يقعد عاطلاً، أو يصبح سارقًا؟



إن هؤلاء لا يَسْتَجْدون ولا يَشْحَذُون، إنهم يَعِفُّون عن الطلب ويتكسبون، ويبحثون عن اللقمة الحلال، ويبذلون في سبيلها كلَّ جُهدهم وطاقتهم، فلم لا نساعدهم على الحصول عليها طيبةً شهيةً، بأن نشتري منهم بدل الشراء من غيرهم من الأغنياء أصحاب التجارات الكبيرة؟ وبأن نقبل بالأسعار التي حددوها ما دامت معقولة؟ ولنعتبر الفارق البسيط في الأسعار صدقةً منا عليهم، نخرجها عن طيب نفس فنؤجر عليها، ونَسُرُّ بها أخًا مسلمًا (هو ذلك البائع)، ونوفر له ولعائلته دخلاً يعيش منه، ونشجعه على العمل، ونربح تجارته، ونحميه من الخسارة والإفلاس، إنها صدقة خفية نوصلها إلى العامل بلا مَنٍّ ولا أذى، ونأخذ نحن مقابلها ما نحتاجه من المواد التي يقدمها، مع ما وعدنا الله به من الثواب الجزيل.



لقد صارت التجارة دُولَةً بين كبار الأغنياء، وأتت المحالُّ الكبيرة على الصغيرة، وتحكمت بالأسعار لقدرتها على الشراء بكميات كبيرة، ولِتَمَكُّنها من الدفع الفوري، وبدأت التجارة الصغيرة في التقلص، وقد تكون في طريقها إلى الانقراض، وإن تقلصت فنحن أول الخاسرين؛ لأنهم سيتحكمون بالأسعار، ولن تبقى بضائعهم رخيصة، ولأننا سنُضْطر لقصد المحال الكبيرة متى احتجنا كيس خبز، أو علبة حليب، وهذا أمر صعب، في حين توفر لنا البقالات الصغيرة هذه الخدمات باستمرار، وتجعلها في متناول أيدينا على مدار اليوم، ولو تعامَلْنا معها وأبقيناها عامرة كنا نحن الرابحين، فاشتروا من أولئك البسطاء، وأكثِروا، تكسَبوا في الدنيا والآخرة.




وأعترف لكم أخيرًا بأن فكرة هذه المقالة ليست مني، وإنما هي نصيحة سمعْتُها من بعض الناس من وقت قريب، فخِفْت أن تضيع فلا يسمعها أحد، أو يسمعها قليل من الناس، فوضعتها هنا ليطَّلِع عليها القراء، ويعملوا بها، ولعلنا نتشارك جميعًا في الأجر.






__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 49.21 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 47.54 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.39%)]