باب أدنى أهل الجنة منزلة فيها - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 994 - عددالزوار : 122342 )           »          إلى المرتابين في السنة النبوية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »          رذيلة الصواب الدائم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          استثمار الذنوب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          حارب الليلة من محرابك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »          وليمحص الله الذين آمنوا ويمحق الكافرين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »          حديث: ليس صلاة أثقل على المنافقين من الفجر والعشاء... (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »          ذكر الله تعالى قوة وسعادة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »          السهر وإضعاف العبودية لله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          مميزات منصات التعلم الإلكترونية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث ملتقى يختص في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وعلوم الحديث وفقهه

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 14-10-2020, 12:20 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,513
الدولة : Egypt
افتراضي باب أدنى أهل الجنة منزلة فيها

باب أدنى أهل الجنة منزلة فيها (1)
الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح









وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، قَالَ: أُتِيَ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلم يَوْماً بِلَحْمٍ. فَرُفِعَ إِلَيْهِ الذِّرَاعُ وَكَانَتْ تُعْجِبُهُ فَنَهَسَ مِنْهَا نَهْسَةً فَقَالَ: "أَنَا سَيِّدُ النَّاسِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ. وَهَلْ تَدْرُونَ بِمَ ذَاكَ؟ يَجْمَعُ الله يَوْمَ الْقِيَامَةِ الأَوَّلِينَ وَالآخِرِينَ فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ. فَيُسْمِعُهُمُ الدَّاعِي وَيَنْفُذُهُمُ الْبَصَرُ. وَتَدْنُو الشَّمْسُ فَيَبْلُغُ النَّاسَ مِنَ الْغَمِّ وَالْكَرْبِ مَا لاَ يُطِيقُونَ، وَمَا لاَ يَحْتَمِلُونَ، فَيَقُولُ بَعْضُ النَّاسِ لِبَعْضٍ: أَلاَ تَرَوْنَ مَا أَنْتُمْ فِيهِ؟ أَلاَ تَرَوْنَ مَا قَدْ بَلَغَكُمْ؟ أَلاَ تَنْظُرُونَ مَنْ يَشْفَعُ لَكُمْ إِلَى رَبِّكُمْ؟ فَيَقُولُ بَعْضُ النَّاسِ لِبَعْضٍ: ائْتُوا آدَمَ. فَيَأْتُونَ آدَمَ. فَيَقُولُونَ: يَا آدَمُ أَنْتَ أَبُو الْبَشَرِ. خَلَقَكَ الله بِيَدِهِ وَنَفَخَ فِيكَ مِنْ رُوحِهِ وَأَمَرَ الْمَلاَئِكَةَ فَسَجَدُوا لَكَ. اشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّكَ. أَلاَ تَرَى إِلَى مَا نَحْنُ فِيهِ؟ أَلاَ تَرَى إِلَى مَا قَدْ بَلَغَنَا؟ فَيَقُولُ آدَمُ: إِنَّ رَبِّي غَضِبَ الْيَوْمَ غَضَباً لَمْ يَغْضَبْ قَبْلَهُ مِثْلَهُ. وَلَنْ يَغْضَبَ بَعْدَهُ مِثْلَهُ. وَإِنَّهُ نَهَانِي عَنِ الشَّجَرَةِ فَعَصَيْتُهُ. نَفْسِي. نَفْسِي. اذْهَبُوا إِلَى غَيْرِي. اذْهَبُوا إِلَى نُوحٍ. فَيَأْتُونَ نُوحاً فَيَقُولُونَ: يَا نُوحُ أَنْتَ أَوَّلُ الرُّسُل إِلَى الأَرْضِ. وَسَمَّاكَ الله عَبْداً شَكُوراً. اشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّكَ. أَلاَ تَرَى مَا نَحْنُ فِيهِ؟ أَلاَ تَرَى مَا قَدْ بَلَغَنَا؟ فَيَقُولُ لَهُمْ: إِنَّ رَبِّي قَدْ غَضِبَ الْيَوْمَ غَضَباً لَمْ يَغْضَبْ قَبْلَهُ مِثْلَهُ، وَلَنْ يَغْضَبَ بَعْدَهُ مِثْلَهُ. وَإِنَّهُ قَدْ كَانَتْ لِي دَعْوَةٌ دَعَوْتُ بِهَا عَلَى قَوْمِي. نَفْسِي. نَفْسِي. اذْهَبُوا إِلَى إِبْرَاهِيمَ. فَيَأْتُونَ إِبْرَاهِيمَ فَيَقُولُونَ: أَنْتَ نَبِيُّ اللّهِ وَخَلِيلُهُ مِنْ أَهْلِ الأَرْضِ. اشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّكَ. أَلاَ تَرَى إِلَى مَا نَحْنُ فِيهِ؟ أَلاَ تَرَى إِلَى مَا قَدْ بَلَغَنَا؟ فَيَقُولُ لَهُمْ إِبْرَاهِيمُ: إِنَّ رَبِّي قَدْ غَضِبَ الْيَوْمَ غَضَباً لَمْ يَغْضَبْ قَبْلَهُ مِثْلَهُ وَلاَ يَغْضَبُ بَعْدَهُ مِثْلَهُ. وَذَكَرَ كذبَاتِهِ. نَفْسِي. نَفْسِي. اذْهَبُوا إِلَى غَيْرِي، اذْهَبُوا إِلَى مُوسَىٰ. فَيَأْتُونَ مُوسَىٰ فَيَقُولُونَ: يَا مُوسَىٰ أَنْتَ رَسُولُ اللّهِ. فَضَّلَكَ الله، بِرِسَالاَتِهِ وَبِتَكْلِيمِهِ، عَلَى النَّاسِ. اشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّكَ. أَلاَ تَرَى إِلَى مَا نَحْنُ فِيهِ؟ أَلاَ تَرَى مَا قَدْ بَلَغَنَا؟ فَيَقُولُ لَهُمْ مُوسَىٰ: إِنَّ رَبِّي قَدْ غَضِبَ الْيَوْمَ غَضَباً لَمْ يَغْضَبْ قَبْلَهُ مِثْلَهُ وَلَنْ يَغْضَبَ بَعْدَهُ مِثْلَهُ. وَإِنِّي قَتَلْتُ نَفْساً لَمْ أُومَرْ بِقَتْلِهَا. نَفْسِي. نَفْسِي. اذْهَبُوا إِلَى عِيسىٰ. فَيَأْتُونَ عِيسىٰ فَيَقُولُونَ: يَا عِيسىٰ أَنْتَ رَسُولُ اللّهِ، وَكَلَّمْتَ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ، وَكَلِمَةٌ مِنْهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ، وَرُوحٌ مِنْهُ. فَاشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّكَ. أَلاَ تَرَى مَا نَحْنُ فِيهِ؟ أَلاَ تَرَى مَا قَدْ بَلَغَنَا؟ فَيَقُولُ لَهُمْ عِيسىٰ: إِنَّ رَبِّي قَدْ غَضِبَ الْيَوْمَ غَضَباً لَمْ يَغْضَبْ قَبْلَهُ مِثْلَهُ وَلَنْ يَغْضَبَ بَعْدَهُ مِثْلَهُ. وَلَمْ يَذْكُرْ لَهُ ذَنْباً. نَفْسِي. نَفْسِي. اذْهَبُوا إِلَى غَيْرِي. اذهبوا إِلَى مُحَمَّدٍ. فَيَأْتُونّي فَيَقُولُونَ: يَا مُحَمَّدُ أَنْتَ رَسُولُ اللّهِ وَخَاتَمُ الأَنْبِيَاءِ. وَغَفَرَ الله لَكَ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ. اشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّكَ. أَلاَ تَرَى مَا نَحْنُ فِيهِ؟ أَلاَ تَرَى مَا قَدْ بَلَغَنَا؟ فَأَنْطَلِقُ فَآتِي تَحْتَ الْعَرْشِ فَأَقَعُ سَاجِداً لِرَبِّي. ثُمَّ يَفْتَحُ الله عَلَيَّ وَيُلْهِمُنِي مِنْ مَحَامِدِهِ وَحُسْنِ الثَّنَاءِ عَلَيْهِ شَيْئاً لَمْ يَفْتَحْهُ لأَحَدٍ قَبْلِي. ثُمَّ يُقَالُ: يَا مُحَمَّدُ ارْفَعْ رَأْسَكَ. سَلْ تُعْطَهْ. اشْفَعْ تُشَفَّعْ. فَأَرْفَعُ رَأْسِي فَأَقُولُ: يَا رَبِّ أُمَّتِي. أُمَّتِي. فَيُقَالُ: يَا مُحَمَّدُ أَدْخِلِ الْجَنَّةَ مِنْ أُمَّتِكَ، مَنْ لاَ حِسَابَ عَلَيْهِ، منَ الْبَابِ الأَيْمَنِ مِنْ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ. وَهُمْ شُرَكَاءُ النَّاسِ. فِيمَا سِوَى ذٰلِكَ مِنَ الأَبْوَابِ. وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ إِنَّ مَا بَيْنَ الْمِصْرَاعَيْنِ مِنْ مَصَارِيعِ الْجَنَّةِ لَكَمَا بَيْنَ مَكَّةَ وَهَجَرٍ. أَوْ كَمَا بَيْنَ مَكَّةَ وَبُصْرَى".



وجاء هذا الحديث في الصحيحين من حديث أنس أيضاً وفيه من الزيادات:

"ثُمَّ أَخِرُّ لَهُ سَاجِداً. فَيُقَالُ لِي: يَا مُحَمَّدُ ارْفَعْ رأْسكَ. وَقُلْ يُسْمَعْ لَكَ. وَسَلْ تُعْطَهْ. وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ. فَأَقُولُ: رَبِّ أُمَّتِي. أُمَّتِي. فَيُقَالُ: انْطَلِقْ. فَمَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ حَبَّةٍ مِنْ بُرَّةٍ أَوْ شَعِيرَةٍ مِنْ إِيمَانٍ فَأَخْرِجْهُ مِنْهَا. فَأَنْطَلِقُ فَأَفْعَلُ. ثُمَّ أَرْجِعُ إِلَى رَبِّي فَأَحْمَدُهُ بِتِلْكَ الْمَحَامِدِ ثُمَّ أَخِرُّ لَهُ سَاجِداً. فَيُقَالُ لِي: يَا مُحَمَّدُ ارْفَعْ رَأْسَكَ. وَقُلْ يُسْمَعْ لَكَ. وَسَلْ تُعْطَهْ. وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ. فَأَقُولُ: أُمَّتِي. أُمَّتِي. فَيُقَالُ لِيَ: انْطَلِقْ. فَمَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ مِنْ إِيمَانٍ فَأَخْرِجْهُ مِنْهَا. فَأَنْطَلِقُ فَأَفْعَلُ. ثُمَّ أَعُودُ إِلَى رَبِّي فَأَحْمَدُهُ بِتِلْكَ الْمَحَامِدِ. ثُمَّ أَخِرُّ لَهُ سَاجِداً. فَيُقَالُ لِي: يَا مُحَمَّدُ ارْفَعْ رَأْسَكَ. وَقُلْ يُسْمَعْ لَكَ. وَسَلْ تُعْطَهْ. وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ. فَأَقُولُ: يَا رَبِّ أُمَّتِي. أُمَّتِي. فَيُقَالُ لِيَ: انْطَلِقْ. فَمَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ أَدْنَى أَدْنَى أَدْنَى مِنْ مِثْقَالِ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ مِنْ إِيمَانٍ فَأَخْرِجْهُ مِنَ النَّارِ. فَأَنْطَلِقُ فَأَفْعَلُ".

وفيه: "ثُمَّ أَرْجِعُ إِلَى رَبِّي فِي الرَّابِعَةِ فَأَحْمَدُهُ بِتِلْكَ الْمَحَامِدِ. ثُمَّ أُخِرُّ لَهُ سَاجِداً. فَيُقَالُ لِي: يَا مُحَمَّدُ ارْفَعْ رَأْسُكَ. وَقُلْ يُسْمَعْ لَكَ. وَسَلْ تُعْطَ. وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ. "فَأَقُولُ: يَا رَبِّ ائْذَنْ لِي فِيمَنْ قَالَ: لاَ إِلٰهَ إِلاَّ الله. قَالَ: لَيْسَ ذَاكَ لَكَ وَلٰكِنْ، وَعِزَّتِي وَكِبْرِيَائِي وَعَظَمَتِي وَجِبْرِيَائِي لأُخْرِجَنَّ مَنْ قَالَ: لاَ إِلٰهَ إِلاَّ الله".



وفيه: وَذَكَرَ فِي الرَّابِعَةِ "فَأَقُولُ: يَا رَبِّ، مَا بَقِيَ فِي النَّارِ إلاَّ مَنْ حَبَسَهُ الْقُرْآنُ. أَيْ وَجَبَ عَلَيْهِ الْخُلُودُ". وعند البخاري معلقا: "ثم تلا الآية: ﴿ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا ﴾ [الإسراء: 79]، قال: وهذا المقامُ المحمودُ الذي وُعِدَهُ نَبيكم صلى الله عليه وسلم".

