|
ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() وقفات مع بدء العام الدراسي الجديد أ. عبدالعزيز بن أحمد الغامدي الخطبة الأولى عباد الله، لقد مضت أيام الإجازة وانقضت، والأيام إذا انصرفت لا تعود، وها هي الدراسة قد أقبلت، ولعلنا نقف مع بدء هذا العام الدراسي وقفات مع الشركاء في أركان العملية التعليمية. الوقفة الأولى مع أولياء الطلبة: يا أولياء الأمور، أنتم شركاءُ للمدرسة في مسؤوليتها، فليست مسؤوليتَكم توفيرُ الدفاتر والأقلام فقط، ولكن دورَكم أعظمُ وأكبر. الله الله - أيها الأولياء - في أدب أبنائكم، ووصيتهم بذلك، احرصوا على إرضاعهم الأدب قبل العلم، فلا قيمة للعلم بدون أدب، فهذه أم الإمام مالك - رحمه الله ورحمها - لما كان صغيرًا ألبسته أحسن الثياب ثم قالت له: يا بني، اذهب إلى مجالس ربيعة واجلس في مجلسه، وخذ من أدبه قبل أن تأخذَ من علمه. ويقول الإمام الشافعي رحمه الله وهو تلميذ للإمام مالك: يقول: (كنت أُصَفِّحُ - يعني أقلب - الورقة بين يدي مالك رحمه الله صفحًا دقيقًا هيبة له؛ لئلا يسمع وقعها )، وهذا الربيع بن سليمان رحمه الله وهو من تلاميذ الشافعي يقول: (والله ما تجرأت أن أشرب الماء والشافعي ينظر إليَّ هيبة له )، وكان الإمام الحافظ شعبة بن الحجاج رحمه الله يقول: (كنت إذا سمعت من الرجل الحديث كنت له عبدًا ما دام حيًا )، وكان الإمام أحمد رحمه الله وهو تلميذ للشافعي يقول لابن الشافعي: (أبوك من الخمسة الذين أدعو لهم كل سحر). معاشر الأولياء، الله الله في حقوق المعلمين والمعلمات، اغرسوا في نفوس أبنائكم حبَّ معلميهم واحترامَهم وتقديرَهم. وإن أخطأ معلم فلا ينبغي هتكُ ستار الهيبة والاحترام الذي له؛ لأن في إهانة المعلم إهانة للعلم والتعليم. فإذا أحس أحدنا خطأً من معلم فالواجب الذهاب إليه ومناصحتُه؛ مع بقاء مكانته. أيها الأولياء، أعينوا أبناءكم على مشاقّ العلم ومتاعبه، فهذا سفيان الثوري العالم المشهور لما كان صغيرًا وقد توفي والده وله إخوة رأى أن يترك العلم والدراسة ليطلب العيش والرزق، قالت له أمه: أي بنيّ، اطلب العلم أكفك بمغزلي، فانطلقت الأم تخيط بمغزلها وتكافح، وانطلق سفيان يتعلم العلم حتى أصبح سفيان من أعلام المسلمين الكبار، فصار ذلك في ميزان تلك المرأة الصالحة. معاشر الأولياء، لا تتركوا الحبل على الغارب لأبنائكم؛ يمكثون في الشارع ما شاؤوا؛ ومع من شاؤوا؛ وفي أي وقت أو مكان شاؤوا، يتعلمون من الشارع ما يفسدهم عليكم وعلى المدرسة في التربية. فاحفظوا أوقات أبنائكم واضبطوها، وكونوا أعينًا تربيهم عن قرب وعن بعد. ولا ننسى أن شارع اليوم ليس كشارع الأمس. معاشر الأولياء أين زيارات أبنائكم في مدارسهم للسؤال عنهم وتشجيعهم، بل وشكر ورفع معنويات معلميهم، إن بعضًا من الأولياء كان آخرَ عهده بالمدرسة يوم أن سجّل ابنه فيها، وبعضهم لا يأتي إلاّ حين الاستدعاء. فيا ولي أمر الطالب ليكن لك زياراتٌ تتضمن شكر المعلمين وشحذ هممهم، وتتضمن تشجيعًا للأبناء ومتابعتَهم والسؤالَ عنهم؛ في الجانبين الأخلاقي والعلمي. الوقفة الثانية مع المعلمين: إلى من حملوا وظيفة الأنبياء في تعليم الناس، قال - صلى الله عليه وسلم -: (( إن الله وملائكته ليصلون على معلم الناس الخير)). إن المعلم والمعلمة إذا أخلصوا لله ثم لمجتمعاتهم وأمتهم فهم يمشون في رحمة الله ورضاه. أيها المعلمون، أبناؤنا يأتون بين أيديكم؛ فالله الله في أبناء المسلمين، إنهم أمانة كبيرة وحِمْل عظيم. ألا وإن أحسن ما يعينكم الإخلاصَ لله في أعمالكم، فعمل بلا إخلاص لا بركة فيه، وكذلك مما يعينكم الإحساس بهذه الأمانة التي في أعناقكم. أنتم مشاعلُ نورٍ وهدى ورحمة، قدوتكم في التربية والتعلم المعلم الأول والنبي الآخِر، قال معاوية - رضي الله عنه -: فبأبي وأمي ما رأيت معلمًا كرسول الله - صلى الله عليه وسلم -. وقال أنس - رضي الله عنه -: لقد صحبت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عشر سنين وأنا غلام ما قال لي يومًا: أف، وما قال لي: لم فعلت هذا؟ أو ألا فعلت كذا؟. وقال جرير - رضي الله عنه -: ما لقيت النبي - صلى الله عليه وسلم - إلا تبسم في وجهي. ولذلك نذكر المعلمَ أن يجتهد في استمالة قلوب طلابه إليه برفيع أخلاقه. ولا يشتكي ويتضجر من أن جيل اليوم تغيّر والملهيات قد كثرت، نعم، لكنّ ذلك التضجر لا يفيد إلا اليأس وعدمَ بذلِ الجهد وقلةَ العمل والابتكار. فعليكم أن تزاحموا الشرَّ الذي يحيطُ بأبنائنا، واعلموا أن من أخلص نيته لله وعلم الله إخلاصه ورغبته الصادقة في الخير والإصلاح فإن الله يؤيده ويسدده. أيها المعلم، إذا دخلت فصلك وأغلقت بابك وغابت عنك عينُ المدير والموجِّه والمسؤولِ وأولياءُ الأمور؛ ولم يعد إلا أنت والطلابَ بين يديك؛ فتذكر أن الله في عليائه مطلع عليك. فاهتم ببذل الجهد في تعليمهم وتأديبهم، ولا تستخفن بنفسك، فكلمةٌ تقولها بإخلاص يبارك الله فيها وينفع بها عشرات السنين. واحرص على تعليم أبنائنا كل خيرٍ وهدىً وفضيلةٍ وأخلاقٍ كريمة؛ فهي أبواب عظيمة من الأجور مفتوحة لكم، ربما لم تفتح لغيركم فاغتنموها. فالدال على الخير له مثل أجر فاعله. على المعلمين أن يكونوا قدوة لطلابهم، فليس من المقبول أن تعلّم طلابك ما أنت تنسفه بأفعالك. معاشر المعلمين، الرفق الرفق بالأبناء، ستجدون في أبنائنا تصرفاتٍ تنكرونها؛ وسلوكياتً ترفُضونها؛ وأفكارًا تتبرؤون منها، فعليكم بمنهج النبي - صلى الله عليه وسلم - في التعليم، إنّ البسمةَ تأسر بها طالبك، والحنانَ تملك به قلبه، والمناقشةَ الهادئةَ البعيدة عن التشنج والتعصب ترفع الغبش عن العقول، نريدكم أن تطلقوا ألسنة أبنائنا بالكلام الحسن، إن أحسنوا فكافئوهم، وإن أخطؤوا فقوّموهم بالتي هي أحسن. اللهم وفقنا والمعلمين للقيام بما حُمِّلنا من أمانات، اللهم أعِنَّا وسددنا، أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم وللمسلمين، إنه غفور رحيم. الخطبة الثانية أما الوقفة الثالثة - عباد الله - فهي مع أحبَّائنا وقرةِ عيوننا ومهجِ أفئدتنا؛ وأكبادِنا التي تمشي على الأرض: الطلاب. أيها الأبناء، إن أول ما نزل من القرآن: ﴿ اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ * خلق الإنسان من علق * اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأَكْرَمُ * الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ ﴾ [العلق: 1 - 4]. أرأيت ديننا كيف يدعوك للقراءة والبحث والعلم؟! ورسول الله - صلى الله عليه وسلم -يقول: (( من سلك طريقًا يلتمس فيه علمًا سهل الله له طريقًا إلى الجنة )). فأخلصوا نياتكم في العلم، واطلبوا العلم لترفعوا عن أنفسكم الجهل، واطلبوا العلم لتنتفعوا وتنفعوا أهليكم ومجتمعكم وأمتكم، واطلبوا العلم لأجل العلم والعمل به، واعملوا وجدّوا فكلٌ ميسّرٌ لما خُلق له. ولتكن بداياتكم جادة، ولا تؤجلوا عمل اليوم إلى الغد، فهذا طبع الكسول، وكونوا صبورين على طلب العلم وتحصيله. معاشر الطلاب، عليكم بتقوى الله والصلاة، فلا خير فيكم إذا ضيعتم الصلاة. تجملوا بالدين والأخلاق واحترام المعلمين، وحققوا لآبائكم وأمهاتكم ما يرجونه منكم فإنه من البرّ، أدخلوا عليهم السرور بمحافظتكم على صلاتكم ودينكم ودراستكم تنالوا منهم الرضا ومزيد الدعاء. اللهم أصلح ووفق أبنائنا وبناتنا؛ اللهم احفظهم من الفتن.. اللهم أعن ووفق المعلمين، وأجزل لهم المثوبة يا كريم.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |