من أجل النهوض - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1124 - عددالزوار : 129819 )           »          الصلاة مع المنفرد جماعة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          الاكتفاء بقراءة سورة الإخلاص (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          أصول العقيدة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          الإسلام يبيح مؤاكلة أهل الكتاب ومصاهرتهم وحمايتهم من أي اعتداء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          تحريم الاعتماد على الأسباب وحدها مع أمر الشرع بفعلها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          تفسير القرآن الكريم ***متجدد إن شاء الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 3097 - عددالزوار : 369994 )           »          وليس من الضروري كذلك! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          مساواة صحيح البخاري بالقرآن الكريم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          محرومون من خيرات الحرمين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > الملتقى العلمي والثقافي
التسجيل التعليمـــات التقويم

الملتقى العلمي والثقافي قسم يختص بكل النظريات والدراسات الاعجازية والثقافية والعلمية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 01-10-2020, 03:23 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,797
الدولة : Egypt
افتراضي من أجل النهوض

من أجل النهوض


فتحي عيساوي






الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله.

الملاحظ أن الأمة الإسلامية تعيشُ خارج العصر، وهذا منذ فترة من التاريخ ليست بالهينة، فهي تعاني من مرض عضالٍ، بل من أمراض لا بد من فحصها وتشخيصها تشخيصًا منهجيًّا وعلميًّا؛ حتى يتسنَّى لنا معالجتها، مع أخذ الاعتبار بأن تحليل المشكلة واقتراح الحلول يخضعُ للخلفية العقدية والفكرية والسياسية والاجتماعية للمحلِّل، وحتى لمزاجِه ونفسيته، ولكن مع الأسف في الغالب لا يتناول هذا التشخيصُ الموجود على الساحة الفكرية حقيقةَ المرض، وإنما يتحدث عن أعراضه، وبالتبع عن المسكنات والحلول المؤقتة لتلك الأعراض، فلا علاج للداء نفسه، ولا استئصال للورم أو العضو المتورم ليسلم الباقي؛ لذلك لا تزال الأمة تعاني من الجهل والاستبداد والأمية الحضارية والشلل العقلي.

إن بعض النُّخَب من هذه الأمة وجَّهوا الأشرعة نحو الحضارة الغربية يَرُومُون العلاج للأمة من أمراضها، دون أن يعيِّنوا المرض ولا الدواء المناسب ولا مدة العلاج، فمن الطبيعي ألا تكون النتيجة المحصلة مطابقةً للمتوقعة أو المرجوَّة، وآخرون فتحوا نافذة التاريخ ليستخرجوا من بطونه، لكنهم كانوا كحاطبِ ليلٍ، فلم يميزوا بين غثِّه وسمينه، ولا بين حقِّه وباطله، ولم يفهموا التعديل الذي ينبغي أن يضاف إليها، فأوقفوا أنفسهم - دون أن يَعُوا - على تأخير الأمة عن التجديد، وعن ركب الحضارة عمومًا.

ورغم المساعي المشكورة والجهود المحمودة من البعض، إلا أنها تظل غير كافية، فبالمقارنة مع أمم أخرى، فإن الجهل لا يزال هو هو، والاستبداد هو هو، والتخلف هو هو، بل المرض يزيد ويستفحل باستمرار، وهذا أمرٌ في غاية الخطورة وفي غاية الغرابة؛ إذ نرى سلبية منقطعة النظير، فلا وجودَ للفاعلية في العالم الإسلامي، ولا للعمل الجماعي بالمفهوم الحقيقي للتعاون على الخير والحد من الشر، ولا للتخطيط والتنظيم، أضِف استفحال الفساد السياسي والاقتصادي والاجتماعي؛ مما يَحُولُ دون الشفاء والنهوض، بَلْهَ التقدُّم خطوة واحدة إلى الأمام.

إن العالم الإسلامي يعمل منذ عقود من الزمن على استيراد وجمع منتجات الحضارة الغربية، أكثر من أن يهدِفَ إلى بناء حضارة تخصُّه، رغم وجود مقوماتها معه، وقد تنتهي هذه العملية ضمنًا إلى أن نحصل على نتيجة ما، بمقتضى القانون الكوني، فكمٌّ ضخمٌ من المنتجات المتزايدة دائمًا يمكن أن يحقِّق على طول الزمن - وبدون قصد - شِبهَ حضارة، أو كما يسمِّيها مالك بن نبي - رحمه الله تعالى - (حالة حضارة)، ولكنا نرى فرقًَا شاسعًا بين هذه الحالة الحضارية، وبين تجرِبة مخطَّطة ومنظَّمة كتلك التي ارتسمتها دول خرجَت من الحرب العالمية ضعيفةً ومحطمة وشعوبها منهكة، منذ زمن ليس بالبعيد، فهذه التجربة تبرهن على أن الواقع الاجتماعي خاضعٌ لمنهج علمي، تطبق عليه فيه قوانين علمية، سواء في تكوُّنه أم في تطوره.


إن التنظيم اللازم والتخطيط المحكم هو شرطٌ لازم في بناء الحضارة، لكنه غير كافٍ، وقد يسرع عمليات تحوُّل وانتقال الشعوب من حالة الفوضى واللاحضارة إلى حالة راقية من التحضر.

إنه لمن المحتَّم لحل مشاكل الأمة أن نُعمِل الفكر ونُمعِن النظر في حلقة التاريخ، ونفهم الواقع والمتوقع والوجهة، ونحيط علمًا بالسنن الكونية والتي لا تتبدل، والسنن الشرعية المجسَّدة في الوحي المنزل؛ من أجل تحديد عوامل الانحطاط والتخلف والفساد، ومن ثَمَّ تعيين أسباب التقدم المعنوية قبل المادية، والأخذ بها كلِّها في تناغم وانسجام تامٍّ بين الأفكار والأحاسيس، والأقوال والأفعال؛ لتحصيل بناء صحيح متكامل على أسس متينة؛ بُغْيَةَ نهوضِ الأمة وتقدُّمها على المستوى الذاتي ثم المجتمعي بشقَّيْه الإنساني والمادي، فإنه لا يصح ولا يصلح مباشرةً الحلُّ والتخطيط، لا قبل النظر والفحص والتدقيق، ولا مع إغفال وضع الأمة في السابق ولا حالها في الحاضر، أما مَن ارتكز على الخطط والحلول المستوردة من الغرب أو الشرق، والتي كان موضوعها أمةً غير أمَّتِنا وبيئةً غير بيئتنا ووجهة غير وجهتنا، فإنه يضيِّع الجهود، ويضاعف الأدواء، ويزيد في الهوان، وهو من حيث لا يدري يسير بخطى حثيثة نحو حتفه، وصلِّ اللهم وسلِّم على نبينا محمد.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 60.60 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 58.88 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (2.83%)]