وفي حديث أبي هريرة وحذيفة: "فَيَأْتُونَ مُحَمَّداً. فَيَقُومُ فَيُؤْذَنُ لَهُ. وَتُرْسَلُ الأَمَانَةُ وَالرَّحِمُ. فَتَقُومَانِ جَنَبَتَيِ الصِّرَاطِ يَمِيناً وَشِمَالاً. فَيَمُرُّ أَوَّلُكُمْ كَالْبَرْقِ...".

وللبخاري من حديث ابن عمرَ رضيَ الله عنهما: "إنَّ الناسَ يَصيرونَ يومَ القيامةِ جُثاً، كل أمةٍ تَتبَعُ نبيّها. يقولون: يا فلانُ اشفَعْ، حتى تنتهي الشفاعة إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم، فذلكَ يومَ يَبعثُهُ اللَّهُ المقامَ المحمود".



ترجمة رواة الأحاديث:

أبو هريرة رضي الله عنه تقدمت ترجمته في الحديث الأول من كتاب الإيمان.

وأنس رضي الله عنه تقدمت ترجمته في الحديث الثالث من كتاب الإيمان.

وحذيفة رضي الله عنه تقدمت ترجمته في الحديث الثالث والسبعين من كتاب الإيمان.

وابن عمر رضي الله عنه تقدمت ترجمته في الحديث السادس من كتاب الإيمان.



تخريج الأحاديث:

حديث أبي هريرة رضي الله عنه أخرجه مسلم حديث " 194"، وأخرجه البخاري في " كتاب أحاديث الأنبياء" " باب قول الله تعالى ﴿ وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إلى قَوْمِهِ ﴾ حديث "3340"، وأخرجه الترمذي في " كتاب الزهد" " باب ما جاء في الشفاعة " حديث " 2434"، وأخرجه ابن ماجه في " كتاب الأطعمة " " باب أطايب اللحم " مختصراً حديث " حديث " 3307"

وأما حديث أنس رضي الله عنه فأخرجه مسلم حديث "193"، وأخرجه البخاري في " كتاب التوحيد " " باب كلام الرب عز وجل يوم القيامة مع الأنبياء وغيرهم " حديث " 7510"

وأما حديث أبي هريرة وحذيفة رضي الله عنهما فأخرجه مسلم حديث 195"، وانفرد به عن البخاري، وأما حديث ابن عمر رضي الله عنهما فأخرجه البخاري في كتاب التفسير " باب قوله تعالى ﴿ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا ﴾ الإسراء: 79 " حديث " 4718"، وانفرد به عن مسلم.



شرح ألفاظ الأحاديث:

" فَرُفِعَ إِلَيْهِ الذِّرَاعُ وَكَانَتْ تُعْجِبُهُ ": كانت تعجبه الذراع وهي يد الحيوان لنضجها ولذتها، وفائدة ذكر الراوي لهذا الوصف زيادة توثيق الرواية.

" فَنَهَسَ مِنْهَا نَهْسَةً ": أكثر الرواة رووه بالسين، ووقع في بعض الروايات بالشين وكلاهما بمعنى واحد، أي أخذ بأطراف اسنانه، وقيل: النهس الأخذ بأطراف البنان، والنهش بالأضراس.

" أَنَا سَيِّدُ النَّاسِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ. ": قال القاضي عياض رحمه الله:" قيل السيد الذي يفوق قومه، والذي يفرغ إليه عند الشدائد، والنبي صلى الله عليه وسلم سيدهم في الدنيا والآخرة وإنما خص يوم القيامة لارتفاع السؤدد فيها" [شرح النووي لمسلم 3 / 62].

" فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ ": الصعيد الأرض الواسعة المستوية.

" فَيُسْمِعُهُمُ الدَّاعِي ": بضم الياء وكسر الميم: أي يصل صوت الداعي إليهم جميعاً بقوة ووضوح.

"وَيَنْفُذُهُمُ الْبَصَرُ": بفتح الياء وضم الفاء والذال، أي يدركهم البصر لأن الأرض تكون سطحاً واحداً بخلاف الآن فهي مكورة، قال القرطبي رحمه الله:" معناه: أنهم مجتمعون مهتمون بماهم فيه، لا يخفى منهم أحد، بحيث إن دعاهم داعٍ سمعوه، وإن نظر إليهم ناظر أدركهم، ويحتمل أن يكون الداعي هو الذي يدعوهم إلى العرض والحساب أو أمر آخر كقوله تعالى: ﴿ فَتَوَلَّ عَنْهُمْ يَوْمَ يَدْعُ ٱلدَّاعِ إلى شيء نُّكُرٍ ﴾ [القمر:6].

" أَلاَ تَرَى إِلَى مَا قَدْ بَلَغَنَا؟": أي ألا ترى إلى ما وصل إلينا من الكرب والشدة؟

" وَإِنَّهُ قَدْ كَانَتْ لِي دَعْوَةٌ دَعَوْتُ بِهَا عَلَى قَوْمِي ": يريد قوله ﴿ وَقَالَ نُوحٌ رَّبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا ﴾ [نوح:26]، وفي حديث أنس رضي الله عنه أن نوحاً ذكر خطيئته وخطيئته أنه سئل ما ليس له به علم قال: ﴿ قَالَ رَبّ إِنِّي أَعُوذ بِك أَنْ أَسْأَلك مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْم وَإِلَّا تَغْفِر لِي وَتَرْحَمنِي أَكُنْ مِنْ الْخَاسِرِينَ ﴾ [نوح:47].

" وَذَكَرَ كذبَاتِهِ ": وهي قوله في الكوكب: ﴿ هـذا رَبّي ﴾ ومنها قوله لآلهتهم: ﴿ قَالَ بَلْ فَعَلَهُ كَبِيْرُهُمْ هَذَا ﴾ ومنها قوله: ﴿ إِنِّي سَقِيْمٌ ﴾ ومنها ما جاء في الحديث المتفق عليه أن إبراهيم عليه السلام قالعن زوجه سارة حين دخل أرض الجبار فسئل عنها قال "إنها أختي" أي أختي في الإسلام، قال القرطبي:"(وذكر كذباته) قد فسرها في الرواية الأخرى بما ليس كذباً في التحقيق.....وعلى الجملة فأوجه هذه الأمور واضحة" [المفهم 1 / 432] أي ليست كذباً على الحقيقة وإنما تعريضاً، قال شيخنا ابن عثيمين رحمه الله:" وهي ليست كذباً لأنها تورية، لكن من شدة تعظيمه لله جعلها بمنزلة الكذبات" [التعليق على مسلم 1 / 680].

"إِنَّ مَا بَيْنَ الْمِصْرَاعَيْنِ مِنْ مَصَارِيعِ الْجَنَّةِ ": المصراعان بكسر الميم جانبا الباب

" لَكَمَا بَيْنَ مَكَّةَ وَهَجَرٍ. أَوْ كَمَا بَيْنَ مَكَّةَ وَبُصْرَى": الشك من الراوي في أي اللفظتين جاء ويحتمل أن يكون تنويعاً منه صلى الله عليه وسلم. [انظر المفهم 1 / 439].

قال النووي رحمه الله:" هجر بفتح الهاء والجيم وهي مدينة عظيمة في بلاد البحرين... وهجر هذه غير هجر المذكورة في حديث "إذا بلغ الماء قلتين بقلال هجر تلك قرية من قرى المدينة... وأما بصرى فبضم الباء، وهي مدينة معروفة بينها وبين دمشق نحو ثلاث مراحل، وهي مدينة حوران وبينها وبين مكة شهر" [شرح النووي لمسلم 3 / 64].

" وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ": من الشفاعة أي اشفع تقبل شفاعتك.

" حَبَّةٍ مِنْ بُرَّةٍ أَوْ شَعِيرَةٍ": واحدة البر أو الشعير.

" فَأَحْمَدُهُ بِتِلْكَ الْمَحَامِدِ": قال القرطبي رحمه الله:" تنبيه: في حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن المحامد كانت بعد السجود، وفي حديث أنس قبل السجود في حالة القيام، وذلك يدل على أنه صلى الله عليه وسلم أكثر من التحميد والثناء في هذا المقام كله في قيامه وسجوده إلى أن أُسْعِفَ في طلبته" [المفهم 1 / 436].

" مَا بَقِيَ فِي النَّارِ إلاَّ مَنْ حَبَسَهُ الْقُرْآنُ ": جاء في الحديث تفسير هذه اللفظة من قول قتادة رحمه الله كما في بعض الروايات قال: "أي وجب عليه الخلود " والمعنى أنه لم يبق إلا من أخبر القرآن أنه مخلد في النار وهم الكفار".

" جَنَبَتَيِ الصِّرَاطِ ": أي جانباه.

"إنَّ الناسَ يَصيرونَ يومَ القيامةِ جُثاً " جثاً جمع جاثٍ وهو الذي يجلس على ركبتيه. [انظر النهاية لابن الأثير مادة (جثا) ص (138)].



من فوائد الأحاديث:

الفائدة الأولى: الأحاديث دليل على أن النبي صلى الله عليه وسلم سيد البشر وأفضل المرسلين، لقوله صلى الله عليه وسلم:" أَنَا سَيِّدُ النَّاسِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ " فإن قيل لماذا خص يوم القيامة بالسؤدد، ولم يذكر فضيلته وسؤدده في الدنيا؟

فالجواب: قال القاضي عياض رحمه الله:" وإنما خص يوم القيامة لارتفاع السؤدد فيها، وتسليم جميعهم له، ولكون آدم وجميع أبنائه تحت لوائه صلى الله عليه وسلم، كما قال تعالى: ﴿ لِمَنِ المُلكُ اليَومَ لِلَّـهِ الواحِدِ القَهّارِ ﴾ [غافر:16] أي انقطعت دعاوى الملك في ذلك اليوم والله أعلم " [شرح النووي لمسلم 3 / 62].



الفائدة الثانية: الأحاديث دليل على إثبات الحشر يوم القيامة، لقوله "يجمع الله يوم القيامة الأولين والآخرين في صعيد واحد" والحشر ثابت بالكتاب والسنة والإجماع:

فمن الكتاب: قوله تعالى: ﴿ قُلْ إِنَّ اَلأَوَّلِينَ وَاَلأَخِرِيْنَ * لَمَجْمُوْعُوْنَ إِلَى مِيْقَاتِ يَوْمٍ مَعْلُوْمٍ[الواقعة: ٤٩ - ٥٠].

ومن السنة: أحاديث الباب، وحديث سهل بن سعد رضي الله عنه قال النبي صلى الله عليه وسلم: "يُحشر الناس يوم القيامة على أرض بيضاء عفراء كقُرْصة النقي ليس فيها علم لأحد " متفق عليه. [عفراء: هي بيضاء المائلة إلى حمرة، والنقي: هو الدقيق] وأجمع المسلمون على ثبوت الحشر يوم القيامة.

حتى البهائم تحشر يوم القيامة



دل على ذلك الكتاب والسنة.

فمن الكتاب قوله تعالى: ﴿ وَإِذَا اَلْوُحُوشُ حُشِرَتْ ﴾ [التكوير: ٥]، وقوله تعالى: ﴿ وَمَا مِنْ دَآبَّةٍ فِي الأَرْضِ وَلاَ طَائِرٍ يَطِيْرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلاَّ أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ مَافَرَّطْنَا فِي اَلْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ﴾ [الأنعام: ٣٨].

ومن السنة: حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن الرسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " لتؤدن الحقوق إلى أهلها يوم القيامة حتى يقاد للشاة الجلحاء من الشاة القرناء " رواه مسلم. [والجلحاء هي التي لا قرن لها].

قال النووي: " هذا تصريح بحشر البهائم يوم القيامة وإعادتها يوم القيامة كما يعاد أهل التكليف من الآدميين وكما يعاد الأطفال والمجانين ومن لم تبلغه دعوة وعلى هذا تظاهرت دلائل القرآن والسنة... قال العلماء: وليس من شرط الحشر والإعادة في القيامة المجازاة والعقاب والثواب، وأما القصاص من القرناء للجلحاء فليس هو من قصاص التكليف إذ لا تكليف عليها بل هو قصاص مقابلة... " [انظر شرح النووي لمسلم المجلد (16) كتاب البر والصلة، باب تحريم الظلم].

وأيضاً هو قصاص يبيَّن مدى العدل التام في ذلك اليوم حتى بين البهائم وأنه كما قال الله تعالى: ﴿ لاَ ظُلْمَ اَلْيَوْم ﴾.



يحشر الناس عراة حفاة غرلا.

لحديث عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يحشر الناس يوم القيامة حفاة عراة غرلاً، قالت: يا رسول الله! الرجال والنساء ينظر بعضهم إلى بعض؟ قال: يا عائشة الأمر أشد من أن ينظر بعضهم إلى بعض ".

وعن ابن عباس رضي الله عنه قال النبي صلى الله عليه وسلم: " إنكم تحشرون حفاة عراة غرلاً ثم قرأ: ﴿ كَمَا بَدَأْنَا أوَّلَ خَلْقٍ نُعِيْدُهُ وَعْداً عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِيْنَ ﴾، وأول من يُكسى إبراهيم " متفق عليه.

حفاة: أي غير منتعلين، عراة: أي ليس عليهم أثواب كما ولدتهم أمهاتهم، غرلاً: أي غير مختونين.

وإذا احُشر الناس كان في ذلك الجمع –كما في حديث الباب- هم وغم وكرب ودنو للشمس من الناس مقدار ميل كما ثبت في صحيح مسلم من حديث سليم بن عامر عن المقداد مرفوعاً: " تُدنى الشمس يوم القيامة من الخلق، حتى تكون منهم مقدار ميل " قال سليم بن عامر: فوالله ما أدري ما يعني بالميل أمسافة الأرض، أم الميل الذي تُكحل به العين ".



الفائدة الثالثة: الأحاديث دليل على إثبات الشفاعة:

والكلام على الشفاعة من عدة وجوه:

أولاً: معنى الشفاعة

الشفاعة لغة: من الشفع ضد الوتر، وهو ضم الشيء إلى مثيله.

واصطلاحاً: التوسط للغير بجلب منفعة أو دفع مضرة.



ثانياً: للشفاعة من حيث ثبوتها نوعان:

1- شفاعة شرعية (شفاعة مثبتة)

وهي الشفاعة المقبولة، ويدخل تحتها أنواع سيأتي بيانها، وهذه الشفاعة لا بد فيها من توفر شرطين:

الأول: الإذن للشافع أن يشفع. والثاني: الرضا عن المشفوع له.

ويدل عليهما: قوله تعالى: ﴿ وَكَمْ مِنْ مَلَكٍ فِي اَلْسَّمَواتِ لاَتُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئاً إِلاَّ مِنْ بَعْدِ أَنْ يَأْذَنَ اَللَّهُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَرْضَى ﴾ [النجم: ٢٦]، وقوله تعالى: ﴿ مَنْ ذَا اَلَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ ﴾ [البقرة: ٢٥٥].

2- شفاعة شركية (شفاعة منفية)

وهي الشفاعة للكافرين فهؤلاء لا تنفعهم شفاعة، كما قال المصنف: ( ولا تنفع الكافر شفاعة الشافعين ).

ويدل على ذلك: قوله تعالى: ﴿ فَمَا تَنْفَعُهُمْ شَفَاعَةُ اَلْشَّافِعِيْنَ ﴾ [المدثر: ٤٨].



ثالثاً: أنواع الشفاعة الشرعية

1- الشفاعة العظمى:

وهي شفاعة خاصة بالنبي صلى الله عليه وسلم، وهي شفاعة يكون بها إراحة من هول الموقف كما دلَّ عليها حديث أبي هريرة وحديث أنس في الباب، ففي حديث أنس يقول الناس:" لو استشفعنا إلى ربنا حتى يريحنا من مكاننا هذا" وفي حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال النبي صلى الله عليه وسلم: "فيبلغ الناس من الغم والكرب مالا يطيقون، وما لا يحتملون، فيقول بعض الناس لبعض: ألا ترون ما أنتم فيه؟ ألا ترون ما قد بلغكم؟ ألا تنظرون من يشفع لكم إلى ربكم؟ فيقول بعض الناس لبعض: أئتوا آدم..." الحديث، وفيه يأتون آدم ثم نوحاً ثم إبراهيم ثم موسى ثم عيسى، وكل واحد منهم يقول: إن ربي قد غضب اليوم غضباً لم يغضب قبله مثله ولم يغضب بعده مثله نفسي نفسي اذهبوا إلى غيري، وآخرهم عيسى عز وجل فيقول:" اذهبوا إلى غيري اذهبوا إلى محمد صلى الله عليه وسلم فيأتوني فيقولون: يا محمد أنت رسول الله وخاتم الأنبياء، وغفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر، اشفع لنا إلى ربك، ألا ترى ما نحن فيه؟ ألا ترى ما قد بلغنا؟ فأنطلق فآتي تحت العرش فأقع ساجداً لربي، ثم يفتح الله علي، ويلهمني من محامده وحسن الثناء عليه شيئاً لم يفتحه لأحد قبلي، ثم يقال: يا محمد ارفع رأسك، سل تعطه، اشفع تشفع، فأرفع رأسي فأقول: يا رب أمتي أمتي...."الحديث، فيشفع صلى الله عليه وسلم لأمته.



2- شفاعته صلى الله عليه وسلم بدخول أهل الجنة الجنة:

دلَّ عليها حديث أنس رضي الله عنه – وسيأتي قريبا- قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم:" أنا أول الناس يشفع في الجنة وأنا أكثر الأنبياء تبعاً " وفي رواية:" فأستفتح فيقول الخازن من أنت؟ فأقول: محمد، فيقول بك أمرت لا أفتح لأحد قبلك " رواه مسلم.



3– شفاعته صلى الله عليه وسلم في عمه أبي طالب بأن يخفف عنه العذاب:

وذلك لأن أبا طالب مات كافراً فلا يخرج من النار ولكن بشفاعة النبي صلى الله عليه وسلم يخفف عنه من العذاب.

ويدل على ذلك: حديث أبي سعيدرضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر عنده عمه أبو طالب فقال:" لعله تنفعه شفاعتي يوم القيامة فيجعل في ضحضاح من نار يغلي منه دماغه " وفي رواية: "ولولا أنا لكان في الدرك الأسفل من النار " متفق عليه.

وهذه الأنواع الثلاثة السابقة خاصة بنبينا صلى الله عليه وسلم.



4- الشفاعة في خروج الموحدين من النار:

دلَّ عليها حديث أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي قال صلى الله عليه وسلم:" يخرج من النار من قال: لا إله إلا الله وفي قلبه وزن شعيرة من خير، ويخرج من النار من قال: لا إله إلا الله وفي قلبه وزن بُرَّة من خير، ويخرج من النار مَنْ قال: لا إله إلا الله وفي قلبه وزن ذرة من خير " متفق عليه، وكذا لفظ حديث أنس في الباب.

وحديث أبي هريرة رضي الله عنه – وسيأتي قريباً - قال: قال رسول الله:" لكل نبي دعوة مستجابة، فتعجَّل كل نبي دعوته، وإني اختبأت دعوتي شفاعة لأمتي يوم القيامة، فهي نائلة إن شاء الله من مات من أمتي لا يشرك بالله شيئاً " رواه مسلم.

وحديث أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:" شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي " رواه أحمد وأبو داود والترمذي والأحاديث في هذا الباب كثيرة.

والخوارج والمعتزلة ينكرون هذا النوع من الشفاعة لأنه كما تقدم من مذهبهم أن صاحب الكبيرة يخرج من الإيمان فالسارق والزاني وغيرهما من أهل الكبائر عندهم خرجوا من الإيمان فلا تنفعهم الشفاعة، وقولهم قول باطل مردود بالأدلة الكثيرة التي تخالف معتقدهم.



5- الشفاعة فيمن استحق النار ألا يدخلها:

وهذه من أنواع الشفاعة التي يذكرها أهل العلم، وقد يستدل لها بحديث ابن عباس رضي الله عنه قال النبي صلى الله عليه وسلم:" ما من رجل مسلم يموت فيقوم على جنازته أربعون رجلاً لا يشركون بالله شيئاً إلا شفعهم الله فيه" رواه مسلم.



6- الشفاعة في رفع درجات أقوام من أهل الجنة:

وهذه قد تكون بفضل ما جعله الله من دعاء المؤمنين بعضهم لبعض، كما في حديث أم سلمة ودعاء النبي صلى الله عليه وسلم لأبي سلمة حين توفي فقال صلى الله عليه وسلم: " اللهم اغفر لأبي سلمة وارفع درجته في المهدين واخلفه في عقبه في الغابرين واغفر لنا وله يا رب العالمين، وأفسح له في قبره ونور له فيه " رواه مسلم.

وهذه الأنواع الثلاثة ليست خاصة بالنبي صلى الله عليه وسلم، بل لسائر الأنبياء والصديقين والمؤمنين.

يتبع
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 204.48 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 202.76 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (0.84%)]